• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور صغير بن محمد الصغيرد. صغير بن محمد الصغير الدكتور صغير بن محمد الصغير عليه وسلم
شبكة الألوكة / موقع د. صغير بن محمد الصغير / خطب مكتوبة
لمراسلة الدكتور صغير الصغير


Tweets by d_sogher
علامة باركود

خطبة: خطر الخمور والمخدرات (1)

خطبة: خطر الخمور والمخدرات (1)
د. صغير بن محمد الصغير


تاريخ الإضافة: 31/10/2019 ميلادي - 2/3/1441 هجري

الزيارات: 16281

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطر الخمور والمخدرات (1)

 

الحمد لله...

فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى.

حديثنا اليوم عن مشكلة خطيرة، أليمة البداية، شديدة الألم في النهاية، تبدأ عادة نتيجة لأدنى موقف يمر به الشاب يلتقطه رفيق سوء، فيصور له أنه يستطيع مساعدته على الهروب من الواقع الأليم ويوهمه بأنَّ الطريق لحل مشكلته أو مشكلاته متوفر ويسير، عبر عقاقير أو حبوب أو شماتٍ أو شراب.. والواقع أنه يعقد المشكلة ويسد أبواب حلها، ويزيده مرارة وحرقة وكآبة حتى تتدهور قدرته على مواجهة الواقع ومشكلاته! وتعمل على تدمير علاقته بالآخرين، حيث يفقد كل صديق أو قريب فلا يتعاطف معه أحد ولا يصدقه أحد ولا يهتم أحد بمساعدته.. بل إن المجتمع كله يرفضه وينبذه وبالتالي يفقد ذاته وأهله وأصدقائه بل ومستقبله، وتكون حياة البهائم والحشرات أرقى من حياته وأفضل، فهي تهنأ بلقمتها وإشباع غرائزها بينما المتعاطي لا يهنأ بشيء، فقد فَقَدَ كل شيء.

 

نعم هذه هي الحقيقة المؤلمة أيها الإخوة.. فقد استفحل خطر الخمور والمخدرات وتنوَّعت طُرُق استخدامها.. ﴿ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 90].


بل وربما وقع بعض الأبرياء -إن صح التعبير-، فريسة لها وهو لا يدري، بل وربما أوهم نفسه بعد أخذه جرعة من المخدر أو كأس من الخمر بشعور نشوة وسعادة غامرة؛ ناسياً أو متناسياً أن تلك السعادة لا تدوم سوى لحظات معدودة، وبعدها يعود إلى الضعف والخور، ومن ثم يحاول معاودة الكرَّة؛ وذلك بتكرار جرعات مضاعفة للحصول على نشاط آخر أو نشوة أخرى، وهكذا حتى يحصل التسمم الذي قد يودي بحياته بين آونة وأخرى.

 

أيها الإخوة:

سمى النبي صلى الله عليه وسلم الخمر "أمَّ الخبائث"، ولعن الله الخمر وشاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها، وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها[1]... فهذا الخبث وذلك اللعن ما كان ليكون إلا لثبوت أضرارها الخطيرة جداً.

 

وبين يديكم شيئاً من ذلك:

أولاً: فقدان السيطرة على حركات الأيدي والأرجل، وسر ذلك أن هناك إشارات تصل من الأطراف إلى المخ، ومن المخ إشارات تصل إلى الأطراف لتنظم حركاتها.

 

والذي يحدث فعلاً في حالة المدمن أن الإشارات لا تصل للمخ، أو تصل إليه بطريقة غير صحيحة، وهكذا يفقد المخ السيطرة على حركة الأطراف، وتكون النتيجة إيقاع المدمن بالضرر لنفسه بارتكاب حوادث سببها عدم دقة الحركة.

 

ثانياً: انعدام قدرة المدمن على التركيز في التفكير، كما أن حكمه على المكان والزمان يصبح خاطئًا.

 

ثالثاً: ازدياد حساسية المدمن لكثير من الأصوات بل ويُصاب بكثير من التخيلات.

 

فضلاً على الآثار النفسية التي تتلخص في:

أ‌- الإصابة وقتيًا بمركب العظمة وزيادة الثقة في النفس، مما يؤدي إلى انعدام الشعور بالذنب بعد ارتكاب الأخطاء، وينتهي الأمر بعدم انسجام المدمن مع المجتمع الذي يعيش فيه.

 

ب‌- يُصاب بعض المدمنين بأمراض مختلفة مثل: الهلوسة، والخوف من أتفه الأسباب، وتغيير المبادئ والأفكار.

 

ج‌- وكثيرًا ما يفتقد المدمن الثقة بنفسه، ويبلغ به القلق عن عجزه حدًّا يجعله عاجزًا عن اتخاذ أي قرار ويملؤه اليأس الذي يعقبه الاكتئاب النفسي الذي يؤدي غالبًا إلى الانتحار.

 

د‌- يؤدي التعاطي المزمن إلى زيادة في نبضات القلب، وانقباض في الصدر، وسرعة في النبض، وصداع في الرأس، وتقلص في العضلات، وبرودة في الأطراف، وتقلصات حشوية، وجفاف في الحلق، وتخثر في إفرازات الفم والحلق، وانخفاض في ضغط الدم، وعطش شديد، وضعف في التوازن الحركي والجسمي، ودوي في الأُذن، واحمرار في العيون، وهزال في الجسم، واسوداد في الوجه.

 

أيها الإخوة:

وقانا الله وإياكم من هذه الآفات المهلكة، وهل بعد ذلك دليل على أن تعاطي هذه المهلكات يعدُّ معصية من كبائر الذنوب.. وللمعصية من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله تعالى.. أُلخِّص لكم بعضًا من ذلك:

أولاً: حرمان العلم. فإن العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور.

 

ثانياً: حرمان الرزق. وفي المسند «إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه».

 

ثالثاً: وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله تعالى، لا توازنها ولا تقارنها لذة أصلاً، ولو اجتمعت له لذَّات الدنيا بأسرها لم تف بتلك الوحشة، فلو لم تترك الذنوب إلا حذرًا من وقوع تلك الوحشة، لكان العاقل حريًّا بتركها.

 

رابعاً: ظُلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم المدلهم، فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره؛ فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته، حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر.

 

خامساً: أن المعاصي توهن القلب والبدن، أما وهنها للقلب فأمر ظاهر، بل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية.

 

وأما وهنها للبدن فإن المؤمن قوته في قلبه، وكلما قوي قلبه قوي بدنه. وأما الفاجر فإنه -وإن كان قوي البدن- فهو أضعف شيء عند الحاجة فتخونه قوَّته أحوج ما يكون إلى نفسه.

 

سادساً: حرمان الطاعة، فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أنه يصد عن طاعة تكون بدله وتقطع طريق طاعة أخرى، فيقطع عليه الذنب طريقًا ثالثة، ثم رابعة وهلم جرًّا، فينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة، وهذا كرجل أكل أكلة أوجبت له مرضة طويلة منعته من عدة أكلات خير منها، والله المستعان.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41]


قال الإمام السعدي رحمه الله: "أي استعلن الفساد في البر والبحر أي: فساد معايشهم ونقصها وحلول الآفات بها، وفي أنفسهم من الأمراض والوباء وغير ذلك، وذلك بسبب ما قدمت أيديهم من الأعمال الفاسدة المفسدة بطبعها. هذه المذكورة ﴿ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا ﴾ أي: ليعلموا أنه المجازي على الأعمال فعجل لهم نموذجا من جزاء أعمالهم في الدنيا، ﴿ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ عن أعمالهم التي أثرت لهم من الفساد ما أثرت، فتصلح أحوالهم ويستقيم أمرهم. فسبحان من أنعم ببلائه وتفضل بعقوبته وإلا فلو أذاقهم جميع ما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة"[2].

أقول قولي هذا وأستغفر الله..


الخطبة الثانية

الحمد لله.. عباد الله اتقوا الله...

ومن أضرار الخمور والمخدرات وإدمانها:

سابعاً: ومنها معصية وكبيرة من كبائر الذنوب أن المعاصي تقصر العمر، وتمحق البركة، ولا بدّ؛ فإن البرّ كما يزيد في العمر فالفجور يقصر العمر.

 

ثامناً: أن المعاصي تزرع أمثالها، ويولد بعضها بعضًا، حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها، كما قال بعض السلف: إن من عقوبة السيئةِ السيئةُ بعدها، وإن من ثواب الحسنةِ الحسنةُ بعدها[3].

 

تاسعاً: أنها تضعف القلب عن إرادته، فتقوى إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة شيئًا فشيئًا، إلى أن تنسلخ عن قلبه إرادة التوبة بالكلية فلو مات نصفه لما تاب إلى الله.

 

عاشراً: ومنها أنه ينسلخ من القلب استقباحها، فتصير له عادة، فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له، ولا كلامهم فيه، وهذا عند أرباب الفسوق هو غاية التهتك وتمام اللذة، حتى يفتخر أحدهم بالمعصية، ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها.

 

الحادي عشر: أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه. قال الحسن البصري: هانوا عليه فعصَوه، ولو عزّوا عليه لَعَصَمهم[4]. وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد، كما قال الله تعالى: ﴿ مَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ﴾ [لحج: 18].

 

هذه بعض الأضرار[5]، وللحديث بقية إن شاء الله في جمعة قادمة..

نسأل الله تعالى أن يحفظنا وشبابنا والمسلمين..

﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].



[1] حديث ابْن عُمَر رضي الله عنهما، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ، وَشَارِبَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ» أخرجه أحمد (8/ 405)، وأبو داود (3674)، وغيرهما، وصححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (5091).

[2] تفسير السعدي ص (643).

[3] ذكره ابن القيم في كتابه "الداء والدواء"(1/ 139).

[4] ذكره ابن القيم الجوزية في كتابه " الداء والدواء"(1/ 144).

[5] ملخص من رسالة اللقمة الملعونة لد. الصغير.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب وبحوث
  • مقالات
  • خطب مكتوبة
  • صوتيات
  • الاستشارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة