• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع الدكتور علي الشبلالدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل شعار موقع الدكتور علي الشبل
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل / صوتيات / الخطب


علامة باركود

خطبة (إنكم تشركون)

خطبة (إنكم تشركون)
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 30/10/2025 ميلادي - 9/5/1447 هجري

الزيارات: 782

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة (إنكم تشركون)


الخطبة الأولى

الحَمْدُ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيْه، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، عبده المصطفى ونبيه المجتبى، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله، وأصحابه، ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

عباد الله! فاتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا من دينكم الإسلام بالعروة الوثقى، فإن أجسادنا على النار لا تقوى، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

أَيُّهَا المؤمنون!

روى بعض أهل السنن [1] من حديث قتيلة رَضِيَ اللهُ عَنْها: أن رجلًا من اليهود أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فقال: يا محمد، إنكم تشركون، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «مه، وما ذاك؟»، قال: تقولون: والكعبة وتقولون: ما شاء الله وشاء محمد، فنهى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أن يقال: والكعبة، وأمر أن يقال: ورب الكعبة، ونهى أن يقال: ما شاء الله وشاء محمد، قال: بل قولوا: «ما شاء الله وحده»، هذا حديثٌ عظيمٌ أيها الإخوة، ما أكثر ما يقع منا مخالفته في ألفاظنا.

 

فمما جاء فيه أن هذا اليهودي استنكر على المسلمين الشرك، فدل على أنهم يعرفون التوحيد ويعرفون الشرك بما خصهم الله جل وعلا به من العلم، لكنهم لم يعملوا به، بل باعوه واشتروا به ثمنًا قليلًا، وفيه تحريم الحلف بغير الله؛ فإن الكعبة معظمةٌ عند العرب، وقد جاءت الشريعة فزادت في تعظيمها، ومع ذلك فهي مخلوقةٌ مصنوعة لا يجوز أن يُحلف بها مع الله جل وعلا.

 

والحلف بغير الله ما أكثر وقوعه في ألسنة الناس اليوم صغيرهم وكبيرهم، قريبهم وبعيدهم؛ فمن حالفٍ بالذمة، ومن حالفٍ بالأمانة، ومن حلف بالذمة والأمانة فليس منا "كذا جاء عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم"، ومن حالفٍ بالنبي أو بحياته، وهذا حلفٌ بغير الله أيضًا، ومن حالفٍ بالحرام وبالطلاق وهو كثيرٌ عند هؤلاء المرائين الذين قلَّدوا فيه غيرهم، فظنوا أنهم يوثقون هذا الأمر عزيمةً أو دعوة أو تأكيدًا لكلام، أو كرامة بأن يحرم أو يطلق على أضيافه، وما درى هذا المسكين أنه حلف بغير الله أولًا، وأنه عرض حرمته للحرام ثانيًا، وأنه بهذا الفعل يرائي ليلقى من الناس مدحًا، أو يتقي منهم ذمًا ثالثًا، وإلا فحسبه أن يحلف بالله عزَّ وجَل. ومن ذلك أيضًا من كانوا يحلفون بآبائهم، فمن قولهم: ورأس أبي، وعزي وشرفي، ورأس أمي، أو بأبي أو بأمي، إنه لكذا وكذا.

 

وفي الصحيحين [2] عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم من حديث عمر رَضِيَ اللهُ عنه قال: "كنا مع رسول الله في غزاة وكنا نحلف بآبائنا، قال: «من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت»".

 

نعم يا عباد الله؛ الحلف توثيقٌ لأمرٍ عظيم بالله جَلَّ وَعَلا، وتوكيدٌ لهذا الأمر وتوثيقه بالعظيم سُبْحَانَهُ وَتَعَالى، وفي حديث عبد الله بن عمر رَضِيَ اللهُ عنهُما قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك»، أخرجه مسلمٌ في الصحيح[3].

 

وفي حديث ابن مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: "لأن أحلف بالله كاذبًا أحبُّ إليّ من أن أحلف بغيره صادقًا"، أتدرون لم؟ لأن الحلف بالله كاذبًا يمينٌ غموس تُوعد على صاحبها أن يُغمس في النار، أما الحلف بغير الله ولو كان صادقًا في حلفه فهذا هو الشرك الأصغر الذي نهى عنه نبينا أشد النهي، وحذرنا منه أشد التحذير.

 

نعم عباد الله؛ من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت، ولا حاجة إلى المهايطة، ولا إلى المراءاة بالأقوال والأفعال عند الناس، فإنها سببٌ لطلب مدحة الناس، ثم يؤول بهم إلى إغضاب رب الناس سُبْحَانَهُ وَتَعَالى.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ﴾ [المائدة: 89].

 

نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه كان غفارًا.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله كما أمر، أحمده سبحانه وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارًا بربوبيته وإيمانًا بعبوديته وألوهيته وبأسمائه وصفاته، مراغمًا بذلك من عاند به أو جحد وكفر، وأصلي وأسلم على سيد البشر الشافع المشفع في المحشر، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه السادة الغرر، خير آلٍ ومعشر، ما طلع ليلٌ وأقبل عليه نهارٌ وأدبر، أما بعد؛ عباد الله:

إن من المظاهر التي تقع بين الناس التسوية بين الخالق وبين المخلوق؛ ما شاء الله وشاء محمد، أنا بالله وبك، أنا مالي إلا الله وأنت، أنا داخلٌ على الله وعليك. لا تجعل مع الله أحدًا بواو الجمع أبدًا، فإن كان لا بد فلا بد أن تأتي بكلمة (ثم)؛ ما شاء الله ثم شاء فلان، أنا بالله ثم بك، هذا من معروف الله ثم من معروفك، لا تسوي مخلوقًا كائنًا من كان مع الله عزَّ وَجَل؛ فإن الله لا يبلغ مساواته أحدًا كائنًا من كان، لأنه الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.

 

ثُمَّ اعلموا عباد الله! أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.

 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ وارضَ عن الأربعة الخلفاء، وعن المهاجرين والأنصار، وعن التابع لهم بإحسانٍ إِلَىٰ يَومِ الدِّيْنِ، وعنَّا معهم بمنِّك ورحمتك يا أرحم الراحمين، اللَّهُمَّ عِزًّا تعزّ به الإسلام وأهله، وذِلًّا تذلّ به الكفر وأهله، اللَّهُمَّ أبرِم لهٰذِه الأُمَّة أمرًا رشدًا، يُعزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام، اللهم ادفع عنا الغلاء، والوباء، والزنا، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة، وعن بلاد المسلمين عامة، يا ذا الجلال والإكرام اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللَّهُمَّ اجعل ولاياتنا والمسلمين فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين، اللَّهُمَّ وفِّق ولي أمرنا بتوفيقك، اللَّهُمَّ خُذ بناصيته للبر وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ اجعله رحمةً عَلَىٰ أوليائك، واجعله سخطًا ومقتًا عَلَىٰ أعدائك يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ انصر به دينك، اللَّهُمَّ ارفع به كلمتك، اللَّهُمَّ اجعله إمامًا للمسلمين أَجْمَعِيْنَ يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ أنت الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبقًا مجللًّا، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، لا سُقيا عذابٍ، ولا هدمٍ، ولا غرقٍ، ولا نَصَبٍ، اللَّهُمَّ أغث بلادنا بالأمطار والأمن والخيرات، وأغث قلوبنا بمخافتك وتعظيمك وتوحيدك يا ذا الجلال والإكرام، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، عباد الله! إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، اذكروا الله يذكركم، واشكروه عَلَىٰ نعمه يزدكم، ولذكر اللَّه أَكْبَر، والله يعلم ما تصنعون.



[1] أخرجه أحمد (27093)، والنسائي (3773) بنحوه.

[2] أخرجه البخاري (6108)، ومسلم (1646).

[3] لم أقف عليه في مسلم، وإنما أخرجه الترمذي (1535) بهذا اللفظ، وأخرجه أحمد (6072) بلفظ: (وأشرك) بدل: (أو أشرك).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • مطويات
  • صوتيات
  • خطب
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة