• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور علي الشبلالدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل شعار موقع الدكتور علي الشبل
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل / خطب


علامة باركود

خطبة المطر والثقة بالله

خطبة المطر والثقة بالله
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 19/12/2024 ميلادي - 17/6/1446 هجري

الزيارات: 3644

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المطر والثقة بالله

 

الخطبة الأولى

الحَمْدُ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيْه، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، عبده المصطفى ونبيه المجتبى، فاللهم صلِّ وسلم عليه، وعلى آله، وأصحابه، ومن سلف من إخوانه من المرسلين، وسار على نهجه واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

عباد الله! فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واشكروا الله جَلَّ وَعَلا واحمدوه على ما أولانا وأولاكم من هذه النعم العظيمة والآلاء الجسيمة، التي لا تُعد ولا تُحصى، أمنٌ في أوطاننا، ورغدٌ في عيشنا، وتوالت هذه الأمطار على بلادنا، ثم صحةٌ في أبداننا، فوالله إننا وإياكم في نعمٍ عظيمة، لا يجزي شكرها إلا بأن توظفوها في طاعة الله سبحانه وتعالى.

 

ثبت في الصحيحين من حديث أنس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: "بينما النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب الجمعة إذ دخل أعرابيٌ فقال: يا رسول الله، هلك المالُ وجاع العيالُ وانقطعت السبل، فادعُ الله أن يغيثنا، فرفع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يديه، فما زال يرفعهما حتى رُئي بياض إبطيه وهو يستغيث ربه جَلَّ وَعَلا أن يمطرهم»، قال أنسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فوالله ما في السماء من قزعةٍ –أي من قطعة سحابة-، إذ خرجت سحابةٌ من وراء سلع (جبلٌ في غربي المدينة الشمالي)، حتى انتشرت في المدينة وتوسطت ثم انتشرت، قال: فما رأينا الشمس سبتًا –أي أنهم في مطرٍ وديم- حتى إذا جاءت الجمعة الأخرى دخل ذلك الأعرابي أو غيره، فقال: يا رسول الله، هلك المالُ وانقطعت السبل، ولم يقل: وجاع العيال، فادعُ الله أن يمسك عنا.

 

(هلك المال) لأن مالهم إما زرعٌ أو ضرع، والمطر الكثير يؤثر في الزرع ويؤثر في الضرع؛ فإنه يُطْغِي هذا الزرع ويذهب بالضرع من البهائم، وانقطعت السبل بجريان الأودية حتى لا يستطيع الناس عبورها، قال: فادع الله أن يمسك عنا، فتبسم عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام، تبسم لهذا التغيير في أحوال الناس، مع أنهم كانوا أزلين قنطين، كما يعجب ربنا جَلَّ وَعَلا إلى قنوط عباده وإلى قرب غِيَرِه.

 

ثم قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر»-وأصبح يشير بيده للسحاب حتى تمزع-، قال أنسٌ: فخرجنا نمشي بالشمس[1].


الله أكبرَ! ربي جَلَّ وَعَلا هو الذي يغيث وهو الذي يسقي، ودعاء المؤمنين أبلغ الأسباب في حصول هذا المبتغى من نصر الله جَلَّ وَعَلا، وإنعامه، وهذا دعاء نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما طلب الناس منه أن يستغيث إلى الله، فاستغاث إلى الله جَلَّ وَعَلا، وأمنوا على دعائه، فأغاثهم المغيث سبحانه وتعالى، أنزل عليهم المطر الذي أولاهم هذه النعم، وحمدوه لأنه الذي يُحمد عليها وحده دون ما سواه.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الشورى: 28].

 

نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه كان غفارا.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله، الحمد لله الذي أعاد مواسم الخيرات على عباده تترا، فلا تنقضي منه نعمةٌ إلا وتعقبها الأخرى مرةً بعد أخرى، أحمده سبحانه وهو المستحق للحمد والثناء في الآخرة والأولى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله، وأصحابه أولي الفضل والنهى؛ أما بعد عباد الله:

فاعلموا أن العبرة ليست بكثرة نزول المطر، ولا بتتبع السيول، ولا بنقل أخبارها بين الناس، وإنما العبرة العظيمة أن يعرف الإنسان هذه النعم ممن جاءته، ثم يوظفها في توظيفها المبارك.

 

واعلموا عباد الله أن هذا المطر وهذه الخيرات إن لم يطرح الله فيها البركة فلا خير فيها، فإن أقوامًا من عباد الله أُهلكوا بهذه الرياح العاتية وبهذه الأمطار الجارحة حتى غدوا حديثًا بالأمس، وإن من عباد الله من أنعم الله عليهم وأمهلهم مرةً بعد مرة، فأنزل عليهم الأمطار.

 

واعتبروا يا عباد الله بما جاء في حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المخرج في الصحيح[2] حيث قال: «ليس السنة ألا تُمطروا، ولكن السنة أن تُمطروا ثم تُمطروا ولا تنبت الأرضُ شيئًا»، القحط والجدب ليس بعدم المطر، وإنما القحط الحقيقي والجدب الحقيقي أن يتوالى علينا نزول المطر، ثم لا يطرح الله فيه بركة ولا يجعل فيه خيرًا، بل يكون وجوده كعدمه.

 

واعتبروا -يا رعاكم الله- بسنيٍ يذكرها شيبانكم وآباؤكم، تسمى بسني الدمنة، لم يأتهم إلا مطرٌ يسير، حتى إذا رفعوا دمنة البَهم وجدوا ما تحتها يابسًا ولكن طرح الله فيها البركة، فأغدقت على الأرض ثم كان منها الربيع العظيم والخصب الكبير، وهذا من فضل الله سبحانه وحده، لما توجهوا إليه بقلوبٍ صادقة، وبقلوب مطمئنةٍ بوعده واثقةً بما عنده سبحانه وتعالى.

 

• ثُمَّ اعلموا عباد الله! أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.

 

اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد، وسلم اللهم تسليمًا، اللهم وارض عن الأربعة الخلفاء، وعن العشرة، وأصحاب الشجرة، وعن المهاجرين والأنصار، وعنا معهم بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم عزًا تعز به الإسلام وأهله، وذلًا تذل به الكفر والشرك وأهله، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أبرم لهذه الأمة أمرًا رشدًا يُعزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم، اللهم اكفهم شر شرارهم، اللهم كن لولي أمرنا نصيرًا وظهيرًا، اللهم اجعلنا وإياهم هداةً مهديين ممن يقولون بالحق وبه يعدلون، اللهم من ضارنا وضار المسلمين فضره، ومن مكر بنا وبالمسلمين فامكر به يا خير الماكرين، اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا، ونعوذ بك أن نغتال وأنت ولينا، اللهم اجعل ما أنزلته علينا خيرًا وبلاغًا إلى حين، اللهم اجعل ما أنزلته علينا خيرًا وبلاغًا إلى حين، اللهم كما أغثتنا بالأمطار والخيرات فأغثنا بالأمن وراحة البال والاطمئنان، وأغث قلوبنا بمخافتك وتوحيدك وتعظيمك يا ذا الجلال والإكرام، يا رب العالمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، عباد الله! إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، اذكروا الله يذكركم، واشكروه عَلَىٰ نعمه يزدكم، ولذكر اللَّه أَكْبَر، والله يعلم ما تصنعون.



[1] أخرجه البخاري (1014)، ومسلم (897) بنحوه.

[2] أخرجه مسلم (2904).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • مطويات
  • صوتيات
  • خطب
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة