• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور علي الشبلالدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل شعار موقع الدكتور علي الشبل
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل / مقالات


علامة باركود

شرح العقيدة الواسطية (24)

شرح العقيدة الواسطية (24)
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 6/2/2016 ميلادي - 26/4/1437 هجري

الزيارات: 13450

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شرح العقيدة الواسطية (24)

 

فَصْلٌ: وَقَدْ دَخَلَ فِي ذَلِكَ: الإِيمَانُ بِأَنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ، كَمَا جَمَعَ بَيْنَ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 186].

 

وَقَوْلُهُ للصَّحَابَةِ لَمَّا رَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالذِّكْرِ: ((أَيُّهَا النَّاسُ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا، إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَهُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ)). وَمَا ذُكِرَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مِنْ قُرْبِهِ وَمَعِيَّتِهِ - لا يُنَافِي مَا ذُكِرَ مِنْ عُلُوِّهِ وَفَوْقِيَّتِهِ؛ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فِي نُعُوتِهِ، وَهُوَ عَلَيٌّ فِي دُنُوِّهِ قَرِيبٌ فِي عُلُوِّهِ.

 

وَقَدْ دَخَلَ فِي ذَلِكَ: الإِيمَانُ بِأَنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ، كَمَا جَمَعَ بَيْنَ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 186]:

دخل في ذلك؛ أي: الإيمان بأسمائه وصفاته على جهة التفصيل. والإيمان بأنه قريب ومجيب: لأن هذا الذي أخبر به عن نفسه: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ ﴾ [البقرة: 186]؛ يجيب لأنه سبحانه مجيبٌ لمن دعاه وسأله، واستغاثه والتجأ إليه، فالله قريب مع علوه، من غير أن نقول: كيف؟ وإنما هي أول باب للظنون الكاذبة، وإنما هو قريب في علوه كما أخبرَنا بذلك عن نفسه، وأخبرَنا به أعرَفُ الخلق به؛ آمنَّا بهذا وصدقنا من غير أن ندخل فيها بعقولنا وظنوننا متهوكين، متجرئين، طالبين ما ليس لنا به علم.

 

وَقَوْلُهُ للصَّحَابَةِ لَمَّا رَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالذِّكْرِ: ((أَيُّهَا النَّاسُ! ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا، إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَهُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ))[1] وَمَا ذُكِرَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مِنْ قُرْبِهِ وَمَعِيَّتِهِ - لا يُنَافِي مَا ذُكِرَ مِنْ عُلُوِّهِ وَفَوْقِيَّتِهِ:

لما قال صلى الله عليه وسلم للصحابة لما كانوا في سفر ورفعوا أصواتهم بالدعاء: ((أَيُّهَا النَّاسُ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، إِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ، وَلا غَائِبًا، إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَهُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ))[2] - دلَّ على قربه سبحانه وتعالى مع كونه بذاته على عرشه، على جميع خلقه، لكنه لا يَخفى عليه شيءٌ من خلقه، وهو مع ذلك قريبٌ منهم، وهذه معية خاصة لأوليائه، وهي من معاني قربه منهم.

 

فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فِي نُعُوتِهِ:

هو سبحانه ليس كمثله شيء لئلاَّ تقول: كيف يكون هذا؟ لأن الله لا يُشبِهه شيء، ولا يماثله شيء، ولا يساميه شيء، ومِن انفراده أنه ليس كمثله شيء؛ لأحديته وفردانيته أنه في جميع نعوته (صفاته) لا يُماثل بخلقه، ولهذا لا تدركه العقول.

 

وَهُوَ عَلَيٌّ فِي دُنُوِّهِ قَرِيبٌ فِي عُلُوِّهِ:

في قُربه، فمعنى الدنوِّ القُرب، وهو قريبٌ في علوه؛ ولهذا يقول النبي: ((إِنَّ اللهَ يَدْنُو إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا عَشِيَّةَ عَرَفَةَ))[3] يدنو إلى سماء الدنيا وهذا نزول، كما دلت عليه أحاديث النزول إلى ثلث الليل الآخر؛ لأنه جاء في بعض الروايات: ((إِنَّ اللهَ يَنْزِلُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فَيُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَةَ مَلائِكَتَهُ))[4] هذا الدنو في علو الله، والقرب في علو الله - مما تتقاصر دونه أفهام الناس، ولا تدركه، ولا تحيط به عقولهم، إلا المؤمنون الموحدون، الذين عرَفوا ضعفهم وعجزَهم وعدمَ إحاطتهم، فكانوا واقفين على حد البحر لم يلجوا في لججه، ولا في أمواجه، ولا في ظلماته، وإنما هم على حدِّ البحر، على حد العلم الذي أُعْلِمُوا إياه، لم يتطاولوا ذلك ويتعدَّوه بعقولهم.

 

يقول أبو المعالي[5] قبل أن يموت، وقد بلَغ من الحيرة مبلغها - وهذه نقَلَها عنه شيخُ الإسلام، ونقلها عنه شارح الطحاوية - يقول: "أيها الناس - وهو يبكي - لقد خضت البحر الخضم، وتركت على أهل الإسلام على بره، وقد نهَوْني أن أخوض فيما خُضت فيه، ولم أحصل علمًا ولا يقينًا، والآن أموت على عقيدة عجائز نيسابور، وإن لم يتداركني الله برحمته فلا أدري شيئًا".

 

أي: إنه وصل بعد هذه الاستطالات والخوض فيما لا يُحسِن، وفيما أُخْفِيَ عن علمه - وصل إلى تمني أن يموت على عقيدة العوام، أما أهل الإيمان فإنهم فوق عقيدة العوام لأنهم في مصافِّ العلماء، ولهذا لما قال الشهرستاني عبدالكريم:

لَعَمْرِي لَقَدْ طُفْتُ الْمَعَاهِدَ كُلَّهَا ♦♦♦ وَسَيَّرْتُ طَرْفِي بَيْنَ تِلْكَ الْمَعَالِمِ

 

معالم البحث، والجدل، والمناظرة، وطلب ما يُسمى عندهم بالحقائق.

فَلَمْ أَرَ إِلاَّ وَاضِعًا كَفَّ حَائِرٍ ♦♦♦ عَلَى ذَقَنٍ أَوْ قَارِعًا سِنَّ نَادِمِ

 

ما أوصَلَتهم هذه المعلومات والمنطوقات والقواعد والنظر والجدل إلا إلى الحيرة؛ إمَّا واضعًا كفَّه على ذقنه، أو قارعًا سن نادم (سن الندم والحيرة).

 

ابن الأمير الصنعاني لما قرأ هذا الكلام في الدرس على نُسخته أنشَأ بيتَين جادت بهما قريحته؛ لأنه تصور الحال التي أدركها هؤلاء بما يسمُّونه علومًا - وهو علم الكلام الفاسد - فأوصلَهم إلى هذه الدركات من الحيرة والضلال والشك التي يتمنى الإنسان عندَها أن يكون على عقيدة العوام، قال له ابن الأمير الصنعاني:

لعلك أهملتَ الطواف بِمَعْهَدِ الـ ♦♦♦ ـرَسُولِ وَمَنْ لاقَاهُ مِنْ كُلِّ عَالِمِ

 

أنت صحيح قد طُفتَ بكل المعاهد إلا معهدًا واحدًا ما أتيتَه، ولا قربت عنده؛ لأنهم كانوا يَحتقِرون أهله ويزدرونَهم: هؤلاء حشوية نابتة مجسمة، هؤلاء سذج لا يضرُّونكم، ليس عندهم إلا قال الله وقال رسوله، هذا المعهد أهملتَ الطواف به.

فَمَا حَارَ مَنْ يَهْدِي بِهَدْيِ مُحَمَّدٍ ♦♦♦ وَلَسْتَ تَرَاهُ قَارِعًا سِنَّ نَادِمِ

 

لأنَّه على يقين، على طُمَأنينة، على انشراح، على سَكينة الإيمان التي أفضى بها إليه أنَّه عرَف قدره، وانتهى بعِلمه إلى ما علَّمه الله إياه ورسولُه، الله ما عَلَّمَنا كيفية صفاته ولا كيفية أفعاله، ولا كيفية ذاته؛ لأن عقولنا ومداركنا تقصر وتقل فهمًا لهذه المعاني، فأُعْلِمْنا ما نفهم ونعقل، وغُيِّب عنا ما لا ندركه ولا نفهمه.

ومن ذلك أنه عليٌّ في دنوه، هو مع كونه عليًّا فإنَّه دانٍ وقريب، وهو قريب مع علوه، نؤمن بذلك لأنه جاءنا عن الله وعن رسول الله، ولا نتهَوَّك في ذلك بأهوائنا وظنوننا الكاذبة والفاسدة.



[1] تقدم تخريجُه.

[2] كما في حديث أبي موسى رضي الله عنه أخرجه في الصحيحين.

[3] رواه مسلم (1348)، من حديث عائشة رضي الله عنها نحوَه. والعشية تبدأ مِن بعد العصر، مأخوذة من تعشية الإبل والبهائم، فإنها من بعد العصر وهي تعشي.

[4] رواه مسلم (1348)، من حديث عائشة رضي الله عنها نحوه.

[5] وقد خاض في هذه المعاني الكلامية، والقواعد الفلسفية، والقيل والقال، حتى إن كتابه (الإرشاد إلى قواطع الأدلة) لا تكاد أن تقرأ فيها آيةً واحدة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • مطويات
  • صوتيات
  • خطب
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة