• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور علي الشبلالدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل شعار موقع الدكتور علي الشبل
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل / خطب


علامة باركود

التغيرات وقدوم رمضان (خطبة)

التغيرات وقدوم رمضان (خطبة)
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 12/3/2024 ميلادي - 2/9/1445 هجري

الزيارات: 8849

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة: (التغيرات وقدوم رمضان)


الخطبة الأولى

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، شهادةً نرجو بها نجاةً وفلاحًا يوم لقاه، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ومصطفاه، صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ومن سلف من إخوانه من المرسلين، وسار عَلَىٰ نهجهم، واقتفى أثرهم إِلَىٰ يوم لقاه، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا؛ أَمَّا بَعْدُ:-

عباد الله! فاتقوا الله حق التَّقْوَى، واستمسكوا من دينكم الإسلام بالعروة الوثقى، شهادة أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وأن مُحَمَّدًا رسول الله، فإن أجسادنا عَلَىٰ النَّار لا تقوى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

أَيُّهَا المؤمنون! إنَّ في تنوع العبر في هٰذَا الزمان وفي تغير أجوائه وفيما يناسب الإنسان فيه من حرٍّ وبرد، ومن غضبٍ ورضا، ومن تغير أجوائه عليه عبرةٌ يعتبر بها المؤمن ليوم القيامة ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37].

 

يتعارى عَلَىٰ النَّاس الحر، ثُمَّ يتلوه برد، ثُمَّ غبارٌ، ثُمَّ هواءٌ، ثُمَّ جفافٌ، وربيعٌ وأمطار، يعتبر بها المؤمن في حاله ومستحاله، في دنياه ليأخذ منها العظة إِلَىٰ يوم القيامة، وإن قصير النظر يا عباد الله من همه من ذلك: التشكي والتولول، ولا يعتبر من ذلك أنَّ هٰذَا كله بقضاء الله وقدره، فإذا هاجت عَلَىٰ هٰذَا وأمثاله الرياح، هاجت عليهم الرياح وأثرة الغبار، ذهب بالملامة والانتقاد، وربما سبّ الريح وسبّ الغبار.

 

وفي حديث التِّرْمِذِيّ عن أبيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ، وَخَيْرِ مَا فِيهَا، وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ»[1]، فإذا أقبل عليه حرٌّ، ثُمَّ يتلوه برد، تذكر في هٰذَا حر الآخرة وبرد جهنَّم في زمهريرها، فيتقيها بالإيمان وعملٍ صالح، يستعد من دنياه إِلَىٰ آخرته، يجعل هٰذِه الدنيا مزرعةً لعمله، ليحصد ثمرتها وحصادها يوم لقاء ربه، و«مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»[2].

 

فخذوا العِبْرَة يا عباد الله من دنياكم إِلَىٰ آخرتكم، ومن حالكم إِلَىٰ مستقبلكم، وانظروا بعين الذكرى، ولا يكن نظركم سطحيًّا هامشيًّا، همُّ الإنسان فيه ملذاته، وهمه مشتهياته، وهمه نفسه نفسه، لا ينظر إِلَىٰ غيره بأي دفعٍ لمفسدة، أو لجلبٍ لمصلحة.

 

نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هٰذَا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ كما أمر، أحمده سُبْحَانَهُ وقد تأذَّن بالزيادة لمن شكر، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، مقرًّا بربوبيته، ومؤمنًا بألوهيته وأسمائه وصفاته، مراغمًا بذلك من عاند به أو شكَّ أو جحد وكفر، وأصلي وأسلِّم عَلَىٰ سيد البشر، الشافع المُشفع في المحشر، صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ السادة الغرر، خير آلٍ ومعشر، ما طلع ليلٌ وأقبل عليه نهارٌ وأدبر؛ أَمَّا بَعْدُ:

عباد الله! تذكروا نعم الله عليكم، كنتم في بلاءٍ ووباء، فرفعه الله عَزَّ وَجَلَّ عنكم بمنه وفضله، كنتم تتباعدون في المساجد، وقبلها غُلِّقت عليكم المساجد، فكنتم تصلون في بيوتكم، والآن وقد اجتمعتم جميعًا، وزالت هٰذِه الأسباب وَهٰذِه الموبئات، مع ما يجب أن يحترز فيه المؤمن عَلَىٰ نفسه وإخوانه، كل ذلك من نعم الله المتجددة، الَّتِي تستوجب لنا عند الله شكرًا، وتستوجب لنا عند الله اعترافًا: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].

ثُمَّ يا عباد الله! هٰذَا رمضان هبَّت عليكم نسائمه، وأقبلت عليكم أيامه ولياليه، فما أنتم مستقبلي هٰذَا الضيف الكريم، ضيفٌ جعله الله جَلَّ وَعَلَا موسمًا لعباده وأوليائه، يتنافسون فيه بالخيرات، ويتسابقون فيه بالعمل الصالح والصلوات، فما في نيتك يا عبد الله وقد أبلغك الله جَلَّ وَعَلَا رمضان، هل نويت صيام نهاره لله طواعيةً وعبودية؟ ونويت قيام لياليه وقراءة كلامه القرآن، والبذل والصَّدَقَة، وتفقد المحاويج، وقضاء حوائجهم، وصلة الأرحام، إِلَىٰ غيرها من أعمال الخير؟

 

فإن نويت ذلك؛ فأبشر وعزِّز نيتك بصدق إرادة، فإن نية المؤمن تبلغ عند الله ما لم يبلغ عمله.

 

واعلموا عباد الله! أنَّ من النَّاس من أخر عليه من قضاء لرمضان الماضي ولم يصمه إِلَىٰ الآن، فَهٰذَا وقت البدار البدار في تفقد أنفسكم وأهليكم ونسائكم.

 

في الصحيحين من حديث عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: "يكون عليَّ القضاء من رمضان، فلا أصومه إِلَّا في شعبان؛ لمكان رسول الله صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منِّي"[3]، فبادروا إِلَىٰ قضاء ما عليكم، وتواصوا به مع أهليكم وإخوانكم وخدمكم، فإنَّ هٰذَا الشهر ما أسرع ما ينقضي، حَتَّىٰ سمته العرب ولا زالت تسميه بـ"الشهر القصير".

 

ثُمَّ اعلموا عباد الله! أن أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.

 

اللَّهُمَّ عزًّا تعزُّ به أولياءك، وذِلًّا تذلُّ به أعداءك، اللَّهُمَّ أبرم لهٰذِه الأُمَّة أمر رشدًا، يُعزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولاياتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

 

اللَّهُمَّ ارحمنا برحمتك الَّتِي وسعت كل شيء، نستغفرك اللَّهُمَّ إنك كنت غفَّارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، نستغفر الله العظيم، نستغفر الله العظيم من ذنوبنا، ونستغر الله العظيم من شر سفهائنا، ونستغفر الله العظيم الَّذِي لا إله هو الحي القيوم ونتوب إليه، اللهم أغثنا، اللهم ارحم هؤلاء الشيوخ الرُّكَّع، وهؤلاء البهائم الرُّتَّع، وهؤلاء الأطفال الرُّضَّع، ولا غنى لنا عن فضلك يا رب العالمين، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، اللَّهُمَّ اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، أحيائهم وأمواتهم يا رب العالمين.

 

سُبْحَانَ رَبِّك رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ.

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

 



[1] أخرجه أحمد (21138)، والترمذي (2252) بنحوه، وأخرجه ابن ماجه (3727) مختصرًا.

[2] أخرجه البخاري (2840)، ومسلم (1153) إلا أن مسلما قال: (باعد الله).

[3] أخرجه البخاري (1950)، ومسلم (1146) بنحوه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • مطويات
  • صوتيات
  • خطب
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة