• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور إبراهيم بن صالح بن عبد الله الحميضيأ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله الحميضي موقع الأستاذ الدكتور إبراهيم بن صالح بن عبد الله الحميضي
شبكة الألوكة / موقع أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله الحميضي / خطب جمعة


علامة باركود

فتنة المسيح الدجال (خطبة)

فتنة المسيح الدجال (خطبة)
أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله الحميضي


تاريخ الإضافة: 4/5/2025 ميلادي - 6/11/1446 هجري

الزيارات: 1620

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فتنة المسيح الدَّجّال


الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.


أما بعد أيها المؤمنون فحديثنا اليوم عن فتنةٍ من أعظم الفتن، حذَّر النبيُ صلى الله عليه وسلم أصحابَه من شرِّها، ودعاهم إلى التعوُّذ منها، بل حذَّر منها جميعُ الأنبياء.

 

هذه الفتنة العظيمة التي هي من علامات الساعة الكبرى، يُفْتَنُ فيها خَلْقٌ كثير، ويَذْهَلُ الناس عن ذكرها والتحذيرِ منها قبل وقوعها، ومنهم من يظنُّ أنه في مأمن من الوقوع فيها لكنه يسقط فيها حينما يراها، ويغترُّ بها إذا اقترب منها، نسأل الله العافية.

 

فما هذه الفتنةُ العظيمة والآية الكبيرة؟ إنها فتنة المسيحِ الدَّجال.

 

وهو رجل من بني آدم يخرج آخرَ الزمان من جهة المشرق فيدَّعي الربوبية ويسير في الأرض، ويطأ جميع البلدان، ما عدا مكةَ والمدينة، فيُفتنُ به كثيرٌ من الناس ويتبعونه ويصدَّقونه، لما معه من الفتن.

 

وقد سُمِّيَ المسيحَ لأنَّ إحدى عينيه ممسوحة، أو لأنّه يمسح الأرض في أربعين يومًا، والدجَّال نسبة إلى الدَّجل وهو الكذب التمويه، لأنّه يغطي على النَّاس كفرَه بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم.


قال صلى الله عليه وسلم: "ما بين خَلْقِ آدم إلى قيام الساعة خَلْقٌ ‌أكبرُ ‌من ‌الدجال" رواه مسلم. أي: أكبر فتنة.

 

وقال صلى الله عليه وسلم: "مَا بُعِثَ نَبِيٌّ إلا ‌أنذر ‌أمته الأعورَ الكذاب، ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وإن بين عينيه مكتوب كافر". متفق عليه.

 

عباد الله، خروج الدجال من علامات الساعة الكبرى، لحديث حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الغِفَارِي رضي الله عنه قال: اطَّلَعَ النبيُ صلى الله عليه وسلم علينا ونحن ‌نتذاكر، فقال "ما تذاكرون؟ " قالوا: نذكر الساعة، قال "إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات، فذكر الدُّخَانَ، والدَّجَّالَ، والدَّابَّةَ، وطلوعَ الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، ويَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وثلاثةَ خسوف: خَسْفٌ بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نارٌ تخرج من اليمن، تطردُ الناس إلى محشرهم" أخرجه مسلم.


وقد وردت في السُّنَّة صفاتُ هذا الدجَّال، وكيفية سيره في الأرض، وفتننه للناس، ومن الأحاديث الجامعة في ذلك حديثُ النَّواس بن سَمْعَان رضي الله، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة، فَخَفَّضَ فيه ورَفَّعَ، حتى ظنناه في طائفة النَّخل. فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا، فقال: "ما شأنكم؟ " قلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال غَدَاةً، فخفضت فيه ورفعت. حتى ظنناه في طائفة النخل، فقال "غيرُ الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج، وأنا فيكم، فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج، ولست فيكم، فامرؤ حجيج نفسه، والله ‌خليفتي على كل مسلم.

 

إنه شاب قَطَطَ، عينه طافئة، كأني أشبهه بعبد العُزَّى بن قَطَنٍ، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، إنه خارج خَلَّةً بين الشام والعراق، فعاثَ يمينا وعاثَ شمالا، يا عباد الله! فاثبتوا" قلنا: يا رسول الله وما لُبْثُه في الأرض؟ قال "أربعون يومًا، يومٌ كسنة، ويوم كشهر. ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم" قلنا: يا رسول الله فذلك اليومُ الذي كسنة، أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال "لا. اقدروا له قدره" قلنا: يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال "كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم، فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم، أطولَ ما كانت ذُرَاً، وأسبغه ضروعا، وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخَرِبَة فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيَعَاسِيْبِ النَّحْل.

 

ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا، فيضربه بالسيف فيقطعه جَزْلَتَيْنِ رميةَ الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك. فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم. فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مَهْرُودَتَيْنِ (أي: في ثوبين مصبوغتين بورس ثم بزعفران)، واضعًا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمانٌ كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نَفَسِهِ إلا مات، ونَفَسُه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لُدٍّ فَيَقْتُلَهُ...".

 

ومن الأحاديث الواردة في صفته حديث حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان، أحدهما: رأى العين، ماء أبيض: والآخر: رأى العين، نار تأجج/ فإما أدركن أحدٌ فليأت النهر الذي يراه نارا وَلْيُغْمِضْ، ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه، فإنه ماء بارد، وإن الدجال ممسوح العين، عليها ظفرة غليظة (جلدة تغطي البصر). مكتوب بين عينيه كافر. يقرؤه كل مؤمن، كاتبٍ ‌وغير ‌كاتب" أخرجه مسلم.

 

وفي حديث ابن عمر في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم في وصفه: " إنه رجلٌ أحمرُ ‌جسيم، جعدُ الرأس، أعور العين اليمنى، كأن عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طافية".

 

عباد الله، يخرج الدجال في خِفَّة من الدِّين وإدبار من العلم، وأكثر أتباعه اليهود، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يتبع الدجالَ، من يهود ‌أَصبهانَ، سبعون ألفا، عليهم الطََيالِسة" أخرجه مسلم.

 

أما مكةُ والمدينة فهما محروستان منه لا يدخلهما، كما في حديث أَنس بن مَالك رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة والمدينة، وليس نَقْبٌ من ‌أنقابها إلا عليه الملائكة صافين تحرسها، فينزل بالسَّبِخَةِ، فترجف المدينة ثلاث رَجَفَاتٍ، يخرج إليه منها كل كافر ومنافق" متفق عليه.

 

وعن أَبِي سعِيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي الدجال، وهو محرم عليه أن يدخل ‌نِقَابَ ‌المدينة (أي طرقها) فينزل بعض السِّباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل، وهو خير الناس، أو من خيار الناس، فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته، هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله، ثم يحييه، فيقول: والله ما كنت فيك أشدَّ بصيرةَ مني اليوم، فيريد الدجال أن يقتله فلا يُسَلَّطَ عليه. متفق عليه، وفي رواية لمسلم: قال فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به، فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار، وإنما ألقي في الجنة". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين".

 

فعلى المؤمن أن يوقن بما ثبت في الكتاب والسنَّة من المغيبات وأشراط الساعة، ومشاهد القيامة، وأن يحذر من شبهات المنكرين لخروج المسيحِ الدَّجال، الطاعنين في الأحاديث المتواترة الثابتة فيه، الذين حكموا عقولهم القاصرة، وأفهامهم السقيمة فأنكروا خروجه أو أوَّلوه بتأويلات باطلة، فزعموا أن الدجال رمز للخرافات والدجل والقبائح والشر والاستعلاء.

 

قال السَفَّاريني رحمه الله: "ينبغي لكل عالم أن يبثَّ أحاديث الدجال بين الأولاد والنساء والرجال... ولا سيما في هذا الزمان الذي اشْرَأَبَّتْ فيه الفتن، وكثرت فيه المحن، واندرست فيه معالم السنن... ".


أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.


أما بعدأيها المسلمون بعد أن علمنا خطورة فتنة المسيح الدجال وتحذير النبي صلى الله منه، وخوفه على أصحابه من فتنتة حتى قالوا ظنناه في طائفة النخل، الواجب على المؤمن أن يحذر من فتنته، فإنها فتنة عظيمة، وأن يتقي شره بالأسباب الشرعية الواردة في السنة ومنها: حفظ الآيات العشر الأول من سورة الكهف وتدبُّرُّها، قال صلى الله عليه وسلم: "فَمَنْ أدركه ‌منكم ‌فليقرأ ‌عليه ‌فَوَاتِحَ سورة الكهف" أخرجه مسلم.

 

عباد الله ومما يعصم من الدجال: الفرارُ منه والابتعاد عنه، فإن المؤمن لا يأمن على نفسه من الفتنة، إذا رأى ما معه من الخوارق التي يُجريها الله تعالى على يديه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سمع بالدجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنه؛ فواللَّه إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهو يَحْسِبُ أَنه مُؤْمِنٌ، فَيَتَّبِعُهُ مِمَّا يُبْعَثُ به من الشُّبُهَاتِ" أخرجه أحمد وأبو داود.

 

وقال: صلى الله عليه وسلم "لَيَفِرَّنَّ النَّاسُ من الدَّجَّالِ في الجِبال" أخرجه مسلم.

 

ومن ذلك الاستعاذة بالله من فتنته، فعن ابن عباس رضي الله عنه؛ أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يُعَلِّمُهُمْ هذا الدُّعَاءَ، كما يُعَلِّمُهُمُ ‌السُّورَةَ ‌من ‌القرآن، يقول: ‌"قولوا: ‌اللهم، ‌إنا ‌نعوذ ‌بك من عذاب جهنم. وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات" أخرجه مسلم.

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا فرغ أحدكم من ‌التشهد ‌الآخرِ فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال" أخرجه مسلم.

 

ومن ذلك معرفة صفاته الواردة في السنة وتقدم ذكرها.

 

وقد ورد في السنة أن الدجال يخرج في وقت يَغْفَلُ الناس عن ذكره والتحذير منه، قال صلى الله عليه وسلم:"لا يخرج الدجال حتى ‌يَذْهَلَ ‌النَّاسُ عن ذكره، وحتى تترك الأئمةُ ذكرَهُ على المنابر ". أخرجه عبد الله في زوائد المسند" وقال ابن كثير: لا بأس بإسناده.

 

فينبغي للمسلم أن يكثر من الاستعاذة منه، ويتأكد ذلك في الصلاة بعد التشهد الأخير، كما ينبغي للمسلم أن يحذر من الفتن جميعها، ولا يغترَّ بما معه من علم أو إيمان، فهذا المسيح الدجال قد أخبرنا عنه نبينا ووصفه وصفًا دقيقًا، وحذرنا من فتنته، ومع ذلك يُفتن به كثير من الناس.

 

اللهم إِنِّا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم إنا نعوذ بك من فتنة المسيح الدجال.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • المؤلفات
  • بحوث ودراسات
  • خطب جمعة
  • مواد صوتية
  • مواد مرئية
  • مقالات
  • دورات تدريبية وورش ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة