• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور وليد إبراهيم قصّابد. وليد قصاب شعار موقع الدكتور وليد إبراهيم قصّاب
شبكة الألوكة / موقع الدكتور وليد قصاب / كتابات نقدية


علامة باركود

كيف يتعامل الأدب الإسلامي مع قضية القدم والحداثة؟

كيف يتعامل الأدب الإسلامي مع قضية القدم والحداثة؟
د. وليد قصاب


تاريخ الإضافة: 3/12/2012 ميلادي - 19/1/1434 هجري

الزيارات: 23148

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كيف يتعامل الأدب الإسلامي مع قضية القدم والحداثة؟


إن الخصومة بين القديم والحديث، أو بين ما يسمَّى الآن "الأصالة والحداثة"، أو "التراث والمعاصرة"، أو غير ذلك من تسميات - هي قضية قديمة حديثة؛ ففي كل زمان ومكان يوجد مَن يتعصَّب لقديم أو حديث، أو يتعصَّب - في مقابل ذلك - على القديم أو الحديث.

 

وفي عصرنا مَن فهم الحداثة على أنها "الخروج على جميع ما سلف"، أو أنها التغيير الجذري لكل ما عُرف، أو ما سمي "ألمًا قبل" بتعبير بعضهم؛ فاحتقر التراث العربي الإسلامي جميعه، وعدَّه ساقطًا باليًا، في مقابل إنجازات الحداثة المعاصرة، التي دخلتْ من أوسع الأبواب إلى أدبنا الحديث، وهي - في غالبيتها - إنجازات الحداثة الغربية، وقد صدرتْ عن حضارة أخرى، وعن ثقافة غربية، مخالفة في القيم والتصوراتِ الفكرية والفنية لحضارتنا وثقافتنا.

 

ويتبنَّى الأدب الإسلامي الذي ندْعو إليه منهجَ الوسطية والاعتدال في التعامل مع هذه القضية المهمة الحاضرة باستمرار، وهذه الوسطية هي من جوهر الإسلام، الذي يقتبس منه الأدب الإسلامي؛ فالإسلام دين الوسطية في كل شأن من شؤون الحياة والكون والإنسان.

 

إن وسطية الأدب الإسلامي في التعامل مع قضية " القدم والحداثة" تمثلها - في رأينا - مجموعةٌ من التصورات، يمكن إبراز أهمها في النقاط التالية:

1- على حد تعبير ابن قُتَيبة: لم يقصر الله العلم والأدب والثقافة على قومٍ دون قومٍ، ولا خصَّ بها ناسًا دون ناس، من القدماء أو المحدَثين، بل مِن عدلِه أن ذلك حظ مشترك بين الجميع؛ فلا يجوز - بسبب من ذلك - التعصب لقديم أو حديث، أو التعصب على قديم أو حديث لمجرد الزمن وحده؛ فإن مقياس الزمن غير ثابت؛ فالقديم كان حديثًا في يوم من الأيام، والحديث اليوم سيغدو بعد حين قديمًا.

 

2- وبناءً على ما سبق؛ فإن ما يسمى "الخصومة بين القدم والحداثة" ما هو في حقيقته إلا خصومة بين القيم، بين الحق والباطل، اللذين تضبطهما قواعدُ الدين وأُسس الشرع، وقد يكون كل منهما مع هؤلاء أو أولئك من قدماء ومحدَثين؛ فلا خصومة أو صراع إذًا بين سلف وخلف، أو آباء وأبناء، كما تتمثَّل ذلك بعضُ التصورات الفكرية الحديثة.

 

3- لا يسعى الأدب الإسلامي وراء التجديد لذاته، شأن الاتجاهات الحداثية التي جعلتْ ذلك وكدها، فأعلتْ من شأن كل جديد لمجرد أنه جديد، وسفَّهتْ من شأن كل قديم لمجرد أنه قديم، ولكنه يسعى إلى الجديد الرشيد، الذي يحمل الحقَّ والخير، ويُغنِي التجرِبة الإنسانية، وهو ينفر من كل جديد أو حديث إذا كان شاذًّا، أو مخالفًا لشرع الله، كما هو شأن كثير مما تحمله بعض الاتجاهات الفكرية المعاصرة.

 

4- لا يعني التجديدُ الخروجَ المطلقَ على كل تراث أو قديم؛ ففي ثقافتنا ثوابتُ لا يجوز الخروج عليها؛ لأن هذا الخروج يعدُّ خروجًا من الدين، ومروقًا من العقيدة، ولكن التجديد الرشيد - الذي أشرنا إليه - هو في المتغيرات التي لم يَرِدْ فيها نص قطعي الدلالة.

 

5- يميز الأدبُ الإسلامي بين التجديد في المضمون والتجديد في الشكل؛ فالأشكال الفنية هي - غالبًا - محايدة، ولكن المضامين تمثِّل عقيدة الأمة التي أنتجتْها، فينبغي أن يتعامل معها بحذر، فلا يؤخذ منها إلا ما يتفق مع الإسلام.

 

6- إن التجديد مطلبٌ حيوي في الأدب الإسلامي؛ فهو نوعٌ من التحسين والتجميل، فيحرص عليه، ويسعى إليه، على أن يكون رشيدًا مفيدًا.

 

وإن المبدع المسلم مثقَّف ينفتح على ثقافات العصر، ولكن بوعيٍ وبصيرة، وإن الأدب الإسلامي لا يحقق حضورَه وذيوعَه إلا من خلال هذا الانفتاح، مع المحافظة على شخصيته وأصالته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- ليس في الأدب قديم وحديث
الدكتورأحمد بن المبارك ابوالقاسم - المملكةالمغربية 24-01-2013 05:07 PM

أولا: تحية للأستاذ الفاضل ، وشكرا له على هذه الالتفاتة العلمية الهادفة.
ثانيا: أرى، ولا أفرض رأيي على أحد، أن الأدب في أي زمان وفي أي مكان، هو الأدب بسماته وخصائصه وأساليبه وشروطه، وأسسه ومناهح بنائه، وأهدافه ووسائل تذوقه. والأدب الحق، لا يمكن وصفه بقديم ولا حديث، إلا في أدمغة القاصرين، الذين ينزلقون مع المفاهيم التي لا يحسنون فهمها ولا توظيفها، ولا الغاية من ورائها، وإنما يتلقفونها كالببغاوات.ولا معنى للقديم والحديث في الأدب إلا في أدمغة الدجالين"الأديولوجيين الديماغوجيين" ذوي الأهواء والهراء السياسي المجاني ، المغلف بالتبعية الاستعمارية الموهمة بالتقدم، الذي لا يراد به، في الحقيقة، إلا المسخ والتضليل وسحق هوية الأمة، بإذابتها في هوية لاتمت إليها بصلة، بدعوى الحداثة والتطور. والحداثة عندهم، هي خدمة الصهيونية ، والعلمانية، أوالماسونية الشيطانية، ولذلك لا حداثة،ما يزعمون ، إلا بقطع الصلات مع ماضي الأمة، وإذابة هويتها، وطمس معالمها، مقابل الإذابة في الغرب، وتقليد كل مساويه.
إن الأدب العربي الإسلامي له ثوابته، وله خصائصه، وضوابطه، المتمثلة في مايلي:
1- اللغة العربية الفصيحة ، بكل خصائصها ومقوماتها الأسلوبية.
2-القاعد المنهجية والشكلية المتعارف عليها في الخطاب العربي الإسلامي، نظما ونثرا.
3-مراعاة الأهداف النبيلة، وتوخي السمو بأذواق الأمة، بما لا يتنافى مع العقيدة الإسلامية ومكارم الإسلام السلوكية.
4- تمثيل الأمة، من المعاناة الفردية التي لا ينبغي أن تكون مجرد كلام فارغ من أجل الكلام الفارغ ،كما هو الحال في جل خطابات "الحداثيين ، ممثلي الغرب عندنا".
الحرص كل الحرص على تمثيل ماضي الأمة قي حاضرها، لضمان مسقبلها في الوجود الكوني، بهويتها واستمرار ثقافتها المتأصلة، فالأمة التي لا أصل لها، أمة لقيطة، لا يعترف الكون بمشروعية وجدها على مزبلة غيرها.
5- إن الأدب الأدب الذي لا يمثل أمته ماضيا وحاضرا، في هويتها ومعانياتها ولغتها، وأعرافها ، وثقافتها الماضية والحاضرة، وجميع عناصر حضارتها الخاصة بها، لا معنى لكونه قيما ولا لكونه حديثا، وعدمه أولى من وجوده.نعم لكل متغير تقتضيه الظروف والأحوال وسنة التطور، فلكل جديد لذة، ولكن ليس خارج الثوابت، ولاعلى حساب الهوية، ولا في أي لباس يتنكر للأصالة، ويمجه الذوق السليم، ويقدح في هوية الأمة، ويقوض أسس حضارتها.

1- تعقيب
د عدنان - عمان 09-12-2012 08:05 AM

مقال متميز يتسم بالوسطية والاعتدال وهو ما ينبغي الدعوة إليه وهذا ما يسمى كتابات الدكتور قصاب الرائدة العميقة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قصص قصيرة
  • قصائد
  • كتابات نقدية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة