• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع الدكتور حيدر الغديرد. حيدر الغدير شعار موقع الدكتور حيدر الغدير
شبكة الألوكة / موقع د. حيدر الغدير / إبداعات شعرية


علامة باركود

في بلاط السيف (قصيدة)

في بلاط السيف (قصيدة)
د. حيدر الغدير


تاريخ الإضافة: 12/3/2013 ميلادي - 29/4/1434 هجري

الزيارات: 9070

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في بلاط السيف

 

خيل إلي أنني في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب، فأخذت بما فيه من جلال وجمال وأعلام، لكن الأمير رحب بي وشجعني على القول فقلت. ومن العجيب أنني جرؤت على الإنشاد، وفي الحضور الشاعران الكبيران أبو فراس والمتنبي.

 

فيكَ القوافي كالربيعِ حسانُ
وكأنهنَّ الدُّرُّ والمَرْجانُ
وشقائقُ النّعمانِ فيك قلادةٌ
والسَّعدُ عرشُك والعُلا تِيجانُ
لك من ذويك كتائبٌ ميمونةٌ
كلٌّ له في المكرمات مكان
فإذا الخطوبُ دَهَتْكَ جاؤوا عصبةً
فيها مضاء عاصفٌ وإران
وكأنها الآساد في أَجَماتها
وكأنها الأسيافُ والمرّان
هم رهن أمرك يا عليُّ[1] فإن تُشِرْ
أو، لا، فهم في الساحة العُقْبان
يتطاول التاريخ إعجابًا بهم
وتفاخر الأقوام والأوطان
جِنٌّ إذا ركبوا، فإن جاء الدجى
سلمًاً فهم في الخلوة الرهبان
•     •     •
وأتى إليَّ من الأمير مسارعٌ
والوجه فيه البِشْر والرَّيْحان
ودنا إليَّ وقال لي في فرحة
أجبِ الأمير فدارُه إيوان
المجد فيه والشجاعة والندى
والشِّعرُ والأبطال والضيفان
ودخلته فإذا المعالي جمةٌ
وكأنها من حسنها بستان
والجود فيها حاتميٌّ وجهه
ورواقه للمعتفين خوان
وكأنها من عزِّها أسطورة
فوق الخيال يخاف منها الجانُ
وإذا عليَّ مجدّه من كسبه
والشاهدُ الأفراس والفرسان
سلطانُه سيف صؤول ظافر
والحِلم وهْو إهابه سلطان
وأبو فراسٍ منشد شعرًا له
وعليه سمت المُلْك والريعان
والعبقريُّ[2] وشعره فوق الذُّرا
يُزجي مدائحه وهُنَّ جُمان
•     •     •
فوجمتُ لما أدركتني خيفةٌ
وكأنما قد مات فيَّ لسان
لكنَّما وجه الأمير وكفُّه
وهما - وجلُّ الصمت - منه بيان
بهما استعدت -وقد فرحت- شجاعتي
فإذا قريضي صادح مِرْنان
حيِّيتَ سيفَ الحرب والأدب الذي
عزَّت به وتطاولت حمدان
أمجاده مثل الكرام مكارمٌ
وفتوحه مثل الحسانِ حسانُ
ما شانها ظلم لأن رجالها
كانوا البطولةَ، والأصولُ هِجان
•     •     •
ومضيت أنشد قد عَرَتني بهجةٌ
وفصاحة وكأنني سَحْبان
وهتفت يا سيف البطولة والندى
يا من عنَت لبنانه الشجعان
يا أيها السيف الذي أكبرته
إذ راعني عقل له وجَنان
ومضاؤه وبلاؤه وفداؤه
وجذاه وهْي السبق والإيمان
في مهجتي مثل الحريق لأمَّتي
فلقد عرَتها فرقة وهوان
فصباحها صمت الذليل وعجزه
ومساؤها الإذعان والخِذلان
أترى لهم عَوْداً لما كانوا له
والدهر أيَّامٌ لها دوران
كانوا ولن أُنبيك عن أخبارهم
إذ أنت تدري والدُّنا ما كانوا
أم أنه تعس عليهم دائم
قد أُشربوه فهمْ له أقنان
ماذا أحدِّث يا عليُّ فإنني
راءٍ عجائبَهم وبي الأحزان
لكأنهم موتى ولستُ مبالغًا
فانظر إليهم يأتِك البرهان
أما البيوت فإنهن مدائن
أما الثياب فإنها أكفان
•     •     •
فأجاب: كلَّا إنهم من أمة
أبدًا تعود وتشهد الأزمان
سيكون منهم ألفُ زحف ظافر
للنصر فيه صولةٌ وأمان
وكذاك نصر الأكرمين مؤزَّر
يحميه قبل الأسْيُف الإحسان
أدراعه أخلاقه، وخصاله
صَوْنُ العهود، وخُلْقه القرآن
إن الفوارس إن يهونوا مرةً
فالعَوْدُ منهم للغلاب ضمان
غدُهم سيأتي مثل مُنْبَلج السنا
وذووه فيه السادة الغران
إني أراه كما أراك لواؤه
يعلو فيصبح دونه كيوان
وأنا أراهن كل قالٍ مرجفٍ
والدهر قاضٍ والورى ميزان
أن الغد المرجوَّ آتٍ مسرعًا
كالخيل تعدو ما لها أرسان
النصر فيه خالديٌّ سيفُه
والبِشْر فيه كأنه نيسان
•     •     •
قسمًا سأجعل من بلاطي خيمة
للنصر تروي حسنها الركبان
في مهرجان سعده من مجده
تهفو له الأجفان والآذان
يتسابق الشعراء في أبهائه
والصانعون النصر والأعيان
كلٌّ يقول: عجيبةٌ أمداؤه
وبهية وكأنهن جنان
وكأنها للنصر راوٍ محتفٍ
وكأنها لكتابه عنوان
وعساك تلقي يومذاك قصيدة
كل بها المحبور والنشوان
فأعدَّها عصماءَ إن الملتقى
حكم وبين المنشدين رهان
فإذا سبقت فإن شعرك سيد
يرويه قبل الألسن الوجدان
سعدت به نجد وأعلت قدره
ودمشق واعتزت به بغدان
هل أنت تقدر؟ قلت: أرجو والمنى
فيها لَيانٍ مرَّة وحِران
وعسى تواتيني المنى بقصيدة
غرَّاءَ أملاها عليَّ الجان
يشقى بها قالٍ، ويخسأ حاسدٌ
ويجلُّها الإخوان والأقران


[1] "علي" هو اسم الأمير الحمداني، الذي اشتهر بلقب "سيف الدولة"، وقد خلده شعر المتنبي أكثر مما خلدته بطولاته.

[2] العبقري: المتنبي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • إبداعات شعرية
  • مرئيات
  • قصائد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة