• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور علي الشبلالدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل شعار موقع الدكتور علي الشبل
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل / خطب


علامة باركود

خطبة المطر وجمع الصلاة

الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 15/2/2024 ميلادي - 5/8/1445 هجري

الزيارات: 6717

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المطر وجمع الصلاة

 

الخطبة الأولى

الحمد لله، الحمد لله سائق رحماته وخيراته والمطر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خالق الأكوان والأبراج والشمس والقمر، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله ذلك المبعوث بالرحمة سيد البشر، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه السادة الغرر، خير آلٍ ومعشر، ما طلع ليلٌ وأقبل عليه نهارٌ وأدبر، أما بعد.


عباد الله:

♦ فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فإن تقوى الله هي المنجى من عذابه ومن سخطه ومن سائر القدر، فاتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون...

 

أيها المؤمنون!

♦ ثبت في الحديث الصحيح[1] عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «إن الله عَزَّ وَجَلَّ لا يزال يطلع على عباده فيضحك إليهم أزلين قنطين وإلى قرب غِيَره»، أي: تغيير حالهم من حالٍ إلى حال.

 

♦ ومن أحكام المطر يا عباد الله حكمٌ يتعلق بالعقيدة والإيمان؛ ألا وهو نسبة إنزال المطر إلى الله سبحانه وتعالى، لا إلى الأبراج، ولا إلى النجوم، ولا إلى الفصول، ولا إلى المنخفضات والمرتفعات الجوية؛ ففي الصحيحين من حديث زيد بن خالد الجهني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: صلى بنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاة الغداة بالحديبية على إثر سماءٍ كانت من الليل، فلما انصرف أقبل علينا بوجهه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «قال الله عَزَّ وَجَلَّ: أصبح من عبادي مؤمنٌ بي وكافر، فأما من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمنٌ بي كافرٌ بالكوكب، وأما من قال: مُطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافرٌ بي مؤمنٌ بالكوكب».

 

♦ ومن أعمال الجاهلية واعتقاداتها الباطلة نسبة نزول المطر إلى النجوم والأنواء والمنازل والأبراج، ففي صحيح مسلم من حديث أبي مالكٍ الأشعري رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أربعٌ من أمور الجاهلية في أمتي لا يتركونهن؛ الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالأنواء»، أي: نسبة المطر إلى النوء، وإلى النجم وإلى المنزل وإلى القمر، «والاستسقاء بالأنواء، والنياحة على الموتى، والنائحة إذا لم تتب تقام يوم القيامة وعليها سربالٌ من قطران ودرعٌ من جرب».

 

♦ فأعظم ما يكون يا عباد الله أن تعتقدوا بقلوبكم وتصرحوا بها بألسنتكم وجوارحكم أن منزل المطر وطارح بركته هو الله سبحانه وتعالى، القائل: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [الشورى: 28].

 

♦ نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه كان غفارا.

 

الخطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ عَلَىٰ إحسانه، والشكر له عَلَىٰ توفيقه وامتنانه، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إعظامًا لشانه، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الداعي إِلَىٰ رضوانه، صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ومن سلف من إخوانه، وسار عَلَىٰ نهجهم، واقتفى أثرهم، واتبعهم وأحبهم وذبَّ عنهم إِلَىٰ يوم رضوانه، وَسَلّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا؛ أَمَّا بَعْدُ:-

♦ إن من أحكام المطر أيضًا ما يتعلق بالجمع بين الصلاتين جمعًا من غير قصر؛ فتُصلى الصلاة تامةً ثم تُجمع معها أختها، إذا كان في هذا حاجةٌ ماسة كمطرٍ غزيرٍ ينزل يبل الثياب، أو يخوض الناس في الأرض في المياه، فيُجمع بين الصلاتين من تشوف هذه الشريعة لأداء العبادة جماعةً، ومن تعميم الرخصة على العباد بنزول المطر.

 

♦ وذلك يا عباد الله بأن يصلي مثلًا المغرب ثلاث ركعات ثم يقيموا الصلاة ويصلون العشاء بعدها أربع ركعات، فلا تُقصر الصلاة عند نزول المطر، وإنما قصر الرباعية في السفر خاصةً، لا يكون ذلك لا في المطر ولا في الجمع لأجل المرض، ولا لأجل الخوف ونحو ذلك.

 

♦ ومن أحكام المطر يا عباد الله أنه إذا اشتد نزوله وخيف معه الضرر شُرع للمؤذن أن يؤذن فيقول عند الهيعلة أو بعدها، أو بعد فراغه من الأذان: "صلوا في رحالكم" أي: صلوا في بيوتكم، لأن الشريعة الغراء دافعةٌ للضرر، ودافعةٌ للمشقة عن عباد الله، وذلك بما جاءت به قواعدها، ومن قواعد الشريعة التيسير في كل أمرٍ نابه تعسير، وهذا يُرد إلى أصول الشريعة وإلى أدلتها، لا إلى ما يهواه الناس ويشتهونه.

 

ثُمَّ اعلموا عباد الله! أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.

 

♦ ثم اعلموا -عباد الله- أن الله جَلَّ وَعَلا أمرنا بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته المسبحة بقدسه، وأيه بالمؤمنين من جنه وإنسه، فقال سبحانه في آخر الأحزاب: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

 

♦ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ وارضَ عن الأربعة الخلفاء، وعن المهاجرين والأنصار، وعن التابع لهم بإحسانٍ إِلَىٰ يَومِ الدِّيْنِ، وعنَّا معهم بمنِّك ورحمتك يا أرحم الراحمين، اللَّهُمَّ عِزًّا تعزّ به الإسلام وأهله، وذِلًّا تذلّ به الكفر وأهله، اللَّهُمَّ أبرِم لهٰذِه الأُمَّة أمرًا رشدًا، يُعزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام، اللهم ادفع عنا الغلاء، والوباء، والزنا، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة، وعن بلاد المسلمين عامة، يا ذا الجلال والإكرام.

 

♦ اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللَّهُمَّ اجعل ولاياتنا والمسلمين فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين، اللَّهُمَّ وفِّق ولي أمرنا بتوفيقك، اللَّهُمَّ خُذ بناصيته للبر وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ اجعله رحمةً عَلَىٰ أوليائك، واجعله سخطًا ومقتًا عَلَىٰ أعدائك يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ انصر به دينك، اللَّهُمَّ ارفع به كلمتك، اللَّهُمَّ اجعله إمامًا للمسلمين أَجْمَعِيْنَ يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ أنت الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبقًا مجللًّا، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، لا سُقيا عذابٍ، ولا هدمٍ، ولا غرقٍ، ولا نَصَبٍ، اللَّهُمَّ أغث بلادنا بالأمطار والأمن والخيرات، وأغث قلوبنا بمخافتك وتعظيمك وتوحيدك يا ذا الجلال والإكرام، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، عباد الله! إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، اذكروا الله يذكركم، واشكروه عَلَىٰ نعمه يزدكم، ولذكر اللَّه أَكْبَر، والله يعلم ما تصنعون.



[1] أخرجه أحمد (16187) و (16201) وابن ماجه (181).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • مطويات
  • صوتيات
  • خطب
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة