• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ عبد الله القصيرالشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر شعار موقع الشيخ عبد الله القصير
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / مقالات


علامة باركود

حقوق الولاة وما يجب لهم على الأمة

الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 27/2/2011 ميلادي - 23/3/1432 هجري

الزيارات: 14801

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كما أن على ولاة الأمور من الخلفاء والأمراء ونوابهم حقوقًا عظيمة ومسئولياتٍ كبيرةً، وعليهم تبعات خطيرة نحو الدين والمسلمين، فكذلك قد أوجب الله تعالى لهم حقوقًا جليلة وعظيمة على خاصة الأمة وعامتهم، وجاء التأكيد عليها في صريح الكتاب وصحيح السنة، ووصية السلف الصالح من الأمة.


فلا بد أن تراعى تلك الحقوق وتحترم وتؤدى إلى أهلها على أكمل الوجوه المستطاعة، لأن مصالح الأمة ومقاصد الولاية لا تنتظم إلا بقيام كل من الأئمة والأمة فيما يجب عليه لغيره والتعاون بينهما فيما شرع الله التعاون فيه وإعطاء الحق لمستحقه، أداءً للأمانة لأهلها، وقيامًا بوظيفة العبودية التي هي حق الله تعالى على الجميع.


ونظرًا لأهمية حقوق ولاة أمور المسلمين على عامتهم، ولما يترتب على أدائها لهم من تمكينهم من ولايتهم وقوتهم على أداء مهماتهم، وحصول الهيبة التي تغيظ عدوهم، إلى غير ذلك من المصالح الكبيرة ودرء المفاسد الخطيرة التي جماعها نقص الدين، وذهاب الدنيا، وانتهاك الحرمات، وخسران الآخرة، اعتنى أئمة أهل السنة والجماعة بإيضاح تلك الحقوق وبيانها، نصيحة للأمة بشأنها، وحضًّا للمكلفين على أدائها إلى أهلها، وتنبيهًا على وجوب رعايتها والقيام بها ولو مع جور الولاة وأثَرَتهم.


ولذلك نصُّوا على تلك الحقوق في كتب الاعتقاد والسنة نصيحةً للأئمة والأمة، وردًّا على أهل الأهواء والبدعة، وإيصادًا لأبواب الشر والفتنة.


وفيما يلي سرد إجمالي لتلك الحقوق:

1- اعتقاد ثبوت ولايتهم، ووجوب الوفاء بحقوق بيعتهم، فمتى تحققت ولاية إمام من الأئمة بعهد ممن قبله، أو انتخاب أهل الحل والعقد له، أو غلب النّاسَ بسيفه وقهره وكانت له قوةٌ وسلطانٌ يدير بها الأمور ويكبت بها الأعداء وأهل البغي والشرور ثبتت ولايته، ووجبت على الأمة كافةُ حقوقه وطاعته، وحرمت معصيته ومخالفته في غير معصية الله.


2- السمع والطاعة له بالمعروف دون المعصية، لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء:٥٩].


وقوله صلى الله عليه وسلم: «من يُطِعْ الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني»[1]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «السَّمع والطَّاعة على المرء المسلم فيما أحبَّ وكره ما لم يؤمر بمعصيةٍ، فإذا أُمِرَ بمعصيةٍ فلا سمع ولا طاعة»[2].


3- إجلاله وتوقيره وتعظيمه في النفوس من غير غلوٍّ، لأن ذلك أدعى لهيبته وقوة سلطانه حتى لا تستهين به الدهماء، ولا يتجرأ عليه ذوو العناد والأهواء، ولا تطمع في دولته الأعداء.


4- إقامة شعائر الإسلام معه؛ كالجماعة والجمعة والحج والأعياد والجهاد؛ برًّا كان أو فاجرًا، عملًا بالسنة وإظهارًا لشعائر الله، ومخالفةً لأهل الأهواء والبدعة، وإعانةً له وللمسلمين على الطاعة، وجمعًا لكلمة الأمة.


5- الحذر والتحذير من الوقيعة في عرضه وذكر عيوبه ومثالبه وفسقه، أو الحديث عن جوره أو الدعاء عليه عند خاصة الناس أو عامتهم، لأن من شأن هذه الأمور زرع الضغائن وتولد الأحقاد بين الرعاة والرعية وتفسد القلوب وتحدث الفرقة وتفتح أبواب الشرِّ والفتنة، إذ تمنع السمع والطاعة، وتحدث الأهواء التي تفرق الجماعة.


6- تحريم نقض بيعته ونزع اليد من طاعته ومفارقة الجماعة أو التحريض والخروج عليه، ومنازعته سلطانه وولايته، وتعاطي الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، ولو مع فسقه وجوره وتسلطه، لما ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من خلع يدًا من طاعةٍ لقي الله يوم القيامة لا حجَّة له، ومن مات وليس في عُنُقِهِ بيعةٌ مات ميتةً جاهليَّةً»[3].


وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم قال: «من كره من أميره شيئًا فليصبر؛ فإنَّه من خرج من السُّلطان شبرًا مات ميتةً جاهليَّةً»[4].


7- النصيحة له بمحبة الخير له، ومحبة قوته ونصره وعزته واستقرار ولايته، ودلالته على خير ما يعلم له، وتذكيره بما يحتاج إلى تذكير بشأنه مما يتعلق بخاصة نفسه أو رعيته، وأداء العمل الذي يكلف به على أكمل وجه وأحسنه، وحفظ أمانته، وجمع القلوب عليه، وتوحيد كلمة المسلمين تحت لوائه، والسعي في تمكين الألفة والمودة بينه وبين رعيته.


وإذا أراد نصحه في أمر من أمور الدين أو شأن من شؤون المسلمين فليُسِرّ إليه النصيحة ولا يجاهر بها، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من أراد أن ينصح لسلطانٍ بأمرٍ فلا يُبْدِ له علانيةً، ولكن ليأخذ بيده فيخلو به، فإنْ قبل منه فذاك، وإلَّا كان قد أدَّى الذي عليه له»[5].


8- الصبر على أثرته وجوره بعد نصحه، وأداء الذي له إليه، وأن لا يحمل أثرته وجوره على معصيته في المعروف أو نزع يد الطاعة منه أو التحريض عليه أو احتقاره والافتيات عليه.


9- الدعاء له، والحذر من الدعاء عليه، لما في الدعاء له من الأجر العظيم والخير العميم وتأليفه وتسديده وهدايته، والإعانة على قيامه بحقوق الدين والأمة، والبراءة من أهل الأهواء الذين يدعون على الأئمة ويضلونهم ويفتنون الأمة.


قال الإمام البربهاري رحمه الله:

«وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله»[6].


[1] أخرجه البخاري برقم (2957)، ومسلم برقم (1835)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[2] أخرجه البخاري برقم ( 7144 )، ومسلم برقم ( 1839) عن ا بن عمر رضي الله عنهما.

[3] أخرجه مسلم برقم (1851)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

[4] أخرجه البخاري برقم (7053)، ومسلم برقم (1849)، عن ابن عباس رضي الله عنه.

[5] أخرجه أحمد في المسند (3/403، 404) برقم (14909)، وابن أبي عاصم في السنة (2/522) برقم (1096)، والطبراني في الكبير (17/367)، والبيهقي في الكبرى (8/164)، عن عياض بن غنيم رضي الله عنه.

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/413): ورجاله ثقات إلا أني لم أجد لشريح بن عياض وهشام سماعًا وإن كان تابعيًّا، وقال الألباني في تحقيق السنة لابن أبي عاصم: إن إسناده صحيح ورجاله ثقات، وقال شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند: صحيح لغيره.

[6] شرح السنة للبربهاري (1/51).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • خطب منبرية
  • مرئيات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • جدول الدروس
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة