• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور علي الشبلالدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل شعار موقع الدكتور علي الشبل
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل / صوتيات / الخطب


علامة باركود

خطبة المحرم وعاشوراء

خطبة المحرم وعاشوراء
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 9/7/2025 ميلادي - 14/1/1447 هجري

الزيارات: 111

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة المحرم وعاشوراء

 

الخطبة الأولى

الحمد لله، ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأنعام: 1]، والحمد لله، ﴿ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ﴾ [الكهف: 1]، والحمد لله ﴿ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ﴾ [الأعراف: 43]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا أما بعد:-

أيها الناس! فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنت مُسلمون.

 

جاء في الصحيحين[1] أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئل عن أفضل الصيام، وعن أفضل القيام، فقال: «أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم، وأفضل القيام قيام نبي الله داود كان ينام شطر الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه»؛ اشتمل هذا الحديث الجليل على فضل الصيام وأن أفضل الصيام هو صيام فرائض الله علينا يا عباد الله، فأول ما يهتم به المسلم أن يصوم الفريضة، وقد افترض الله على عباده صيام رمضان، ويلتحق في صيام رمضان في فرضه صيام ما على الإنسان من القضاء، فإن القضاء تابعٌ لهذا الفرض في الأداء.

 

وبعد ذلك صيام النوافل؛ وأفضلها صيام شهر الله المحرم، فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر شأنه بأنه أفضل الصيام بعد صيام رمضان، وأضاف هذا الشهر إلى الله جَلَّ وَعَلا تكرمةً وتشريفًا، فقال: «أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم» [2] وهذا الصيام في هذا الشهر كالراتبة البعدية للفريضة، كما أن صيام شعبان قبل رمضان كالراتبة القبلية لفريضة الصيام.

 

وفي هذا الشهر يا عباد الله يتأكد صيام يوم التاسع والعاشر؛ فأما يوم العاشر فهو يومٌ عظيمٌ فضيل، نجا الله فيه موسى وقومه وأهلك فيه فرعون وملأه، فصامه موسى شكرًا لله، وصامه أنبياء الله جَلَّ وَعَلا، وأدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس في الجاهلية يصومونه فكان يصومه قبل البعثة، ثم لما هاجر عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام وجد اليهود يصومون يوم العاشر فصامه وأمر الناس بصيامه، حتى نزل صيام رمضان في فرضه، فتخفف صيام يوم عاشوراء من الركنية والوجوب إلى الاستحباب والأفضلية، حتى إذا كان في يوم عاشوراء من السنة الحادية عشرة قال عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام: «لئن بقيتُ إلى قابل –أي إلى العام القادم- لأصومن التاسع مع العاشر»[3]؛ مخالفةً لليهود في صيامهم، وتميزٌ لأهل الإسلام في عباداتهم، ولهذا جاء عند الإمام أحمد وغيره من حديث ابن عباسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده»[4]، وفي روايةٍ: «صوموا يومًا قبله ويومًا بعده»[5]، فيتأكد على المسلم صيام يوم العاشر، ويصوم يومًا قبله أو يومًا بعده.

 

فإن أفضل الأحوال أن يصوم التاسع والعاشر، يليها أن يصوم العاشر والحادي عشر، يليها أن يصوم التاسع والعاشر والحادي عشر، وأقلها حالةٌ رابعة وهي أن يصوم يوم العاشر وحده فلا يصوم معه قبله ولا بعده.

 

وهذا التأكيد من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنه يتبع سنن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قبله، وفي هذا يا عباد الله ما جاء في فضل صيام يوم العاشر أنه احتسب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الله أن يكفر السنة الماضية، التي طُويت صفحاتها، وانقضت في الأيام الماضية، وقد أودعتم ما أودعتم فيها، فإنه تكفل على الله أن يكفر بصيام يوم العاشر السنة التي قبله، وهذا التكفير مخصوصٌ بالصغائر دون الكبائر في راجح أقوال أهل العلم رَحِمَهم اللهُ، كما روى ذلك مسلمٌ في صحيحه[6] من حديث أبي قتادة الأنصاري رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: «أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية»، وسُئل عن صيام يوم عرفة فقال: «أحتسب على الله أن يكفر السنتين الماضية والباقية».

 

فاللهَ اللهَ عباد الله في استتباع الأيام الفاضلة، وفي عملٍ صالح فيها تودعونه في صحائفكم، فتُسرون به يوم أن تلقوا ربكم جَلَّ وَعَلا، والله الله أن تحثوا أولادكم وأهليكم على الصيام، وفقك الله الجميع لطاعته.

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله عَزَّ وَجَلَّ لي ولكم، فاستغفروه إنه كان غفارًا.

 

الخطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ عَلَىٰ إحسانه، والشكر له عَلَىٰ توفيقه وامتنانه، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إعظامًا لشانه، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الداعي إِلَىٰ رضوانه، صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ومن سلف من إخوانه، وسار عَلَىٰ نهجهم، واقتفى أثرهم، واتبعهم وأحبهم وذبَّ عنهم إِلَىٰ يوم رضوانه، وَسَلّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا مزيدًا؛ أَمَّا بَعْدُ:-

عباد الله! في يوم عاشوراء نجا الله جَلَّ وَعَلا فيه عباده وأولياءه، وعلى رأسهم كليمه موسى عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام، وأكبت عدوه هذا الظالم فرعون، وأتباعه وملأه الذين أعانوه على ظلمه وكفره وجبروته، يوم عاشوراء ليس يوم مأتمٍ ولا يوم حزنٍ كما يفعله أهل الأهواء والبدع ابتداعًا في دين الله جَلَّ وَعَلا، وإحداثًا في دين الله ما لم يأذن الله به، وإنما أولته إليهم شياطينهم وأولياؤهم الذين لا يعلمون شيئًا؛ ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ﴾ [الشورى: 21]. ويا للعجب، كيف يكون يوم مأتمٍ وفيه نجا الله موسى وقومه، فصامه موسى شكرًا لله، وصامه أنبياء الله شكرًا لله، وأكد ذلك نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟

 

ألا وإن أقوامٌ من أهل البدع اتخذوا يوم عاشوراء أعظم مأتمٍ لهم، لأنهم خذلوا الحسين بن علي بن أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، خذلوه لما وعدوه أن ينصروه فلم ينصروه، بل كانوا ممن ساعد على قتله بهذا الخذلان، وبهذا الإسلام له لعدوه، فلا حول ولا قوة إلا الله.

 

فاحذروا عباد الله البدع، احذروا هذه البدع والمحدثات، فإنها تأتي على الناس بهذه العواطف وبإثارة كمائن صدورهم حتى يجيّروها إلى أغراضهم الخبيثة، وإلى مقاصدهم السيئة التي يريدون بها الفتك من دين الله، والإغضاض من سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

ثُمَّ اعلموا عباد الله! أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.

 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ وارضَ عن الأربعة الخلفاء، وعن المهاجرين والأنصار، وعن التابع لهم بإحسانٍ إِلَىٰ يَومِ الدِّيْنِ، وعنَّا معهم بمنِّك ورحمتك يا أرحم الراحمين، اللَّهُمَّ عِزًّا تعزّ به الإسلام وأهله، وذِلًّا تذلّ به الكفر وأهله، اللَّهُمَّ أبرِم لهٰذِه الأُمَّة أمرًا رشدًا، يُعزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام، اللهم ادفع عنا الغلاء، والوباء، والزنا، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة، وعن بلاد المسلمين عامة، يا ذا الجلال والإكرام اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللَّهُمَّ اجعل ولاياتنا والمسلمين فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين، اللَّهُمَّ وفِّق ولي أمرنا بتوفيقك، اللَّهُمَّ خُذ بناصيته للبر وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ اجعله رحمةً عَلَىٰ أوليائك، واجعله سخطًا ومقتًا عَلَىٰ أعدائك يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ انصر به دينك، اللَّهُمَّ ارفع به كلمتك، اللَّهُمَّ اجعله إمامًا للمسلمين أَجْمَعِيْنَ يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ أنت الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبقًا مجللًّا، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، لا سُقيا عذابٍ، ولا هدمٍ، ولا غرقٍ، ولا نَصَبٍ، اللَّهُمَّ أغث بلادنا بالأمطار والأمن والخيرات، وأغث قلوبنا بمخافتك وتعظيمك وتوحيدك يا ذا الجلال والإكرام، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، عباد الله! إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، اذكروا الله يذكركم، واشكروه عَلَىٰ نعمه يزدكم، ولذكر اللَّه أَكْبَر، والله يعلم ما تصنعون.

 

 


[1] هذا الحديث عبارة عن حديثين: فالأول: أخرجه مسلم (1163): (أفضل الصيام، بعد رمضان، شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة، بعد الفريضة، صلاة الليل)، والثاني: أخرجه البخاري (1131) واللفظ له، ومسلم (1159): (أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوما، ويفطر يوما).

[2] أخرجه مسلم (1163).

[3] أخرجه مسلم (1134).

[4] أخرجه أحمد (2154).

[5] لم أقف عليه في الكتب التسعة.

[6] أخرجه مسلم (1162).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • مطويات
  • صوتيات
  • خطب
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة