• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع الدكتور علي الشبلالدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل شعار موقع الدكتور علي الشبل
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل / صوتيات / الخطب


علامة باركود

خطبة النبي صلى الله عليه وسلم والشعر

خطبة النبي صلى الله عليه وسلم والشعر
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 4/9/2025 ميلادي - 12/3/1447 هجري

الزيارات: 83

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة: (النبي صلى الله عليه وسلم والشعر)

 

الخطبة الأولى

الحَمْدُ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيْه، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا؛ أَمَّا بَعْدُ:

فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.

 

أَيُّهَا المؤمنون! إن البلايا والمصائب تتوالى على عباد الله، ولكن المؤمنين شأنهم معها شأنٌ آخر، فهذا سيد الخلق وأفضل من وطئت قدماه على البسيطة اتهمه المشركون بأربع تهمٍ جاءت في القرآن.

• اتهموه بأنه ساحر.

• وأنه كاهن.

• وأنه مجنون.

• وأنه شاعر.

 

وقد أكذب الله جَلَّ وَعَلا هذه التهم، ونفاها ودفعها عن نبيه محمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم كان ماذا؟ غاب شانؤوه، وبُتر سابوه، وبقي عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام في منهجه وفي سيرته، وفيما بعثه الله جَلَّ وَعَلا به من دينه نبراسًا لمن شاء من خلقه.

 

ومما وصفه به المشركون الشعر، فقال جَلَّ وَعَلا: ﴿ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ ﴾ [يس: 69]، تأملوا عباد الله أنه عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام وهو الذي جعله الله رحمةً للعالمين محفوفًا بعناية إلهنا سبحانه وتعالى، نزهه الله جَلَّ وَعَلا عن الشعر، وأكد ذلك بقوله: ﴿ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ ﴾ أي: لا ينبغي له أن يقول الشعر، ولا أن ينشده، لأن الله أغناه بالقرآن، وأغناه بالحكمة في الحديث عن غيرها من نظم كلام الناس ونثرهم.

 

والشعراء - يا عباد الله - كما وصفهم الله جَلَّ وَعَلا في آخر سورة الشعراء؛ ﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ﴾ [الشعراء: 224]؛ الغاوي الذي غوى في نفسه وكان مغويًا لغيره، يتبعون الشعراء لما راقهم من رقيق كلامهم ونظمهم، أو من حفظهم للكلام المنمق الموزون، يتبعهم الغاوون، ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ﴾ [الشعراء: 225]؛ يهيمون في وادي المدح، فيذكرون فيه المدح الكاذب ليشهدوا به ويستعطوا به، إما يستعطوا به مالًا من ذوي المال، أو يستعطوا به جاهًا من ذوي الجاه، أو يستعطوا به سمعةً ورياءً من الناس ليقولوا في مجالسهم وفي منتدياتهم: ما أحفظ فلانًا للشعر! ما أشعره! وهذا لا يزيده عند الله شيئًا. ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ﴾ [الشعراء: 225]؛ في باب الذم، وفي باب المدح، وفي باب الكلام الفاضي، تجدهم في كل هذه الميادين يزنون هذه الأقوال والأشعار بما آتاهم الله من طلاقة اللسان، وهذا يضرهم ولا ينفعهم.

 

﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ﴾ [الشعراء: 225- 226]؛ نعم يا عباد الله، الشعراء في الغالب الأعم قولهم خليٌ عن الفعل، إنما هو كلامٌ للرياء، وكلامٌ للسمعة، وكلامٌ يقولونه ليستثمروا به قلوب الضعاف من الناس، ويستميلوا بها خواطرهم إليهم، ﴿ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ﴾ [الشعراء: 226- 227]؛ بهذه الأوصاف الأربع وهذه الشرائط الأربع يبقى الشعر عندئذٍ محمودًا عند صاحبه، نافعًا عند قائله، وعند مستمعه، وما سوى ذلك من الأغراض فإنه مذمومٌ كله يا عباد الله.

 

قُرئ على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قول لبيب بن عامرٍ العامري الشاعر الجاهلي المشهور والذي أسلم بعد ذلك، قوله: ألا كلُّ ما خلا الله باطلُ؛ قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صدق، ثم أتى بعجزه الثاني: وكل نعيمٍ لا محالة زائلُ، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كذب فإن نعيم الجنة لا يزول؛ ولهذا قال الناس بعد ذلك: إن الشعر أعذبه هو أكذبه، ودلَّ ذلك على أن الكذب في الشعر كثير، وأن الصدق والحق فيه قليل، كما كان من شعراء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك؛ فإنهم قالوا بين يدي النبي شعرًا كان فيه مدعاةٌ لإثبات الحق ورد الباطل ونصرة الدين وأهله، فأقرهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ذلك.

 

جاء في الصحيحين[1] من حديثي أبي سعيدٍ وابن عمر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهم كانوا معه في طريق، فمروا بالعرج، وإذا رجلٌ ينشد الشعر، أي يقوله رافعًا به صوته، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خذوا الشيطان أو أمسكوا الشيطان، ثم قال: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خيرٌ له من أن يمتلئ شعرًا».

 

نعم يا عباد الله؛ لأن يمتلئ القيح وهو ذلك الصديد المكروه من الإنسان، فكيف من غيره؟ لأن يمتلئ قلبه وجوفه من هذا القيح والصديد خيرٌ له من أن يمتلئ به شعرًا مما يذمه ويسوؤه عند الله، وعند عباد الله جَلَّ وَعَلا.

 

قال الإمام الشافعي:

ولو لا أن الشعر بالعلماء يزري
لكنتُ اليوم أشعر من لبيدِ

نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه كان غفارا.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله كما أمر، أحمده سبحانه وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مؤمنًا بألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته مراغمًا بذلك من شكك به أو عاند وجحد وكفر، وأصلي وأسلم على سيد البشر الشافع المشفع في المحشر، صلى الله عليه، وعلى آله، وأصحابه، السادة الغرر، خير آلٍ ومعشر، ما طلع ليلٌ وأقبل عليه نهارٌ وأدبر، أما بعد:

يا عباد الله إن الشعر في الأزمان المتأخرة، والشعراء في كثيرٍ منهم إلا ما رحم ربي وقليلٌ ما هم اتخذوا من شعرهم سببًا لعطف أبصار الناس إليهم في المجالس والنوادي والمجتمعات، وفي المهرجانات والاحتفالات، أو اتخذوه استعطاءً للمال، أو كسبًا للرياء والشهرة، أو ما إلى ذلك من الأغراض الدنية الفاسدة، وهذا -والعياذ بالله- مقصدٌ خبيث، وهو من أوسع أبواب الرياء لأصحابهم، ثم إن هؤلاء لا تجدهم يحفظون من كلام الله عَزَّ وَجَلَّ أو من حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يقابل ما يحرصون عليه، ويجتهدون في حفظه ونقله من أشعار الناس، وهذه مفارقةٌ عظيمة وازدواجيةٌ جهلاء، تدل على فساد الناس بفساد زمانهم، ولا يفسد الزمان إلا بفساد أهله.

 

ثم اعلموا عباد الله أن حبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونصرته لا تكون بالشعارات الفارغة، وإنما بلزوم دينه، والاستقامة على سنته، والذب عنه وعنها ذبًا حتى الممات من غير مؤاربةٍ في ذلك، ومن غير تقديم حظوظ نفسه، وحظوظ أهله وولده وماله على مقامه الشريف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

واعلموا عباد الله أن من نال من رسول الله فإنه هو الأبتر، وإن الله جَلَّ وَعَلا كافي الرسول أي حسبه، كافيه وكافي المؤمنين؛ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 64]، فالله كافيك وكافي من اتبعك من المؤمنين، وليس حبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا نصرته باحتفال ليلةٍ في يوم ميلاده، أو في ليلة إسرائه ومعراجه، أو في ساعةٍ من الزمان، هذا حبٌ كاذب وادعاءٌ غير صادق في محبته ومناصرته، وإنما حبه الصحيح هو في لزوم دينه، واتباع سنته وحفظها، وحفظ الوحي الذي جاء به حفظًا بالقول وبالقلب وبالعمل بالجوارح والأركان.

 

ثُمَّ اعلموا عباد الله! أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.

 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ وارضَ عن الأربعة الخلفاء، وعن المهاجرين والأنصار، وعن التابع لهم بإحسانٍ إِلَىٰ يَومِ الدِّيْنِ، وعنَّا معهم بمنِّك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

 

الدعاء.....



[1] أخرجه البخاري (6154)، ومسلم (2259) بنحوه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • مطويات
  • صوتيات
  • خطب
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة