• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبد الله الفريحالشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح شعار موقع الشيخ عبد الله الفريح
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح / إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم


علامة باركود

باب: (في الكنازين للأموال والتغليظ عليهم)

باب: (في الكنازين للأموال والتغليظ عليهم)
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح


تاريخ الإضافة: 23/12/2021 ميلادي - 18/5/1443 هجري

الزيارات: 9390

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

باب: (في الكنازين للأموال والتغليظ عليهم)


عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَبَيْنَا أَنَا فِي حَلْقَةٍ فِيهَا مَلأٌ مِنْ قُرَيْشٍ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ أَخْشَنُ الثِّيَابِ، أَخْشَنُ الْجَسَدِ، أَخْشَنُ الْوَجْهِ، فَقَامَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: بَشِّرِ الْكَانِزِينَ بِرَضْفٍ يُحْمَى عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُوضَعُ عَلَى حَلَمَةِ ثَدْيِ أَحَدِهِمْ، حَتَّى يَخْرُجُ مِنْ نُغْضِ كَتِفَيْهِ، وَيُوضَعُ عَلَى نُغْضِ كَتِفَيْهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ حَلَمَةِ ثَدْيَيْهِ يَتَزَلْزَلُ، قَالَ: فَوَضَعَ الْقَوْمُ رُؤُوسَهُمْ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ رَجَعَ إِلَيْهِ شَيْئًا، قَالَ: فَأَدْبَرَ، وَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى جَلَسَ إِلَى سَارِيَةٍ، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ هؤُلاَءِ إِلاَّ كَرِهُوا مَا قُلْتَ لَهُمْ، قَالَ: إِنَّ هؤُلاَءِ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا، إِنَّ خَلِيلِي أَبَا الْقَاسِمِ دَعَانِي فَأَجَبْتُهُ، فَقَالَ: «أَتَرَى أُحُدًا؟»، فَنَظَرْتُ مَا عَلَيَّ مِنَ الشَّمْسِ وَأَنَا أَظُنُّ أَنَّهُ يَبْعَثُنِي فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَقُلْتُ: أَرَاهُ، فَقَالَ: «مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي مِثْلَهُ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ كُلَّهُ، إِلاَّ ثَلاَثَةَ دَنَانِيرَ»، ثُمَّ هؤُلاَءِ يَجْمَعُونَ الدُّنْيَا، لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا، قَالَ قُلْتُ: مَا لَكَ وَلإِخْوَتِكَ مِنْ قُرَيْشٍ، لاَ تَعْتَرِيهِمْ وَتُصِيبُ مِنْهُمْ، قَالَ: لاَ، وَرَبِّكَ لاَ أَسْأَلُهُمْ عَنْ دُنْيَا، وَلاَ أَسْتَفْتِيهِمْ عَنْ دِينٍ حَتَّى أَلْحَقَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ.

 

وفي رواية لمسلم: قَالُوا: هذَا أَبُو ذَر، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: مَا شَيْءٌ سَمِعْتُكَ تَقُولُ قُبَيْلُ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ إِلاَّ شَيْئًا قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّهِمْ، قَالَ قُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي هذَا الْعَطَاءِ؟ قَالَ: خُذْهُ فَإِنَّ فِيهِ الْيَوْمَ مَعُونَةً. فَإِذَا كَانَ ثَمَنًا لِدِينِكَ فَدَعْهُ.

 

شرح ألفاظ الحديث:

(( فَبَيْنَا أَنَا فِي حَلْقَةٍ)): أي في أوقات قعودي في الحلقة، والحلْقة بإسكان اللام، وحكي الجوهري لغة رديئة في فتحها؛ [ انظر شرح مسلم للنووي 7/79].


(( فِي حَلْقَةٍ فِيهَا مَلأٌ مِنْ قُرَيْشٍ )): الملأ الأشراف، ويقال للجماعة ملأ أيضًا.


(( إ ِذْ جَاءَ رَجُلٌ أَخْشَنُ الثِّيَابِ )): بيَّنت الرواية الثانية اسم هذا الرجل وهو أبو ذر - رضي الله عنه.


(( بَشِّرِ الْكَانِزِينَ )): أي الجامعين للكنر.


(( بِرَضْفٍ يُحْمَى عَلَيْهِ )): الرضف بفتح الراء وإسكان الضاد وهي الحجارة المحماة واحدها رضْفَة، ويُحمى عليه: أي يوقد عليه.


(( فَيُوضَعُ عَلَى حَلَمَةِ ثَدْيِ أَحَدِهِمْ )): الحلمة: هي طرف الثدي، ويقال أن الثدي للمرأة، والثَّنْدُوة أو الثَّنْدُؤة للرجل، وأنكر أهل اللغة أن يقال: (ثدي الرجل)، وقيل: يجوز استعمال الثدي في الرجل والمرأة خلافا لأهل اللغة وهو الأظهر والله أعلم لدلالة حديث الباب وتقدم في كتاب الإيمان ما يدل على ذلك أيضًا في قصة الرجل الذي قتل نفسه فجعل ذبابة بين ثدييه وهو حديث سهل بن سعد المتفق عليه.


(( حَتَّى يَخْرُجُ مِنْ نُغْضِ كَتِفَيْهِ )): نُغض: بضم النون وإسكان الغين وهو العظم الرقيق الذي على الكتف وقيل هو أعلى الكتف ويقال له أيضًا الناغض سُمِّي بذلك لحركته من قولهم: أنغض رأسه أي حركه ومنه قوله تعالى﴿ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ ﴾[الإسراء: 51]؛ أي يحركونها استهزاءً.


(( يَتَزَلْزَلُ )): أي يضطرب ويتحرك، والمعنى أن الحجارة المحماة تتحرك من النغض حتى تخرج من حلمة الثديين.


(( فَوَضَعَ الْقَوْمُ رُؤُوسَهُمْ )): على هيئة المتخشعين أو المستثقلين لما قال.


(( فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ رَجَعَ إِلَيْهِ شَيْئًا )): أي ما رأيت أحدًا ردَّ عليه كلامًا.


(( ثُمَّ هؤُلاَءِ يَجْمَعُونَ الدُّنْيَا. لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا )): أي أنهم لا يعقلون شيئًا بسبب جمعهم للدنيا.


((مَا لَكَ وَلإِخْوَتِكَ مِنْ قُرَيْشٍ، لاَ تَعْتَرِيهِمْ وَتُصِيبُ مِنْهُمْ )): أي لا تزورهم وتطلب منهم حاجة، ومنه قوله تعالى:﴿ َأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَر ﴾ [الحج: 36 ]، وهو الزائر، يقال: عروته واعتريته و اعتررته إذا أتيته تطلب منه حاجة.


(( مَا تَقُولُ فِي هذَا الْعَطَاءِ؟ )): المقصود بالعطاء هنا هو ما يعطاه الرجل من بيت المال على وجه يستحقه وهو الذي قال فيه النبي – صلى الله عليه وسلم - لعمر – رضي الله عنه-: "ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، ومالا فلا تتبعه نفسك"، والحديث رواه البخاري ( 7164)، ومسلم ( 1045) من حديث ابن عمرو سيأتي شرحه بعد أبواب بإذن الله تعالى؛ [ انظر " المفهم 3/ 35،34 ].


(( فإذا كان ثمنًا لدينك فدعه )): قال القرطبي - رحمه الله -: " أي إذا كنت لا تتوصل إليه إلا بوجه غير جائز، فلا تلتفت إليه، فإن سلامة الدين أهم من نيل الدنيا"؛ [ انظر المفهم 3/ 35 ].


من فوائد الحديث:

الفائدة الأولى: في الحديث دلالة على عظم عقوبة من يكنز ماله فلا يؤدي زكاته أن عقوبته حجارة محماة في نار جهنم توضع على حلمة ثديه، حتى تخرج من أعلى كتفه وتوضع على أعلى كتفه، حتى تخرج من حلمة ثديه، وبيَّن أبو ذر - رضي الله عنه - أنه سمع هذا من رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما في الرواية الأخرى لمسلم.


الفائدة الثانية: في الحديث دلالة على أن من يجمع المال ولو كان يؤدي زكاته يعتبر من الكانزين، فيدخل تحت هذا الوعيد، وهذا هو مذهب أبي ذر لما كان عليه - رضي الله عنه- من الزهد والتقلل من الدنيا، فكان يرى وجوب التصدق بما زاد على النفقة اللازمة التي يحتاج إليها المسلم، وكان يفتي بذلك ويحث الناس عليه، ويغلظ وينكر على من يخالف في ذلك كما وصفهم بأنهم لا يعقلون شيئًا؛ لأنهم يجمعون الدنيا، وروي عن أبي ذر- رضي الله عنه -خلاف هذا المذهب، وخالفه في ذلك جمهور الصحابة كابن عمر وجابر وغيرهما الذين فسروا الكنز بالمال الذي لم تؤد زكاته.


قال النووي: "أما قوله: بشِّر الكانزين، فظاهر أنه أراد الاحتجاج لمذهبه في أن الكنز كل ما فضل عن حاجة الإنسان، هذا هو المعروف من مذهب أبي ذر - رضي الله عنه - وروي عنه غيره، والصحيح الذي عليه الجمهور أن الكنز هو المال الذي لم تؤد زكاته، فأما إذا أريت زكاته فليس بكنز، سواء قل أو كثر"؛ [ انظر شرح مسلم 7/ 79 ].


- قال ابن العربي في كتابه (العواصم من القَواصم): "كان أبو ذر - رضي الله عنه - زاهدًا وكان يُقرِّع عمال عثمان ويتلو عليهم: ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [التوبة: 34]، ويراهم يتسعون في المراكب والملابس حين وجدوا، فينكر عليهم ويريد تفريق جميع ذلك من بين أيديهم وهو غير لازم، قال ابن عمر وغيره من الصحابة: إن ما أديت زكاته ليس بكنز، فوقع بين أبي ذر ومعاوية - رضي الله عنهما- كلامًا بالشام، فخرج إلى المدينة فاجتمع الناس إليه، فجعل يسلك تلك الطرق، فقال له عثمان - رضي الله عنه -: "لو اعتزلت"، معناه: إنك على مذهب لا يصلح لمخالطة الناس، فإن للخلطة شروطًا وللعزلة مثلها، ومن كان على طريقة أبي ذر - رضي الله عنه - فحاله يقتضي أن ينفرد بنفسه، أو يخالط ويسلِّم لكل أحد حاله مما ليس في الشريعة بحرام، فخرج إلى الربذة زاهدًا فاضلًا، وترك جلة فضلاءَ، وكل على خير وبركة وفضل، وحال أبي ذر - رضي الله عنه - أفضل، ولا تمكن لجميع الخلق، فلو كانوا عليها لهلكوا فسبحان مرتب المنازل".


الفائدة الثالثة: في الحديث بيان زهد أبي ذر - رضي الله عنه - ووجه ذلك ما كان عليه - رضي الله عنه - من خشونة الجسد والوجه وخشونة الثياب، وإنكاره على من يجمع من الدنيا فوق حاجته، وله مواقف في الزهد وتقلُّله من الدنيا، تأتي في مناقبه بإذن الله في كتاب المناقب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • إبهاج المسلم بشرح ...
  • الدر الثمين
  • سلسلة 10 أحكام ...
  • فوائد شرح الأربعين
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة