• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ عبد الله القصيرالشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر شعار موقع الشيخ عبد الله القصير
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / مقالات


علامة باركود

كلمة عن الإيمان بالقدر

الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 12/1/2018 ميلادي - 24/4/1439 هجري

الزيارات: 25239

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كلمة عن الإيمان بالقدر

 

الحمد لله العلي القدير، الذي قدر المقادير، فكل شيء على وفق قدره يسير، والذي يسر الأمور للمكلفين، وكل شيء إليه يصير.

 

أما بعد:

فإن من أصول الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة أن الله تعالى وحده هو:

1- المتفرد بعلم ما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، وقد كتب سبحانه ما سبق به علمه في كتاب عنده هو اللوح المحفوظ، كما قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحج: 70] ، وقال تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59].

 

2- وهو تعالى ذو القدرة الشاملة والمشيئة النافدة، فما شاء كان وما لم يشاء لم يكن، فلا يكون شيء إلا بمشيئته ولا يوجد إلا بخلقه، قال تعالى: ﴿ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: 28، 29]. وقال تعالى: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [الزمر: 62].

وقال سبحانه: ﴿ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الطلاق: 12].

 

وثبت في الصحيحين عن عمران بن حصين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السموات والأرض وكتب في الذكركل شيء".

 

وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة".

 

وثبت في حديثٍ أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن"، وقال صلى الله عليه وسلم: "قل قدر الله وما شاء فعل"، وثبت في صحيح مسلم رحمه الله تعالى قوله صلى الله عليه وسلم: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره".

 

‌أ- فتلك درجات القدر أربع، لا يتحقق الإيمان بالقدر إلا بها، وهي:

الأولى: الإيمان التام بعلم الله السابق بالأشياء كلها على ما هي عليه.

الثانية: التصديق الجازم بكتابته سبحانه لهذا المعلوم في الذكر قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.

الثالثة: الاعتقاد الثابت بمشيئته الشاملة وقدرته النافذة، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فلا يخرج من مشيئته شيء.

الرابعة: الاعتراف بخلقه تبارك وتعالى لكل شيء، فما من شيء إلا والله خالقه لا خالق غيره.

 

‌ب- فالإيمان بالقدر هو الإيمان بهذه الدرجات الأربع، وثمرة ذلك أن يؤمن المرء أن الأمر قد فُرِغ منه، فقد جفت الأقلام وطويت الصحف، فما أصاب المرء لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن الواجب العمل، فكل ميسر لما خلق له.

 

والله تعالى أعلم بما الناس عاملون، وهو خالق أعمالهم لكونه تبارك وتعالى خلقهم وكمل خلقهم بالعقول، وبما آتاهم من الإرادات والقدر التي تقع بها أعمالهم، وذلك وجه كونه خالقًا لأعمالهم، وأن الله تعالى قد أمرهم ونهاهم ورغبهم ورهبهم، وجعل عليهم حفظة كرامًا كاتبين يكتبون أعمال العباد، خيرها وشرها في صحفهم، فيترتب جزاؤهم على عملهم الواقع بإرادتهم وقدراتهم، فمن أحسن فله الثواب، ومن أساء استحق العقاب، ولا يظلم ربك أحدًا.

 

فهُم بالإيمان والعمل بالشرع مكلفون، ولأعمالهم عاملون، وعنها مسؤولون، وعليها محاسبون ومجزيون، ولم يكلفهم الله إلا ما يطيقون، والله خالقهم وما يعملون، فالعمل كسبهم، والثواب والعقاب جزاؤهم، وكل نفس بما كسبت رهينة، فمن عَدْلِهِ سبحانه وحكمته أنه لم يجعل الجزاء على العلم السابق، بل جعله على العمل اللاحق، لكونه يقع من العامل عن علم وإرادة وقصد وعمد، فيترتب عليه المدح والذم، ويستحق الثواب والعقاب.

 

‌ج- وبهذا يتبين أن الإيمان بالقدر ينشط على العمل، ويمنع المؤمن التواكل والكسل، ففي التنزيل: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ﴾ [التوبة: 105]، وفي الحديث الصحيح: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز".

 

فمن سابق إلى الخير سبق، ومن أساء ثم تاب لحق، ومن أصر على جرمه وعناده أو إعراضه للعقوبة استحق، والله تعالى يهدي من يشاء فضلًا، ويضل من يشاء عدلًا.

 

فالخلق خلق الله، والملك ملك الله، والقدر سر الله وتدبيره لخلقه وملكه، فلا يكون شيء في ملكه ومن خلقه إلا بعلمه ومشيئته وخلقه، وكلٌ مكتوب عنده.

 

‌د- إذا عُلِم هذا، فإن كل حادث إنما يقع بقدر، أي: قد علمه الله تعالى بعلم سابق مكتوب في اللوح المحفوظ، ووقوعه بمشيئة الله تعالى وخلقه إياه، والملك كله لله، فلا رب غيره ولا خالق سواه، ولا يكون في ملكه إلا ما شاءه وخلقه.

 

هـ- ومن هنا ندرك خطأ بعض الكتَّاب عندما يذكرون حدثًا ما، فيقولون في ثناياه: (ثم تدخل القدر)، أو: (شاء القدر). فإن هذه العبارات مما لا ينبغي أن تصدر عن مؤمن بقضاء الله وقدره، لأن فيها من المحاذير:

1. أن القدر متطفل في تدخله، والقدر هو الأصل؛ لأنه سر الخلق ونظام للملك وتدبير الله تعالى لخلقه.

2. أن ذلك يوهم أن ما كان قبل (ما وصف بتدخل القدر) لم يكن بقدر.

3. وفيه إضافة المشيئة إلى القدر، والقدر لا مشيئة له، وإنما المشيئة لله مقدر الأقدار، فإن المشيئة صفة لله تعالى لا للقدر.

 

فالمؤمن لا يتم إيمانه ولا يقبل منه ولو أنفق مثل جبل أحد ذهبًا، إلا أن يؤمن بالقدر خيره وشره، ويُسَلِّم لله جميع أمره، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • خطب منبرية
  • مرئيات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • جدول الدروس
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة