• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور صغير بن محمد الصغيرد. صغير بن محمد الصغير الدكتور صغير بن محمد الصغير عليه وسلم
شبكة الألوكة / موقع د. صغير بن محمد الصغير / مقالات
لمراسلة الدكتور صغير الصغير


Tweets by d_sogher
علامة باركود

القنديل التاسع عشر: في غزوة بدر (2)

القنديل التاسع عشر: في غزوة بدر (2)
د. صغير بن محمد الصغير


تاريخ الإضافة: 26/3/2025 ميلادي - 26/9/1446 هجري

الزيارات: 419

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القنديل التاسع عشر

إضاءة قنديل: «اللهُمَّ إِنْ تَهْلَكَ هَذِهِ الْعِصَابَةُ فَلَنْ تُعْبَدَ فِي الْأَرْضِ»[1]

في غزوة بدر (2)

 

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى صحْبه ومَن تَبِعه بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فلا زال الحديث حول ما جرى في غزوة بدر، فلقد سار النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه حتى نزل بأدنى ماء من مياه بدر إلى المدينة، فقال الحباب بن المنذر رضي الله عنه: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل أهو مَنزل أنزلَكه الله، فليس لنا أن نتقدَّم عنه أو نتأخر، أم هو الرأي والحرب والمكيدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل هو الحرب والرأي والمكيدة، فقال الحباب: فليس هذا بمنزلٍ فانْهَض بنا حتى نأتي أدنى ماء من القوم، فنَنزله ونغور ما وراءه من الآبار، فاستحسَن النبي صلى الله عليه وسلم رأي الحباب، ومضى بأصحابه حتى نزل بالعُدوة الدنيا مما يلي المدينة، وجيش قريش بالعدوة القصوى مما يلي مكة، وأنزل الله مطرًا كان شديدًا ووحلًا زلقًا على المشركين، وكان طلًّا خفيفًا على المسلمين، طهَّرهم به ووطَّأ لهم الأرض، وثبَّت به الأقدام، وبنى المسلمون لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريشًا على تلٍّ مُشرف على موضع المعركة.

 

ونزَل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسوَّى صفوف أصحابه، ومشى في أرض المعركة يُشير إلى مصارع القوم، إلى المواضع التي سيُقتل فيها زعماء المشركين؛ يقول: هذا مصرع فلان إن شاء الله، فو الله ما جاوَز أحدٌ منهم الموضعَ الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم، قُتلوا في تلك المواضع التي عيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم.

 

والتقى الفريقان، وقام النبي صلى الله عليه وسلم بين يدي ربه يدعو ويُلح في الدعاء، ويتضرَّع بين يدي ربه ويَستغيث به، يقول: اللهم أنْجِز لي ما وعدتني، اللهم هذه قريش قد أتت بخيْلها وخُيلائها تَصُد عن دينك وتُحارب رسولك، ثم يقول عن أصحابه: اللهم إن تَهلِك هذه العصابة فلن تُعبَد في الأرض.

 

واستجاب الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم، وهُزمت قريش برجالاتها وخَيلها وصناديدها، وقُتل مِن المشركين سبعون، وأُسِر سبعون، وجُمع مِن القتلى أربعةٌ وعشرون من صناديد المشركين، فأُلقي بهم في قَليب مِن قُلبان بدر، منهم أبو جهل وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة، وغيرهم من رؤوس الكفر وصناديد المشركين.

وبعد ثلاث ليال أقامها النبي صلى الله عليه وسلم ببدر، انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعند انصرافه، وقَف على القليب ونادى أولئك الصناديد بأسمائهم وأسماء آبائهم، يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، لقد وجَدنا ما وعَدنا ربُّنا حقًّا، فهل وجدتُم ما وعد ربُّكم حقًّا، فقال له عمر الفاروق: أتنادي أجسادًا قد بَلِيت يا رسول الله، فقال: والله ما أنتم بأسْمع لكلامي منهم، ذلك أن الله عز وجل أسْمَعهم نداءَ نبيه في تلك اللحظة.

أيها الإخوة، من أعظم عِبر يوم بدر أن الإسلام كلمة الله الباقية، ورسالته الخالدة، باقية ما بقِي الزمان وتعاقَب المكان، يُرفَع شعارُها، ويُقدَّس منارُها بعزِّ عزيزٍ وذلِّ ذليلٍ، هذا الإسلام الذي كتَب الله العزةَ لمن والاه، وكتب الذِّلة والصَّغار على مَن عاداه، كلمة باقية ورسالة خالدة زاكية.

ومِنْ عِبَر يوم بدر أن الصبر مِفتاح الفرج، ﴿ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا ﴾ [آل عمران: 125]، فإن وجدت عبدًا من عباد الله قد صُبَّت عليه المحن والبلايا من الله، ونصَب وجهَه صابرًا لله، فبشِّره بحسن العاقبة والمآل من الله.

نَعَمْ، الصبر والتقوى سبيل النصر للمؤمنين ﴿ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا ﴾، فصبرًا أهل الإسلام في زمان عظُمت كُرَبُه، في زمان اشتدَّت بلاياه ومِحَنُه، إن وراء الليل فجرًا، إن تحت الرماد نارًا، صبرٌ جميل، لعل الله أن يأتي بالفرج الجليل.

لا إله إلا الله، فسبحان مَن أعزَّهم وهم أذِلاءُ، سبحان من أغناهم وهم فقراءُ، سبحان مَن رفَعهم وهم وُضَعاءُ. ربَّنا اغفر لنا ولوالدينا ومَن نُحب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.



[1] أخرجه مسلم (1763) بلفظ: «اللهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ».





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب وبحوث
  • مقالات
  • خطب مكتوبة
  • صوتيات
  • الاستشارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة