• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور أحمد الخانيد. أحمد الخاني شعار موقع  الدكتور أحمد الخاني
شبكة الألوكة / موقع د. أحمد الخاني / في مصايف المملكة


علامة باركود

رحلة إلى روضة خشيم

رحلة إلى روضة خشيم
د. أحمد الخاني


تاريخ الإضافة: 6/5/2013 ميلادي - 25/6/1434 هجري

الزيارات: 9972

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رحلة إلى روضة خشيم


خرجت وأصحابي إلى روضة خشيم، وهذه على طريق القصيم، وصلنا إلى تمير على بعد 225 كم من الرياض، ثم انعطفنا يمينًا إلى هذه الروضة الجميلة على بعد حوالي 20 كم إلى الداخل.

 

الربيع قد اطل برأسه على الكون، فوهب الأرض بإذن الله تعالى بساطًا موشى بكل لون بهيج.

 

كانت خيامنا تطل من مرتفع لطيف على أرض الروضة المنبسطة كأنها كف مدينة تمير، فتحتها ضارعة إلى الله تعالى أن يباركها.

 

وهذه الروضة المنبسطة، قامت في وسطها أشجار تعانقت، كأنها عذارى في مهرجان عرس الطبيعة، وقد جادت عليها دموع الغمام ترويها حتى ارتفع ماؤها حوالي 30 سم.

 

وحفاظًا على صيانة الروضة، فقد لفها سور بارتفاع أقل من متر يمنع دخول السيارات، ولا يحجب روعة الروضة.

 

وهذه الروضة التي غور أرضها الماء بهذا الارتفاع أتاح للأطيار أن تقيم عرسها في مهرجان الكون الباسم.

 

عند المساء، قبيل غروب الشمس، سمعت أنغامًا في هذه الروضة، لم أسمع مثلها في حياتي، أنغام أطيار تجمعت فيها من كل لحن مسكر بلا خمر، والأنغام أصوات؛ بعضها سمعته من قبل، كالقماري والبلابل والعصافير وهديل الحمائم، وأنغام أطيار لم أعرف أسماءها، ولم أر شكلها، أسمع أصواتًا صاخبة متسارعة متداخلة، ولم أشاهد أي طير داخل غابته، لقد انتشيت برهة من الزمان لا أنساها ما حييت، وما أشد أسفي أن لم يكن معنا مسجلة ترصد هذه اللحظات الجمالية، كما ترصد آلة التصوير اللحظة الجمالية عند مغيب الشمس.

 

لقد أمنت الطيور في روضتها من مداهمتها، لأن السور يمنع السيارات من الدخول إليها، والماء يمنع الأقدام إن تقترب منها، إلا من مغامر يخوض إليها خوضًا.

 

في المساء، جاء ذكر الشعر، فقال نبيل المعمر: كنا خمسة قال كل منا بيتًا من شعر التفعيلة وما هو بشعر وما هو بنثر، ووقع أحدنا باسم (سلوى)، فإذا بهذه النكتة تنشر في جريدة معتبرة، يحللها ناقد جعل الحصان جرادة في إحدى قصائده حلل قصيدة سلوى هذه يقول: هذه الشاعرة المبدعة تشق طريقًا للشعراء، وآفاقًا جديدة....

 

وكان الأستاذ ناعم العمري يحرص على النوم المبكر للاستيقاظ المبكر، فاختصرنا السهرة.

 

صلينا الفجر والدنيا باردة، وبعد الصلاة قمت بتماريني الرياضية، فقال لي هاشم الهاشم، سندخل معًا في مباراة الجري، فقلت: يكفيك أن تكون معي، فقال: أريد أن أدخل معك في مباراة. حددنا الهدف من الخيمة إلى سور الروضة ذهابًا وإيابًا. فقال وهو يلهث: لا بد من يوم أغلبك فيه، وتضاحكنا.

 

كان اليوم جمعة، قرأنا سورة الكهف، وعندما حان وقت الظهر، قدم لي الشيخ عبد العزيز الثميري عصا، طولها طول السيف، وقال: تفضل إلى الخطبة، قلت: ظننتك أنك الخطيب. فقال: تقدم على بركة الله.

 

وفع نبيل الأذان ووقفت، وتذكرت مواقفي في سورية خطيبًا. إلا أن هذه هي المرة الأولى أمسك فيها عصا.

 

وبعد الصلاة انصرفنا لإعداد الغداء، فقال أحدهم: كيف تلقي خطبة دون إعداد؟ قلت: الموهبة والمران. و قلت ك كان عندي كتاب في الخطابة لأعلام الخطباء من الطبقة الأولى في العالم العربي، لكنه فُقد، لقد هدمت بيوتنا في حماة، فهو تحت الأنقاض، وقد كتبت في صفحته الأولى هذه العبارة: (الورقة كفن الخطبة).

 

وبعد العصر، جمعنا أمتعتنا، وطوينا الخيام، وعدنا إلى الرياض. وكم تمنينا أن تطول الساعات، والدقائق والثواني في روضة خريم.

 

يا لها من رحلة لا نوفي حق شكرها لله سبحانه وتعالى.

 

المصدر: كتاب "أجمل مصايف المملكة العربية السعوديةومعالمها الدينية والتاريخية".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • أناشيد وقصص للأطفال
  • القصة الشعرية
  • قصائد
  • ديوان لحن الجراح
  • كتب
  • ملاحم سورية
  • في مصايف المملكة
  • الأقليات المسلمة في ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة