• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ عبد الله القصيرالشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر شعار موقع الشيخ عبد الله القصير
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / خطب منبرية


علامة باركود

مما ينبغي في ختام شهر رمضان

مما ينبغي في ختام شهر رمضان
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 17/8/2012 ميلادي - 29/9/1433 هجري

الزيارات: 24163

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مما ينبغي في ختام شهر رمضان


الحمد لله رَبِّ العالمين، والعاقبة للمتَّقين، ولا عُدوان إلاَّ على الظالمين، وأشهد أن لا إلاَّ الله وحدَه لا شريك له، إله الأوَّلين والآخرين، وقيُّوم السموات والأرضين.

 

وأشهَدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله، النبي الأمين، والرسول الكريم، المبعوث رحمةً للعالمين، وإمامًا للمتقين، وحُجَّة على المكذِّبين المُعرِضين، صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله وأصحابه ومَن اتَّبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.

 

أمَّا بعدُ:

فيا أيها الناس، اتَّقوا ربكم - تبارك وتعالى - تقوى مَن رضي به ربًّا وإلهًا، وزكوا أنفسكم بفعْل طاعته والإخلاص في عبادته وصِدق التوبة إليه؛ طمَعًا في عظيم مغفرته وواسع رحمته، فقد أفلح عبدٌ نصَح لنفسه فزَكَّاها، وخافَ مقام ربه فنهى نفسَه عن هَواها، وقد خابَ عبدٌ دَسَّ نفسه إذ أتبعها هَواها، حتى في معصية مولاها.

 

عباد الله:

تنافَسُوا دهرَكم في صالح الأعمال، وبادِرُوا بها الأعمار قبل انقِضاء الآجال، واختموا شهرَكم بما يُرضِي ربَّ العالمين من أنواع ما شرع لكم من الطاعات، والتوبة إلى الله - تعالى - ممَّا أسلفتم من الخطيئات؛ فإنَّ العاقل الرشيد هو الذي يغتَنِم فرص العمر ومواسم الخير بجلائل الطاعات، ويتبع السيِّئات بالحسنات؛ فإنَّ الحسنات يُذهِبن السيِّئات، ذلك ذكرى للذاكرين.

 

واعتَبِروا بسُرعَة مُضِيِّ الشهر سرعة انقِضاء العُمر، ومُفاجأة الانتِقال من المنزل إلى القبر، وكم لكم من جليل المواعظ والعِبَر فيمَن تعرفون من خَواصِّكم ممَّن فارَقُوا الدُّور والقُصور، وسكَنُوا الأجداث والقبور، في وقتٍ قصيرٍ، وحادثٍ يَسِير، فخُذُوا العِبرَة واغتَنِموا المهلة؛ فإنَّ السعيد مَن وُعِظ بغَيرِه فاتَّعَظ، وعقل عن الله أمره فخافَه وأدَّى ما عليه افترض، وإنَّ الشقيَّ مَن فرَّط في ماضيه، ولم ينتَفِع من أيَّامه ولياليه، ولم يَتدارَك بقيَّة عمره في الإنابة إلى الله خالقه وباريه، والمسارعة في التقرُّب إلى مَن أنعَمَ عليه بما يرضيه قبل وقوفه رغم أنفِه بين يدَيْه.

 

أيها المسلمون:

تذكَّروا أنَّكم الآن في خِتام شهركم، فمَن كان مُسِيئًا فليَتُبْ إلى الله توبةً نصوحًا، ما دام باب التوبة مفتوحًا، وليُبادِر قبل غلق الباب وطَيِّ الكتاب، ومَن كان في شَهرِه إلى ربِّه مُنِيبًا، وفي عمله مُصِيبًا، فليُحكِم البناءَ، وليَشكُر المُنعِم على النعماء، ولا يكن كالتي نقَضَتْ غزلها من بعد قُوَّة أنكاثًا.

 

عبادَ الله:

لازِمُوا طاعة الله في كلِّ الأوقات، فاعمروا المساجد بالمحافظة على الصلوات وشُهود الجُمَع والجماعات في سائر الأوقات - تفوزوا بما وعَد الله به في مُحكَم الآيات: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 9 - 11].

 

واستَكثِروا من الصَّدقات وذِكر الله - تعالى - في سائر الأوقات؛ فإنَّ الله - تعالى - قد وعَد المتصدِّقين والمتصدِّقات، والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات - مغفرةً وأجرًا عظيمًا إيمانًا واحتسابًا، واتلوا القرآن واعمَلُوا به؛ فإنَّه يأتي شفيعًا لأهله يوم القيامة، وقائدًا لهم إلى دار الكرامة.

ولازِمُوا قيامَ الليل؛ فإنَّه مرضاةٌ لربكم، ودأب الصالحين قبلكم، ومَطرَدة للداء من أجسادكم، وفي مثوبته قال ربُّكم: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17].

 

وأتبعوا صيام رمضان بصيام سِتٍّ من شوَّال، وما جاءَتْ به السُّنَّة من بَيان فضْل صومه من الأيَّام؛ فإنَّ مَن صام رمضان وأتبَعَه سِتًّا من شوال كان كصيام الدَّهر، وصوم ثلاثة أيَّام من كلِّ شهر يعدل صوم الدهر، فإنَّ الحسنة بعشْر أمثالها، وصوم يوم عرفة يُكفِّر الله به السنة الماضية والباقية، وصوم يوم عاشوراء يُكفِّر الله به السنة التي قبلَه، وما أجَلَّ فضل الله على عباده!

 

وهكذا - يا عبادَ الله - فإنَّ عمَل المؤمن مُتَّصلٌ بعد رَمضان؛ لأنَّه مأمورٌ بعبادة ربِّه في كُلِّ أوان، بما شرع له الرحمن من خِصال البِرِّ والإحسان، وموجبات سكنى الجنان؛ قال - تعالى -: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]، وقال - تعالى - عن عيسى - عليه السلام - أنَّه قال لقومه: ﴿ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ ﴾ [مريم: 31].

 

أيها المسلمون:

لقد شرَع الله لكم في خِتام شهركم عبادات تتقرَّبون بها إلى الله - تعالى - شُكرًا، وتمحون بها وزرًا.

 

فمن ذلكم التكبير ليلة العيد بعد الفَراغ من صلاة العيد؛ قال - تعالى -: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]؛ فإنَّ التكبير في تلك المناسبة من الشعائر العظيمة، والسنن الكريمة، ومن آيات شُكر النِّعمة، وأجلِّ أسباب الرَّحمة، فأكثِرُوا منه وأظهروه قائلين: الله أكبر الله أكبر لا إله إلاَّ الله،

 

والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

 

فأعلنوه في بيوتكم، وأسواقكم، ومنتدياتكم، وصلاتكم؛ شكرًا لرب العالمين، وإظهارًا لشعائر الدِّين، وإغاظة للمنافقين والكافرين، وإحياءً للسنن المندثرة؛ حتى يكون لكم أجر ذلك ومثل أجر مَن اقتَدَى بكم إلى يوم القيامة.

 

فكبِّروا ربَّكم، وأخرِجُوا زكاة فطركم؛ صاعًا عن الواحد منكم من كبير أو صغير، ذكر أو أنثى، تعطونه الفقراء والمساكين ومَن يقبله من المسلمين؛ تطهيرًا لصيامكم، وتكفيرًا لآثامكم، وتكميلاً لأجركم، وعملاً بسنة نبيكم، ومواساة لِمَحاوِيجكم.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 66، 67].

 

بارَك الله لي ولكم في القُرآن، ونفعنا بما فيه من الهدى والبيان.

 

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمؤمنين من كلِّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنَّه يحب التوَّابين وهو الغفور الرحيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • خطب منبرية
  • مرئيات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • جدول الدروس
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة