• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبد الله الفريحالشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح شعار موقع الشيخ عبد الله الفريح
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح / إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم


علامة باركود

شرح حديث: من أنفق زوجين في سبيل الله

شرح حديث: من أنفق زوجين في سبيل الله
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح


تاريخ الإضافة: 1/9/2022 ميلادي - 4/2/1444 هجري

الزيارات: 48117

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حديث: مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللّهِ


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللّهِ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللهِ هذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ. وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ»، قال أبو بكر الصديق: ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها قال رسول الله: «نعم وأرجو أن تكون منهم».

 

48- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِماً؟»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِيناً؟»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ: «مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئ، إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ»؛ رواه مسلم.

 

شرح ألفاظ الحديثين:

(( مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللّهِ )): أي من أنفق شيئين من أي صنف من أصناف المال، فالمراد أن ينفق شيئين من نوع واحد كدرهمين وبعيرين وشاتين وفرسين وعبدين، ونحو ذلك من أصناف المال.

 

وقيل: يدخل في هذا أعمال البر كلها وليس خاصًا بالمال، ويدل على هذا بقية الحديث حيث ذكر فيه الصلاة والصيام وهما ليسا من المال، فأي عملين من أعمال البر من نوع واحد، فإنهما يدخلان في هذا العموم كالصلاتين وصيام اليومين، ونحو ذلك في سائر أعمال البر.

 

قال ابن حجر- رحمه الله -: "ويمكن أن يكون المرادُ بالإنفاق في الصلاة فيما يتعلق بوسائلها من تحصيل آلاتها من طهارة وتطهير ثوب وبدن ومكان، والإنفاق في الصيام بما يقوِّيه على فعله وخلوص القصد فيه، والإنفاق في العفو عن الناس يمكن أن يقع بترك ما يجب له من حق، والإنفاق في التوكل..."؛ [انظر الفتح حديث (3666)، وشرح النووي لمسلم حديث (1027)، وشرح المفهم للقرطبي حديث (894)، وتحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي للمباركفوري حديث (3607)].

 

((فِي سَبِيلِ اللّهِ)): قيل: في الجهاد في سبيل الله.

 

وقيل: بل هو أعم من ذلك فيشمل جميع وجوه الخير، ويكون المعنى (فِي سَبِيلِ اللّهِ)؛ أي في طلب ثواب الله، ويؤيِّد ذلك ما جاء في رواية في مسند الإمام أحمد: (( لكل أهل عمل باب يدعون بذلك العمل))، قال ابن حجر- رحمه الله -: "وهذا يدل على أن المراد بسبيل الله: ما هو أعم من الجهاد وغيره من الأعمال الصالحة"؛ [انظر الفتح حديث (2841)].

 

(( هٰذَا خَيْرٌ )): خير هنا ليست اسم تفضيل، وإنما المراد يا عبد الله هذا خير من الخيرات.

 

((فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة)): قال القرطبي - رحمه الله -: "أي من المكثرين من صلاة التطوع، وكذلك غيرها من أعمال البر المذكورة في هذا الحديث؛ لأن الواجبات لا بد منها لجميع المسلمين، ومن ترك شيئًا من الواجبات إنما يخاف عليه أن ينادى من أبواب جهنم"؛ [انظر المفهم حديث (894)].

 

( بَابِ الرَّيَّانِ): مشتق من الري، وهو مناسب لحال الصائم فإنه وإن عطش في صيامه فسيروى.

 

من فوائد الحديثين:

الفائدة الأولى: الحديث الأول دليلٌ على تنوُّع أعمال البر وفضل من أنفق، وقدَّم شيئين منها.

 

الفائدة الثانية: في الحديث الأول دلالة على أن العبد قد يفتح الله عليه بابًا من أبواب الخير والعبادة؛ حتى يكون من أهل تلك العبادة قد لا يستطيعه غيره، وقد يفتح على غيره ما لا يستطيعه هو، وقلَّ من يكون من أهل العبادات كلها كأبي الصديق - رضي الله عنه - فسؤاله - رضي الله عنه - يشعر بقلة من يكون من أهل جميع العبادات.

 

وينبغي على العبد إن فتح الله عليه بابًا من أبواب الخير أن يستغله، ومما يدل على أن الناس يتفاوتون فيما يفتح عليهم من أبواب الخير والعمل الصالح إجابات النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لمن سأله عن أفضل الأعمال وإليك بعضها:

• فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - حينما سأله عن ذلك: "الصلاة على وقتها"، والحديث متفق عليه.

 

• وقال- صلَّى الله عليه وسلَّم - لأبي ذر - رضي الله عنه - حينما سأله: "إيمان بالله وجهاد في سبيله"، والحديث متفق عليه.

 

• وفي حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - عند النسائي قال صلى الله عليه وسلم: "عليك بالصوم فإنه لا عدل له".

 

• وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - عند البخاري: قال صلى الله عليه وسلم:" أفضل الأعمال أدومها وإن قل".

 

• وفي حديث معاذ - رضي الله عنه - عند ابن حبان وصححه: "أن تموت ولسانك رطب بذكر الله"، وغير ذلك من الإجابات في الأحاديث الأخرى التي تتفاوت مع أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يسأل عن أفضل الأعمال وأحسن جمع ذكره أهل العلم لاختلاف أجوبة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - هو على حسب حال السائل تكون إجابة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقد يفتح له في باب لا يفتح له في غيره، وهكذا نجد الناس اليوم فمنهم من يفتح الله عليه بالقرآن الكريم وتعليمه وإقرائه، ومنهم من يفتح الله عليه بالعلم وتعليمه، ومنهم من يفتح الله عليه بالوعظ والتذكير، ومنهم بالجمع والتأليف، ومنهم من يفتح الله عليه بالصلاة والإكثار من النوافل، ومنهم من يفتح الله عليه بالصيام، ومنهم ومنهم بالذكر، ومنهم بمساعدة المحتاجين وإغاثة الملهوفين، ومنهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الأذى فيه، فيطيق ما لا يطيق غيره، ومنهم بإنشاء المساجد والأوقاف وآخر بالصدقات، ومنهم بالشفاعة والإصلاح بين الناس، فيقدر ما لا يقدر عليه غيره، إلى غير ذلك من أعمال البر، وما أجمل ما قاله الإمام مالك حينما كتب إليه عبد الله العُمري العابد يحضُّه على العُزلة والعمل المنفرد بأنواع العبادة، فكتب إليه الإمام مالك - رحمه الله -: "إن الله قسَّم الأعمال كما قسم الأرزاق، فربَّ رجلٍ فُتح له في الصلاة ولم يُفتح له في الصوم، وآخر فتح له بالصدقة ولم يُفتح له في الصوم، ونشر العلم من أفضل أنواع البر، وقد رضيت بما فتح لي فيه، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على بر وخير".

 

ولذا لا ينبغي أن يستصغر الإنسان ما عند غيره؛ لأنه فتح له فيه، فرُب عند غيره من الخير ما لم يفتح له فيه.

 

الفائدة الثالثة: الحديث الأول فيه دلالة على بعض أسماء أبواب الجنة، وللجنة ثمانية أبواب دلَّ على ذلك حديث سهل بن عبد الله - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((في الجنة ثمانية أبواب، باب منها يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون))، والحديث متفق عليه، وفي صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء)).


وجاء في حديث الباب أسماء - رضي الله عنها - أربعة أبواب منها وهي: باب الصلاة وباب الجهاد وباب الصدقة وباب الريان، وجاء في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - المتفق عليه اسم الباب الأيمن، ففي حديث الشفاعة الطويل قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (( فيقال: يا محمد، أُدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب))، ويحتمل أن (الأيمن) وصف للباب لا اسم له لكونه في الجهة اليمنى من الأبواب، ولذا بعض أهل العلم يسميه باب المتوكلين وهم من يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب.

 

قال ابن حجر - رحمه الله -: "وقع في الحديث ذكر أربعة أبواب من أبواب الجنة"، وتقدم في أوائل الجهاد: "وإن أبواب الجنة الثمانية"، وبقي من الأركان الحج فله باب بلا شك، وأما الثلاثة الأخرى، فمنها باب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس؛ رواه أحمد بن حنبل عن روح بن عبادة عن أشعث عن الحسن مرسلًا: ((إن لله بابًا في الجنة لا يدخله إلا من عفا عن مظلمة))، ومنها الباب الأيمن، وهو باب المتوكلين الذي يدخل منه من لا حساب عليه ولا عذاب، وأما الثالث فلعله باب الذكر، فإن عند الترمذي ما يومئ إليه، ويحتمل أن يكون باب العلم والله أعلم"؛ [انظر الفتح حديث 3666].

 

وأصح ما ورد من أسماء - رضي الله عنها - أبواب الجنة ما ورد في حديث الباب ثم الباب الأيمن إن جاز تسميته كذلك، أما البقية فمختلف فيه، والله أعلم.

 

الفائدة الرابعة: الحديث الأول فيه دلالة على أن من أكثر من عمل صالح له إحدى الأبواب التي ذكر في الحديث دُعي من ذلك الباب، فإن قيل: كيف نجمع بين هذا وبين حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الذي رواه مسلم في أفضلية من قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وأنه تفتح له أبواب الجنة الثمانية وليس بابًا واحدًا؟

الجواب: قال ابن حجر- رحمه الله -: "لا ينافي ما تقدم وإن كان ظاهره أنه يعارضه؛ لأنه يحمل على أنها تفتح له على سبيل التكريم، ثم عند دخوله لا يدخل إلا من باب العمل الذي يكون أغلب عمله عليه"؛ [انظر الفتح المرجع السابق].

 

الفائدة الخامسة: الحديثان فيهما منقبة لأبي بكر وفضله - رضي الله عنه وأرضاه - وفيه بيان علوِّ همته، فحينما سمع هذه الأبواب من النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة (أي من نقص وخسارة)، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها"، قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" نعم، وأرجو أن تكون أنت"))، وتقدم أنه قلَّ من يكون كذلك، ولا عجب أن يكون أبو بكر الصديق -رضي الله عنه - عنه على رأس هؤلاء، وحتى تتأمل برهان ذلك وسرِّه تأمل يوم من أيام أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - الذي وافق سؤال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - له من غير ميعاد وإنما اتفاقًا، فما يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عمل من أعمال الخير إلا وأبو بكر - رضي الله عنه -عمل ذلك العمل.

 

الفائدة السادسة: الحديث الثاني فيه بيان فضل عظيم هو مراد وهدف كل مسلم، وهو دخول الجنة - نسأل الله من فضله - وذلك من اجتمعت فيه هذه الأمور الأربعة في اليوم واحد وهي: الصوم، وإتباع جنازة، وإطعام مسكين، وعيادة مريض.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • إبهاج المسلم بشرح ...
  • الدر الثمين
  • سلسلة 10 أحكام ...
  • فوائد شرح الأربعين
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة