• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور طالب بن عمر بن حيدرة الكثيريد. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري شعار موقع الدكتور طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري
شبكة الألوكة / موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري / أبحاث في فقه المصرفية الإسلامية


علامة باركود

حكم بيع الدين المؤجل بثمن حال لغير المدين

حكم بيع الدين المؤجل بثمن حال لغير المدين
د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري


تاريخ الإضافة: 7/10/2024 ميلادي - 3/4/1446 هجري

الزيارات: 1809

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حكم بيع الدين المؤجل بثمن حال لغير المدين

 

اختلف أهل العلم في هذه الصورة على ثلاثة أقوال:

القول الأول: عدم جواز بيع الدين المؤجل بثمن حال، لغير من هو عليه مطلقًا.

 

وهو مذهب الجمهور؛ من الحنفية،[1] والأظهر عند الشافعية،[2] والصحيح عند الحنابلة[3].

 

ففي المبسوط: "وإذا كان لرجل على رجل ألف درهم من قرض أو غيره، فباع دينه من رجل آخر بمائة دينار، وقبض الدنانير لم يجز"[4].

 

وفي نهاية المحتاج: "وبيع الدين غير المسلم فيه بعين لغير من هو عليه باطل في الأظهر"[5].

 

وفي المبدع: "ولا يجوز لغيره أيّ: لغير من هو في ذمته"[6].

 

واستدلوا (من جهة منع أسباب الغرر): بانتفاء شرط القدرة على تسليم المبيع، وهو من شروط صحة البيع؛ حيث إن البائع لا يقدر على تسليم المبيع؛ لأن الدين يتعلق بالذمّة، وقبض ما في ذمّة الغير لا يتصور، بل ربما جحده المدين، أو منعه، وذلك غرر[7].

 

ونوقش: أن ما في الذمّة كالحاضر، وقد يغلب على الظن القدرة على تسليم الدين متى ما وضعت بعض الشروط والضمانات[8].

 

القول الثاني: جواز بيع الدين المؤجل بثمن حال، لغير من هو عليه، إذا لم يؤدِ ذلك إلى الربا.

 

وهو رواية لأحمد،[9] اختارها ابن تيمية،[10] وابن القيم[11].

 

ففي المبدع بعد نقل المذهب: "وفي المبهج وغيره رواية: يصح فيه، واختاره الشيخ تقي الدين، وهو قول ابن عباس، لكن بقدر القيمة فقط؛ لئلا يربح فيما لم يضمن "[12].

 

واستدلوا بدليلين:

الأول (من جهة التخريج على الأصول): بأن الأصل في المعاملات الإباحة، ما لم توقع في منهيٍّ عنه[13].

 

ونوقش: أن المحظور موجود في هذا البيع، ويتمثل في بيع ما لا يُقدر عليه.

 

والثاني (من جهة التخريج على الفروع): أن في هذا شبهًا بالحوالة، فإذا جاز للدائن أن يحيل طرفًا ثالثًا على دينه، جاز له أن يبيعه كذلك[14].

 

القول الثالث: جواز بيع الدين المؤجل بثمن حال، لغير من هو عليه، بشروط.

 

وهو مذهب المالكية،[15] ووجه عند الشافعية[16].

 

ففي شرح الخرشي: "لا يجوز للشخص بيع ماله على الغير من دين؛ سواء كان حيًا، أو ميتًا... إلا أن يكون من هو عليه حاضرًا بالبلد، مقرّاً، والدين مما يباع قبل قبضه، لا طعامًا من بيع، وبيع بغير جنسه، وليس ذهبًا بفضة، ولا عكسه، وأن لا يكون بين المشتري والمدين عداوة، وأن لا يقصد المشتري إعنات المدين"[17].

 

وفي نهاية المحتاج: "وبيع الدين غير المسلم فيه بعين لغير من هو عليه باطل في الأظهر... والثاني: يصح... ومحله إن كان الدين حالاً، مستقرًا، والمدين مقرًا مليًا، أو عليه بينة، وإلا لم يصح لتحقق العجز حينئذ، ويشترط قبض العوضين في المجلس"[18].

 

فاشترط المالكية:

1- أن يكون المدين حاضرًا في البلد، وأن يكون مقرّاً بالدين؛ بحيث يغلب على الظن تمكن المشتري من الحصول عليه.

 

2- وأن لا يكون بين المشتري والمدين عداوة، وأن لا يقصد المشتري إعنات المدين، والإضرار به؛ دفعًا للضرر.

 

وفصّلوا في أنواع الديون:

أ- فإن كان دين سلم، جاز بعوضٍ من غير جنسه، إذا لم يكن طعامًا.

 

ب- وإن كان دينًا غير سلم:

• فإن بيع بعوضٍ من غير جنسه: اُشترط أن لا يكون طعامًا، ولا ذهبًا بفضة، ولا عكسه.

 

• وإن بيع بعوضٍ من جنسه: اُشترط أن يكون مساويًا له، وأن يكون عرضًا غير نقد.

 

واشترط الشافعية أن يكون المدين مليئًا، مقرّاً بما عليه، أو عليه بينة، وأن يكون الدين مستقرًا؛ مأمونًا من سقوطه، وأن يُقبض العوضان في المجلس.

 

واستدلوا (من جهة التخريج على الأصول): بأن الأصل في المعاملات الإباحة، وصورة بيع الدين بالشروط السابقة، ليست داخلة في المنهي عنه، فليست من بيع الدين بالدين، ولا من بيع الطعام قبل قبضه، ولا من بيع ما يُشترط له تقابض العوضين، ولا من بيع الغرر؛ لانتفاء المخاطرة الممنوعة.

 

القول المختـار:

جواز بيع الدين المؤجل بثمن حال لغير المدين؛ لأن الأصل في المعاملات الحلّ، ما لم يوقع ذلك في شيء من المحظورات التي ذكرها أهل العلم في هذه المسألة، كأن يؤدي إلى الغرر؛ كبيع ما لا يُقدر على تسليمه، أو إلى الربا، أو ذرائعه، أو إلى بيع الدين بالدين في صورته المنهي عنها، وهي بيع الدين المؤخر الذي لم يقبض بالدين المؤخر الذي لم يقبض[19].



[1] ينظر: بدائع الصنائع، للكاساني، (2/ 43)، تبيين الحقائق، للزيلعي، (4/ 83)، حاشية ابن عابدين، (5/ 152).

[2] ينظر: البيان، للعمراني، (5/ 71)، المجموع، للنووي، (9/ 275)، أسنى المطالب، لزكريا الأنصاري، (2/ 85)، نهاية المحتاج، للرملي، (4/ 92).

[3] ينظر: المبدع، لبرهان الدين بن مفلح، (4/ 198)، الإنصاف، للمرداوي، (5/ 112)، كشاف القناع، للبهوتي، (3/ 307).

[4] (14/ 22).

[5] (4/ 92).

[6] (4/ 199).

[7] ينظر: المبسوط، للسرخسي، (14/ 22)، البيان، للعمراني، (5/ 71)، كشاف القناع، للبهوتي، (3/ 307).

[8] ينظر: بيع الدين، لخالد تربان، ص(37).

[9] ينظر: المبدع، لبرهان الدين بن مفلح، (4/ 199)، الإنصاف، للمرداوي، (5/ 112)، القواعد، لابن رجب، ص(84).

[10] ينظر: مجموع الفتاوى، (29/ 506).

[11] ينظر: إعلام الموقعين، (4/ 3).

[12] (4/ 199).

[13] سبق عزوها، ص(258).

[14] ينظر: مجموع فتاوى ابن تيمية، (29/ 403)، القواعد، لابن رجب، ص(84).

[15] ينظر: موطأ مالك، (4/ 974)، شرح ميارة، (1/ 319)، حاشية الدسوقي، (3/ 63).

[16] ينظر: البيان، للعمراني، (5/ 71)، المجموع، للنووي، (9/ 275)، نهاية المحتاج، للرملي، (4/ 92).

[17] (5/ 77-78).

[18] (4/ 92).

[19] ينظر: مجموع فتاوى ابن تيمية، (20/ 512)، إعلام الموقعين، لابن القيم، (1/ 293).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • خطب منبرية
  • كتب
  • الأبحاث والدراسات
  • الشروحات العلمية
  • ردود وتعقيبات
  • محاضرات مفرغة
  • منظومات
  • فقه منتجات العمل ...
  • التفسير التربوي ...
  • أبحاث في فقه ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة