• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبد الله الفريحالشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح شعار موقع الشيخ عبد الله الفريح
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح / إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم


علامة باركود

حديث: خذه. وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل

حديث: خذه. وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح


تاريخ الإضافة: 25/10/2022 ميلادي - 29/3/1444 هجري

الزيارات: 13077

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حديث: خُذْهُ. وَمَا جَاءَكَ مِنْ هذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلاَ سَائِلٍ

 

عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَدْ كَانَ رَسُولُ اللّهِ يُعْطِينِي الْعَطَاءَ، فَأَقُولُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً مَالًا، فَقُلْتُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ: «خُذْهُ. وَمَا جَاءَكَ مِنْ هذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلاَ سَائِلٍ، فَخُذْهُ، وَمَا لاَ، فَلاَ تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ».

 

وفي رواية لمسلم: قَالَ سَالِمٌ: فَمِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ لاَ يَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا، وَلاَ يَرُدُّ شَيْئًا أُعْطِيَهُ.

 

شرح ألفاظ الحديث:

((رَسُولُ اللّهِ يُعْطِينِي الْعَطَاءَ))؛ أي يعطيني المال الذي يقسمه في المصالح، والمقصود بالعطاء هنا عطاء الإمام لرعيته في المصالح، فقد جاء في صحيح مسلم في رواية قال: " عملت على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعمَّلني" بتشديد الميم؛ أي أعطاني أجرة عملي.

 

((وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلاَ سَائِلٍ)): إشراف النفس تطلعها وتشوفها وحرصها على المال.

 

((وَمَا لاَ، فَلاَ تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ)): أي ما كان من إشراف نفس وسؤال، فلا تعلِّق النفس به ولا تطمعها بأخذه.

 

من فوائد الحديث:

الفائدة الأولى: الحديث دليلٌ على جواز أخذ من اشتغل بشيء من أمر المسلمين أجرته من الإمام الذي يعطيه من غير تطلع ولا سؤال ولا كراهة في ذلك، وهذا يسمى (رزق) بفتح الراء، يأخذه من ولي شيئًا من أمر المسلمين كالأذان والإمام، وكذلك القضاء ونحوه من الأمور الشرعية التي الأصل فيها الاحتساب.

 

ففي الحديث استعمل النبي -صلى الله عليه وسلم- عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كما دل على ذلك الرواية الأخرى عند مسلم، ثم أعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فليس عطاء النبي - صلى الله عليه وسلم - من أجل فقره أو أنه صدقة عليه، وإنما لأنه حق له، دل على ذلك الرواية الأخرى عند مسلم، وكذلك قول عمر - رضي الله عنه -: (أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي)، وهذا يدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى عمر - رضي الله عنه - لغير معنى الفقر، وجاء في رواية البخاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له بعد ذلك: ((خذ فتموَّله وتصدق به))؛ أي ليكن مالًا عندك ثم تصدق به إذا لم تحتج له.

 

قال الطبري - رحمه الله -: في حديث عمر - رضي الله عنه - الدليل الواضح على أن لمن شغل بشيء من أعمال المسلمين أخذ الرزق على عمله ذلك؛ كالولاة والقضاء وجباة الفيء وعمال الصدقة وشبههم، لإعطاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمر - رضي الله عنه - العمالة على عمله؛ [انظر الفتح حديث (7163، (7164)].

 

الفائدة الثانية: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمر - رضي الله عنه - (خُذْهُ) اختلف أهل العلم فيه بعدما اتفقوا على أن الأمر هنا للاستحباب لا للوجوب، اختلفوا فقال بعضهم هذا عام لكل من أعطى شيئًا ألا يرده، ولهذا كان ابن عمر - رضي الله عنهما -لا يسأل أحدًا ولا يرد شيئًا أُعطيه، وقال بعضهم الحديث خاص بعطايا السلطان، واختلفوا في حكم قبول عطايا السلطان على أقوال:

قيل: محرمة، وقيل: مكروهة، وقيل: جائزة، وقيل: مندوبة لحديث الباب.

 

قال ابن حجر - رحمه الله -: "والتحقيق في المسألة أن من علم كون ماله حلالًا فلا ترد عطيته، ومن علم كون ماله حرامًا فتحرم عطيته، ومن شك فيه فالاحتياط ردُّه وهو الورع، ومن أباحه أخذ بالأصل".

 

وقال الطبري - رحمه الله -: "وأما عطية السلطان فقد حرَّمها قومٌ وكرهها آخرون، فأما من حمل الحديث على عطية السلطان، وأنها مندوب إليها، فذلك إنما يصح أن يقال: إذا كانت أموالهم كما كانت أموال سلاطين السلف مأخوذة من وجوهها، غير ممنوعة من مستحقيها، فأما اليوم فالأخذ إما حرام وإما مكروه، والله تعالى أعلم"؛ [انظر: المفهم حديث 912].

 

قلت: قد كان السلف - رحمهم الله - يردون أموال السلاطين ومناصبهم لمعنى آخر، وهو أنهم يخافون أن يبيعوا دينهم بدنياهم، فتكون عطية السلطان عطية يتنازلون بسببها عن أحكام الدين، ولذا ردَّ جماعة منهم عطايا السلطان خوفًا منهم على الدين أمثال مالك بن دينار، وسفيان الثوري، وطاوس اليماني وغيرهم - رحمهم الله - ومن ذلك: دخل مالك بن دينار - رحمه الله - على أمير البصرة، فقال: "أيها الأمير الراعي السوء، دفعت إليك غنمًا سمانًا صحاحًا، فأكلت اللحم، ولبست الصوف، وتركتها عظامًا تتقعقع"، فقال له والي البصرة: "أتدري الذي يجرئك علينا، ويُجبِّننا عنك؟ قلة الطمع فينا، وترك الإمساك لما في أيدينا".

 

والقصص والمواقف في هذا الباب عنهم كثيرة، وما كراهتهم للأخذ إلا لورعهم - رحمهم الله - وما جعل الله في قلوبهم من غنى وإقبال على الآخرة، وأما من حيث التحقيق في الحكم الشرعي، فما ذهب إليه ابن حجر - رحمه الله - قول متين، إلا أن يكون في ذلك مساومة على دين، والله أعلم.

 

الفائدة الثالثة: الحديث فيه دلالة على زهد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - وتقلُّله من الدنيا، وإيثاره لغيره على نفسه؛ حيث قال: ((أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي))، وهذه منقبة له - رضي الله عنه وأرضاه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • إبهاج المسلم بشرح ...
  • الدر الثمين
  • سلسلة 10 أحكام ...
  • فوائد شرح الأربعين
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة