• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ عبد الله القصيرالشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر شعار موقع الشيخ عبد الله القصير
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / خطب منبرية


علامة باركود

الوصية بالاستمرار على العمل الصالح بعد رمضان

الوصية بالاستمرار على العمل الصالح بعد رمضان
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 19/7/2015 ميلادي - 2/10/1436 هجري

الزيارات: 17135

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الوصية بالاستمرار على العمل الصالح

بعد رمضان


الحمد لله الذي وسع كلَّ شيء علمًا، وأحاط بكل شيء عزة وحكمًا، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علمًا.


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، وأشهد أن محمدًا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله النبي المرسل والإمام المكمل، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الذين هم خيرُ صحبٍ وأكمل آل ما تعاقب الجديدان، وما ذكر الله تبارك وتعالى وشكره أهل الإسلام والإيمان والإحسان.


أما بعد:

فيا أيها الناس، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى في كلِّ حال، والشكر له على ما أولانا من جزيل النعم وأنواع الإفضال، والحذر من الجحود لفضله والكفر بنعمه؛ فإن ذلكم من شأن أهل الكفر والشرك والضلال.


ألا وإن الله جل ذكره قد بشَّر المتقين بالفلاح الأكيد، ووعد الشاكرين بالمزيد، وتوعَّد وهدَّد الكافرين بالعذاب الشديد، فاتقوا الله سبحانه واشكروا له إحسانه، واجتنبوا فعل مَن أخزاه الله وأهانه.

 

عباد الله، اشكروا الله تبارك وتعالى على أن فسح لكم في الآجال، ومدَّ في الأعمار فأمهلكم؛ لتستزيدوا من صالح الأعمال، وتتوبوا وتستغفروا من التقصير والزلل، وتستزيدوا من التجارة معه عز وجل، فاغتنموا المهلة في العمل الصالح والمتجر الرابح قبل النقلة، ولا تغفلوا فتقسوا قلوبكم، فإن الله تبارك وتعالى قد قال: ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد: 16].


وقال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الزمر: 22].

 

أيها المسلمون:

لئن انقضى رمضان، فإن ما يتعبَّدُ لله تعالى فيه باقٍ ومشروع في كل آنٍ، وللتعبد له به سبحانه عنده أعظم شأن، وإنه ليس لعمل المؤمن انقطاع دون الموت، قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]؛ يعني: الموت.


وبئس العبدُ عبدًا لا يعرف الله إلا في رمضان! ألا وإن الله تعالى لا يسأل العباد إلا عما افترض عليهم، ولكن الله تعالى قد وعد المؤمنين العاملين للصالحات جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا؛ لاستدامتهم على الإيمان والعمل الصالح، ومجانبة ارتكاب الذنوب والإصرار على القبائح، مهما امتدت بهم الأعمار وتعاقب عليهم الليل والنهار، ثم إن العمل مهما كمل فإنه محلٌّ للنقص والخلل، وقد شرع الله تبارك وتعالى النوافل مكملة للفرائض ومزيدًا للعاملين قبل العوارض، وكفارات للخطايا وموجبات للرضوان، وسُلَّمًا يصعد به العبد في درجات الجنان، ويستزيد به من أنواع الفضل والإحسان.

 

معشر المسلمين، إن الصيام عمل اختصَّه الله لنفسه، وجعل جزاءه عليه، وجعله زينة للعمل حين يعرض عليه، وخصَّ أهله بباب من أبواب الجنة، وضمن للصُّوَّام إجابة الدعوة، وهو مشروع في سائر العام، فلا تُعرِضَنَّ عنه؛ فإنه من أعظم كفارات الآثام وموجبات دخول الجنة بسلام.


وأما الصلاة فإنها تحطُّ بها الخطيئات، وترفع بها الدرجات، حتى يبلغ بها المصلي أن يكون مرافقًا للنبي صلى الله عليه وسلم مع الذين أنعم الله عليهم من الصدِّيقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقًا، ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليمًا.


﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 9 - 11]

 

أيها المؤمنون، وأما الصدقات فإنها دواء للمرضى، وموجبات لسَعَة الرزق والرضى، وهي ظلٌّ لصاحبها يوم القيامة، فكل امرئٍ في ظلِّ صدقته، وهي سترةٌ من النار وجاعلة صاحبها في جبرة الكريم الغفار، فإن الله تبارك وتعالى حين خلق جنة عدن بيده قال لها: ((تكلَّمي)) فقالت: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [المؤمنون: 1]، فقال سبحانه: ((وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيلٌ)).

 

معشر المؤمنين، فأما القرآن والذكر والدعاء فخصال كريمة، وقربات عظيمة، حق من تقرَّب بها إلى الله أن يزيد الله تبارك وتعالى هداه، وأن يذكره جل وعلا في علاه، وأن يستجيب دعاه ويقضي حاجته ويعطيه من فضله فوق ما رجاه وتمناه، وأن يكتب له بها جوارًا من النار، ونزلاً في الفردوس الأعلى مع الأخيار.

 

أمة الإسلام، مضى رمضان هذا العام بسلام، واستقبلتم ما بعده من الأيام، فأيُّ خصلة من تلك الخصال ستتركون، وأي عبادة من هذه العبادات عنها تستغنون، وإذا تركتم شيئًا منها فأيَّ عمل خير منها به تشتغلون: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35]


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴾ [النساء: 66].


بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الهدي والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • خطب منبرية
  • مرئيات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • جدول الدروس
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة