• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور طالب بن عمر بن حيدرة الكثيريد. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري شعار موقع الدكتور طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري
شبكة الألوكة / موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري / مقالات


علامة باركود

منهج فهم معاني الأسماء الحسنى والتعبد بها (6) اللطيف

منهج فهم معاني الأسماء الحسنى والتعبد بها (6) اللطيف
د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري


تاريخ الإضافة: 28/11/2015 ميلادي - 15/2/1437 هجري

الزيارات: 23948

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

منهج فهم معاني الأسماء الحسنى والتعبد بها

اللطيف

 

المسلك الأول: أصل اللطف في الكلام خفاء المسلك ودقة المذهب، [1] قال القرطبي رحمه الله: واللطف في الفعل الرفق فيه، واللطف من الله تعالى التوفيق والعصمة، وألطفه بكذا أي بره به،[2] وقال ابن عباس رضي الله عنهما: البر اللطيف، ففسر اسم الله البر بهذا الاسم.

 

• ومنه التلطف كما قال أهل الكهف: وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدًا[3].

 

• ومنه حديث النعمان بن بشير عند أبي داود في قصة عطية والده، قال له النبي صلى الله عليه وسلم:" أليس يسرك أن يكونوا لك في البر واللطف سواء؟"، قال: نعم، قال: "فأشهد على هذا غيري".

 

• ومنه ما رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: حين قال لها أهل الإفك ما قالوا: وَيَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لاَ أَرَى مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اللُّطْفَ الذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَمْرَضُ، أي الرقة والحنان.

 

المسلك الثاني: دل هذا الاسم على اسم الله اللطيف واتصاف الله تعالى بصفة اللطف بالمطابقة، وعلى أحدهما بالتضمن، وهو من أسماء الأفعال، واتصاف الله عز وجل باللطف يدل على معنيين:

• الأول: معنى العلم بما يخفى ويدق، فاللطيف العالم بدقائق الأمور،[4] ومن قوله تعالى ﴿ لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ (103) سورة الأنعام.

 

• الثاني: معنى الرزق بما يخفى، فاللطيف المحسن إلى عباده في خفاء وستر من حيث لا يعلمون،[5] ومن قوله تعالى ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ (63) سورة الحـج ، قال ابن كثير في تفسيره[6]: أي عليم بما في أرجاء الأرض وأقطارها وأجزائها من الحب وإن صغر، ولا يخفى عليه خافية فيوصل إلى كلٍ منه قسطه من الماء فينبته به .. (كما) قال: " أن لا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ".

 

المسلك الثالث: ودل على تنزيه الله تعالى من العجز والجهل باتصاف بدقيق العلم وخفي القدرة والعطاء.

 

المسلك الرابع: قال الخطابي: اللطيف هو البر بعباده الذي يلطف بهم من حيث لا يعلمون ويسبب لهم مصالحهم من حيث لا يحتسبون ،[7] وقال ابن القـيم في شرحه: واسمه اللطيف يتضمن علمه بالأشياء الدقيقة، وإيصاله الرحمة بالطرق الخفية،[8] وقد نظم هذا في النونية فقال:

هو اللطيف بعبده ولعبده
واللطف في أوصافه نوعانِ
إدراك أسرار الأمور بخبرةٍ
واللطف عند مواقع الإحسانِ
فيريك عزته ويبدي لطفه
والعبد في الغفلاتِ عن ذا الشانِ

 

قال الغزالي: إنما يستحق هذا الاسم من يعلم دقائق المصالح وغوامضها، وما دق منها وما لطف، ثم يسلك في إيصالها إلى المستصلح سبيل الرفق دون العنف؛ فإذا اجتمع الرفق في الفعل واللطف في الإدراك تم معنى اللطف، ولا يتصور كمال ذلك في العلم والفعل إلا لله سبحانه وتعالى [9].

 

ويختصّ أولياء الله بلطف خاص يتضمّن أعلى درجات الإحسان والإصلاح؛ وهو أن ييسّرهم لليسرى ويجنّبهم العسرى، وقد يكون ذلك بشيء من الابتلاءات والمحن[10].

 

المسلك الخامس: تعلق اسم الله اللطيف بعباده في قوله تعالى ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ ﴾ (19) سورة الشورى، وتعلق في آية ثانية لما يشاء سبحانه، ﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء ﴾ (100) سورة يوسف، قال ابن كثير: أي إذا أراد أمرًا قيض له أسبابًا وقدره ويسره،[11] وفي آية ثالثة قال تعالى ﴿ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ﴾ (34) سورة الأحزاب، قال ابن جرير الطبري: يقول تعالى ذكره: إن الله كان ذا لطف بكن إذ جعلكن في البيوت التي تتلى فيها آياته والحكمة، خبيرًا بكن إذا اختاركن لرسوله أزواجًا[12].

 

المسلك السادس: اقترن هذا الاسم باسم الله الخبير كثيرًا، ومنه قوله تعالى ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ (14) سورة الملك، فيرتبط هذا الاسم بعلم الله تعالى وخبرته، كما اقترن بعلم الله الواسع وحكمته البالغة كما في دعاء يوسف عليه السلام: ﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾، واقترن كذلك باسم الله القوي العزيز ليدل على معنى آخر وهو أن جلال الله في لطفه لا يحجب العبد عن تعظيم الله في قوته وعزته، قال سبحانه ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ ﴾ (19) سورة الشورى، فهو العظيم في لطفه اللطيف في عظمته [13].

 

المسلك السابع: هذا الاسم من مجموعة الأسماء التي تدل على إحاطة الله بجميع المعلومات مهما دقت، كاسم الله العليم والخبير والمحيط، وهو كذلك ينضم إلى الأسماء التي تدل على رحمة الله بعباده ورعايته لهم كاسم الله الرحيم والكريم والولي، قال ابن سعدي في تفسيره: فهو بمعنى الخبير وبمعنى الرؤوف [14].

 

• واسم العلم منها العليم ويدل على مطلق العلم بكل شيء، والخبير ويتعلق بالعلم بواطن الأمور وحقائقها، واللطيف وهو يتعلق بعلم ما هو أدق من ذلك وأخفى، والشهيد وهو العلم بالحاضر وبكل الأشياء [15].

 

المسلك الثامن: العبد يكون لطف فيعلم بعض الدقائق والخفايا، وأنى له أن يتصف بما خص الله به ونفسه ﴿ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ ﴾ (110) سورة الأنبياء، ﴿ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴾ (7) سورة طـه، ﴿ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ.... ﴾  (7) سورة المجادلة.

 

والعبد له رفق ورعاية لكنها أحقر أن تسامي لطف الله، ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ ﴾ (11) سورة الرعد، ويقول صلى الله عليه وسلم:" إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه"، رواه أحمد عن محمد بن لبيد والحاكم عن أبي سعيد وصححه الألباني.‌

 

المسلك التاسع: كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يذكر الله تعالى بهذا السم في الأمور التي تخفى وتدق أن يطلع عليها الناس، كما جاء عند مسلم من حديث عائشة في قصة لحاقها بالنبي إلى البقيع ثم رجوعه إلى البيت دون أن يراها، فلما عاد قال لها: مالكِ يا عائشة حشيا رابية؟ قالت:لا، قال: لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير"، فسمى الله بهذين الاسمين لما في الموقف من خفاء وليس بخافٍ عن اللطيف سبحانه.

 

المسلك العاشر: ومن استدلال أهل العلم بهذا الاسم ما نقلوه عن بعض الأعراب وقد سئل ما الدليل على وجود الرب تعالى؟ فقال: يا سبحان الله إن البعر ليدل على البعير، وإن أثر الأقدام لتدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج؟ ألا يدل ذلك على وجود اللطيف الخبير؟[16].

 

المسلك الحادي عشر: ينبغي علينا أن نحرص على أن نتعبد الله تعالى بهذا الاسم من خلال:

أ‌- الدعاء: فنحرص أن نتوسل إلى الله بهذا الاسم وما دل عليه من معنى عميق، كما دعا بهذا النبيون، قال يوسف عليه السلام في خاتمته قصته العظيمة ﴿ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ (100) سورة يوسف، فكم كان في قصته عليه السلام من ألطاف الله لمن تأملها، وتأمل فقط ما ذكره يوسف هنا: تأويل الرؤيا، وإخراجه من السجن، ومجيء أهل من البدو والفقر، وإصلاح ما بينه وبين إخوته، قال الطبري رحمه الله: يقول: إن ربي ذو لطف وصنع لما يشاء، ومن لطفه وصنعه أنه أخرجني من السجن وجاء بأهلي من البدو بعد الذي كان بيني وبينهم من بعد الدار وبعد ما كنت فيه من العبودية والرق الإسار.[17].

 

• ومن الخطأ قول البعض في دعائه: اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه، بل يدعو الله عز وجل بره شر ما قضى، كقوله: وقني شر ما قضيت، ويعزم المسألة ويعظم الرغبة.

 

• تعبيد الأسامي بها الاسم: فيسمي أبنائه عبد اللطيف، وبناته أمة اللطيف.

 

• الحلف بهذا الاسم والتعوذ به والإخبار عن الله به، ونحو ذلك [18].

 

• العمل بما يقتضيه هذا الاسم من التعلق بالله عز وجل وسؤاله، ومن مراقبته سبحانه، قال العبد الصالح يربي ابنه على مراقبة الله ﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ (16) سورة لقمان، فهمها صغرت حبة من خردل، ومهما اختفت في جوف صخرة أو سارت في أقطار السموات أو غاصت في باطن الأرض أتى بها الله اللطيف الخبير، قال قتادة: أي لطيف باستخراجها خبير بمستقرها[19].

 

المسلك الثاني عشر: أن نتخلق بصفة اللطف، فالله لطيف ويحب اللطيف من عباده، ويبغض الفظ الغليظ القاسي الجعظري الجواظ [20].

 

المسلك الثالث عشر: ومن هنا تتقرر جوانب لتقوية التوحيد والإيمان بالله من خلال هذا الاسم فمع إقرار العبد بعظيم لطف الله بعلمه ورحمته وجب عليه أن يفرد ربه سبحانه بالعبادة والتوجه الخالص، فليس غير الله أرحم بالعبد وأكرم وأعلم، وتأمل هذه الآية التي جاءت في سياق الرد على من أنكر البعث وكذب بالجزاء ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ ﴾ (19) سورة الشورى، فهو سبحانه تفضل على عباده بالرزق ولطف علمه وأحاط بهم، وهو المتصف كذلك المتصف بعظيم القوة والعزة والغلبة، فإلى من يتجه بعد ذلك من دون الله لطلب الرزق أو النصرة.



[1] تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج/ 44.

[2] تفسير القرطبي 7/ 50.

[3] شفاء العليل لابن القيم 1/ 34.

[4] تفسير القرطبي 9/ 224.

[5] تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج/ 44.

[6] 3/ 313.

[7] تفسير القرطبي 9/ 224.

[8] شفاء العليل / 24، وانظر الصواعق المرسلة 2/ 492، والفتاوى 2/ 211.

[9] المقصد الأسنى / 101.

[10] راجع الحق الواضح المبين لا بن سعدي/ 33-34.

[11] من تفسيره 2/ 644.

[12] تفسيره 10/ 299.

[13] حادي الأرواح / 203.

[14] 5/ 301.

[15] راجع للفائدة تفسير القرطبي 18/ 188.

[16] انظر تفسير ابن كثير 1/ 88.

[17] من تفسيره 7/ 301.

[18] انظر عمدة القاري 23/ 185.

[19] تفسير الطبري 10/ 212.

[20] الوابل الصيب / 49.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • خطب منبرية
  • كتب
  • الأبحاث والدراسات
  • الشروحات العلمية
  • ردود وتعقيبات
  • محاضرات مفرغة
  • منظومات
  • فقه منتجات العمل ...
  • التفسير التربوي ...
  • أبحاث في فقه ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة