• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع الدكتور علي الشبلالدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل شعار موقع الدكتور علي الشبل
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل / صوتيات / الخطب


علامة باركود

خطبة (المنافقون)

خطبة (المنافقون)
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 7/8/2025 ميلادي - 13/2/1447 هجري

الزيارات: 580

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة (المنافقون)

 

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي جعل الإيمان فيصلًا بين أعدائه وأوليائه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إعظامًا لشانه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله ذلكم الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه، وعلى آله، وأصحابه، ومن سلف من إخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا مزيدًا إلى يوم رضوانه، أما بعد؛ عباد الله:

فأوصيكم ونفسي بوصية الله للأولين والآخرين؛ أن اتقوا الله جَلَّ وَعَلا؛ ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [لنساء: 131]. تقوى الله هي تعظيمه سبحانه في قلوبكم، وتعظيمه في أقوالكم وأعمالكم بامتثال أوامره، والانتهاء عن نواهيه، ومخافته ورجائه جَلَّ وَعَلا.

 

عباد الله! جعل الله عَزَّ وَجَلَّ الإيمان فيصلًا بين المؤمنين وبين المنافقين، والمنافقون وُجدوا على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأضمروا بغض الدين وأهله وبغض الرسول وشرعته، وأظهروا متابعته وموافقته، ولا يزال شأن النفاق يزداد ويعظم إلى أن يقضي الله أمره بزوال هذه الدنيا وانتهائها.

 

والمنافقون -يا عباد الله- فضحهم الله جَلَّ وَعَلا في سور القرآن؛ فثمة سور سُميت باسمهم كسورة المنافقون، وثمة سورة هي الفاضحة لشأنهم ومخططاتهم والفاضحة لما أكنته صدورهم وقلوبهم وهي سورة براءة، وبين يدي ذلك آياتٌ متناثراتٌ في سورة البقرة وفي سورة النساء، وفي غيرها، يحذرنا جَلَّ وَعَلا من النفاق وطرائقه.

 

وأعظم الشرك يا عباد الله شرك المقاصد والقلوب والنيات، وهذا الذي دارت عليه رحى النفاق والمنافقين، دارت عليه رحى النفاق والمنافقين كما قال جَلَّ وَعَلا فاضحًا لهم في أواخر سورة النساء: ﴿ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142]، لما توعدهم بقوله: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ﴾ [النساء: 145].

 

فاحذروا عباد الله النفاق حذرًا عظيمًا بليغًا، واجعلوه بين عيونكم، لتحذروه وتتقوه، فهو كُمَّل المؤمنين رَضِيَ اللهُ عَنْهُم من صحابة خير المرسلين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانوا يخشون على أنفسهم النفاق، ليس النفاق العملي وإنما النفاق الأكبر الاعتقادي، وهذا أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرضاه يخشى على نفسه النفاق، فيلح على حذيفة بن اليمان رَضِيَ اللهُ عَنْهُما صاحب سر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يُعْلِمه: "أأنا يا حذيفة ممن سماني لك رسول الله؟"، فأبى حذيفة أن يجيبه، فقال له عمر: نشدتك بالله، أأنا ممن سماني لك رسول الله؟ فقال حذيفة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "لا يا أمير المؤمنين، ولا أخبر بهذا أحدًا بعدك"[1]؛ فإذا خشي عمر على نفسه النفاق فمن يأمنه منا بعد ذلك يا عباد الله؟ من يأمنه منا والأمر إنما يحتاج إلى أمرين عظيمين:

الأمر الأول:أن تعمر قلبك بمخافة الله وتوحيده، فإن المنافقين يراؤون الناس بأقوالهم وأعمالهم.

 

والأمر الثاني – يا رعاكم الله -: أن تحذر النفاق وتتقيه، وتهرب منه وتتجنبه، كهروبك من الذئب وهروبك من الأسد، وهروبك من الأمراض الفتاكة.

 

نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه كان غفارًا.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله كما أمر، أحمده سبحانه وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارًا بربوبيته وإيمانًا بألوهيته وأسمائه وصفاته مراغمًا بذلك من عاند به أو جحد وكفر، وأصلي وأسلم على سيد البشر الشافع المشفع في المحشر نبينا محمد صلى الله عليه، وعلى آله، وأصحابه السادة الغرر، خير آلٍ ومعشر، ما طلع ليلٌ وأقبل عليه نهارٌ وأدبر، أما بعد؛ عباد الله:

إن الله جَلَّ وَعَلا لما فضح المنافقين فضحهم بصفاتهم وأعمالهم أكثر مما فضحهم بأعيانهم وأسمائهم، وإن صفات النفاق يا عباد الله صفاتٍ كثيرة يضيق هذا المقام عن تعداد بعضها، وألفت انتباهكم الكريم إلى ثلاث علامات.

 

فمنها -يا عباد الله- أن المنافقين أهل رياء يراؤون الناس ويهايطونهم بأقوالهم وأعمالهم، لينالوا منهم منحةً، أو ينالوا منهم عدم مذمةٍ ومنقصة، فمن راءى فإنما هو شابهٌ للمنافقين إن لم يكن منهم، عياذًا برب العالمين.

 

والعلامة الثانية يا عباد الله في صفاتهم في صلاتين عظيمتين يُفقد فيهما المنافق؛ وهما صلاة العشاء وصلاة الفجر، وكانتا في ليل فالعشاء في إقبال عتمة الليل، والفجر في غلس الفجر وفي آخر الليل وسحره، يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيها من الأجر لأتوهما ولو حبوًا»[2].

 

الصفة الثالثة والتي نضحت بها قلوبهم ونفثت بها سموم ألسنتهم وكتاباتهم حبهم وفرحهم بهزيمة الإسلام والمسلمين، واعتزازهم بالكفر والكافرين، ولا سيما إذا تقابلوا مع المؤمنين في شتى المحافل، يفرحون بمعصية الله عَزَّ وَجَلَّ، ويعظمون نواهيه بالمبادرة إليها والمسارعة إليها، ويغمطون عباد الله وأولياءه بالحط منهم سخريةً واستهزاءً أحيانًا، وسبًا وذمًا أحيانًا أخرى، وهذا لا يضر واللهِ أهل الإيمان، إنما يفضح هؤلاء المنافقين أيما فضيحة؛ ﴿ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ *وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [التوبة: 64- 65].

 

ثُمَّ اعلموا عباد الله! أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.

 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ وارضَ عن الأربعة الخلفاء، وعن المهاجرين والأنصار، وعن التابع لهم بإحسانٍ إِلَىٰ يَومِ الدِّيْنِ، وعنَّا معهم بمنِّك ورحمتك يا أرحم الراحمين، اللَّهُمَّ عِزًّا تعزّ به الإسلام وأهله، وذِلًّا تذلّ به الكفر وأهله، اللَّهُمَّ أبرِم لهٰذِه الأُمَّة أمرًا رشدًا، يُعزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام، اللهم ادفع عنا الغلاء، والوباء، والزنا، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة، وعن بلاد المسلمين عامة، يا ذا الجلال والإكرام اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللَّهُمَّ اجعل ولاياتنا والمسلمين فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين، اللَّهُمَّ وفِّق ولي أمرنا بتوفيقك، اللَّهُمَّ خُذ بناصيته للبر وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ اجعله رحمةً عَلَىٰ أوليائك، واجعله سخطًا ومقتًا عَلَىٰ أعدائك يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ انصر به دينك، اللَّهُمَّ ارفع به كلمتك، اللَّهُمَّ اجعله إمامًا للمسلمين أَجْمَعِيْنَ يا ذا الجلال والإكرام.

 

اللَّهُمَّ أنت الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبقًا مجللًّا، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، لا سُقيا عذابٍ، ولا هدمٍ، ولا غرقٍ، ولا نَصَبٍ، اللَّهُمَّ أغث بلادنا بالأمطار والأمن والخيرات، وأغث قلوبنا بمخافتك وتعظيمك وتوحيدك يا ذا الجلال والإكرام، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، عباد الله! إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، اذكروا الله يذكركم، واشكروه عَلَىٰ نعمه يزدكم، ولذكر اللَّه أَكْبَر، والله يعلم ما تصنعون.

 

 


[1] لم أقف عليه في الكتب التسعة.

[2] أخرجه البخاري (657)، ومسلم (651) بنحوه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • مطويات
  • صوتيات
  • خطب
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة