• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور علي الشبلالدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل شعار موقع الدكتور علي الشبل
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل / خطب


علامة باركود

خطبة الإيمان والأمن

خطبة الإيمان والأمن
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 1/2/2024 ميلادي - 21/7/1445 هجري

الزيارات: 5912

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة الإيمان والأمن

 

الخطبة الأولى

الحَمْدُ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، عبده المُصطفى، ونبيه المُجتبى، فالعبد لا يُعبد، كما الرسول لا يُكذَّب، فاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّم عَلَيْهِ وعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، ومن سَارَ عَلَىٰ نَهْجِهِم، وَاقْتَفَى أَثَرَهُم وأحبهم وذَبَّ عنهم إِلَىٰ يَومِ الدِّيْنِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا؛ أَمَّا بَعْدُ:

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

عباد الله! إنَّ نعمةَ الأمنِ نعمةٌ عظيمةٌ، نعمةٌ جليلةٌ، نعمةٌ كبيرةٌ، لا يعرف أثرها إِلَّا من فقدها، وقد نشأ صغارنا وهرم كبارنا عَلَىٰ هٰذَا الأمن، وعَلَىٰ رغد العيش، مِمَّا كُنَّا نسمع كَثِيْرًا من كبار السن عمَّا كانت به بلادنا من الفرقة والنزاع والخوف والجوع، ولكم يا عباد الله! ولكم في القرآن وأمثاله وقصصه عبر، ولا يعتبر منها ولا يتذكر ولا يدكر إِلَّا من كان مؤمنًا، كما قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ: ﴿ وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 15].

 

تقرؤون في قصص الأمم السابقة كيف أنَّ الله منَّ عليهم بمننه، ومنها: أمنهم وأمانهم ورغد عيشهم، فأبدلوا نعمة الله كفرًا، أبدلوا نعم الله جَلَّ وَعَلَا بالجحود بها، فشكروا غيره، وعبدوا غيره، وفي الحديث القدسي المروي من غير وجه، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: إني وابن آدم في شأن عظيم! أخلُقُ ويُعبد غيري! وأزرقُ ويُشكر غيري!»[1] وَهٰذَا غاية ما يكون في اللؤم واللآمة، وفي الظُّلْم في إيقاع الشَّيْء في غير موضعه.

 

وفي سورة النحل؛ هٰذِه السورة العظيمة من سور القرآن، ذَكَرَ الله فيها خبر القرية الَّتِي ﴿ كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112]، نعم كان ﴿ يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ﴾، ونحن يا عباد الله! هٰذَا الرزق يأتينا من أنحاء الأرض، من شرقها وغربها، بل ومن أقاصي ذلك، ومن شاملها ومن جنوبها، في مطعم نطعمه، وفي ملبسٍ نلبسه، وفي أثاث نتأثث به، وفي كماليات كثيرة.

 

وأدر نظرك يا عبد الله في أسواقك من أنواع الخيرات، المطعومة والمأكولة والملبوسة والمركوبة، والآلات والأجهزة؛ تجدها جُلبت لك من أنحاء الدنيا، هٰذِه النعم قوامها الإيمان بالله جَلَّ وَعَلَا.

 

فإذا حققنا هٰذَا الإيمان بالله، الَّذِي هو أعظم مقومات الأمن في مجتمعاتنا، وأتبعنا هٰذِه النعم بشكر المنعم بها، وهو ربنا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ، الَّذِي أولانا إياها، ثُمَّ استعملناها في طاعة الله؛ كنا عندئذٍ عند المثال الَّذِي أراده الله منَّا.

 

أما إذا قابلنا نعم الله جَلَّ وَعَلَا بالجحود، وقابلنا هٰذَا الاجتماع بالفرقة، وقابلنا هٰذَا الأمن والأمان بنسبته لغير الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ؛ فإنَّ الله قادرٌ عَلَىٰ أن يذيقنا ضد ذلك؛ ولهذا جاء في الحديث عند الإمام أحمد وغيره: «من أمسى آمنًا في سربه، معافًى في بدنه، عنده قوت يومه؛ فكأنَّما حيزت له الدنيا بحذافيرها»[2].

 

أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112].

 

نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه كان غفَّارًا.

 

الخطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ كما أمر، أحمده سُبْحَانَهُ وقد تأذَّن بالزيادة لمن شكر، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، شهادةً أرجو بها النَّجا وأرجو بها المغفرة، وأرجو بها رغد العيش في الدنيا وفي الأُخر، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا، صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ السادة الغُرر، خير آلٍ ومعشر، ما طلع ليل وأقبل عليه نهار وأدبر؛ أَمَّا بَعْدُ:

عباد الله! إنَّ الله جَلَّ وَعَلَا ليس عليه كريمٌ إِلَّا المؤمن، الَّذِي حقَّق لله الإيمان به بتوحيده وعبادته وحده دونما شريك، ولكنه جَلَّ وَعَلَا حليمٌ يمهِل ولا يُهمِل، فإنه يُمهِل ويُملي للظالم وللكافر والفاجر، ولكنه لا يتركهم سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ، وينوّع عَلَىٰ عباده البلاء، واعلموا أنه ما انتقض أمن قوم وما ذهب رغد عيشهم، وما أُبدل حالهم من حال إِلَىٰ حال إِلَّا بسبب ذنوبهم، وإسرافهم في أمرهم، كما قَالَ جَلَّ وَعَلَا: ﴿ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾، أي: بسبب صنيعهم الظالم، بكفرهم بالله، وفي معاصيهم ووقوعهم في الذنوب والكبائر الموجبة لتفلُّت الأمن والأمان، وذهاب رغاد العيش في الأوطان، واختلاف الكلمة.

 

واحمدوا الله عباد الله! عَلَىٰ ما منَّ الله عَزَّ وَجَلَّ به علينا في هٰذِه البلاد من منة اجتماع الكلمة عَلَىٰ ولي أمرٍ واحد، له في أعناقنا السمع وَالطَّاعَة له بالمعروف، كذلك ما أرغد الله به عيشنا، فَهٰذِه الخيرات تتوالى علينا من شرق الأرض ومن غربها، كذلك يا عباد الله! ما امتنَّ الله به علينا من إقامة دينه، وإقامة فرائضه، والتحاكم إِلَىٰ شرعه، والقيام عَلَىٰ أمر الحرمين الشريفين؛ كل هٰذِه من النعم الَّتِي أولانا الله جَلَّ وَعَلَا إيَّاه، وكذلك ائتمارنا بالمعروف، وتناهينا عن المنكر.

 

فاثبتوا يا رعاكم الله! عَلَىٰ دين الله، واستزيدوا منه خيرًا، واحذروا عواقب ذلك وأضداده، فإنها مورقة لكم بالشر والهلاك، ولكم عبرة فيمن حولكم: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ﴾ [العنكبوت: 67].

 

ثُمَّ اعلموا -رحمني الله وَإِيَّاكُمْ- أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.

 

ثُمَّ اعلموا أنَّ الله أمرنا بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وسَلِّم اللَّهُمَّ تسليمًا، اللَّهُمَّ عِزًّا تعزّ به الإسلام وَالسُّنَّة، وذِلًّا تذلّ به الكفر والبدعة، اللَّهُمَّ اجعلنا ممن آمن بك، وآمن بكتبك، وآمن برسلك، وآمن بملائكتك، وآمن باليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، حق الإيمان يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ اجعل هٰذَا الكتاب قائدًا لنا إِلَىٰ عوالي جنانك، إِلَىٰ جنان النعيم، اللَّهُمَّ ممن اتبع القرآن حَتَّىٰ أورثه عليين، ولا تجعلنا ممن اتبعه القرآن حَتَّىٰ زَخَّه في قفاه في أ رض الجحيم يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ وفِّق ولي أمرنا بتوفيقك، اللَّهُمَّ خُذ بناصيته للبر وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ كُن لجنودنا المرابطين عَلَىٰ حدودنا، اللَّهُمَّ تقبَّل شهداءنا، اللَّهُمَّ عافِ واشفِ مرضانا، اللَّهُمَّ اغفر لموتانا، اللَّهُمَّ أصلِح جميع ولايات أمور المسلمين، واجعلها فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللَّهُمَّ أنت الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللَّهُمَّ غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبقًا مجللًّا، اللَّهُمَّ ما أنزلته فيه البركة، وفيه النفع العام يا ذا الجلال والإكرام، واجعله بلاغًا لنا إِلَىٰ حين، اللَّهُمَّ أغث قلوبنا بمخافتك ومراقبتك وتوحيدك وتعظيمك، وأغِث بلادنا بالأمن والأمطار والخيرات، وسائر بلاد المسلمين، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

 

سُبْحَانَ رَبِّك رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ



[1] لم أقف عليه في الكتب التسعة.

[2] أخرجه ابن ماجه (4141)، والترمذي (2346)، كلاهما بلفظ (من أصبح)، وكلمة (بحذافيرها) لم أقف عليها في الكتب التسعة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • مطويات
  • صوتيات
  • خطب
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة