• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور صغير بن محمد الصغيرد. صغير بن محمد الصغير الدكتور صغير بن محمد الصغير عليه وسلم
شبكة الألوكة / موقع د. صغير بن محمد الصغير / خطب مكتوبة
لمراسلة الدكتور صغير الصغير


Tweets by d_sogher
علامة باركود

الحج وما يعادله في الأجر وأهمية التقيّد بتصاريحه (خطبة)

د. صغير بن محمد الصغير


تاريخ الإضافة: 19/5/2025 ميلادي - 21/11/1446 هجري

الزيارات: 144

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحج وما يعادله في الأجر وأهمية التقيّد بتصاريحه[1]


الحمد لله العليم الحكيم، الواسع الكريم، الذي جعل لكل زمان طاعة، ولكل قلب نية، ولكل عبد بابًا إلى رحمته، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل النية ميزانًا للعمل، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، خير من حجّ واعتمر، وعلّم الأمة كيف يُتقرَّب إلى الله في كل حال، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، وراقبوه في السر والعلانية، واعلموا أن من أعظم المواسم الفاضلة، موسمُ الحج إلى بيت الله الحرام، الركن الخامس من أركان هذا الدين، الذي تجتمع فيه معاني الإيمان، والتجرد، والخضوع، والتوحيد.

 

عباد الله إن الحجّ فريضة عظيمة، ركن من أركان الإسلام، لا يتم الدين إلا به لمن استطاع إليه سبيلاً. ومع اقتراب موسمه، تتوق أفئدة المؤمنين وتتلهف القلوب إلى بيت الله الحرام، تسعى للوقوف على عرفات، والمبيت بمزدلفة، والطواف بالكعبة، والسعي بين الصفا والمروة. لكن ليس كل راغب في الحج مُتمكِّنًا، فقد يحول بينه وبين هذه الشعيرة مانع من مرض، أو ضيق ذات يد، أو نظام تنظيمي يحد من الأعداد حفاظًا على سلامة الحجاج، كما هو الحال مع نظام "تصريح الحج" في عصرنا الحديث.

 

وفي خضم هذا الشوق، تأتي رحمة الله لتغمر العاجزين، وتفيض عليهم من واسع أجره، كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا، مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: «وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، حَبَسَهُمُ العُذْرُ»[2].


فيا لها من بشارة عظيمة! حُبسوا عن العمل بأبدانهم، لكن نياتهم سافرت ورافقت الركب، فكتب الله لهم الأجر كاملاً، لأنهم صدقوا النية، وأخلصوا التمني.

 

وهذا يدل على أصلٍ عظيم في الشريعة: أن النية الصادقة تبلغ بالعبد منازل العاملين، إذا حال العذر بينه وبين العمل. يقول ابن المبارك رحمه الله: "كم من عمل صغير تعظّمه النية، وكم من عمل عظيم تصغّره النية."[3]


ولذلك فإن من حُرم الحج لعذر، سواء لعدم حصوله على تصريح، أو لعدم القدرة الجسدية أو المادية، فلا ييأس، وليُوقن أن الله لا يضيّع أجر من أحسن عملاً، فكم من محروم بجسده، لكنه مدرك بأجره، وكم من حاضر بجسده، غافل بقلبه، لا ينال من حجه إلا التعب!

 

عباد الله الحج تشتاق إليه النفوس، ويعاودها الحنين إلى بيت الله الحرام، إنها دعوة خليل الرحمن نبي الله إبراهيم عليه السلام قال تعالى: ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾[إبراهيم: 37].

 

ولما كانت النفوس تشتاق، وتتألم القلوب لعجزها عن الإتيان بما تشتاق، هون الله علي عباده، فمن رحمة الله وفضله، أنه فتح أبوابًا من الخير تُداني أجر الحج لمن عُذر، بل ولغير المعذور، إن عجز عن ذلك ومنها:

1. الذكر في الصباح بعد الفجر، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

" عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة»، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تامة تامة تامة» [4] ".

 

2. العمرة في رمضان، قال عبد الله بن عباس ابن عباس رضي الله عنهما: لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من حجته قال لأم سنان الأنصارية: «ما منعك من الحج؟»، قالت: أبو فلان، تعني زوجها، كان له ناضحان حج على أحدهما، والآخر يسقي أرضا لنا، قال: «فإن عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي»" [5]. [متفق عليه].

 

3. برّ الوالدين وخدمة المحتاجين، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذنه في الجهاد، فقال: «أحي والداك؟»، قال: نعم، قال: «ففيهما فجاهد»[6].

 

4. النية الصادقة، فمن صدق مع الله في رغبته، فإن الله يكتب له، وإن لم يعمل، كما في قوله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً"[7].


فسارعوا بالخيرات عباد الله كل بقدر استطاعته، ولا يغتم من فاته الحج لعدم استطاعته، فالحج باب من أبواب الخير، فمن انغلق عليه باب، طرق أبوابا غيرها.

 

أما مسألة "تصريح الحج"، فهي من النظام الذي وُضع لتحقيق مقاصد شرعية عظيمة: حفظ الأرواح، وتنظيم الشعيرة، وعدم إيذاء الناس بالتزاحم أو تعريضهم للهلكة، وقد قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59].

 

فطاعة ولي الأمر في تنظيم شؤون الحج واجبة، والحج من غير تصريح قد يدخل في باب التعدي، واتباع الهوى، وتصاريح الحج ودخول البلاد للحج تعد من العهود التي يجب على المسلم الوفاء بها، فلا يكتمل الحج ولا يكون مبرورا بدون الوفاء بالعهود.

 

فيا من حبسه العذر عن الحج، لا تيأس، فربك شكور عليم، يعلم صدق قلبك، ويجزيك بقدر ما أردت، لا بقدر ما عملت.

 

يا من لم يُكتب له الحج هذا العام، اجعل نيتك صادقة وأكثر من الأعمال الصالحة، واذكر الله في عشر ذي الحجة، وتابع بين العمرة والذكر والصلاة والبر، فلعل الله يكتب لك في صحيفة أعمالك. "حجّ مع القاعدين، بنيّة الصادقين، تغنم أجر الواصلين".

 

وإن أعظم القربات: تعظيم أمر الله، والتزام النظام فيما لا يخالف الشرع، ومن ذلك التقيّد بتصريح الحج. فمن امتثل، فقد أطاع، ومن خالف، فقد عصى.

نسأل الله ألَّا لا يحرمنا من فضله، وأن يكتبنا مع الحجاج، ويجعلنا من المقبولين

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله...

 

الخطبة الثانية

الحمد لله فرض الحج على عباده، وجعله ركنًا من أركان الإسلام، وجعل فيه مغفرةً للذنوب، ورفعةً في الدرجات، ونشهد أن لا إله إلا الله، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

أما بعد، فيا عباد الله، اتقوا الله حق التقوى، ولنعلم أن الحج ركن من أركان الدين، لا يتم الإسلام إلا به لمن استطاع إليه سبيلاً، قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ [آل عمران: 97].

 

وقال النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَلَمْ يَحُجَّ فَلَا عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ يَهُودِيًّا، أَوْ نَصْرَانِيًّا، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ [آل عمران: 97] ": [ص:168] »[8]


و قال عمرُ بن الخطاب: لو أن الناس تركوا ‌الحجَّ لقاتلناهم عليه، كما نُقاتِلُهم على الصلاة والزكاة»[9]


وتساهل الناس في الحج علامة على اقتراب قيام الساعة فإنها لا تقوم إلا على شرار الخلق قال صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُحَجَّ الْبَيْتُ»[10] أيها القادر على الحج: بمالك وصحتك وأمن الطريق، وتيسر التصريح، لا تؤخر الحج بلا عذر، فكم من أناس تمنوا ما تملكه أنت اليوم، بادر قبل أن تندم، واحذر أن تلقى الله وأنت مفرّط في ركن من أركانه.

 

ومن رحمة الله بعباده أن فرض الحج مرة واحدة في العمر لمن استطاع، فعن أبي هريرة، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ، فَحُجُّوا»، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ "، ثُمَّ قَالَ: «ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ»[11]


قال الإمام النووي:" أَجْمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى أَنَّ الْحَجَّ لَا يَجِبُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا مرة واحدة بأصل الشرع وقد تجب زِيَادَةٌ بِالنَّذْرِ "[12]


عباد الله إن مناسك الحج تحقق التوحيد لمالك يوم الدين، لكنه من العبادات الظاهرة التي يغلب عليها الرياء؛ لذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم «اللهم حجة لا رياء فيها، ولا سمعة» [13]


فاللهم يسر لنا الأعمال الصالحات لا سمعة فيها ولا رياء، واجعل أعمالنا خالصة لو جهك الكريم.

 

عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].



[1] خطبة عن الأعمال التي تقوم مقام الحج، وأجر من حبسهم العذر، وأهمية التقيّد بتصريح الحج.

[2] أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب المغازي- باب لم يترجم له البخاري- (4423)- (6/ 8).

[3] أورده الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم» (1/ 71) [المحقق: شعيب الأرناؤوط [ت 1438 هـ]- إبراهيم باجس- الناشر: مؤسسة الرسالة – بيروت- الطبعة: السابعة، 1417 هـ - 1997 م].

[4] أخرجه الإمام الترمذي في سننه- أبواب السفر - باب ذكر ما يستحب من الجلوس في المسجد بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس - (586)- (2/ 481)، وحسنه الإمام الترمذي والإمام الألباني.

[5] أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الحج - باب حج النساء - قم الحديث (1863)- (3/ 19)، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه- كتاب الحج - باب فضل العمرة في رمضان - ((1256))- (2/ 917).

[6] أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب [ص:59] الجهاد بإذن الأبوين - (3004) - (4/ 59).

[7]( أخرجه البخاري (6491)، ومسلم (131).

[8] أخرجه الإمام الترمذي في سننه - أبواب الحج عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- باب ما جاء في التغليظ في ترك الحج- (812)- (3 / 167)، وضعفه الإمام الألباني.

[9] أورده الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/ 234)

[10] رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده - (2/ 277)- والإمام الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته برقم (7419)- (2/ 1237)، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها برقم (2430) (5/ 556).

[11] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه -كتاب الحج - باب فرض الحج مرة في العمر - (1337) - (2/ 975).

[12] شرح النووي على مسلم (9/ 102).

[13] أخرجه الإمام ابن ماجه في سننه - كتاب المناسك - باب الحج على الرحل - (2890) (2/ 965)، وصححه الإمام الألباني.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب وبحوث
  • مقالات
  • خطب مكتوبة
  • صوتيات
  • الاستشارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة