• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد الجرفاليالشيخ د. عبدالله بن محمد الجرفالي شعار موقع الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد الجرفالي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ د. عبد الله بن محمد الجرفالي / الدروس المقروءة


علامة باركود

دروس الجامع بين أحاديث الصحيحين (4)

دروس الجامع بين أحاديث الصحيحين (4)
الشيخ د. عبدالله بن محمد الجرفالي


تاريخ الإضافة: 10/4/2016 ميلادي - 2/7/1437 هجري

الزيارات: 19085

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

باب: حلاوة الإيمان


18 - (ق) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ".


التعليق:

قوله: ((وجد حلاوة الإيمان)) أي استلذاذه بالطاعات، وتحمل المشاق في رضى الله ورسوله وإيثار ذلك على عرض الدنيا.


قوله: ((أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله)) أي أن محبة الله في قلبه أعظم من أي محبة، ثم تأتي محبة النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك مباشرة، محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تابعة ونابعة من محبة الله - سبحانه وتعالى -، فالإنسان يحب الرسول بقدر ما يحب الله، فكلما كان لله أحب كان للرسول صلى الله عليه وسلم أحب، لكن بعض الناس يحب الرسول مع الله، ولا يحب الرسول لله. وهذه مسألة في غاية الأهمية حيث تجد البعض يحب الرسول أكثر من محبته لله، وهذا نوع من الشرك، فهؤلاء الذين غلوا في الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحبونه لله، ولو كانوا صادقين لما أحبوه أعظم من محبة الله، ومما يدل على ذلك أن بعضهم إذا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم اقشعر جلده من المحبة والتعظيم، لكن إذا ذكر الله لا يتأثر، وأقوال الإنسان وأعماله تصدق ذلك أو تكذبه؛ ولذلك يتضح ميزان حب الغير عنده مبنياً على صلاح المرء أم على أمور الدنيا وحظوظ النفس؟.


وقوله: ((وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار)) وهذا واضح فيمن كان كافراً ثم أسلم، لكن من ولد في الإسلام فيكره أن يكون في الكفر بعد أن منّ الله عليه بالإسلام كما يكره أن يقذف في النار، يعني أنه لو قذف في النار لكان أهون عليه من أن يعود كافراً بعد إسلامه، وهذا حال كثير من المؤمنين، والمراد بذلك الردة الحقيقية التي تكون في القلب، أما من أكره على الكفر، فكفر ظاهراً لا بقلبه، فهذا لا يضره؛ لقوله تعالى: ﴿ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النحل: 106] نسأل الله الثبات على دينه[1].


19 - (م) عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا".


التعليق:

أي لم يطلب غير الله - تعالى -، ولم يسمع في غير طريق الإسلام، ولم يسلك إلا بما يوافق شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن من كانت هذه صفته فقد خالطت حلاوة الإيمان قلبه وذاق طعمه[2].


20 - (ق) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ)). وفي رواية لمسلم: ((الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ - أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ - شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ)).


التعليق:

قال العيني - رحمه الله -:" قوله: الإيمان مبتدأ، وخبره قوله: بضع وستون شعبة. قال الكرماني: بضع هكذا في بعض الأصول، وبضعه بالهاء في أكثرها. وقال بعضهم: وقع في بعض الروايات بضعة بتاء التأنيث. قلت: الصواب مع الكرماني. وكذا قال بعض الشراح كذا وقع هنا في بعض الأصول بضع، وفي أكثرها بضعة بالهاء، وأكثر الروايات في غير هذا الموضع بضع بلا هاء، وهو الجاري على اللغة المشهورة، ورواية الهاء صحيحة أيضاً على التأويل. قلت: لا شك أن بضعاً للمؤنث وبضعة للمذكر، وشعبة يؤنث، فينبغي أن يقال: بضع بلا هاء. ولكن لما جاءت الرواية ببضعة يحتاج أن تؤول الشعبة بالنوع"[3].


وفي الحديث ما يدل على فضل قول: لا إله إلا الله، والإكثار منها.

وفيه ما يدل على استحباب إماطة الأذى عن الطريق؛ لأنه من الإيمان.


وفيه ما يدل على فضل الحياء. فالحياء لا يأتي إلا بخير. لكن لا ينبغي أن يكون الحياء مانعاً من تحصيل الخير، وطلب العلم، سؤال العلماء.


باب: حب النبي صلى الله عليه وسلم من الإيمان

21 - (ق) عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ".


التعليق:

قوله: (( لا يؤمن أحدكم حتى..)) أي لا يصل إلى كمال الإيمان؛ لأن كل من آمن إيماناً صحيحاً لا يخلو من تلك المحبة، لكن المسلمين في محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ليسوا على درجة واحدة، ولا شك أن حظ الصحابة رضي الله عنهم من هذا المعنى أتم؛ لأن المحبة ثمرة المعرفة، وهم بقدره ومنزلته أعلم. وخصص الوالد والولد بالذكر؛ لكونهما أعز خلق الله - تعالى - على الرجل غالباً، وربما يكونان أعز من نفس الرجل على الرجل، فذكرهما إنما هو على سبيل التمثيل، فكأنه قال حتى أكون أحب إليه من أعزته، فيعلم منه أنّ غير الأعزة من باب أولى[4].


22 - (خ) عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لاَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ"، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ، وَاللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الآنَ يَا عُمَرُ".


التعليق:

أي: الآن كَمُلَت المحبة.

قال ابن حجر - رحمه الله -: "..فجواب عمر أولاً كان بحسب الطبع، ثم تأمّل فعرف بالاستدلال أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه؛ لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا والأخرى، فأخبر بما اقتضاه الاختيار؛ ولذلك حصل الجواب بقوله: الآن يا عمر. أي: الآن عرفت فنطقت بما يجب"[5].


23 - (م) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا، نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ".


التعليق:

قوله: ((من أشد أمتي لي حباً))، (من) تفيد التبعيض، ففهم من هذا أن المقصود فئة من المسلمين تأتي بعد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يحبونه حباً عظيماً، ويتمنون أنهم لو رأوه ولو كان ثمن ذلك فقدان الأهل، والولد، والمال، ولا يعني ذلك أنهم أفضل من الصحابة رضي الله عنهم، فأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من كل من يأتي من بعدهم؛ لأن فضل الصحبة لا يعدلها عملٌ[6].



[1] ينظر: شرح النووي على مسلم 2/ 13، والديباج على مسلم 1/ 58.

[2] ينظر: تحفة الأحوذي 7/ 311.

[3] عمدة القاري 1/ 338.

[4] ينظر: عمدة القاري 1/ 385، وتطريز رياض الصالحين ص145.

[5] فتح الباري 11/ 528.

[6] ينظر: فيض القدير 6/ 11، وكشف المشكل من حديث الصحيحين ص884.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وبحوث ومؤلفات
  • مرئيات
  • صوتيات
  • خطب مكتوبة
  • الدروس المقروءة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة