• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ عبد الله القصيرالشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر شعار موقع الشيخ عبد الله القصير
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / مقالات


علامة باركود

كيف يكون الإيمان بالقدر؟

كيف يكون الإيمان بالقدر ؟
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 10/5/2017 ميلادي - 13/8/1438 هجري

الزيارات: 16967

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كيف يكون الإيمان بالقدَر؟


تعريف القدَر:

القدَر لغة: مصدر قدَرتُ الشيء أقْدُره قدرًا؛ أي: أحطتُ بمقداره، فهو الإحاطة بمَقادير الأمور.

وشرعًا: هو علم الله تعالى بالأشياء وكِتابته لها قبل كونها، على ما هي عليه، ووجودها على ما سبَق به عِلمُه وكتابته بمشيئته وخلقه.

 

درجات القدَر:

يتَّضح من تعريف القدَر شرعًا أنَّ له أربعَ درجات:

الأولى: سبق علم الله المحيط بكلِّ شيءٍ، فعَلِمَ سبحانه بعِلمه السابق كلَّ شيءٍ وأجَل كلِّ حي، وعلم الخير والشر، وقدَّر النفع والضر، علم ما كان وما يكونُ وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون؛ قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة:٢٨٢].

 

الثانية: كتابته سبحانه لهذا العلمِ في اللوح المحفوظ قبل خلْق السماوات والأرض؛ قال تعالى: ﴿ وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ * وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ﴾ [القمر: 52، 53].

 

وفي الحديث الصحيح قال - صلى الله عليه وسلم -: "كان الله ولم يكنْ شيءٌ قبلَه، وكتب في الذِّكر كلَّ شيءٍ"، وفي الحديث الصحيح أيضًا قال - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أوَّل ما خلَق اللهُ القلم، فقال له: اكتُبْ، قال: ما أكتب؟ قال: اكتُبْ ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة"[1]، وفي صحيح مسلم: "كان ذلك قبلَ أنْ يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنة"[2].

وفي هاتين الدرجتين يقول الله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحج: 70]

 

الثالثة: المشيئة: فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن؛ قال تعالى: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا ﴾ [السجدة: 13]، وقال تعالى: ﴿ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: 28، 29].

 

الرابعة: الخلق: وهي أنَّه تعالى خالقُ كلِّ شيء، فلا يوجد شيءٌ إلا بمشيئته وخلقه ومن ذلك أفعال العِباد، وهو تعالى خالقُ أفعالِ العِباد خيرها وشرها؛ قال تعالى: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الزمر: 62]، وقال سبحانه: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الصافات: 96].

 

القدر والقضاء:

يُقال في الإسلام والإيمان، والبر والتقوى: إذا اجتَمَعا افترَقَا، وإذا افترقا اجتَمَعا؛ أي: إذا اجتمعا في نصٍّ واحدٍ افترقا في المعنى؛ كحديث سُؤال جبرائيل عليه السلام للنبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام والإيمان، افترقا؛ أي: في المعنى فلكلٍّ واحدٍ منهما معنى يُخالِف الآخَر، ففسر الإسلام هنا بالأقوال والأعمال الظاهرة، وفسَّر الإيمان في هذا الحديث بالاعتقادات والنيَّات والأعمال القلبيَّة الباطنة، وإذا ذُكِرَ أحدهما دُون الآخَر اجتمعا؛ أي: في المعنى؛ أي: فسر أحدهما بمَعناه ومعنى الآخَر جميعًا.

 

فهكذا القدَر والقَضاء إذا ذُكِرَا جميعًا فُسِّرَ القدَر بسبق علم الله بالشيء وكتابته له، وفُسِّرَ القضاء بمشيئة الله تعالى للشيء وإيجاده - أي: خلقه - في وقته على الكيفيَّة التي أرادَ وعلى وفْق ما سبَق به علمه وجرَى به قلمه، فيكون القدَر إحاطة علم الله بالشيء سابقًا، والقضاء تنفيذ الشيء والفراغ منه لاحقًا.

وإذا ذُكِرَ أحدهما في النص وحدَه فُسِّرَ بمعناه ومعنى الآخر جميعًا، فيفترقان في المعنى عند الاجتماع، ويتَّفقان عند الافتراق.

 

كيفيَّة الإيمان بالقدَر:

الإيمان بالقدر هو: التصديق التامُّ والاعتقاد الجازم بدرجات القدر الأربع، فيُؤمِن العبد:

1- بعلم الله القديم بالأشياء قبلَ كونها على ما هي عليه، وأنَّه تعالى عَلِمَ ما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، فقد أحاط الله تعالى بكلِّ شيءٍ علمًا، وعلمُه تبارك وتعالى غير مسبوقٍ بجهلٍ، ولا يعرض ولا يعقبه نسيان أو ذهول؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [العنكبوت:٦٢]، وقال تعالى: ﴿ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ﴾ [طه: 52].

 

2- ويؤمن بأنَّ هذا العِلمَ مكتوبٌ في اللوح المحفوظ - الذي هو الذِّكر - فإنَّ الربَّ تبارك وتعالى خلَق القلم فأمَرَه بكتابة المقادير إلى يوم القيامة، فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، وكان ذلك قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، كما جاءَتْ به الأحاديث الصحيحة؛ قال تعالى: ﴿ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ﴾ [القمر:٥٣]؛ أي: مكتوب مسطور في كتاب.

وفي الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كان الله ولم يكن شيءٌ قبله، وكتَب في الذِّكر كلَّ شيءٍ"[3].

3- ويعتقدُ المؤمن جازمًا بأنَّه لا يكونُ في مُلكِه تعالى شيء من إيجاد أو عدم أو حركة أو سُكون، ولا فعل ولا ترك، ولا طاعة أو معصية إلا بمشيئته، فلا يخرُج شيءٌ عن مشيئته وإرادته، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فإنَّه تعالى مالك الملك ومُدبِّره بعلمه وحكمته، ومشيئته وخلقه، لا مالك غيره ولا ربَّ سواه، ولا مُدبِّر معه، ولا رادَّ لحكمه، ولا مُعقِّب له.

 

4- التصديق التامُّ بأنَّ الله تعالى خالق كلِّ شيءٍ لا خالق غيره، فهو خالق العباد وأعمالهم خيرها وشرها؛ قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الصافات: 96] ، وقال تعالى: ﴿ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ ﴾ [فاطر: 3].

 

5- وممَّا يدخُل في الإيمان بالقدَر العلمُ بأنَّ ما أخطأ العبد لم يكن ليصيبه، وما أصابَه لم يكن ليُخطِئه.



[1] أخرجه أبو داود برقم (4700)، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه.

[2] أخرجه مسلم برقم (2653)، عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.

[3] أخرجه البخاري برقم (3191)، عن عمران بن الحصين رضي الله عنه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • خطب منبرية
  • مرئيات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • جدول الدروس
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة