• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبد الله الفريحالشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح شعار موقع الشيخ عبد الله الفريح
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح / إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم


علامة باركود

بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم: يا كافر (3)

بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم: يا كافر (3)
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح


تاريخ الإضافة: 28/9/2015 ميلادي - 14/12/1436 هجري

الزيارات: 10150

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم: يا كافر (3)


• وعن سعدٍ وأبي بكرة قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من ادعى إلى غير أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرامٌ)).

 

• وعند البخاري من حديث واثلةَ بن الأسقع: ((إن من أعظم الفِرَى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه، أو يُرِيَ عينَه ما لم ترَ، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقُلْ)).

 

أولًا: ترجمة رواة الحديثين:

الأول: هو سعد بن أبي وقاص، واسمه: سعد بن مالك بن وهيب، وقيل: أهيب، بن عبدمناف بن زهرة بن كلاب القرشي، يكنى أبا إسحاق، وأسلم بعد أربعة، وكان عمره لما أسلم سبع عشرة سنة، رُوِي عنه أنه قال: أسلمت قبل أن تفرض الصلاة، وهو أحد الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وأحد العشرة سادات الصحابة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين أخبر عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تُوفِّي وهو عنهم راضٍ، شهد بدرًا، وأُحدًا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبلى يوم أُحُد بلاءً حسنًا، وهو أول من أراق دمًا في سبيل الله، وأول من رمى بسهم في سبيل الله، قال له النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحد: ((ارمِ فداك أبي وأمي))، وكان شجاعًا راميًا، يقول الزهري: رمى سعد يوم أحد ألف سهم، وروى الترمذي من حديث جابر قال: أقبل سعد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هذا خالي، فليُرِني امرؤٌ خالَه))، وعند الترمذي أيضًا عن سعد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم استجِبْ لسعدٍ إذا دعاك))، فكان مِن مُجابي الدعوة.

 

توفي سعد - رضي الله عنه - بالعقيق، وحمل إلى المدينة، فصلِّي عليه في المسجد، قال الواقدي: أثبت ما قيل في وقت وفاته أنها سنة خمس وخمسين - رضي الله عنه وأرضاه؛ [انظر: أسد الغابة (2/366)، والإصابة (3/61)].

 

وأما أبو بكرة فاسمه: نُفَيع بن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج الثقفي، وهو ممن نزل يوم الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصن الطائف في بَكْرة [البَكْر هو الفَتيُّ من الإبل، والأنثى بَكرة]، فأسلم وكني أبا بَكْرة، أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو معدود من مواليه، كان من فضلاء الصحابة، كان كثير العبادة حتى مات، توفي في البصرة سنة إحدى وخمسين، وقيل: اثنتين وخمسين، وأوصى أن يصلي عليه أبو برزة الأسلمي؛ [انظر: أسد الغابة (6/38) والإصابة (6/369)].

 

وأما واثلة، فهو واثلة بن الأسقع بن عبدالعزى بن عبدياليل الليثي، كنيته: أبو شداد، وقيل: أبو الأسقع، وقيل: أبو قرصافة، أسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يتجهز لتبوك، وقيل: إنه خدم النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين، وكان من أصحاب الصفَّة، ثم سكن البصرة، وله بها دار، ثم سكن الشام على ثلاثة فراسخ من دمشق، شهد فتح دمشق وحمص وغيرهما.

 

مات سنة خمس وثمانين وهو ابن ثمان وسبعين، كما ذكر الواقدي، وهو آخر من مات بدمشق من الصحابة؛ [انظر: أسد الغابة (5/428) وانظر: الإصابة (6/462)].

 

ثانيًا: تخريج الحديثين:

أما حديث سعد وأبي بكرة - رضي الله عنهما - فأخرجه مسلم حديث (63)، وأخرجه البخاري في "كتاب المغازي" "باب غزوة الطائف" حديث (4326)، وأخرجه أبو داود في "كتاب الأدب" "باب في الرجل ينتمي لغير مواليه" حديث (5113)، وأخرجه ابن ماجه في "كتاب الحدود" "باب من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه" حديث (2610).

 

وأما حديث واثلة بن الأسقع فانفرد به البخاري في "كتاب المناقب" "باب نسبة اليمن إلى إسماعيل" حديث (3509).

 

ثالثًا: شرح ألفاظ الحديثين:

(إن من أعظم الفِرَى): الفِرَى - بكسر الفاء - جمع فِرْية، والفِرية: الكذب والبهت.

(أو يُرِيَ عينه ما لم ترَ)؛ أي: يدعي أن عينيه رأتا في المنام شيئًا ما رأتاه.

 

رابعًا: من فوائد الحديثين:

الفائدة الأولى:

حديث سعد وأبي بكرة - رضي الله عنهما - فيه دلالة على تحريم ادعاء الإنسان لغير أبيه، وأن من فعل ذلك عالمًا، فالجنة عليه حرام، ويقال في تحريم الجنة مِن توجيه كما قيل في الأحاديث السابقة؛ إذ إن فاعل ذلك لا يخرج من الملة؛ كما هو مذهب أهل السنة، وتحريم الجنة مطلقًا لا يكون إلا لمن خلع رِبقة الإسلام، ودخل في الكفر، فاختلف في توجيه تحريم الجنة في حديث الباب:

فقيل: إن هذا الوعيد في حق المستحل للانتساب لغير أبيه، فيكون تحريم الجنة عليه على ظاهره؛ لأنه استحل ما حرم الله تعالى، فجعل نفسه مشرعًا مع الله تعالى، وهذا شرك.

 

وقيل: المعنى أن الجنة عليه حرام مع أول الداخلين للجنة، فهو لن يدخلها أولاً، بل سيحرم منها فيعذب، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ فهو كقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنةَ نمَّامٌ أو قتَّاتٌ))، فالمعنى أنه لا يدخل الجنة مع أول الداخلين، والحديث متفق عليه.


الفائدة الثانية:

الحديثان دلا على تحريم ادعاء الإنسان لغير أبيه، فإن قيل: كيف الجمع بين هذا النهي وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم عند البخاري من حديثي أنس: ((مولى القوم من أنفسهم))، وأيضًا: ((ابنُ أخت القوم من أنفسهم))، وهذا يقتضي جوازَ نسبة المولى لمن تولَّوْه، وجوازَ أن ينتسب المرء إلى خاله؟!

 

الجواب: أن حديثي أنس لا يدخلان في النهي؛ لأنهما لا يدلان على الانتساب الحقيقي لغير الأب، وإنما هو انتساب يراد به الشفقة والبر والمعاونة، ونحو ذلك، وما كان كذلك فلا بأس؛ لأنه ليس انتسابًا مطلقًا لا يُعرَف إلا به، فهذا هو المَنهيُّ عنه.

 

الفائدة الثالثة:

حديث واثلة بن الأسقع، فيه بيان أنواع هي من أشد أنواع الكذب، وهي ثلاثة:

أ. الادعاء إلى غير الأب، وتقدم الحديث عن ذلك بجلاء.

 

ب. الإخبار بأنه رأى شيئًا في المنام ولم يكن رآه، وسواء اختلق رؤية كاملة، أو زاد في رؤية منامية ما ليس فيها، وقد جاء الوعيد على ذلك في صحيح البخاري من حديث ابن عباس، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من تحلَّم بحُلمٍ لم يرَه، كلِّف أن يعقد بين شَعيرتين، ولن يفعل)).

 

ج. الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم بأن ينسُبَ إليه ما لم يقُلْه، وتقدم بيان عِظَمِ هذا الجرم في حديث أبي هريرة في مقدمة مسلم، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كذَب عليَّ متعمِّدًا، فليتبوَّأ مَقعده من النار)).

 

والتشديد في الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم الحكمةُ فيه أنه كذِبٌ على الوحي؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يخبر عن الله تعالى، فمن كذب عليه كذب على الله تعالى، والكذب على الله تعالى بابٌ عظيم؛ قال تعالى: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴾ [الأعراف: 37]، وقال: ﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ﴾ [الزمر: 60].

 

• فإن قيل: ما وجه كون الكذب في المنام من أعظم أنواع الكذب؟

فالجواب: قال ابن حجر: "وأما المنام فإنه لما كان جزءًا من الوحي، كان المخبِر عنه بما لم يقع كالمخبر عن الله بما لم يقُلْه إليه"؛ [انظر: الفتح "كتاب المناقب" "باب نسبة اليمن إلى إسماعيل" حديث (3509)].

 

مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الإيمان)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • إبهاج المسلم بشرح ...
  • الدر الثمين
  • سلسلة 10 أحكام ...
  • فوائد شرح الأربعين
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة