• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبد الله الفريحالشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح شعار موقع الشيخ عبد الله الفريح
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح / إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم


علامة باركود

شرح حديث الأذان

شرح حديث الأذان
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح


تاريخ الإضافة: 15/1/2018 ميلادي - 27/4/1439 هجري

الزيارات: 51174

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شرح حديث الأذان

 

• عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: أُمِرَ بِلاَلٌ أَنْ يَشْفَعَ الأَذَانَ وَيُوتِرَ الإِقَامَةَ.

وفي رواية: " إِلاَّ الإِقَامَةَ ".

 

• عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ رضي الله عنه أَنَّ نَبِيَّ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَهُ هذَا الأَذَانَ: "الله أَكْبَرُ اللّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ اللّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ"، ثُمَّ يَعُودُ فَيَقُولُ: "أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ اللّهُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ (مَرَّتَيْنِ) حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ (مَرَّتَيْنِ) "الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ. لاَ إِلهَ إِلاَّ الله" رواه مسلم.

 

ترجمة راويي الحديثين:

أنس بن مالك رضي الله عنه تقدمت ترجمته في كتاب الإيمان.

وأبو محذورة رضي الله عنه اسمه أوس بن مِعْيَر، وقيل: سمرة بن مِعْيَر، وقيل: مِعْيَر بن محيريز.

 

مختلف في اسمه، أسلم رضي الله عنه بعد حنين سمعه النبي صلى الله عليه وسلم يؤذن فأعجبه صوته فأمر أن يؤتى به ثم أمره أن يؤذن بمكة فصار مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة، ولم يهاجر أبو محذورة رضي الله عنه بل أقام بمكة حتى مات في مكة سنة تسع وخمسين، وقيل تسع وسبعين وتوارثت ذريته الأذان رضي الله عنه وأرضاه. [انظر أسد الغابة (6/ 278)، والإصابة (7/ 302)، وشرح النووي لمسلم (4/ 302)].


تخريج الحديثين:

حديث أنس رضي الله عنه أخرجه مسلم " 378"، وأخرجه البخاري في " كتاب الأذان" " باب بدء الأذان " "603"، وأخرجه أبو داود في " كتاب الصلاة " " باب في الإقامة " " 508" وأخرجه الترمذي في " كتاب الصلاة " " باب ما جاء في إفراد الإقامة " "193"، وأخرجه النسائي في "كتاب الأذان" " باب تثنية الأذان " " 626"، وأخرجه ابن ماجه في " كتاب الأذان والسنة فيها" " باب إفراد الإقامة" " 729".

 

وأما حديث أبي محذورة فأخرجه مسلم " 379"، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه أبو داود في " كتاب الصلاة" " باب كيف الأذان" " 500"، وأخرجه الترمذي " كتاب الصلاة" " باب ما جاء في الترجيع في الأذان " " 192"، وأخرجه النسائي في " كتاب الأذان " " باب خفض الصوت في الترجيع في الأذان" " 628"، وأخرجه ابن ماجة في " كتاب الأذان والسنة فيها" " باب الترجيع في الأذان" " 708".

 

شرح ألفاظ الحديثين:

" أُمِرَ بِلاَلٌ " بضم الهمزة وكسر الميم، والذي أمره هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، جاء ذلك مصرحاً في رواية النسائي بلفظ: وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالاً أن يشفع الأذان وأن يوتر الإقامة".

 

وبلال هو" ابن رباح الحبشي، أسلم بمكة قديماً، وأظهر إسلامه، فعذِّب على ذلك، حتى كان أمية بن خلف إذا حميت الظهيرة طرحه في بطحاء مكة على ظهره، وألقى على صدره صخرة عظيمة؛ ليرجع عن الإسلام، ويعبد اللات والعزى، وهو يقول: أحد، أحد، حتى مرَّ به أبو بكر رضي الله عنه وهم يعذبونه فاشتراه وأعتقه، هاجر بلال إلى المدينة، وشهد بدراً وما بعدها، وتولى الأذان في المدينة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتناوب مع ابن أم مكتوم إلا في رمضان فيؤذنان جميعاً – كما سيأتي بإذن الله – شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، في حديث ورد في الصحيحين -وسيأتي بإذن الله- وترك الأذان بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، وخرج إلى الشام مجاهداً، وتوفي في الشام سنة عشرين من الهجرة رضي الله عنه وأرضاه. [انظر الاستيعاب (2/ 26)، والإصابة (1/ 273)].

 

" أَنْ يَشْفَعَ الأَذَانَ ": أي يجعله شفعاً بأن يكرر جمل الأذان تكراراً زوجياً، والمراد أكثر ألفاظ الأذان، لأن آخر جملة في الأذان لم تأت شفعاً بل وتراً وهي كلمة التوحيد" لاَ إِلٰهَ إِلاَّ اللّهُ ".

 

" وَيُوتِرَ الإِقَامَةَ": أي يجعل ألفاظها وتراً فلا يكررها كالأذان، والمراد أكثر ألفاظ الإقامة؛ لأن التكبير في الإقامة شفعاً، وكذلك قول " قد قامت الصلاة" شفعاً ولذا استثنيت.

 

" إِلاَّ الإِقَامَةَ ": أي إلا قوله " قد قامت الصلاة" فإنها تُشفع فتكرر مرتين، لأنها مقصودة فصار لها مزيد عناية.

 

"حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ": قال النووي رحمه الله:" معناه تعالوا إلى الصلاة وأقبلوا إليها... ومعنى " حي على الفلاح " هلم إلى الفوز والنجاة، وقيل إلى البقاء أي أقبلوا على سبب البقاء في الجنة" [شرح مسلم (4/ 303)].

 

"ثم يعود فيقول أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ اللّهُ ": هذا يسمى الترجيع وهو أن يأتي بالشهادتين الأربع جمل بصوت منخفض، ثم يأتي بها رافعاً صوته، جاء ذلك مصرحاً به في رواية أبي داود، قال النبي صلى الله عليه وسلم :" تقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، ترفع بها صوتك، ثم تقول أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، تخفض بها صوتك، ثم ترفع صوتك بالشهادة أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، فإن كان الصبح قلت: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، الله أكبر الله أكبر، لا إله لا الله".

 

اختلفت رواية أبي داود عن رواية الباب بتربيع التكبير في أوله، وبيان صفة الترجيع في الشهادتين بخفض الصوت بالجمل الأربع ثم رفع الصوت بها، وبزيادة الصلاة خير من النوم مرتين في أذان الفجر".

 

من فوائد الحديثين:

الفائدة الأولى: حديث أنس رضي الله عنه دليل على أن المشروع في الأذان أن يكون أكثره شفعاً، وفي الإقامة أن يكون أكثرها وتراً، والحكمة من ذلك: لأن الأذان لإعلام الغائبين والبعيدين فناسب تكراره ليحقق سماعهم ولذا استحب أن يكون الأذان على مكان عال، لاسيما قديماً - وبصوت مرتفع، وبتمهل، كل ذلك لقصد السماع، أما الإقامة فلأنها لإعلام الحاضرين جاءت ألفاظها وتراً إلا التكبير في أولها، وقوله " قد قامت الصلاة" فإنها تكرر مرتين؛ لأنها المقصود بالذات.

 

قال النووي رحمه الله:" ولهذا قال العلماء:- يكره رفع الصوت في الإقامة دونه في الأذان؛ وإنما كرر لفظ الإقامة خاصة لأنه مقصود الإقامة" [شرح مسلم (4/ 301)].


الفائدة الثانية: حديث أبي محذورة رضي الله عنه فيه بيان صفة الأذان، وأشهر حديثين في بيان صفة الأذان حديث أبي محذورة رضي الله عنه في الباب، وحديث عبد الله بن زيد بن عبد ربه رضي الله عنه - الذي تقدم في شرح الحديث السابق- ولفظه قال رضي الله عنه :" طاف بي من الليل طائف وأنا نائم رجل عليه ثوبان أخضران وفي يده ناقوس يحمله قال فقلت: يا عبد الله أتبيع الناقوس؟ قال وما تصنع به؟ قال قلت: ندعو به إلى الصلاة. قال: أفلا أدلك على خيرٍ من ذلك فقلت: بلى. قال تقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله،أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، فإن كان الصبح قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله لا الله" قال: فلما أصبحت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما رأيت فقال: إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألْقِ عليه ما رأيت فإنه أندى صوتاً منك. قال فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به قال: فسمعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجاء للنبي صلى الله عليه وسلم وقال: والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي أُرِي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فلله الحمد" والحديث رواه أبو داود والترمذي.

 

فتحصَّل من حديث عبد الله بن زيد أن ألفاظ الأذان خمس عشرة جملة، وهذا يسمى أذان بلال وهي الصفة المشهودة عندنا اليوم وهو أذان الحنابلة، ومن حديث أبي محذورة رضي الله عنه في الباب سبع عشرة جملة ويسمى أذان أبي محذورة رضي الله عنه بالتكبير أوله مرتين مع الترجيع وهي الصفة المشهورة عند المالكية، وأما الشافعية فأخذوا بحديث أبي محذورة بالترجيع لكن مع التكبير أوله أربعاً فتكون ألفاظ الأذان عندهم تسع عشرة جملة، مستدلين برواية أحمد وأصحاب السنن لحديث أبي محذورة رضي الله عنه وفيه التكبير في أوله أربعاً قالوا وهو الموافق لحديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه الذي تقدم، وقالوا عن رواية تثنية التكبير في الباب أن إسحاق بن رهويه ذكرها مختصرة فذكر التكبير في أولها مرتين وخالف في هذا كثير من الحفاظ الذين رووه بأربع تكبيرات.

 

قال النووي رحمه الله:" ووقع في غير مسلم الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أربع مرات، قال القاضي عياض رحمه الله:" ووقع في بعض طرق الفارسي[1] في صحيح مسلم أربع مرات، وكذلك اختلف في حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه في التثنية والتربيع، والمشهور فيه التربيع، وبالتربيع قال الشافعي وأبو حنيفة وأحمد وجمهور العلماء: وبالتثنية قال مالك، واحتج بهذا الحديث، وبأنه عمل أهل المدينة، وهو أعرف بالسنن، واحتج الجمهور، بأن الزيادة من الثقة مقبولة، وبالتربيع عمل أهل مكة، وهي مجمع المسلمين في المواسم وغيرها، ولم ينكر أحد من الصحابة وغيرهم والله أعلم" [شرح مسلم (4/ 302 – 303)].

 

وإن كان القول بتربيع التكبير أقوى إلا أن التثنية دل عليها حديث الباب وهو عمل اشتهر عند أهل المدينة وفاض ومعلوم ما كان عليه عمل أهل المدينة من حسن الإتباع، وخلاصة الخلاف في التكبير أول الأذان: أن جمهور العلماء على تربيع التكبير " [انظر بدائع الصنائع (1/ 147)، والمجموع (3/ 90) والمغني (2/ 56)].


استدلوا: بحديث عبد الله بن زيد، وحديث أبي محذورة رضي الله عنه عند غير مسلم، وعليه عمل أهل مكة التي هي مجمع المسلمين في المواسم.

 

والقول الثاني: تثنية التكبير وبه قال مالك وأبو يوسف من الحنفية. [انظر بدائع الصنائع (1/ 147)، وبداية المجتهد (1/ 258)].

واستدلوا: بحديث أبي محذورة رضي الله عنه في الباب، وعليه عمل أهل المدينة.

 

وإن كان قول الجمهور أظهر إلا أن إنكار عمل أهل المدينة واعتباره خطئاً ووهماً فيه صعوبة لاسيما وعرفوا باتباع السنة والعناية بالحديث وروايته، واستندوا إلى حديث الباب، وعليه فيقال هو من اختلاف التنوع الذي يعمل بهذا تارة وهذا تارة تطبيقاً للسنة، لاسيما إذا لم يحصل تشويش وأمنت الفتنة، والتكبير أربعاً في أوله أشهر وأصح، والذين رووه أكثر، إلا أنه لا حرج بتثنية التكبير كما تقدم، وتحصل مما سبق أن صفات الأذان الواردة ثلاث صفات:

الأولى: خمس عشرة جملة من دون ترجيع وهي الصفة المشهورة عند الحنابلة لحديث عبد الله بن زيد.

 

الثانية: سبع عشر جملة بتثنية التكبير في أوله مع الترجيع وهي الصفة المشهورة عند المالكية لحديث أبي محذوزة رضي الله عنه في الباب.

 

الثالثة: تسع عشر جملة بتربيع التكبير في أوله مع الترجيع وهي الصفة المشهورة عند الشافعية لحديث أبي محذورة رضي الله عنه عند غير مسلم.

 

قال ابن عبد البر رحمه الله:" ذهب أحمد وإسحاق وداود وابن جرير إلى أن ذلك من الاختلاف المباح، فإن ربّع التكبير الأول في الأذان، أو ثناه، ورجّع في التشهد أو لم يرجِّع، أو ثنّى الإقامة أو أفردها كلها أو إلا " قد قامت الصلاة" فالجميع جائز" [التمهيد (24/ 22)].

 

وقال ابن تيمية رحمه الله:" وإذا كان كذلك فالصواب مذهب أهل الحديث ومن وافقهم، وهو تسويغ كل ما ثبت في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يكرهون شيئاً من ذلك، إذ تنّوع صفة الأذان والإقامة، كتنوع القراءات و التشهدات ونحو ذلك، وليس لأحد أن يكره ما سنّه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته" [الفتاوى (22/ 66)]، وبه قال شيخنا ابن عثيمين: "وكل هذا مما جاءت به السنة، فإذا أذنت بهذا مرة، وبهذا مرة كان أولى" [الممتع (2/ 56)].

 

الفائدة الثالثة: حديث أبي محذورة في الباب فيه مشروعية الترجيع في الأذان وتقدم بيان صفته وهي الإتيان بالشهادتين أربع جمل بصوت منخفض يُسمع بها نفسه ثم يرجع ويأتي بها أربعاً مرة أخرى بصوت مرتفع وجاء بيان هذه الصفة في الروايات الأخرى غير مسلم، والأذان بالترجيع سنة ينبغي إحياء العمل بها، وبالترجيع قال الجمهور خلافاً للأحناف الذين استدلوا بحديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه وليس فيه الترجيع، إلا أن الصواب قول الجمهور لثبوت الترجيع في حديث أبي محذورة رضي الله عنه في الباب.

 

قال النووي رحمه الله:" وحجة الجمهور هذا الحديث الصحيح، والزيادة مقدمة، مع أن حديث أبي محذورة رضي الله عنه هذا متأخر عن حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه ، فإن حديث أبي محذورة سنة ثمان من الهجرة بعد حنين، وحديث ابن زيد أول الأمر، وانضم إلى هذا كله عمل أهل مكة والمدينة وسائر الأمصار وبالله التوفيق" [شرح مسلم (4/ 303)].

 

ولقد سمعت شيخنا ابن العثيمين رحمه الله يذكر فائدة الترجيع وماله من شدة على آذان من يسمعه من الكفار بعد فقدانهم لصوت المؤذن، فقد كان أبو محذورة رضي الله عنه يؤذن فإذا وصل للشهادتين خفض صوته فلم يسمعه من بَعُد فظن انقطاع الصوت، وانقطاع الصوت يلفت الانتباه فيصدع بصوت مرتفع لتصب في آذانهم فتحدث أثراً.

 

الفائدة الرابعة: استدل بعض العلماء بحديث أنس رضي الله عنه على أن المؤذن يستحب له أن يقول كل تكبيرتين بنفس واحد لقوله " يشفع الأذان" [انظر شرح النووي لمسلم 4/ 301)].


ونوقش: بأن معنى " يشفع " ليس مراداً منه قرن التكبيرتين بنفس واحد وإلا للزم منه سنة جمع الشهادتين وكذا الحيعلتين بنفس واحد، وإنما المراد كما تقدم أن تكون ألفاظ الأذان شفعاً أي مثناة لا وتراً.

 

واستدلوا أيضاً: بحديث عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه مرفوعاً – وسيأتي قريباً بإذن الله -: "إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: اللّهُ أَكْبَرُ اللّهُ أَكْبَرُ. فَقَالَ أَحَدُكُمْ: اللّهُ أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ. ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ اللّهُ..." رواه مسلم.

 

قالوا ظاهره أن المؤذن يجمع بين كل تكبيرتين. [انظر تحفة الأحوذي (1/ 588)].

 

ونوقش: أن الحديث في إجابة المؤذن وفضلها لا أداء الأذان، ولم يترجم عليه أحدُ بمشروعية قرن الجملتين، والنبي صلى الله عليه وسلم أراد بالحديث جنس التكبير لا صفة معينة ولذا ذكر التكبير مرتين وشهادة أن لا إله إلا الله مرة وكذا شهادة أن محمداً رسول الله.

 

والأظهر والله أعلم أن الوقوف عند نهاية كل جملة أولى وأقرب للصفة المناسبة للأذان وهو الترسل، لاسيما والنبي صلى الله عليه وسلم حين علم أبا محذورة رضي الله عنه الأذان لم يقل له تقرن بين تكبيرتين والمقام مقام بيان وتعليم، والله أعلم.



[1] هو عبد الغافر بن محمد الفارسي الفسوي ثم النيسابوري، سمع صحيح مسلم من محمد بن عيسى الجلودي قراءة عليه، وهي النسخة المعتمدة المشهورة -كما ذكر ابن الصلاح - مات سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.[ صيانة صحيح مسلم ص (106)].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر وعرفان
عثمان - السودان 04-06-2022 08:13 AM

جزاكم الله عنا خير الجزاء..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • إبهاج المسلم بشرح ...
  • الدر الثمين
  • سلسلة 10 أحكام ...
  • فوائد شرح الأربعين
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة