• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ عبد الله القصيرالشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر شعار موقع الشيخ عبد الله القصير
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / خطب منبرية


علامة باركود

فضل الإصلاح بين الناس

فضل الإصلاح بين الناس
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 6/2/2013 ميلادي - 25/3/1434 هجري

الزيارات: 86984

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فضل الإصلاح بين الناس


أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله فإن تقوى الله لكم خير لباس، واسعوا في إصلاح ذات البين بين الناس بالقسطاس، فإن الإصلاح العادل من جليل القُرب الموصلة إلى عَلِيِّ الرُّتب، وكريم المطلب، لا يقوم به إلا الأخيار، ولا يتصدى له إلا ذو الهِمم الكبار، وأهل الخير والصدارة في الدنيا، وأُولُو الرتب العلية والشفاعة المرضية في الأخرى، كيف لا وهم أرحم الناس بالناس، وأعظمهم إحسانًا إلى الناس، وأشهدهم تحمُّلاً في هذا الشأن لأذى الناس، يَئِدون الشر في مهده، ويردون ذا الغي إلى رشده، ويكفون الشرعية عن المظلوم، ويقطعون شر الظلوم الغَشوم؟!


أيها الناس، إن إصلاح ذات البين هو التأليف بين المتنافرين والتوفيق بين المختلفين، وحقْن دماء المقتتلين، به تُسَل السخيمة في القلوب، وبه تزال الخطوب والكروب، وبه تحيا النفوس بعد العطَب، وتصان الحُرمات ونِعم المطلب، وبه تحفظ الحقوق والثروات، وبه يجمع الشمل بعد الشَّتات، وبه تؤصل المؤدة، وتُستدام الصلة بعد القطيعة، ويَسهُل سبيل التعاون على التقوى والبر، ويتحقق التواصي بالحق والصبر، والدعوة إلى الخير، فما أعظم شأنه! وما أعلى مكانه! وما أحسن عاقبته! وما أكرم عائدته!

 

وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾، وصدق رسوله الكريم - عليه من ربه أكمل الصلاة وأزكى التسليم - إذ يقول: ((الصلح جائز بين المسلمين، إلا صلحًا أحلَّ حرامًا، أو حرَّم حلالاً»؛ أي: إلا صلحًا على ما يخالف الشرع؛ لأنه لا بد أن يشتمل على معصية لله، أو جَور على عباد الله.

 

عباد الله، لقد أمر الله تعالى بالصلح العادل، وجعله قرين التقوى وشرط الإيمان؛ إذ يقول في الكتاب المبين: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1]، ويقول: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].

 

معشر المسلمين، لقد أغراكم ربكم - تبارك وتعالى - بالإصلاح؛ إذ نبَّهكم على عظيم ما فيه من الإرباح؛ كما في قول الحق - تبارك وتعالى -: ﴿ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴾ [الأعراف: 170]، ويقول - تبارك اسمه -: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَات اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114]، ويقول - سبحانه -: ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ﴾ [البقرة: 220].

 

معشر المؤمنين، ولقد عد نبيُّكم -صلى الله عليه وسلم- الإصلاح بين الناس من جليل الصدقات، فقال: ((تعدل - أي تُصلح - بين اثنين صدقة))، وسعى -صلى الله عليه وسلم- في الإصلاح بين جماعة من أصحابه حتى كادت تفوته الصلاة، وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فينمي خيرًا - أي: يبلغ خيرًا - أو يقول خيرًا))، ولم يكن -صلى الله عليه وسلم- يرخص في شيء مما يقوله الناس؛ أي: على سبيل التورية بقول ظاهره الكذب وباطنه الصدق، إلا في ثلاث، منها: الإصلاح بين الناس.

 

معشر المؤمنين، إن مجالات الإصلاح بين الناس متعددة، وكلها من الأهمية بمكان، وقد أشير إلى جملة منها في محكم القرآن، وفيما صحَّ عن نبيِّكم -صلى الله عليه وسلم- من بيان.

 

فمن تلك المجالات:

الإصلاح عند الجَور في الوصية، فمتى ما شعرتم بجور أحد من ذَوِيكم، وفي وصيته بأن يفضل أحدًا من الورثة على الآخر، أو يخصه بشيءٍ دون غيره، أو يحرمه من حقه، فاثْنُوه عن رأْيه، واحمِلوه على أن يعدل عن جَوره؛ عملاً بقول الحق - سبحانه -: ﴿ فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 182]، وذكره، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم))، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الله قد أعطى كل ذي حق حقَّه، فلا وصية لوارث))، وحذرًا من قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الرجل والمرأة ليعمل بطاعة الله ستين سنة، ثم يجور في وصيَّته، فيدخل النار)).

 

معشر المؤمنين: ومن مجالات الإصلاح: إصلاح ذات البين، وهو أن يغضَّ كلُّ واحد من الزوجين نظره عما قد يحصل من صاحبه من تقصير في حقٍّ، أو جفوة؛ طمعًا في صلاح الحال والمآل، ورجاءً لجزيل المثوبة من ذي الكرم والجلال، وقال تعالى: ﴿ وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 129]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ ﴾ [النساء: 128]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يَفرَك - أي: لا يَبغض - مؤمن مؤمنةً؛ إن كرِه منها خلقًا، رضِي منها آخر)).

 

معشر المؤمنين، ومن مجالات الإصلاح بين الناس أنه حينما يدب الخلاف بين الزوجين، فيصير شقاقًا يوشك على أن يُفضي إلى الافتراق، فينبغي أن يسعى أُولو الرشد من ذوي الزوجين، أو يحاكم في القضية من المسلمين من بعث حكمين؛ أحدهما من ذوي الزوج، والآخر من ذوي الزوجة، فمن تتوفر فيهما الكياسة واللباقة في الإنصاف والحرص على الاتفاق، وكراهية الفرقة والشقاق، فيتولَّيان مشروع الإصلاح بين الزوجين؛ عملاً بقول الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ﴾ [النساء: 35]؛ وذلك حرصًا على التئام الأسرة باستبقاء المودة وتحقيق الأُلفة، وجمع شمْل العائلة، ودفعًا لشُؤم الفُرقة والشتات التي تنشأ عن القطيعة والعداوة والضياع.

 

عباد الله، تَحلَّوا بالصلاح، واسْعَوا في الإصلاح؛ فإن ذلكم من أعظم أسباب الفلاح والفوز بعظيم الأرباح، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَات اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114]

 

بارَك الله لي ولكم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • خطب منبرية
  • مرئيات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • جدول الدروس
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة