• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور علي الشبلالدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل شعار موقع الدكتور علي الشبل
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل / مقالات


علامة باركود

شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (2)

شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (2)
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 28/5/2016 ميلادي - 20/8/1437 هجري

الزيارات: 68149

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (2)

مقدمة ابن أبي زيد لكتابه "الرسالة"

تأليف الإمام: أبو محمد عبدالله بن أبي زيد القيرواني رحمه الله (ت386)

شرح: فضيلة الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل

[مقدمة ابن أبي زيد لكتابه "الرسالة"]

 

...ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله من المحققين، ومن أفذاذ العلماء، وقد كتب الله جل وعلا لعلومه وجملة من تصانيفه الرضا والقبول؛ فسارت بها الركبان، واهتم بها الناس قرنًا بعد قرن، ومن أجل تصانيفه: كتابه الشهير بـ: "الرسالة"، التي ما هذه "العقيدة" التي نتدارسها في هذه المجالس إلا تقدمة لكتابه "الرسالة"،فهذه العقيدة تسمى "مقدمة الرسالة"، وتسمى "مقدمة ابن أبي زيد القيرواني"، حيث جعلها تقدمة لكتابه الكبير: "الرسالة"، الذي ذكر فيه أحكام الفقه في العبادات والمعاملات وشرائع الإسلام، وقدمه بهذه المقدمة المتعلقة بالعقيدة والإيمان والتوحيد.

 

و"الرسالة": ألفها رحمه الله لما طلب منه أحد أقرانه وأهل بلده في تونس، في القيروان، وهو رجل كان يعلم الأولاد والصبيان، يعلمهم: القرآن ومبادئ أحكام الشريعة، ويقال له: أبو محفوظ، محرز التونسي المالكي القيرواني، فطلب من الإمام محمد بن عبدالله بن أبي زيد القيرواني أن يكتب كتابًا يهتدي به في تعليم هؤلاء الصبيان من أولاد المسلمين، فكتب له كتاب "الرسالة"، وهو جليل النفع، عديم المثل والنظير، بدأه بالعقيدة، ثم شرع في مسائل الفقه والأحكام وأصول الفقه وأصول الاستدلال.

 

هذا الكتاب ما زال العلماء يعتنون به، ويهتمون به؛ ولهذا مقدمته تناسب أن يبتدئ بها طالب العلم في مسائل العقيدة.

 

وبه تعرفون أن الأوائل والأواخر من العلماء كلهم على جادة واحدة في عنايتهم بالعقيدة، وفي ذكرهم لمضامينها، ولم يخالف لاحق العلماء سالفهم في تقرير هذه المسائل.

 

والمقدمة التي تسمعونها الآن هي مقدمة لهذه الرسالة المشتملة على العقيدة وعلى الفقه وعلى الأصول، فنقرأ المقدمة ثم نشرع معكم في المقصود.

[قال أبو محمد عبدالله بن أبي زيد القيرواني رضي الله عنه وأرضاه:]

هذا الدعاء: "رضي الله عنه وأرضاه" من الناسخ، أو من راوي هذه الرسالة، وإلا فالمؤلف لا يترضى عن نفسه كما هو معروف، لكن هذه من النساخ، أو من الرواة الذين رووا هذه الرسالة،والدعاء بالرضا دعاء مشروع؛ أن يرضى الله عنا، كما يقول الإنسان: "اللهم ارضَ عني"، أو يدعو الوالدان لولدهما أن يرضى الله عنه، لكن: "رضي الله عنه وأرضاه" هذا شِعار للصحابة رضي الله عنهم في مدحتهم والثناء عليهم، وأما من بعدهم من العلماء فشعارهم: الترحم عليهم، إذا أضحى هذا الأمر على أنه شعار فهو مخصوص بالصحابة، وإذا خرج مخرج الدعاء فيشمل الصحابة ويشمل غيرهم.

 

الحمد لله الذي ابتدأ الإنسان بنعمته، وصوره في الأرحام بحكمته، وأبرزه إلى رفقه وما يسره له من رزقه، وعلَّمه ما لم يكن يعلم، وكان فضل الله عليه عظيمًا، ونبهه بآثار صنعته، وأعذر إليه على ألسنة المرسلين الخيرة من خلقه، فهدى من وفقه بفضله، وأضل من خذله بعدله، ويسر المؤمنين لليسرى، وشرح صدورهم للذكرى، فآمنوا بالله بألسنتهم ناطقين، وبقلوبهم مخلصين، وبما أتتهم به رسله وكتبه عاملين، وتعلموا ما علمهم، ووقفوا عند ما حد لهم، واستغنوا بما أحل لهم عما حرم عليهم].

 

هذه المقدمة ابتدأت بحمد الله، والثناء عليه، ومدحه سبحانه بما هو أهله، كما اشتملت على الثناء على رسل الله، الذين أرسلهم جل وعلا إلى الناس مبشرين ومنذرين، واشتملت أيضًا على الإيمان بكتب الله، التي نطقت بحق الله على عباده، وأبانت شرع الله جل وعلا لمن أراد الوصول إلى رضوانه، وبيَّن فيها سبحانه حلاله من حرامه، وهكذا أهل العلم يبدؤون تصانيفهم المشتملة على حمد الله والثناء عليه، وهذا تأسيًا بالكتاب العظيم: "القرآن"، الذي بدئ بـ: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ في الفاتحة، وفي سورة الأنعام: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأنعام: 1]، وفي أثناء الأعراف: ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ﴾ [الأعراف: 43]، في الكهف: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ﴾ [الكهف: 1]، والحمد لله: البداءة بها في خطب النبي عليه الصلاة والسلام، فكان إذا بدأ بالخطبة حمد الله وأثنى عليه بين يدي خطبته،واستئناسًا بما روي من غير وجه: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أبتر"، وفي رواية: "فهو أقطع"، وفي رواية: "فهو أجذم"، والحديث وإن كان مضطربًا في إسناده وفي متنه، لكنه يشهد له ما سمعتم، تأسيًا بالكتاب العزيز، وبالنبي عليه الصلاة والسلام،بل كان النبي عليه الصلاة والسلام يبدأ كتبه إلى الناس بـ: "بسم الله الرحمن الرحيم"، والبسملة - في أصح أقوال أهل العلم - آية من القرآن، آية من أول الفاتحة، وهي آية من أول كل سورة في أظهر أقوال أهل العلم رحمهم الله.

 

إذًا حمد الله بما هو أهله، من: كمالاته وربوبياته وخصائصه وأفعاله وأسمائه وصفاته، مما يمتدح في مثل هذا المقام، مقام التأليف والتصنيف.

[أما بعد أعاننا الله وإياك على رعاية ودائعه وحفظ ما أودعنا من شرائعه، فإنك سألتني أن أكتب لك جملة مختصرة من واجب أمور الديانة مما تنطق به الألسنة، وتعتقده القلوب وتعمله الجوارح].

 

هنا: أبان المؤلف عن سبب تأليف هذه "الرسالة"، وفهمنا من هذه الديباجة والمقدمة أن سبب التأليف: أنها طلبة طلبها منه أحد من الناس، وهو الموجه إليه الخطاب بقوله: "أعانك الله"، وأن هذا الطالب المسؤولَ له الإعانة طلب منه تأليف هذه الرسالة في أمور العقائد، وما تنطق به الألسنة في حق الله، وما تتعبد به ربها من الشرائع، وهذا - كما عرفنا - هو أبو محفوظ محرز التونسي المالكي القيرواني رحمه الله، المتوفى في الأربعمائة ونحو من الثلاثين تقريبًا، وهو من بلد ابن أبي زيد، ولكن ابن أبي زيد أسن منه.

[وما يتصل بالواجب من ذلك من السنن من مؤكدها ونوافلها ورغائبها، وشيء من الآداب منها].

 

لاحظوا، أبان في مقدمته عن نواحي التأليف، فبدأ بالعقيدة التي لا تصح إلا نطقًا باللسان، وعملًا بالجوارح والأركان، واعتقادًا بالقلب والجَنان.

 

قال: "والسنن"، التي يتعبد الله بها، "وشيء من الآداب"، وأشار إلى مسائل تتعلق بأصول الفقه، في مؤكد الأحكام، السنن المؤكدة، والواجبات المتحتمة، والمستحبات الفاضلة.

[وجمل من أصول الفقه وفنونه على مذهب الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى وطريقته، مع ما سهَّل سبيل ما أشكل من ذلك من تفسير الراسخين وبيان المتفقهين].

 

أبان أن هذا المنهج الذي سيسير عليه هو على فقه الإمام الموفق أبي عبدالله مالك بن أنس الأصبحي، إمام دار الهجرة، والإمام مالك توفي في سنة مائة وتسع وسبعين، وهو إمام المدينة، من طبقة أتباع التابعين، أو من صغار أتباع التابعين على ترتيب ابن حجر رحمه الله.

 

الإمام مالك انتشر علمه في الآفاق، ولا سيما في بلاد المغرب، فإن أول انتشار لعلمه بعد المدينة كان في مصر على أيدي طلابه، منهم: عبدالله بن وهب الفهري القرشي المصري، ثم انتقل من مصر إلى بلاد المغرب في شمال المغرب فالأندلس.

وهذا التصنيف الذي عناه ابن أبي زيد أبان أنه على أصول الإمام مالك وطريقته في التفقه.

 

والإمام مالك علَم من أعلام المسلمين، وإمام من أئمتهم، ومذهبه من المذاهب المتبوعة، ومذاهب المسلمين المتبوعة التي استقر عليها العمل أربعة مذاهب: مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، ومذهب الإمام أبي عبدالله مالك بن أنس الأصبحي، إمام دار الهجرة، إمام المدينة، ومذهب الإمام أبي عبدالله محمد بن إدريس الشافعي، ومذهب الإمام أحمد بن محمد بن حنبل، هذه المذاهب الأربعة هي المذاهب المتبوعة، وهي التي يتدين لله جل وعلا بها، في المبتدئين الذين فرضهم تقليد الأئمة واتباعهم، أما من كان في مراقي العلم والتعلم والاجتهاد، سواء كان اجتهاد مسألة، أو اجتهاد مذهب، أو اجتهادًا مطلقًا إذا فتح الله على أحد من عباده بذلك، فهذا يتلقى مباشرة من الكتاب والسنة وفقه السلف الصالح.

ثم ذكر أنه لا يتعصب ويقتصر على مذهب الإمام مالك، بل من جاء بعده من الأئمة الراسخين المتبوعين.

 

وأن أصل هذا التأليف لما رغب منه هذا المؤدب المعلم للصبيان ليعلمه أولاد المسلمين؛ أي: صبيانهم:

[لما رغبت فيه من تعليم ذلك للولدان كما تعلمهم حروف القرآن، ليسبق إلى قلوبهم من فهم دين الله وشرائعه ما ترجى لهم بركته، وتحمد لهم عاقبته، فأجبتك إلى ذلك؛ لما رجوته لنفسي ولك من ثواب مَن علَّم دين الله أو دعا إليه].

 

من علَّم دين الله ودعا إليه وأرشد الناس إليه له من الله الفضل العظيم الذي تتابع ذكره وذكر أمثلته في الكتاب والسنة، ومن ذلك قول الله جل وعلا: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، وقوله سبحانه: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]، ومن ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة))، و((فضل العالم على العابد كفضل الشمس على سائر الكواكب))، و(إن الملائكة في السماء، والطير في الهواء، والحيتان في البحر لتخضع لطالب العلم رضًا بما يصنع))، و((إن الملائكة في السماء لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع))، و((إن الحيتان في البحر والطير في الهواء لتستغفر لمعلم الناسِ الخيرَ))، وأعظم الخير ما دل على دين الله، ومرادات الله منهم؛ في عبادته، في حلاله، في حرامه، في القيام له سبحانه في حقه، هذا من أنفع ما ينفع الناس، واللهِ أنفعُ من أن تطعم العباد، أو تنفق عليهم أو تسقيهم؛ لأن التفقه والتعلم به قيام الدنيا والدين، والطعام والشراب واللباس به قوام البدن وقيام الدنيا فقط؛ فلهذا ما تعدى نفعه: عظُم عند الله أجره وثوابه، كل ما تعدى نفعه فقد عظم أجره وثوابه.

 

ابن أبي زيد متى توفي؟ ثلاثمائة وخمس وثمانين، ونحن في عام ألف وأربعمائة وست وعشرين، ومع هذا نتعلم ونتفقه من علمه الذي أورثه الناس قبل نحو ألف ومائة سنة، لماذا؟ لأن النفع متعد، وهذا ما رجاه رحمه الله، وهكذا أهل العلم، لما صحت نواياهم وسلمت مراداتهم وقصودهم، عظم في الناس أثرهم ونفعهم، والعكس بالعكس، من فسدت نيته وطويته، والتفت في قصده وعزمه وإرادته لغير الله، هذا مأذون بالخمول، وبعدم النفع المستدام، نسأل الله جل وعلا أن يمنحنا وإياكم الفقه في دينه، وأن يجعلنا ممن صحت نواياهم وقصودهم، واتبعوا هؤلاء العلماء على حسن عمل وصالح قصد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • مطويات
  • صوتيات
  • خطب
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة