• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور علي الشبلالدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل شعار موقع الدكتور علي الشبل
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل / صوتيات / الخطب


علامة باركود

خطبة الغبار والنهي عن سب الريح

خطبة الغبار والنهي عن سب الريح
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 29/1/2025 ميلادي - 29/7/1446 هجري

الزيارات: 1466

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة الغبار والنهي عن سب الريح

 

الخطبة الأولى

الحَمْدُ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيْه، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ شهادةً نرجو بها الفلاح والنجاة يوم لقاه، ونشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله المرتضى من عنده برضاه، وعلى آله، وأصحابه السادة العداة، وسلّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد، عباد الله:

فاتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا من دينكم الإسلام بالعروة الوثقى؛ فإن أجسادنا على النار لا تقوى.

 

عباد الله! يقول الله جَلَّ وَعَلا: ﴿ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ ﴾ [الحجر:22]، فهذه الرياح جندٌ من جند الله، مأمورةٌ بأمره منفذةٌ لما يأمرها به سبحانه، ومن منافعها أنها تنظف الأجواء مما يكون فيها من الأوبئة، ومن هذه الأوخام، ومن فوائدها أنها لواقح للسماء، لواقح للسحاب بالمطر، ولواقح للشجر بالثمر، ولواقح للأرض بالتنقية والإنقاء.

 

ومن الرياح يا عباد الله ما هي جندٌ مأمورةٌ بأمر الله بالعذاب يرسله على من يستحقه، كما أرسلها جَلَّ وَعَلا على قوم عاد قوم هود، لما كذبوا رسول الله هودًا عَليه وعلى أنْبياءِ الله أفضل الصَّلاةِ والسَّلام، وذلك أنه استبطأ عنهم المطر سنين عديدة، فرأوا عارضًا مستقبل أوديتهم سحابًا يسوقه هواءٌ عظيم، فظنوا من فرط جهلهم بالله وأمنهم من مكر الله أن هذا الغيث قد سيق إليهم مع تكذيبهم رسل الله عَزَّ وَجَلَّ، وإشراكهم مع الله غيره؛ فقال الله جَلَّ وَعَلا في آيات سورة الأحقاف: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ ﴾ [الأحقاف: 24- 25].

 

نعم يا عباد الله؛ إن من الرياح ما هو عذابٌ على أهله، لمن يستحقه، ولا يظلم ربك أحدًا، ﴿ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا ﴾ [الحاقة: 7]؛ إنها الريح الصرصر العاتية التي أُمرنا بالاستعاذة بالله عَزَّ وَجَلَّ من شرها.

 

وهذه الهبائب هبت عليكم في هذا اليوم، وأثارت ما أثارت من الغبار والتراب، وتحدث الناس عنها إنذارًا وتحذيرًا، وبين يدي ذلك كله نقول ما علمناه نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره: «لا تسبوا الريح، لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أُمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أُمرت به».[1]

 

نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ عَلَىٰ إحسانه، والشكر له عَلَىٰ توفيقه وامتنانه، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إعظامًا لشانه، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الداعي إِلَىٰ رضوانه، صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ومن سلف من إخوانه، وسار عَلَىٰ نهجهم، واقتفى أثرهم، واتبعهم وأحبهم وذبَّ عنهم إِلَىٰ يوم رضوانه، وَسَلّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا مزيدًا؛ أَمَّا بَعْدُ عباد الله:

فإن تقوى الله عَزَّ وَجَلَّ هي المنجية، هي المنجية للعبد من الفتن في هذه الدنيا، وهي المخلصة له من عذاب الله وسخطه يوم القيامة، وهذه الرياح يا عباد الله هي جندٌ مأمورةٌ من عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى، لا يصح أن تُذم أو تُسب أو يُنسب لها العيبة، لأنها مأمورةٌ منفذةٌ لأمر الله جَلَّ وَعَلا.

 

واعلموا -رحمني الله وإياكم- أن من سب الريح فإنه وقع في قادحٍ عظيمٍ من قوادح الإيمان والعقيدة، فإن توجه بسبه إلى من أرسلها ودبَّرها فهذه مسبةٌ لله عَزَّ وَجَلَّ وهو كفرٌ أكبر يخرج صاحبه من هذه الملة، وإذا توجه إليها بالسب والمعيبة يعتقد أنها نافعةٌ بذاتها وأنها ضارةٌ بنفسها فهذا أيضًا شركٌ مع الله عَزَّ وَجَلَّ في الربوبية، من حيث النفع والتدبير، ولا نافع ولا ضار ولا مدبر إلا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى.

 

وأما ما يجري على الألسنة من نسبة السب إليها لما كدرت عليه أجواءه، وأوسخت عليه أثاثه ومتاعه وهيجت عليه التراب والغبار، وربما أثارت حساسيته، فما توجه إليها من السب عندئذٍ فهذه كبيرةٌ من كبائر الذنوب، ووسيلةٌ إلى الشركين السابقين المنوه عليهما، فليحذر الإنسان ما يصدر من لسانه مما يتعلق بهذه الأمور، مما يعنيه ويقصده أو يخرج من لسانه من غير قصدٍ ولا إرادة.

 

ثُمَّ اعلموا عباد الله! أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.

 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ وارضَ عن الأربعة الخلفاء، وعن المهاجرين والأنصار، وعن التابع لهم بإحسانٍ إِلَىٰ يَومِ الدِّيْنِ، وعنَّا معهم بمنِّك ورحمتك يا أرحم الراحمين، اللَّهُمَّ عِزًّا تعزّ به الإسلام وأهله، وذِلًّا تذلّ به الكفر وأهله، اللَّهُمَّ أبرِم لهٰذِه الأُمَّة أمرًا رشدًا، يُعزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللَّهُمَّ اجعل ولاياتنا والمسلمين فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين، اللَّهُمَّ وفِّق ولي أمرنا بتوفيقك، اللَّهُمَّ خُذ بناصيته للبر وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ اجعله رحمةً عَلَىٰ أوليائك، واجعله سخطًا ومقتًا عَلَىٰ أعدائك يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ انصر به دينك، اللَّهُمَّ ارفع به كلمتك، اللَّهُمَّ اجعله إمامًا للمسلمين أَجْمَعِيْنَ يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ أنت الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبقًا مجللًّا، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، لا سُقيا عذابٍ، ولا هدمٍ، ولا غرقٍ، ولا نَصَبٍ، اللَّهُمَّ أغث بلادنا بالأمطار والأمن والخيرات، وأغث قلوبنا بمخافتك وتعظيمك وتوحيدك يا ذا الجلال والإكرام، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، عباد الله! إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، اذكروا الله يذكركم، واشكروه عَلَىٰ نعمه يزدكم، ولذكر اللَّه أَكْبَر، والله يعلم ما تصنعون.



[1] أخرجه أحمد (21138)، والترمذي (2252) بنحوه، وأخرجه ابن ماجه (3727) مختصرًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • مطويات
  • صوتيات
  • خطب
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة