• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور أحمد الخانيد. أحمد الخاني شعار موقع  الدكتور أحمد الخاني
شبكة الألوكة / موقع د. أحمد الخاني / في مصايف المملكة


علامة باركود

مزارع أبها

مزارع أبها
د. أحمد الخاني


تاريخ الإضافة: 28/1/2013 ميلادي - 16/3/1434 هجري

الزيارات: 12771

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مزارع أبها


قال الراوي:

أغلقت المدارس أبوابها، عندما جاء الصيف موسم الرحلات والسفر، هدأ تقريباً كل شيء مما كان من مظاهر الثقافة والأدب والندوات وأعلنت المنتديات الأدبية عن بدء إجازتها.


وكنت أقرأ في الكتب، أن أهل مكة في سابق الومان كانوا يذهبون إلى الطائف، فهي منطقة مرتفعة، وجوها في الصيف يشبه جو الشام، وغوطة دمشقباعتدال هوائها ولطف مناخها.


وقد رأيت بالتلفاز مصايف أبها، وسمعت من أصدقائي جمال طبيعة أبها، وغابات أبهاوالمطر في فصل الصيف ينزل في أبها، فقررت الذهاب إلى أبها.

 

كانت رحلتي إلى أبها بسيارتي، فهي كبيرة، إذا طويت مقعدها الخلفي تصبح كأنها بيت.

 

هناك على طريق أبها إلى الشرق، ينحرف الطريق يميناً إلى الجنوب، كان هناك منزليشقتان بينهما باب، بلا أسوار، وأمام البيت الخضروات والأشجار على امتداد النظر، وحوله عدة بيوت لأصحاب المزارع، وأمام البيوت ساحة فيها مسجد صغير.

 

اشتريت بعض العنزات مع أطفالها، وبعض الدجاجات حتى يتسلى أولادي بها.

 

كنت أصلي الفجر في المسجد، وأحمل سجادتي وترمس الشاي والقهوة، وأوراقي، وأجتاز المزارع لأخلص إلى المزارع القريبة

 

في المزارع، تحس أنك دخلت عالماً جديداً غير الذي كنت فيه، عالم من الأطيافالملائكية، صفاء ونور وسكون، وسون الجو ملهم الشعراء، في المزارع، كل شيء جميل ومهيب، تشعر أن المزرعة كائن حيوأن الأشجار مخلوقات صامتة مؤنسة، تحس أنها تتنفس عطراً.

 

المزرعة صامتة، ولكن الزيز يعزف على قيثارته والنحل لا يلتفت له، لا يفكر فيهولا يستمع إليهفقد انصرف إلى مهمته التي خلقه الله لأجلها، ليحول الرحيق من الأزهار بإذن الله الخالق، إلى شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس.

 

أما النمل فقد كان الزيز يستوقفه ليسمع أنغامه، فيرد عليه: أنا رمز الجد والعمل، في الشتاء، لا تطرق بابي لا تسألني طعاماً أيها الكسول.

 

أما البلبل؛ فإنه يسمعك أعذب الألحان فرحاً بقدومك، يرسل إليك ألحانه معطرة بعطر الأزهار..

 

في هذا الجو في تلك المزرعة، وجدت صفاء الذهن الذي كنت أضعته في زحمة الحياة، هنا في مزارع أبها، جئت أبحث عن الصفاء، إذا به هو الذي يبحث عني؛ لقد كانت الحال الشعورية تشبه الحلم الجميل، أخذت أغني مع البلبل، وأقلد ألحانه وأنغامه، وكأنني سمعته يرحب بي و يقول:

أما الفراشات فكانت لا تخاف مني، بل كانت تقف على يدي، فكنت أسألها: ما أنعمك يا فراشة! ما أحلاك يا فراشة، من الذي زينك؟ فكانت تقول بلسان حالها: الله هو الذي خلقني وزينني.


وقلت للبلبل بعد أن غنى، ما أجمل ريشك!، وما أجمل صوتك! من الذي زين ريشك؟ ومن الذي أهداك هذا الصوت الجميل؟ فقال البلبل: الله الذي خلقني، هو الذي أهداني هذا الريش الجميل والصوت الجميل.

 

وسألت الأزهار: من أين هذا اللون الأحمر والأبيضوالأصفر، وهذه الألوان الجميلة؟ ومن أين هذا العطر الذي لم أشم في حياتي أجمل منه؟

فقالت الزهرات بلسان واحد: الله هو الذي أنبتنا وهدانا هذه الألوان الجميلة والعطر الجميل.

 

وسألت الأشجار وسألت المروج وسألت الشلال وسألت جدول الماء الذي يجري أمامي: من الذي خلق الغابة؟ من الذي خلق هذا الجمال كله؟ فقالت كلها بصوت واحد: الله، هو الذي خلقنا لنسعد الإنسان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • أناشيد وقصص للأطفال
  • القصة الشعرية
  • قصائد
  • ديوان لحن الجراح
  • كتب
  • ملاحم سورية
  • في مصايف المملكة
  • الأقليات المسلمة في ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة