• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور صغير بن محمد الصغيرد. صغير بن محمد الصغير الدكتور صغير بن محمد الصغير عليه وسلم
شبكة الألوكة / موقع د. صغير بن محمد الصغير / مقالات
لمراسلة الدكتور صغير الصغير


Tweets by d_sogher
علامة باركود

ذكريات شموع الروضة (2) سليمان رحمه الله

ذكريات شموع الروضة (2) سليمان رحمه الله
د. صغير بن محمد الصغير


تاريخ الإضافة: 23/7/2020 ميلادي - 2/12/1441 هجري

الزيارات: 12735

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بسم الله الرحمن الرحيم

رب يسر وأعن وبارك يا كريم


ذكريات شموع الروضة (2)

سليمان رحمه الله

 

بعد مضي سنةٍ كاملةٍ على مقالة كتبتها من قلبٍ مليء بالذكريات لا أعرف كيف زورتها وألَّفت بين سياقاتها حتى انهال عليَّ جمع من رسائل المتأثرين والداعين، يتجدد الوجد والحنين كلما أدخل جامعنا المبارك، أدخله وقد أُثقلَ كاهلي بالمتاعب وفكري مشتت، وأخرج بحمد الله صافي الذهن موحد الاتجاه، لا تسألني كيف ولماذا ومتى وما الدليل؟ لا أعرف!!

 

في مقالتي المتواضعة تلك[1] ذكرتُ أمثلةً لتلك النجوم المضيئة في تلك الروضة الغنّاء ومن أغفلتُ أسماءهم أو أُنسيتها أو لم ألحق على ملازمتها كانوا أكثر.. إذ النجوم والكواكب يصعب حصرها بل يستحيل.. لكني أكاد أجزم أن جماعة ذلكم الجامع لا ينسونهم ولم ينسوهم في سجداتهم وخلواتهم وقنوتهم رحمهم الله وجمعنا بهم في دار كرامته مع والدينا وأحبابنا والمسلمين..

 

بعد سنة كاملة حين أدخل الجامع متجهاً إلى المحراب كأنّ خيال صاحب الكرسي المتحرك ووجوده حقيقة، حتى أنّي من شدة ذلك أقف بجانبه لكي أسلم، ثم أنتبه أن الكرسي وصاحبه صارا سراباً، فأدعو له وأمضي لإدراك صلاتي، إنّه سليمان رحمه الله، الذي عندما أتأخر عليه بالاتصال أو السؤال عنه يحضر بكرسيه من الحي المقابل وينتظرني في روضة الجامع، سليمان رحمه الله، لست بصدد الحديث عمَّا مر به من ابتلاء ومحن عظيمة والتي حار بتشخيصها كبار علماء النفس والطب، لكنه ظلّ يدافعها تارات وتدافعه تارة إلى أن غلبه الموت وصلي عليه رحمه الله بعد سنة كاملة بالضبط من كتابة ذلك المقال 7/ 6/ 1441هـ.

 

قبل وفاته بأيام كأنّه نعى نفسه لي برؤيا قصهّا عليّ مسجلة تضمنت رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم والحث على الدعوة وصلاة الظهر.. نفس وقت الصلاة التي صلي عليه فيها رحمه الله، عبرتها له وأنا لا أجيد التعبير أحياناً، لعله انتشار علم نافع لك بعد وفاتك..

 

سليمان رحمه الله لم يكن يشعر حينما صلى معي آخر جمعتين في حياته، ثم حضر مجلسي بعدها مثنياً على الخطبة إلاّ وأنا أقول له هذه من رسالتك "اللقمة الملعونة" اختصرتها واستفدت منها وصغتها على نمط خطب، فيُسَرُّ ويقول متواضعاً: ما مثلي يقول هذا الكلام!

 

لقد خلّف رحمه الله تركة علمية ضخمة كتفسير عكرمة جمعاً ودراسة وحقق تفسير السجاوندي رحمه الله وكتب أكثر من أربعمائة مقال في عظمة القرآن، وهذه المقالات فُقد كثيرٌ منها للأسف الشديد، كما أنّ له ديواناً شعرياً لم يطبع، أضف إلى ذلك بعض الدروس والرسائل والتي تتميز بدقة الصياغة والثراء المعرفي. إنني أشعر بمسؤولية عظيمة تجاه هذه التركة وكيفية إخراجها فأسأل الله أن يعينني على ذلك..

 

لقد سألني مقدمُ برنامج في الثقافية قبل سنوات وقد زارني في مكتبتي المتواضعة - وفقه الله -.. كيف تميز الكتاب النافع من غيره في الكتب؟ ومتى تقرر شراء الكتاب؟ ومن علمك ذلك؟.. قلت: سليمان علمني كيف أنتقي الكتب للبحث أو للمطالعة والقراءة أو للشراء؟ بطرق سلسة وعلمية ومريحة من أهمها الاطلاع على المقدمة والخاتمة والفهارس والدار.. إلخ.. لقد كان له فضل عليّ بعد الله جل وعلا ليس في العلم والقراءة والدراسة فحسب، بل في طفولتي وشبابي، من جميع النواحي، إن قدَّر الله واختصمنا لأي سبب كان لا يطيل الخصام ما هي إلا سويعات وأجده عند بابي يرأب الصدع ويشعرني أني صاحب الفضل مع أنه يكبرني سنًّا وقدراً رحمه الله. وفي طفولتي لو شَعُر أني مغتمٌ لأمر ما، بادر إليّ في حَملِ ما أحُبُّ..!

 

ومع إبداعه وحسن رسمه وخطه وأسلوبه، كان رحمه الله يحب صنع المعروف ويسير في حاجات الناس حتى تنتهي، مع ما قد يواجه أحياناً من متاعب في سبيل ذلك، وقد نفع الله بتلك الشفاعات والوجاهات نفعاً عظيماً لم ينسها ذوو الفضل.. عاطفته جياشة فما أن يسمع بابتلاء شخص أو حاجته أو مسكنته وفقره إلا يجهش بالبكاء.. ومع ذلك كان لا يخاف ولا يهاب أحداً رحمه الله. وأذكر أني قرأت عليه من سنن أبي داوود وهو في مرضه بعض الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم أستطع إكمال القراءة لبكائه رحمه الله.

 

لقد عشت معه حوالي أربعين سنة، حلوها ومرها، فلم أجد صبراً وجلداً كصبره وجلده رحمه الله.. غير أنّه ابتلي كثيراً وفي آخر عمره اشتد بلاؤه فأسأل الله أن يعفو عنا وعنه ويجعل ما أصابه تكفيراً ورفعه..

 

لقد تعلمت من تاريخه الحافل الشيء الكثير، تعلمت أن العبرة ليست بحياة الشخص، وإنما بحياته وما يخلفه بعد مماته إلى قيام الساعة، وأن الله سبحانه قد يبتلى أشخاصاً ابتلاءاتٍ يحار فيها أصحاب الطب وعلم النفس ليرفع أصحابَها عنده سبحانه. وأن العلم والجهد يبقى لصاحبه حتى ولو نسب لغيره، وأن من الأخوة ما يرتفع إلى مقام الأبوة ومنها العكس، وأن ضعف العقل يولد أحكاماً اجتماعية جائرة، وأن العبرة بالخواتيم، ولا شيء يعدل صفاء القلب، وأن الصفاء يترجم عملياً وليس مجرد ادعاءات فارغة!.

 

تعلمت أنّ الراحمين يرحمهم الرحمن، وأنّ رحمة الله وسعت كل شيء، وأنّ رحمته سبقت غضبه سبحانه، وأن من أولى الناس بها كل طالب علم مجتهد قد يخونه اجتهاده أحياناً في مسائله..

 

تعلمت كثيراً من تلاوته رحمه الله لسورتي التوبة والنور بالذات والترجمات العلمية والعملية لها وما تضمنته هاتان السورتان من أنّ الحياة والعلاقات البشرية جهاد ومجاهدة، والجهاد لا يقتصر على قتال الكفار والمنافقين فحسب، فمجاهدة النفس من أعظم الجهاد، وأنّ العلاقات الإنسانية أساسها ومحورها هذا الدين العظيم، يبني عليه الشخص المستقيم الأحكام، فالتصور في أي علاقة ليس مجرد اجتهادات عقلية أو عاطفية مرحلية، وأن المؤمن مهما ابتلي يجب أن لا يشعر نفسه بالهزيمة النفسية، ولا يجعل لأحكام سفهاء الناس سلطةً على حياته، فالله - جل الله وتقدس - نور السموات والأرض، هو خلقنا، وهو أعلم منا بما يصلح شؤوننا وعلاقاتنا، وإذا حزب المؤمن أمر فليجأ إلى الله وليسجد بين يديه، هناك في بيته، في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وأمّا غير ذلك فسراب بقيعة، لا شيء، حتى وإن تحدثت به المجالس وزينّه خطاب السفهاء..

 

سورتا التوبة والنور عظيمتان فعلاً، وكل القران عظيم، أحكام وآداب بمنتهى الدقة، وكلما يقرؤهما المتدبر يخرج بفوائد جديدة..

 

وبعد: فليست هذه المقالة سيرة ذاتية ولا ترجمة تاريخية لسليمان رحمه الله ولا ولن توفيه حقه، وإنما للاعتراف بشيء من معروفه وللترحم عليه عفا الله عنا وعنه وجمعنا به بدار كرامته مع والدينا وإخواننا ومن يقرأ ووالديه والمسلمين.



[1] المقالة الأولى: ذكريات شموع الروضة (1)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- رحمه الله
محمد الصغير - السعودية 27-07-2020 05:16 AM

رحم الله العم سليمان رحمة واسعة وغفر له وأسكنه فسيح جناته،
توفي عمي ولكن لا زالت ذكراه عبَقٌ زكي، فقدته ولا زال حاضراً في يومي وأراه في أحلامي،
ولكن عزائنا أن موت الصالح راحة لنفسه، وأنك أقبلت على رب رحيم ودود
هو أرحم منا...

3- الدعاء للميت
عبدالله الحربي - السعودية 25-07-2020 01:15 PM

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ? قَالَ: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

2- رحمهم الله (رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه)
تهاني - السعودية 24-07-2020 12:47 AM

لا أعلم هل يُكتب عن الفقد .. أم عن عمي ووالدي العزيز الدكتور سليمان كنت ابنته رغم أبنائه وبناته، اتصل بي قبل وفاته بأسبوع وكثيرًا مايصلني رغم تقصيري.. يحب عبدالرحمن ابني ويدعو له دائمًا دعوات تُبكيني وأنا أردد آمين آمين أطفالي يحبونه جدًا ويسمونه جدي، عمي سليمان علمني كيف أكتب كيف أقرأ ولمن أقرأ .. أهداني الكثير من الكتب خصني بالكثير من الأسرار والمقالات وأشعاره .. كانت متعته رحمه الله عندما أجمتع مع ابنته وصديقتي ضحى في مكتبته... نعلم أن الشخص قدرًا وعلمًا ومكانة يصعب عليه التكيف مع الجميع صغيرهم وكبيرهم أنثاهم وذكرهم غريبهم وقريبهم لكن عمي كان مختلفًا متواضعًا يفيض حبًا ونقاء... حدثني حين مصابي العظيم بوالدي الحبيب..

ياتهاني خاينة كل الحروف .. أعذريني لين أنهي لي ملحمة ..

معترف بالنقص وما أقدر أشوف.. فكرتي خرسا وشعري تمتمة..
ياما عند الباب طولت الوقوف.. ثم تحشرج عبرتي بسلهمة..

ليعطيني معنى عظيم في التواضع والقبول والصبر والاحتساب وقوة التحمل ...
رحم الله أرواحًا تسكننا في كل أحوالنا وأسكنهم قصور الفردوس الأعلى ...
رحم الله جدي محمد وجدتي مزنة ووالدي العظيم وعمي سليمان وعمي قاسم وزوجة عمي وجميع أموات المسلمين.. اللهم آمين آمين

1- ما شاء الله تبارك الله
محمد عبدالله اليحيى - Saudi Arabia 23-07-2020 09:55 PM

أسرة مباركة وثمارها تهطل علينا كل حين بإذن ربها.
كلكم ذوي ذكر وفكر وعمل وعلم
ليهنكم العلم والصلاح.
رحم الله من خلفكم وبارك فيكم وفي خلفكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب وبحوث
  • مقالات
  • خطب مكتوبة
  • صوتيات
  • الاستشارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة