• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ عبد الله القصيرالشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر شعار موقع الشيخ عبد الله القصير
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / خطب منبرية


علامة باركود

خطبة عن خصائص شهر رمضان

الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 14/7/2015 ميلادي - 27/9/1436 هجري

الزيارات: 204889

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في خصائص شهر رمضان


الحمد لله الواحد القهار، الكريم الغفار، الذي يخلق ما يشاء ويختار، أحمده سبحانه على حكيم أحكامه وجليل حكمه، وأشكره تبارك اسمه على سابغ نِعَمه، ومتنوع جوده وكرَمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي كتب على المؤمن الصيام، ويسَّر ما يتعلق به من أحكام، وجعل من ثوابه مغفرة الذنوب ومضاعفة الأجور، والعتق من النار، ودخول الجنة مع الأخيار، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أشرف من صلى وصام، وتصدَّق وقام، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أئمة السابقين في الخيرات.

 

أمَّا بعدُ:

فإن من نِعَم الله العظيمة وآلائه الجسيمة أن يُفسح للمرء في أجله، ويُمكنه من أن يَستزيد من صالح عمله، ويتوب إليه ويستغفره من تقصيره من سيئ عمله، وتكمل هذه المنة إذ جعله يُدرك شهر رمضان، ذلكم الشهر العظيم والموسم الكريم الذي اختاره الله سبحانه - وربك يخلق ما يشاء ويختار - ليكون ظرفًا لأداء عبادة الصيام، والاجتماع على القيام، فضلاً على عباده وإحسانًا منه إليهم، فإن لهذا الشهر خصائص تدل على شرفه وعِظَم شأنه عند الله تبارك وتعالى.

 

عباد الله، أول تلك الخصائص لهذا الشهر الكريم والموسم العظيم، أن الله تبارك وتعالى جعله زمنًا لأداء فريضة الصيام، الذي هو أحد أركان الإسلام، واختص الله الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال؛ مما يدل على عِظَم شأنه ورِفعة منزلته عند الله تبارك وتعالى، وهو سبحانه وتعالى العليم الحكيم، الذي يضع الأمور في مواضعها اللائقة بها، بحيث لا يصلح غيرها مكانها، فلما اختار الله جل وعلا شهر رمضان زمنًا لأداء فريضة الصوم، دلَّ ذلك على شرفه وعِظَم شأنه.

 

أيها الناس، ومن خصائص هذا الشهر الكريم والموسم العظيم أن الله جل وعلا اختاره لنزول القرآن في ليلة القدر، نزل إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم نزل مفرَّقًا بحسب الحوادث والمناسبات، فذلك دليل على فضل رمضان وعُلو منزلته عند الله تبارك وتعالى، وعِظَم شأن العمل الصالح فيه.

 

أيها المسلمون، ومن جليل خصائص هذا الموسم المبارك الذي لا يُحرَم من خيره إلا هالك، أنه يتحقق فيه أمور عظيمة؛ تنشِّط المؤمن على طاعة الله، وتجعله يحجم عن معصيته، ويرجو رحمة ربه فيه؛ كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا دخل رمضان فُتحت أبواب الجنة، وأُغلقت أبواب النار، وصُفِّدت الشياطين).

 

فذلك كله يدل على ما لرمضان من مزيد الخصوصية، وما يتهيَّأ فيه من الإعانة على الخير، وتيسير ترك الشر، والاجتهاد في أنواع العمل الصالح، والتوبة من القبائح، إلى غير ذلك من أسباب رفعة الدرجة، وعُلو المقام عند الله عز وجل.

 

أيها المؤمنون، ومن خصائص هذا الشهر المعلومة لهذه الأمة المرحومة، أنه شهر يستجاب فيه الدعاء، ويكثر فيه الذكر الذي يرفع مقام العبد عند ربه جل وعلا، فيذكره سبحانه مثنيًا عليه في الملأ الأعلى، ولذا جاء قول الحق جل وعلا: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، في ثنايا ذكر آيات أحكام الصيام؛ هدايةً للعباد، وتنبيهًا لهم على الصلة الوثيقة بين الصيام والدعاء، وأن ليل رمضان ونهاره كله مظنة لإجابة الدعاء، وفي ذلك من الحض عليه ما لا يَخفى، لا سيما وقد ثبتت الأحاديث الصحيحة الدالة على أن دعوة الصائم لا تُرَد؛ كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة لا ترد دعوتهم...)، الحديث، وفيه: (والصائم حين يُفطر)، وقال صلى الله عليه وسلم: (فاستكثِروا فيه - يعني: رمضان - من أربع خصال: خصلتان تُرضون بها ربكم، وخصلتان لا غنى لكم عنهما، فأما اللتان ترضون بهما ربكم، فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى لكم عنهما، فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار).

 

معشر المؤمنين، ومن خصائص هذا الشهر أن فيه ليلة القدر الموصوفة بأنها ليلة مباركة، وأنها خير من ألف شهر، وأنه يفرق فيها كل أمر حكيم، وأنها تتنزل الملائكة، وأنها سلام حتى مطلع الفجر، وغير ذلك من أوصافها العظيمة الدالة على عِظَم شأنها، وكثرة ما فيها من الخير والبركة لأهل الإيمان، وعِظَم شأن العمل الصالح فيها عند الرحمن، وما فيها من الأوامر الحكيمة المؤثرة على الإنسان والأكوان، فشهر فيه هذه الليلة شهر عظيم، ومقداره عند الله كبير، وللعمل الصالح فيها عند الله مقام على يُعلي صاحبه.

 

أمة الإسلام، ومما خص الله به شهركم - مما يرفع ذكرهم ويُعظم ذكرهم - أنه شهر يضاعف الله فيه العمل ويضاعف فيه الثواب؛ كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من أدى فيه نافلة كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه)، وفي الحديث القدسي الصحيح يقول الله تعالى: (كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله، يقول الله: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به).

 

فجعل سبحانه جزاء الأعمال مضاعفًا، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصوم، فجعل جزاءه عليه ولم يُقيده بعدد؛ مما يدل على عظيم ثوابه، وأنه لا يعلمه إلا الله جل وعلا، كيف لا والصوم نوع من الصبر؟!

 

فالصوم يقع في شهر الصبر، وقد قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35].

 

أمة الإيمان، ومما خُصِّصتُم به في شهر رمضان أنه يكثر فيه العتق من النار، فإن لله تعالى في كل ليلة من رمضان عُتقاء من النار، فإن كان في آخر ليلة منه، أعتق الله تبارك وتعالى من النار مثل ما أعتق من أوله إلى آخره، فما أكثر العتقاء من النار! وما أكثر مَن يُسجَّل في هذا الشهر في عداد سكان جنات تجري من تحتها الأنهار! فاغتبطوا بفضل ربكم، واستبقوا خصائصه طيلة شهركم - تفوزوا بما وعدكم في ذكركم.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 71، 72].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الهدي والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر
mohamed - مصر 23-04-2020 06:08 PM

جميل جدا شكرا جزيلا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • خطب منبرية
  • مرئيات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • جدول الدروس
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة