• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور علي الشبلالدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل شعار موقع الدكتور علي الشبل
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل / مقالات


علامة باركود

شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (20)

الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 3/9/2016 ميلادي - 30/11/1437 هجري

الزيارات: 14777

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (20)

مقدمة ابن أبي زيد لكتابه "الرسالة"

تأليف الإمام أبي محمد عبدالله بن أبي زيد القيرواني رحمه الله (ت386)


[ولا قول وعمل إلا بنية]، اللام هنا هي: لام النفي، التي يسميها أهل العربية بالنافية للجنس، وعلامة اللام النافية للجنس أن يكون ما بعدها نكرة، فيكون منفيًّا بلا، وقد عملت فيه لا حتى أضحى منصوبًا بعدها، ومعناها أي: لا يصح القول والعمل إلا إذا انبنى على اعتقاد، والاعتقاد هو النية، ونية القلب هي عمل القلب، القلب له قول وله عمل، قول القلب هو الاعتقاد، كاعتقاده بالله، بأسمائه وصفاته، يعني معرفته بأسماء الله وصفاته وما يجب له، هذا هو قول القلب الذي هو اعتقاده، وعمل القلب، كالنية، ولا تصح العبادات إلا بها، ومن عمل القلب: الخشية، والتوكل، والإنابة، والخوف؛ ولهذا قلنا: إن الخوف يكون شركًا إذا كان خوف السر، خوف القلب، التعظيم، الاستغاثة، الاستعانة، هذه هي أعمال القلوب، ومن أشهر صور أعمال القلوب: النية والنوايا والمقاصد؛ إذ العمل قد يبدو في صورته صورة واحدة، لكن يختلف في حقيقته بالنية؛ ولهذا في حديث عمر الذي في الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه))، صورة العمل واحدة، كلهم هاجر من مكة إلى المدينة، فمنهم من هاجر من مكة إلى المدينة لله، وطاعة واتباعًا لرسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ومنهم من هاجر لينكح المرأة، كمهاجر أم قيس، الذي خالف وغاير صورة العمل هو النية، الصيام، منهم من يصوم لله عبادة، ومنهم من يصوم عادة، ومنهم من يصوم حمية، ومنهم من يصوم لأن قومه صاموا، صام أهله وقومه، وهو معهم، إمعة، إن أحسن الناس أحسن، وإن أساء الناس أساؤوا، ولهذا أذكر، على ذكر الإمعة، قول أبي إسماعيل الأنصاري الهروي، صاحب المنازل، له قصيدة نونية عظيمة، يقول في قصيدته التي فيها ذكر مناقب أهل السنة، وعطف عليها بمناقب الإمام أحمد، يقول لما ذكر الإمام أحمد:

أنا حنبليٌّ ما حييتُ فإن أمُتْ
فوصيَّتي ذاكم إلى إخواني
إذ دِينُه دِيني، ودِيني دِينُه
ما كنتُ إمَّعةً له دِينانِ

 

إذًا العمل والقول لا يصحان إلا بنية، والنية هي عمل القلب، الأقوال نوعان، والأعمال نوعان، القول قول اللسان، أعظمه وأجله بالنطق بالتوحيد، أشهد أن لا إله إلا الله، من قول اللسان الأذان، من قول اللسان قراءة القرآن، التسبيح التهليل، هذه كلها أعمال صالحة بقول اللسان، النوع الثاني قول القلب، وهو الاعتقاد، اعتقاده بالله، بربوبيته، بأسمائه، بصفاته، اعتقاده بالنبي، بأنه عبد الله ورسوله، هذا اعتقاد القلب، وهو قول القلب، والعمل عملان، عمل القلب، وعمل الجوارح، عمل القلب أظهر صوره: النية، ومن عمل القلب: أعمال القلوب، وهي عظيمة جليلة، بل ينبغي لطالب العلم أن ينتبه لها؛ لأنه بعمل القلب إذا صلح عظم درجاته عند الله جل وعلا، كالتوكل، والتوكل عمل قلب؛ ولهذا لا يصح أن يقول: توكلت على الله، ثم على فلان؛ لأن القلب لا يسع إلا واحدًا، ونص أئمة الدعوة على أن هذه العبارة: توكلت على الله ثم على فلان، أنها من قبيل الشرك الأصغر؛ لأن القلب لا يسع إلا واحدًا، أما إذا قال: توكلت على الله وعلى فلان، فهذا شرك التسوية، من ذلك أيضًا الخشية، والإنابة، والرجاء، والإجلال والتعظيم، والاستغاثة والاستعانة، والعياذة، هذه كلها من أعمال القلوب، أعمال الجوارح كثيرة، من أعمال الجوارح الطواف، والوقوف بعرفة، ورمي الجمار، الصلاة فيها قول وعمل واعتقاد، فيها الأعمال كلها؛ ولهذا عظمت الصلاة في العبادة؛ لأنها اشتملت على مناحي الإيمان، إذًا لا قول ولا عمل يصح إلا بنية، وهناك أيضًا مقام آخر، أنه لا يكمل هذا القول والعمل إلا بكمال هذه النية، إذًا لا قول، في صحته أصلًا، وأيضًا في كماله.

 

[ولا قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة]، قد يكون الإنسان عنده قول صحيح، وعمل كثير، ونية صالحة، لكن هذا العمل على غير سنة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، عنده قول، ذكر، ومخلص في الذكر لله جل وعلا، ولكنه يقول: الله حي، الله هو، وخذ من هذا الرقص، يهز يمينًا ويسارًا! هل هذا العمل يقبل عند الله؟ لا يقبل؛ لأنه لم يوافق سنة النبي عليه الصلاة والسلام، نعم، قال قولًا في ظاهره أنه عبادة، وظاهره عنده أنه طاعة، وعنده فيه نية، مخلص في النية، لكن إخلاص النية لا يبرر سلامة العمل حتى يكون موافقًا؛ ولهذا ابن مسعود لما دخل جامع الكوفة ورآهم حلقًا، قالوا: يا أبا عبدالرحمن، ما أردنا إلا الخير؛ أي: نيتنا نية صالحة، لكن ما سوغت النية لهم العمل، الغاية ما بررت لهم العمل، ولهذا قال: كم من مريد للخير لم يدركه، وفي بعض الروايات، كم من مريد للخير لم يصبه، ما أدري من سألني منكم عن أثر ابن مسعود هذا، أين يجده؟ هذا الأثر رواه ابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله، ورواه أيضًا اللالكائي رحمه الله في شرح أصول اعتقاد أهل السنة،إذًا النية وحدها ما تكفي، والعمل أجمع العلماء على أن له شرطين، لا يصح العمل إلا بهما، أن يكون مخلصًا لله، وأن يكون على سنَّة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وقوله تعالى: ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2]، فسَّرها الفضيل وغيره بأنه أصوبه، ولا يكون قائمًا إلا على سنة النبي عليه الصلاة والسلام.

 

المقصود أن هذا السطر لخص فيه ابن أبي زيد رحمه الله ألفاظ وعبارات السلف في مسائل الإيمان، ومن أراد لها بسطًا فليراجع لها مظان كتب السلف، وأهل السنة في الإيمان، تجد أن أقوال الأئمة تناثرت على هذا المعنى، ككتاب الإيمان والسنة للخلال، الذي تضمن الإيمان للإمام أحمد، وكتاب السنة لعبدالله ابنه، وكتاب الشريعة للآجري، والسنة لابن أبي عاصم، الإبانة الكبير لابن بطة العكبري، كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي، وكتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام انبنى على هذا الأمر، ومنها: الإيمان لابن أبي شيبة، كتب الإيمان في صحيح البخاري، ومسلم، فيها مقاطيع عن التابعين وعن الصحابة بهذا المعنى، وكتاب السنة أيضًا للإمام محمد بن نصر المروزي، وتعظيم قدر الصلاة له، فإن تعظيم قدر الصلاة له يسميه شيخ الإسلام بكتاب الإيمان؛ لأنه قام على مسألة الإيمان، قام على تحقيق مسألة الإيمان، أيضًا كتاب السنة للحافظ الطبراني، وهذا كتاب لا أعرف أنه طبع بعد، لعل الله أن ييسر العثور عليه؛ لأنه كتاب جليل، ولهذا ابن القيم ذكر هذا الكتاب في النونية لما ذكر الجهمية، قال رحمه الله:

ولقد تقلَّد كفرَهم خمسون في ♦♦♦ عَشْرٍ مِن العلماء في البلدان

 

كم خمسون في عشر؟ خمسمائة، وأنا قائل لكم أيها الإخوان: دققوا الحساب، تطول العشرة، تراكم إذا خسرتم الحساب، خسرتم العشرة، حتى في أمور حساباتكم أنتم، خمسون في عشر من العلماء في البلدان، ولقد حكاه اللالكائي ومن قبله الحافظ الطبراني، يشير إلى كتابه، كتاب السنة، وهو من مصادر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه، ومصادر ابن القيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • مطويات
  • صوتيات
  • خطب
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة