• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع الدكتور علي الشبلالدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل شعار موقع الدكتور علي الشبل
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل / خطب


علامة باركود

خطبة (المولود وسننه)

خطبة (المولود وسننه)
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 28/8/2025 ميلادي - 5/3/1447 هجري

الزيارات: 752

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة (المولود وسننه)


الخطبة الأولى

الحمد لله، ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأنعام: 1]، والحمد لله ﴿ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ﴾ [الكهف: 1] والحمد لله، ﴿ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ﴾ [الأعراف: 43]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله صلي الله عليه، وعلى آله، وأصحابه، وسلّم تسليما كثيرا.

 

أما بعد؛ عباد الله:

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا من دينكم الإسلام بالعروة الوثقى؛ فإن أجسدنا على النار لا تقوي.

 

عباد الله! ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثرٌ بكم الأمم يوم القيامة»[1]، وإن من حق المولود على أبيه أن يختار له أم لا تعيبه دهره، لا تعيبه في دهره أبدًا.

 

ومن أحكام المولود يا عباد الله أن يختار له اسمًا يليق به، لا يعيره الناسُ به، والاسم يا عباد الله يختاره الأب لابنه من حين ما يُولد، وآخر مدةٍ للتسمية هو اليوم السابع؛ جاء في صحيح مسلم[2] أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «وُلد ليَ الليلة مولود فسميته باسم أبي إبراهيم»، وفي حديث الحسن عن سُمرة: «كل غلام مرتهنٌ بعقيقته تُذبح يوم سابعه ويسمي»[3]؛ فأفاد الحديثان أن الأفضل للأب أن يسمي المولود من حين ولوده وآخر مهلته في يوم سابعه.

 

وفي الحديث أيضًا من الفوائد أنه يُستحب أن يُسمي الإنسان باسم آبائه، بأسماء آبائه الأدنين، أو بأسماء آبائه الأعلين؛ لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وُلد ليَ الليلة مولود فسميته باسم أبي إبراهيم» [4] مالم يكن في هذا الاسم ما يعيبه شرعًا، كالمعبدات لغير الله، كعبد العزى وعبد المطلب أو غلام رسول، كما عند إخواننا الأعاجم، فهذه تسمياتٌ محرمة.

 

من أحكام المولود يا عباد الله ذبح عقيقته وتسمي بالتميمة، والأفضل أن تُذبح في يوم السابع، أو في اليوم الرابع عشر، أو في اليوم الحادي والعشرين، وإذا ذبحها قبل ذلك أو أثناءه فهذا جائز، والصحيح من أقوال العلماء أن ذبح هذه العقيقة واجبٌ إذا كان الأب مستطيعًا، وهي في سنتنا شاتان عن الولد، وشاةٌ واحدةٌ عن الأنثى.

 

ومن أحكام المواليد يا عباد الله أنه يستحب إذا استهل المولود صارخًا أن أول ما يسمع الأذان؛ لأن الأذان طاردٌ للشيطان، فيؤذن في إحدى أذنيه، ولا يلزم من ذلك أن يقيم؛ حيث ثبت الأذان في أذن المولود، ولم يثبت من وجهٍ صحيح أنه يقيم الصلاة.

 

ومن سنن المولد رابعًا أنه يُستحب يحنكه أبوه أو جده أو قريبٌ من قراباته، والتحنيك يا عباد الله أن يضع تمرة أو بعضها في فيه حتي يلينها، ثم يجعلها في أحناك ذلك المولود يتلمظها تلمظًا، لبركة التمر ولأثره، ولأنه جاء ذلك عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

ومن سنن المواليد أيضا أنه يستحب أن يحلق رأس الذكر ويتصدق بوزن هذا الشعر فضة، وأن يجعل طيبًا على وجه وعلى جبهته، كانوا في الجاهلية إذا جاءهم مولود أخذوا من دم عقيقته، ثم جعلوه على جبهته فيسيل على وجهه، أبطلها الإسلام بهذه السنة التي فعلتها فاطمة بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورَضِيَ اللهُ عَنْهُا في أبنائها الحسن والحسين، وفي أم كلثوم.

 

ومن أحكام المواليد يا عباد الله أنه يستحب في هذه العقيقة أن يأكل منها وأن يطعِم جيرانه وأقاربه، وأن يتصدق منها على هؤلاء الفقراء. نعم يا عباد الله، شكرًا لله عَزَّ وَجَلَّ على هذه النعمة، وامتنانًا له بالذبح على اسمه، مفارقةً ومدافعةً لما عليه المشركون وأهل الجاهلية قبلهم من ذبحهم الذبائح ونحرهم النحائر على أسماء معظميهم من الأصنام والأولياء والغائبين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162- 163].

 

نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه كان غفارا.

 

الخطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ عَلَىٰ إحسانه، والشكر له عَلَىٰ توفيقه وامتنانه، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إعظامًا لشانه، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الداعي إِلَىٰ رضوانه، صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ومن سلف من إخوانه، وسار عَلَىٰ نهجهم، واقتفى أثرهم، واتبعهم وأحبهم وذبَّ عنهم إِلَىٰ يوم رضوانه، وَسَلّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا.

 

أَمَّا بَعْدُ:-

من أحكام المواليد أيضًا العناية بتنشئتهم نشأةً صالحة، بتعويذهم بالله جَلَّ وَعَلا من شرور الدنيا ومن شرور أهلها من الجن، والشياطين من شياطين الإنس والجن.

 

♦ كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعوِّذ نفسه وأهله وولده بأنواع التعويذات، فلما أنزل الله عَزَّ وَجَلَّ عليه ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ [الفلق: 1]، و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ [الناس: 1]، أخذ بهما صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وترك ما سواهما، فهذا أمرٌ مهم، أمرٌ مهمٌ يغفل عنه كثيرٌ من الآباء والأمهات؛ وهو أن يحصنوا وأن يحرزوا أولادهم صغارًا وكبارًا، بالحروز الشرعية، يهتم كثيرٌ من الآباء والأمهات بلباس أولادهم، ويهتمون بتغذيتهم، ويهتمون بدراستهم، ومن آخر اهتمامهم ما يتعلق بتعويذهم، حتى إذا أصيب هذا الابن وهذه البنت بالعين أو بالنفس ذهبوا يبذلون الأموال الطوال، حتى يعالجوا أولادهم، والحروز الشرعية بهذه الأذكار والرقى والتعويذات الشرعية من الكتاب والسنة حصنٌ للمؤمن، وحصنٌ لأهله وولده، فلا تغفلوا عنها بارك الله فيكم.

 

ثُمَّ اعلموا عباد الله! أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.

 

ثم اعلموا -رحمني الله وإياكم- أن الله أمرنا بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته المسبحة بقدسه، وأيَّه بكم أيها المؤمنون من جنه وإنسه، فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]. وقال نبينا عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام: «إذا كان يوم الجمعة وليلتها فأكثروا من الصلاة عليّ فإن صلاتكم معروضةٌ عليّ». [5].

 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ وارضَ عن الأربعة الخلفاء، وعن المهاجرين والأنصار، وعن التابع لهم بإحسانٍ إِلَىٰ يَومِ الدِّيْنِ، وعنَّا معهم بمنِّك ورحمتك يا أرحم الراحمين، اللَّهُمَّ عِزًّا تعزّ به الإسلام وأهله، وذِلًّا تذلّ به الكفر وأهله، اللَّهُمَّ أبرِم لهٰذِه الأُمَّة أمرًا رشدًا، يُعزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام، اللهم ادفع عنا الغلاء، والوباء، والزنا، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة، وعن بلاد المسلمين عامة، يا ذا الجلال والإكرام اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللَّهُمَّ اجعل ولاياتنا والمسلمين فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين، اللَّهُمَّ وفِّق ولي أمرنا بتوفيقك، اللَّهُمَّ خُذ بناصيته للبر وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ اجعله رحمةً عَلَىٰ أوليائك، واجعله سخطًا ومقتًا عَلَىٰ أعدائك يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ انصر به دينك، اللَّهُمَّ ارفع به كلمتك، اللَّهُمَّ اجعله إمامًا للمسلمين أَجْمَعِيْنَ يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ أنت الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبقًا مجللًّا، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، لا سُقيا عذابٍ، ولا هدمٍ، ولا غرقٍ، ولا نَصَبٍ، اللَّهُمَّ أغث بلادنا بالأمطار والأمن والخيرات، وأغث قلوبنا بمخافتك وتعظيمك وتوحيدك يا ذا الجلال والإكرام، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، عباد الله! إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، اذكروا الله يذكركم، واشكروه عَلَىٰ نعمه يزدكم، ولذكر اللَّه أَكْبَر، والله يعلم ما تصنعون.



[1] أخرجه أحمد (13569)، وأبو داود (2050)، والنسائي (3227).

[2] أخرجه مسلم (2315) بنحوه.

[3] أخرجه أحمد (20193)، وابن ماجه (3165) بنحوه.

[4] أخرجه مسلم (2315) بنحوه.

[5] أخرجه أحمد (16162)، وأبو داود (1531)، وابن ماجه (1636)، والنسائي (1374) بنحوه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • مطويات
  • صوتيات
  • خطب
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة