• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور طالب بن عمر بن حيدرة الكثيريد. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري شعار موقع الدكتور طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري
شبكة الألوكة / موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري / مقالات


علامة باركود

اتباع الشهوات والتساهل فيها

اتباع الشهوات والتساهل فيها
د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري


تاريخ الإضافة: 1/8/2016 ميلادي - 26/10/1437 هجري

الزيارات: 38543

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اتباع الشهوات والتساهل فيها


إن هذا السبب قد يكون من أكثر أسباب الانتكاسة وأخطرها، وله مظاهر، منها:

عدم التخلص من بقايا السيئات الماضية من أفلام أو أغانٍ، أو العودة لمرافقة ومسايرة أصدقاء الماضي أهل السوء، إدمان النظر إلى ما حرم الله وعدم زجر النفس عن ذلك، مخالطة المردان والتعلق بهم، كثرة الوقوع في آفات القلوب وآفات اللسان دون محاسبة بحجة المزاح أو عدم التشديد! فتأتي بعد ذلك المحكات مع عدم الاستعداد فيحدث الانزلاق؛ ليتبين الصادق من الكاذب، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 155].

 

عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحقرات الذنوب؛ كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه " رواه أحمد 5 /331.

 

ويشخص ابن رجب رحمه الله هذا الداء في رسالته القيمة المحجة في سير الدلجة/ 90 فيقول: "وقريب من هذا أن يعمل الإنسان ذنباً يحتقره، ويستهين به فيكون هو سبب هلاكه، كما قال تعالى ﴿ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 15] وقال بعض الصحابة: إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات" يقول ابن القيم في كتابه القيم الجواب الكافي/ 140 منبهًا على أخطار الذنوب: " أنها تضعف سير القلب إلى الله والدار الآخرة، أو تعوقه أو توثقه وتقطعه عن السير، فلا تدعه يخطو إلى الله خطوة، هذا إن لم ترده عن وجهته إلى ورائه، فالذنب يحجب الواصل، ويقطع السائر، وينكس الطالب، والقلب إنما يسير إلى الله بقوته، فإذا مرض بالذنوب؛ ضعفت تلك القوة التي تسيره، فإذا زالت بالكلية انقطع عن الله انقطاعاً يصعب تداركه والله المستعان". وقال/39: فإذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة انتكس فصار أعلاه أسفله، فحينئذ يتولاه عدوه ويسوقه حيث أراد، فاحذر العواقب، فلخوفها بكى الصالحون.

 

يقول بعض السلف رحمهم الله جميعًا: المعاصي بريد الكفر. قال عبد العزيز بن أبي رواد: "حضرت رجلاً عند الموت يلقن لا إله إلا الله، فقال في آخر ما قال: هو كافر بما تقول، ومات على ذلك، قال: فسألت عنه، فإذا هو مدمن خمر، فكان عبد العزيز يقول: اتقوا الذنوب، فإنها هي التي أوقعته " جامع العلوم والحكم 1 /173.

 

ومما يشهد لهذا المعنى من أخبار التاريخ:

ما حكاه ابن كثير في البداية والنهاية 11 /64 في حوادث سنة ثمان وسبعين ومائتين: وفيها توفي عبده بن عبد الرحيم قبحه الله ذكر ابن الجوزي أن هذا الشقي كان من المجاهدين كثيرًا في بلاد الروم فلما كان في بعض الغزوات والمسلمون محاصرو بلدة من بلاد الروم إذ نظر إلى امرأة من نساء الروم في ذلك الحصن فهويها، فراسلها: ما السبيل إلى الوصول إليك، فقالت: أن تتنصر وتصعد إلي، فأجابها إلى ذلك، فما راع المسلمين إلا وهو عندها، فاغتم المسلمون بسبب ذلك غمًا شديدًا وشق عليهم مشقة عظيمة، فلما كان بعد مدة مروا عليه وهو مع تلك المرأة في ذلك الحصن، فقالوا: يا فلان ما فعل قرآنك، ما فعل علمك، ما فعل صيامك، ما فعل جهادك، ما فعلت صلاتك، فقال: اعلموا أني أنسيت القرآن كله إلا قوله: ﴿ رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ * ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾ [الحجر: 2، 3]، وقد صار لي فيهم مال وولد.

 

وأخرى في كتاب ذم الهوى لابن الجوزي 1 /459 قال: وبلغني عن رجل كان ببغداد يقال له صالح المؤذن أذن أربعين سنة وكان يعرف بالصلاح أنه صعد يومًا إلى المنارة ليؤذن فرأى بنت رجل نصراني كان بيته إلى جانب المسجد، فافتتن بها، فجاء فطرق الباب، فقالت: من؟ فقال: أنا صالح المؤذن، ففتحت له، فلما دخل ضمها إليه، فقالت: أنتم أصحاب الأمانات فما هذه الخيانة؟ فقال: إن وافقتني على ما أريد وإلا قتلتك، فقالت: لا، إلا أن تترك دينك، فقال: أنا بريء من الإسلام ومما جاء به محمد، ثم دنا إليها، فقالت: إنما قلت هذه لتقضي غرضك ثم تعود إلى دينك؛ فكل من لحم الخنزير فأكل، قالت: فاشرب الخمر فشرب، فلما دب الشراب فيه دنا إليها فدخلت بيتا وأغلقت الباب، وقالت: اصعد إلى السطح حتى إذا جاء أبي زوجني منك، فصعد فسقط فمات، فخرجت فلفته في مسح، فجاء أبوها فقصت عليه القصة، فأخرجه في الليل فرماه في السكة، فظهر حديثه، فرمي في مزبلة.

 

وثالثة 1/ 128: عن أبي الأديان قال كنت مع أستاذي أبي بكر الدقاق فمر حدث فنظرت إليه فرآني أستاذي وأنا أنظر إليه فقال يا بني لتجدن غبها ولو بعد حين فبقيت عشرين سنة وأنا أراعي فما أجد ذلك الغب، فنمت ليلة وأنا متفكر فيه فأصبحت وقد نسيت القرآن كله. وانظرها الجواب الكافي/34 وتلبيس إبليس/399.

 

قال الضحاك: ما نعلم أحدًا حفظ القرآن ثم نسيه إلا بذنب، ثم تلا قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]، فلا تستبطئ العقوبة، فلعله يمكر بك، ولا تشعر!!

 

سبيل النجاة:

أن تراقب نفسك على مدار الأوقات، وألا تأمن عليها أو تطمئن بها، فالهفوة وليدة اللحظة لكنها من حمل الأعوام، قال سهل بن عبد الله التستري: ما من ساعة إلا والله عز وجل مطلع على قلوب العباد فأي قلب رأى فيه غيره سلط عليه إبليس، ذم الهوى لابن الجوزي/ 77.

 

وتنبه دائمًا وتيقظ لهذا العدو المتربص، يقول ابن القيم رحمه الله في روضة المحبين/471 وقد عدد تسعة وأربعين علاجًا للهوى والعشق: الثامن عشر أن يعلم أن الهوى ما خالط شيئا إلا أفسده؛ فإن وقع في العلم أخرجه إلى البدعة والضلالة وصار صاحبه من جملة أهل الأهواء، وإن وقع في الزهد أخرج صاحبه إلى الرياء ومخالفة السنة، وإن وقع في الحكم أخرج صاحبه إلى الظلم وصده عن الحق، وإن وقع في القسمة خرجت عن قسمة العدل إلى قسمة الجور، وإن وقع في الولاية والعزل أخرج صاحبه إلى خيانة الله والمسلمين حيث يولي بهواه ويعزل بهواه، وإن وقع في العبادة خرجت عن أن تكون طاعة وقربة، فما قارن شيئا إلا أفسده، ثم قال: الخامس والعشرون أنه يُخاف على من اتبع الهوى أن ينسلخ من الإيمان وهو لا يشعر وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به" وصح عنه أنه قال:" أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى".

 

ومن أخبار الثابتين في مثل هذه الحوادث:

روى ابن كثير في تفسيره 4 /107: كان عمر رضي الله عنه مع رجل آخر إذ كان رجل من أهل الشام ذو بأس يفد إلى عمر رضي الله عنه ففقده عمر، فقال: ما فعل فلان بن فلان، فقالوا: يا أمير المؤمنين تتابع في هذا الشراب، قال: فدعا عمر كاتبه فقال: اكتب من عمر بن الخطاب إلى فلان بن فلان، سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، ثم قال لأصحابه ادعوا الله لأخيكم أن يقبل بقلبه، ويتوب الله عليه، فلما بلغ الرجل كتاب عمر رضي الله عنه جعل يقرأه ويردده ويقول: غافر الذنب، وقابل التوب شديد العقاب، قد حذرني عقوبته ووعدني أن يغفر لي، وفي رواية: فلم يزل يرددها على نفسه ثم بكى، ثم نزع فأحسن النزع، فلما بلغ عمر خبره قال: هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخًا لكم زل زلة، فسددوه ووثقوه وادعوا الله لأخيكم أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعواناً للشيطان عليه. فنعم الأخوة التي تهدي إلى الله وتدل عليه.

 

وفي صفوة الصفوة 3 /191: قال أمر قوم امرأة ذات جمال بارع أن تتعرض للربيع بن خثيم فلعلها تفتنه وجعلوا لها إن فعلت ذلك ألف درهم، فلبست أحسن ما قدرت عليه من الثياب وتطيبت بأطيب ما قدرت عليه، ثم تعرضت له حين خرج من مسجده فنظر إليها فراعه أمرها، فأقبلت عليه وهي سافرة، فقال لها الربيع: كيف بك لو قد نزلت الحمى بجسمك فغيرت ما أرى من لونك وبهجتك؟ أم كيف بك لو قد نزل بك ملك الموت فقطع منك حبل الوتين؟ أم كيف بك لو قد ساءلك منكر ونكير؟ فصرخت صرخة فسقطت مغشيًا عليها، فوالله لقد أفاقت وبلغت من عبادة ربها أنها كانت يوم ماتت كأنها جذع محترق..!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- دعاء ورجاء
خالد حسن - مصر 01-08-2016 02:16 PM

بارك الله فيك وأتم عليك نعمته فضيلة الدكتور طالب ونفع الناس بعلمك . موضوع هذا المقال في غاية الخطورة وأرى أن تتوسع فضيلتكم في كتابة سلسلة عن هذا الموضوع وذلك لما نراه في زماننا من استهانة بالذنوب والكبائر وأن تتوسع سيادتكم في ذكر النتائج بعد ارتكاب العبد للذنب وأن تخاطب النفس اللوامة للفرد المسلم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • خطب منبرية
  • كتب
  • الأبحاث والدراسات
  • الشروحات العلمية
  • ردود وتعقيبات
  • محاضرات مفرغة
  • منظومات
  • فقه منتجات العمل ...
  • التفسير التربوي ...
  • أبحاث في فقه ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة