• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبد الله الفريحالشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح شعار موقع الشيخ عبد الله الفريح
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح / إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم


علامة باركود

التوسط في القراءة في الصلاة الجهرية

التوسط في القراءة في الصلاة الجهرية
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح


تاريخ الإضافة: 25/11/2018 ميلادي - 16/3/1440 هجري

الزيارات: 14291

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التَّوَسُّطِ فِي القِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ الجَهْرِيَّةِ

بَينَ الجَهْرِ وَالإِسْرَارِ، إِذَا خَافَ مِنَ الجَهْرِ مَفْسَدَةً

 

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، في قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ﴾ [الإسراء: 110]، قَالَ: نَزَلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُتَوارٍ بِمَكَّةَ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ، فَإِذَا سَمِعَ ذلِكَ الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ، وَمَنْ أَنْزَلَهُ، وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فَقَالَ الله تَعَالَى لِنَبِيِّهِ: ﴿ وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ ﴾ فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ قِرَاءَتَكَ، ﴿ وَلا تُخَافِتْ بِهَا ﴾ عَنْ أَصْحَابِكَ: أَسْمِعْهُمُ الْقُرْآنَ، وَلا تَجْهَرْ ذلِكَ الْجَهْرَ ﴿ وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 110] يَقُولُ: بَيْنَ الْجَهْرِ وَالْمُخَافَتَةِ.

 

وعن عَائِشَةَ رضي الله عنها، في قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ﴾ [الإسراء: 110] قَالَتْ: أُنْزِلَ هذَا في الدُّعَاءِ.

 

تخريج الحديثين:

الحديث أخرجه مسلم حديث (446)، وأخرجه البخاري في كتاب "التفسير" "باب ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ﴾ [الإسراء: 110] " (4722)، وأخرجه الترمذي في كتاب "تفسير القرآن" "باب ومن سورة بني إسرائيل" (3145)، وأخرجه النسائي في كتاب "الافتتاح" "باب قوله عز وجل: ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ﴾ [الإسراء: 110]" (1010)، وأما حديث عائشة فأخرجه مسلم (447)، وانفرد به.

 

شرح ألفاظ الحديثين:

﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ ﴾: ظاهره أن المراد بالصلاة هنا القراءة فيها؛ لأنها جزء من أجزاء الصلاة، فيكون من قبيل المجاز المرسل من إطلاق الكل وإرادة الجزء، أو بتقدير مضاف محذوف تقديره: ولا تجهر بقراءة صلاتك.

 

وفي حديث عائشة فسَّرت المراد بالصلاة الدعاء، ويكون المراد بالصلاة معناها اللغوي، فالصلاة لغة الدعاء.

 

﴿ وَلا تُخَافِتْ بِهَا ﴾: المخافتة: إسرار الكلام؛ أي: ولا تتلوها سرًّا.

"وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُتَوارٍ بِمَكَّةَ"؛ أي: مستخف بالدعوة، وذلك قبل الجهر بها.

 

﴿ وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾؛ أي: اتخذ التوسُّط طريقًا لك بين الجهر والمخافتة.

 

من فوائد الحديثين:

الفائدة الأولى: الحديث دليلٌ على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم أول الأمر في مكة من استضعاف الإسلام والمسلمين، وغربة الدين ((بدأ الإسلامُ غريبًا)) وقلة الأنصار، فكان إذا صلى لأصحابه صلاة جهرية مكتوبة أو قيام الليل، وكانت واجبة عليه أول الأمر؛ لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [المزمل: 1، 2]، وكان أول الإسلام يتوارى عن المشركين بصلاته، ويرفع صوته بالقرآن ليأخذ الصحابة رضي الله عنهم عنه القرآن، ويتعلموا منه ليعملوا به ويُعلِّمُوه غيرهم.

 

الفائدة الثانية: الحديث دليل على ما كان عليه المشركون من الإلحاد بآيات الله تعالى؛ لقوله: " فَإِذَا سَمِعَ ذلك الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ، وَمَنْ أَنْزَلَهُ، وَمَنْ جَاءَ بِهِ"، ولقد بيَّن الله تعالى في كتابه ما قال المشركون عن القرآن، كقولهم عنه: إنه سحر، وإنه قول البشر، وإنه أساطير الأولين، وإنه قول كاهن، وإنه قول شاعر، وقوله: ﴿ لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا ﴾ [الأنفال: 31]، وسب القرآن بمثل هذا هو سبٌّ لمن أنزله ومن جاء به، وكانوا يصدون الناس عن القرآن وتلاوته وسماعه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴾ [فصلت: 26].

 

الفائدة الثالثة: الحديث دليل على قاعدة عظيمة من قواعد الدين؛ وهي أن درء المفاسد مُقدَّم على جلب المصالح، ووجه ذلك أن الله تعالى نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مصلحة الجهر بالقرآن درءًا لمفسدة سَبِّ القرآن ومن جاء به، وهذه قاعدة مهمة من قواعد الأحكام وأحوال الدعوة إلى الله تعالى، وحديث الباب دليل القاعدة من السنة، ودليلها من الكتاب قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [الأنعام: 108].

 

قال شيخنا العثيمين: "إذا خاف الإنسان إذا جهر في صلاته أن يُؤذى أو أن يُسَبَّ الدين أو ما أشبه ذلك، فإنه لا يجهر؛ فالأول: رخصة، يعني: إذا خاف أن يُؤذى، والثاني واجب، إذا خاف أن يُسَبَّ الدين، وفي هذا دليل على أن الإنسان لو سمِع شخصًا يسُبُّ الدين غضبًا، أنه لا ينهاه، لماذا؟ لأنه إذا نهاه سيزداد؛ لأنه يسبُّ غضبًا، ليس عن قصد ولا عن إرادة.

 

كذلك لو فرض أنه بين قوم فاسقين، لو تحدَّث عندهم بالدين لسبُّوا الدين، فهنا أيضًا نقول: لا تفعل، أكرم الدين عن ألسنة هؤلاء"؛ التعليق على مسلم (3 /174).

 

الفائدة الرابعة: الحديث دليل على التوسُّط في الأمور التي تحصل بها المصلحة وتندفع المفسدة؛ لقوله تعالى: ﴿ وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 110]؛ أي: توسَّط في قراءتك لتجمع بين مصلحة سماع الصحابة القرآن ودرء مفسدة سب المشركين للقرآن، بلا مبالغة في الصوت ولا إخفات يُذهب المصلحة، فإن لم تحصل المصلحة بالتوسُّط، فالعمل على القاعدة السابقة.

 

الفائدة الخامسة: الحديث فيه سبب نزول قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ﴾ [الإسراء: 110]، وهو ما ذكره ابن عباس رضي الله عنهما، وذكرت عائشة رضي الله عنها أن المراد به الدعاء، والأظهر والله أعلم قول ابن عباس رضي الله عنهما؛ لأن الأصل في الكلمات الشرعية أنها تُحمَل على الحقائق الشرعية، والمراد بالصلاة في الآية الصلاة المعروفة لا الدعاء كما ذكر شيخنا العثيمين؛ [انظُر: تعليقه على مسلم (3 /175)].

 

ومما يُؤيِّد ذلك أيضًا، أن الدعاء الأصل فيه الإسرار فهو الأفضل المرغب به في النصوص، فقد مدح الله تعالى به زكريا، فقال تعالى: ﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ﴾ [مريم: 3]، وقال تعالى: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [الأعراف: 55]، وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنا إذا أشرفنا على وادٍ، هللنا وكبرنا وارتفعت أصواتنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس، أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، إنه معكم إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده)).

 

قال ابن تيمية: "ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يُسمَع لهم صوت؛ أي: ما كانت إلا همسًا بينهم وبين ربهم عز وجل، وذلك أن الله عز وجل يقول: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ﴾ [الأعراف: 55] [مجموع الفتاوى (15 /15)]، ثم ذكر ابن تيمية فوائد عديدة لإخفاء الدعاء يحسن الرجوع إليها.

 

مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الصلاة)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • إبهاج المسلم بشرح ...
  • الدر الثمين
  • سلسلة 10 أحكام ...
  • فوائد شرح الأربعين
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة