• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبد الله الفريحالشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح شعار موقع الشيخ عبد الله الفريح
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح / بحوث ودراسات


علامة باركود

تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (14)

الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح


تاريخ الإضافة: 6/1/2010 ميلادي - 20/1/1431 هجري

الزيارات: 24231

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قال المصنِّف - رحمه الله -: "والبَعْثُ بعْدَ الموْتِ حقٌّ، وذلك حين يَنْفُخُ إسرافيلُ - عليه السلام - في الصُّور: {فَإِذَا هُمْ مِنْ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ}[1].



 

الشرح

خامسًا: النفْخُ في الصُّور:

الصور لغةً: القرن.
وشرعًا: قرن عظيم التَقَمَه إسرافيل، وينتظر الأمرَ بالنفخ فيه.

 

النفخ في الصور ثابتٌ بالكتاب والسُّنَّة والإجْماع:
فمنَ الكتاب: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُون}[2]، وقوله - تعالى -: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا}[3]، والآيات في هذا كثيرةٌ.
ومن السُّنَّة: حديث عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ثم ينفخ في الصُّور، فلا يسمعه أحد إلا أصغى لِيتًا، ورفع لِيتًا، ثم لا يبقى أحد إلا صُعِقَ))[4].

واللِّيت: بكسر اللام وهي صفحة العنق، وأصغى؛ أي: أمال.

وأجمع السلَف على إثبات النفخ في الصور، وأن إسرافيل - وهو أحد الملائكة - هو الموكَّل بالنفخ فيه.

عدد النفخات:
اختلفَ أهل العلم في عدد النفخات على قولين:
القول الأول: إنها نفختان: نفخة يصعق فيها الناس، ونفخة يبعثون من قبورهم، نفخة الصعق ونفخة البعث؛ واستدلوا:
1- بقول الله - تعالى -: {مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ * فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ}[5].

ووجه الدلالة: أنَّ في الآية نفختين فقط:
الأولى: وهي نفخة الصعق في قوله: {مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ}[6].
والثانية: في قوله: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ}[7]، وهذه نفخة البَعْث.

2- حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما بين النفختين أربعون))، قالوا: يا أبا هريرة أربعين يومًا؟ قال: أبيت، قالوا: أربعين شهرًا؟ قال:أبيت، قالوا: أربعين سنة؟ قال: أبيت[8].

وموطن الشاهد: ((ما بين النفختين))، وهذا يدل على أنهما نفْختان فقط.

والقول الثاني: إنهما ثلاث نفخات: نفخة الفزَع، ونفخة الصعق، ونفخة البعث.
واستدلوا: بقوله - تعالى -: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ}[9]، فقالوا: هذه نفْخة الفزَع، وقوله - تعالى -: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}[10]، ففي هذه الآية نفختان: نفخة الصعق، ونفخة البعث، ومجموع النفخات الثلاث، والله أعلم بالراجح.

صاحب الصور التَقَمَ القرن مُسْتَعِدٌّ للنفخ:
ويدل على ذلك: حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كيف أََنْعَم، وقد التقم صاحب القرنِ القرنَ، وحنى جبهته، وأصغى سمعه ينتظر أن يُؤمَرَ أن ينفُخَ فينْفُخَ؟!))[11].
•        •        •

قال المصنف - رحمه الله -: "والبَعْثُ بعْدَ الموت حقٌّ، وذلك حين يَنْفُخُ إسرافيلُ - عليه السلام - في الصُّور: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ}[12]".



الشرح

سادسًا: البعث:
تعريفه:
البعْث لغةً: الإرسال، والنشر.
وشرعًا: إحياء الأموات يوم القيامة.

البعث دلَّ عليه الكتاب والسنة والإجماع:
فمن الكتاب: قوله - تعالى -: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[13].
ومن السنَّة: حديث جابر عند مسلم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يبعث كل عبد على ما مات عليه)).
وأجمع السلَف على إثبات البعْث ليوم القيامة.

لعظم أمر البعث؛ جاء إثباتُه في القرآن والسنة بطُرُق كثيرة:
• فتارةً بالتَّصْريح: كقوله - تعالى -: {قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[14]، وقوله: {وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ}[15].
• وتارة بتذكير الإنسان بنشأته الأولى: كقوله - تعالى -: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ* إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}[16].
• وتارة بالاستدلال بإنبات النبات على إحياء الأموات: كقوله - تعالى -: {فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[17].
• وتارة بالإشارة والتأمُّل في خلْق السموات والأرض: كقوله - تعالى -: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[18].
• وتارة بتَنْزيه الله عن العبث: إذ إنَّه لو لَم يكنْ هناك بعث، لكانتِ الأوامر والنواهي والجزاء من العبَث؛ كقوله - تعالى -: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ}[19].
• وتارة بذِكْر القصص والوقائع التي تدل على البعث: كقصة الذي مرَّ على قرية، وهي خاويةٌ على عُرُوشِها، فأماتَهُ الله مائة عام ثم بَعَثَهُ، وقصة قتيل بني إسرائيل، وقصة الذين أُخْرِجُوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، وقصة إبراهيم والطيور الأربعة، وقصة أصحاب الكهف.

لابُدَّ من الإيمان بأنَّ البَعْث جَمْع مُتَفَرِّق، لا إيجاد معدوم: 
فبَعْثُ الخلْق إنما يُعيد الله خَلْقَ الإنسان الذي تفرَّق، وليس إيجادًا لخَلْقٍ جديدٍ.

ويدل على ذلك: قوله - تعالى -: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ}[20]، وقوله - تعالى -: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[21].

كل إنسان يُبعَثُ على ما مات عليه:
ويدل على ذلك: حديث جابر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يبعث كلُّ عبدٍ على ما مات عليه))[22].

قال النوَوي: "قال العلماء: معناه: يبعث على الحالة التي مات عليها"[23].

وقال ابن القَيِّم: "الرجل يموت على ما عاش عليه، ويبعث على ما مات عليه"، ولهذا المعنى أدلَّة وشواهد؛ منها:
1- المحرم إذا مات بُعث يوم القيامة ملبِّيًا: لحديث ابن عباس في الصحيحَيْن في الرجل الذي وَقَصَتْه ناقته وهو مُحْرِمٌ مع النبي في حجة الوداع، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اغسلوه بماء وسدر، وكفِّنوه في ثوبين، ولا تُحَنِّطُوه، ولا تُخَمِّروا رأسَه؛ فإنه يُبْعَثُ يوم القيامة مُلَبِّيًا)).

2- الشهيد يُبْعَث يوم القيامة وجُرحه يثعب دمًا: اللون لون الدم، والرِّيح ريح المسك؛ دلَّ عليه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - المتفق عليه: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا يُكْلَم أحدٌ في سبيل الله - والله أعلم بمن يُكْلم في سبيله - إلا جاء يوم القيامة وجُرحه يَثْعَبُ دمًا، اللون لون دم، والرِّيح ريح مِسْك)).

3- الغالُّ من الغنيمة، يأتي يوم القيامة بما غلَّ: لقوله - تعالى -: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}[24].

قال القرطبي: "{وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}؛ أي: يأتي به حاملاً له على ظهره ورقبته، معذبًا بحمْله وثقله، ومرعوبًا بصَوْته، ومُوَبخًا بإظهار خيانته على رُؤُوس الأشهاد"[25].
4- آكل الرِّبا: يبعث يوم القيامة على حال مُعَينة استحَقَّها لأكلِه الربا، فإنه يُبعث يوم القيامة كالمجنون الذي أصابَه المسّ؛ لقوله - تعالى -: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}[26].

قال ابن كثير: "أي: لا يقومون مِن قُبُورهم يوم القيامة، إلا كما يقوم المصْرُوع حال صرعه، وتخبُّط الشيطان له، وذلك أنه يقوم قيامًا منكرًا، وقال ابن عباس: آكلُ الرِّبا يُبْعَثُ يومَ القيامة مجنونًا يُخْنَقُ"؛ رواه ابن أبي حاتم، قال: وروي عن عوف بن مالك، وسعيد بن جبير، والسُّدِّي، والربيع بن أنس، ومقاتل بن حيان نحو ذلك"[27].

5- الغادر: فإنه يوم القيامة تُرفَع له راية تُبَيِّن غدرته، لا سيما مَن كانتْ له ولاية عامة؛ بأن كان سُلطانًا على عامَّة الناس؛ لأنه إذا غدر فغدرته يتَعَدَّى ضرَرُها إلى خلْقٍ كبيرٍ؛ ويدل على ذلك حديث ابن عمر - المتَّفق عليه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة، يُرْفَعُ لكل غادر لواء، فقيل: هذه غدرة فلان ابن فلان))، وفي رواية لمسلم من حديث أبي سعيد - رضي الله عنه -: ((ألا ولا غادر أعظم غدرًا من أمير على عامَّة)).

فالغالُّ وآكلُ الربا والغادر، كلُّها أعمالٌ استمرَّ عليها أصحابها حتى ماتوا؛ فيُبعَثُون يوم القيامة على حالٍ تُنَاسِبُ ما ماتوا عليه؛ لأنهم لو تابوا قبل الموت لتابَ الله عليهم، وما تقدَّم بعض الشواهد التي دلَّت عليها النصوص وتبقى عمومُ الأعمال تدخل تحت قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يُبعَث كلُّ عبدٍ على ما مات عليه))؛ ولذا ينبغي على المسلم أن يحسنَ العمَل؛ لتحسن الخاتمة، فيحسن الحال التي يبعث عليها.

قال ابنُ القَيِّم: "وهذا من أعظم الفقه أن يخافَ الرجل أن تخدعه ذنوبه عند الموت، فتحول بينه وبين الخاتمة الحسنة".

وقال الحافظ عبدالحق الإشبيلي: "ولسوء الخاتمة - أعاذنا الله منها - أسبابٌ، ولها طُرُق وأبواب، وأعظمها الانكباب على الدُّنيا وطلبها والحِرْص عليها، والإعراض عن الآخرة، والإقدام والجُرْأة على معاصي الله"، والكلام على الخاتمة الحسَنة والسيئة باب تَطُول معه أخبار السلَف خوفًا، وعملاً، وضربًا لأروع الأمثال - والله المستعان.
•        •        •


60- قال المصنف - رحمه الله -: "ويُحْشَرُ النّاسُ يومَ القيامةِ حُفَاةً عُراةً غُرْلاً بُهْمًا، فيقفون في موْقفِ القيامةِ".



الشرح

سابعًا: الحشر:

تعريفه: لغة: الجمع.
وشرعًا: جَمْع الخلائق يوم القيامة؛ لحسابهم والقضاء بينهم.

 

والحشر الوارد في النصوص أربعة أنواع:

اثنان في الدنيا:
أحدهما: المذكور في سورة الحشر: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ}[28].
والثاني: الحشر المذكور في أشراط الساعة، ويكون في آخر الدنيا؛ كما جاء في حديث حذيفة بن أسيد مرفوعًا: ((إنها لن تقوم الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات))، وفي آخر الحديث: ((وآخر ذلك: نارٌ تخرج من اليمن، تَطرُد الناس إلى محشرهم))[29]، وعند البخاري من حديث أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا: ((أما أول أشراط الساعة فنارٌ تحشر الناس من المشرق إلى المغرب))، فهي ابتداءً تخرج من اليَمَن، ثم تنتشر من المشرق إلى المغرب، وقيل في الجمع غير ذلك، وجاءت آثار تدل أنها تحشرهم إلى أرض الشام.

واثنان في الآخرة:
أحدهما: حشر الأموات من قبورهم بعد البعث إلى موقف الغاية، وهو مراد المصنف، وسيأتي الاستدلال عليه.
والثاني: حشر الناس إلى الجنة أو النار؛ كما قال - تعالى -: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا * وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا}[30]، وقوله {وَفْدًا}؛ الوافد: من يأتي إلى الملك في أمر عظيم ينتظر منه الكرامة والنعمة والضيافة - نسأل الله من فضله.

هذه الأربعة الأنواع هي الواردة في النصوص في الحشر، ومقصود المصنف هو الثالث، وذكر القرطبي هذه الأنواع الأربعة، ونقلها عنه ابن حجر في "الفتح"، وقال: "إنَّ الحشر الأول ليس حشرًا عامًّا، وإنما هو لفئة مخصوصة، فالحشر إنما يراد به كل من هو موجود في حينه"[31].

الحشر ثابت بالكتاب والسنة والإجماع:
فمن الكتاب: قوله - تعالى -: {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ}[32].
ومن السُّنَّة: حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يُحشَر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء، كقُرْصة النقي ليس فيها علمٌ لأحد))[33].

وأَجْمَع المسلمون على ثبوت الحشر يوم القيامة.

حتى البهائم تحشر يوم القيامة، دلَّ على ذلك الكتابُ والسُّنَّة:
فمن الكتاب: قوله - تعالى -: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ}[34]، وقوله - تعالى -: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}[35].
ومن السنة: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ الرَّسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - قال: ((لَتُؤَدَّنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء))[36].

قال النووي: "هذا تصريحٌ بحشْر البهائم يوم القيامة وإعادتها يوم القيامة، كما يُعَادُ أهلُ التكليف من الآدميين، وكما يُعَادُ الأطفال والمجانين ومن لَم تبلغْه دعوة، وعلى هذا تظاهرتْ دلائل القرآن والسنة، قال العلماء: وليس من شرط الحشر والإعادة في القيامة المجازاة والعقاب والثواب، وأما القِصَاصُ من القرناء للجلحاء فليس هو من قِصَاص التكليف؛ إذ لا تكليف عليها بل هو قصاص مقابلة"[37].

وأيضًا هو قصاصٌ يُبَيِّن مدى العدْل التامِّ في ذلك اليوم، حتى بين البهائم، وأنه كما قال الله - تعالى -: {لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ}[38].

يحشر الناس عراة حفاة غرلاً:
لحديث عائشة قالتْ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يُحْشَرُ الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً))، قالتْ: يا رسول الله، الرِّجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال: ((يا عائشة، الأمرُ أشدُّ مِنْ أنْ ينظُرَ بعضهم إلى بعض)).

وعن ابن عبَّاس - رضي الله عنهما - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنكم تُحْشَرُون حفاة عراة غرلاً، ثم قرأ: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}[39]، وأول من يُكْسَى إبراهيم))[40].

ودلَّ حديث ابن عباس: أن الناس يُحشرون عراة، وأنَّ أول مَن يُكسَى إبراهيم - عليه السلام.

واختُلفَ في الحكمة مِن ذلك؛ قال ابن حجَر: "قيل: الحكمة في كون إبراهيم أول من يُكسى: أنَّه جُرِّد حين أُلقِيَ في النار، وقيل: لأنه أول مَن استنَّ التَّسَتُّر بالسراويل، وقيل: إنه لَم يكنْ في الأرض أخوف لله منه، فجُعلَتْ له الكسوة؛ أمانًا له ليَطمئن قلبُه، وهذا اختيار الحليسي، والأول اختيار القرطبي"[41].

وإذا حُشِرَ الناس كان في ذلك الجمع هَمٌّ وغَمٌّ وكَرْبٌ ودُنُوُّ للشمس من الناس مقدار ميل؛ كما ثبَتَ في "صحيح مسلم"، من حديث سليم بن عامر، عن المقداد مرفوعًا: ((تُدنى الشمسُ يوم القيامة منَ الخلق، حتى تكون منهم مقدارَ ميل))، قال سليم بن عامر: فوالله ما أدري ما يعني بالميل: أمسافة الأرض، أم الميل الذي تُكحل به العين؟

وماذا يفعل الناس في ذلك الموقف؟

سيأتي بيان ذلك في حديث الشفاعة قريبًا.
•        •        •

قال المصنِّف - رحمه الله -: حتَّى يَشْفَعَ فيهم نبيُّنَا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم.


الشرح

ثامنًا: الشَّفاعة:
والشفاعة ذَكَرَها المصنِّف في هذا الفصْل مَرَّتَين، فذكر أولاً الشفاعة العُظمى، وهي شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في أهل الموقف، وذَكَرَها مرة أخرى، وذكر بعدها شفاعة الأنبياء والمؤمنين والملائكة، وسنذكر هذه الشفاعات جميعًا في هذا الموْضِع.

معنى الشفاعة:
الشفاعة لغة: من الشفع ضد الوتْر، وهو ضَمُّ الشيء إلى مَثِيله.
واصطلاحًا: التَّوَسُّط للغير بِجَلْب منفعة، أو دفْع مضَرَّةٍ.

الشفاعة نوعان:
1- شفاعة شرعية (شفاعة مثبتة):
وهي الشفاعة المقبولة، ويدخل تحتها أنواع سيأتي بيانُها، وهذه الشفاعة لا بُدُّ فيها مِن توفُّر شرطَيْن:
الأول: الإذن للشافع أن يشْفع.
والثاني: الرضا عن المشفوع له.

ويدل عليهما: قوله - تعالى -: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى}[42]، وقوله - تعالى -: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}[43].

2- شفاعة شِرْكية (شفاعة منفية):
وهي الشفاعة للكافرين، فهؤلاء لا تنفعهم شفاعة، كما قال المصنِّف: "ولا تنفع الكافر شفاعة الشافعين".
ويدل على ذلك: قوله - تعالى -: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ}[44].

أنواع الشفاعة الشرعيَّة:
1- الشفاعة العُظمى:
وهي أوَّل شفاعة ذَكَرَها المصنِّف بعدما ذكر البعث، والحشر، ووقوف الناس في موقف القيامة، حتى يشفع فيهم نبيُّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وهي شفاعة خاصة بالنبي - صلى الله عليه وسلم.

ويدل عليها: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - المتفق عليه، وهو حديث طويل، قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: "أُُتِيَ رسولُ الله يومًا بلحم، فَرُفع إليه الذراع - وكانت تُعْجِبُه - فَنَهَسَ منها نَهْسَةً، فقال: ((أنا سَيِّدُ الناس يوم القيامة، وهل تدرون بِمَ ذاك؟ يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيُسْمِعُهم الدَّاعي، وينفذهم البصر، وتدنو الشمسُ فيبلغ الناس من الغمِّ والكرب ما لا يطيقون، وما لا يَحْتَمِلُون، فيقول بعض الناس لبعض: ألا تَرَوْنَ ما أنتم فيه؟ ألا تَرَوْنَ ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون مَن يشفع لكم إلى ربِّكم؟ فيقول بعضُ الناس لبعض: ائتوا آدم...)) الحديث، وفيه يأتون آدم، ثم نوحًا، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى، وكل واحد منهم يقول: إنَّ ربي قد غضِبَ اليوم غضبًا لَمْ يغضبْ قبله مثله، ولَم يغضب بعده مثله، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، وآخرهم عيسى - عليه السلام -فيقول: "اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - فيأتوني فيقولون: يا محمد، أنت رسول الله وخاتم الأنبياء، وغفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر، اشْفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟! ألا ترى ما قد بلغنا؟! فأنطَلِق فآتِي تحت العرش فأَقَعُ ساجدًا لربِّي، ثم يفتح الله عليَّ، ويلهمني من مَحَامِده وحُسْنِ الثناء عليه شيئًا لَم يفتحه لأحدٍ قبلي، ثم يُقَال: يا محمد، ارفع رأسك، سَلْ تُعْطَه، اشفع تُشَفَّع، فأرفع رأسي، فأقول: ((يا رب، أمتي أمتي)) الحديث، فيشفع - صلى الله عليه وسلم – لأمته، وهذه تسمى الشفاعة العظمى.

2- شفاعته - صلى الله عليه وسلم - بدخول أهل الجنةِ الجنةَ:
دلَّ عليها حديث أنس - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أنا أوَّل الناس يشفع في الجنة، وأنا أكثرُ الأنبياء تبعًا))، وفي روايةٍ: ((فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أُمِرْتُ لا أفتح لأحد قبلك))[45].

3 - شفاعته - صلى الله عليه وسلم - في عمِّه أبي طالب بأن يُخَفِّفَ عنه العذاب:
وذلك لأنَّ أبا طالب مات كافرًا فلا يخرج من النار، ولكن بشفاعة النبي يُخَفف عنه منَ العذاب.

ويدُلُّ على ذلك: حديث أبي سعيد - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله ذُكِرَ عنده عمُّه أبو طالب فقال: ((لعلَّه تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيُجْعَل في ضَحْضَاحٍ من نار يغلي منه دماغُه))، وفي رواية: ((ولولا أنا، لكان في الدَّرْكِ الأسفل من النار))[46].
وهذا الأنواع الثلاثة السابقة خاصَّة بنبِيِّنا - صلَّى الله عليه وسلم.

4- الشَّفاعة في خُرُوج الموحِّدين من النار:
دلَّ عليها حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يخرج من النار مَن قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزْن شعيرة من خير، ويخرج من النار مَن قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزنُ بُرَّة من خير، ويخرج من النار مَنْ قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير))[47].

وحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: ((لكلِّ نبي دعوةٌ مُستَجابةٌ، فتعجَّل كلُّ نبيٍّ دعوتَه، وإنِّي اختبأتُ دعوتي؛ شفاعةً لأمتي يوم القيامة، فهي نائلةٌ - إن شاء الله - مَنْ مات من أمتي لا يُشرك بالله شيئًا))[48].

وحديث أنس - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي))[49]، والأحاديث في هذا الباب كثيرة.

والخوارج والمعتزلة يُنْكِرون هذا النوع منَ الشفاعة؛ لأنه كما تقدَّم من مذهبهم: أنَّ صاحب الكبيرة يخرج من الإيمان؛ فالسارق، والزاني، وغيرهما من أهل الكبائر عندهم خرجوا من الإيمان، فلا تنفعهم الشفاعة، وقولهم قول باطلٌ مردودٌ بالأدلة الكثيرة التي تخالف مُعتقَدهم، ومن هذه الأدلة ما تقدَّم ذكره.

5- الشفاعة فيمَن استحق النار ألا يدخلها:
وهذه من أنواع الشفاعة التي يذكرها أهلُ العلم، وقد يُسْتَدَلُّ لها بحديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئًا، إلاَّ شفَّعهم الله فيه))[50].

6- الشفاعة في رَفْعِ درجات أقوام من أهْل الجنَّة:
وهذه قد تكون بفَضْل ما جعله الله مِن دُعاء المؤمنين بعضهم لبعض؛ كما في حديث أم سلمة ودعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي سلمة، حين تُوفِّي؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم اغفرْ لأبي سلَمة، وارْفع درجته في المهْديِّين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفرْ لنا وله يا رب العالَمين، وأفْسح له في قبْرِه ونوِّر له فيه))[51].
وهذه الأنواع الثلاثة ليستْ خاصَّةً بالنَّبي - صلى الله عليه وسلم - بل لسائر الأنبياء والصِّديقين والمؤمنين.

7- شفاعة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في قومٍ من أمته يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب:
كشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لعُكاشة بن محصن أن يجعله من السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، كما جاء في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - في الصحيحين.

• ومن أهل العلم من يزيد نوعًا ثامنًا، وهي الشفاعة فيمَن استوت حسناتهم وسيئاتهم، وهم أهل الأعراف.

وكما ذكر المصنِّف وتقدَّم بيانه: أن هناك من الشفاعة مَن يشفع فيها الأنبياء والمؤمنون والشهداء والصالحون والملائكة، على قدر مراتبهم ومقاماتهم عند ربهم، فالشهيد مثلاً يُشَفَّع في سبعين من أهل بيته؛ كما ورد عند أبي داود وابن حبان.

من الأعمال التي ينال بها المسلم الشفاعة ما يلي:
1- قول: "لا إله إلا الله" خالصة من القلب:
لحديث أبِي هريرة - رضي الله عنه - قال: قلتُ: يا رسول الله، مَنْ أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: ((لقد ظننتُ يا أبا هريرة ألا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أوَّل منك؛ لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة مَنْ قال: "لا إله إلا الله خالصًا من قلبه))[52].

2- قول الذكر الوارد بعد الأذان:
وهو ما جاء في حديث جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن قال حين يسمع النداء: اللهُمَّ ربِّ هذه الدعوة التامَّة، والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعَثْه مقامًا محمودًا الذي وعدته - حلَّت له شفاعتي يوم القيامة))[53].

3- الصبر على شدة المدينة ولأوَائها:
لحديث أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا يصبر على لأْواء المدينة وشدتها أحدٌ من أمتي إلا كنتُ له شفيعًا يوم القيامة أو شهيدًا))[54]، والمقصود بـ(لَأْوَائها)؛ أي: شدتها، وضيق العيش فيها.

4- الموت في المدينة:
لحديث ابن عمر - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن استطاع أن يموتَ بالمدينة فلْيَمُتْ بها؛ فإنِّي أشفع لمن يموت بها))[55].

فائدة:
هناك من الأعمال ما تمنعُ العبدَ أن يكون شفيعًا لأحدٍ يوم القيامة: ومن ذلك مَنْ يُكْثِرُ اللَّعْن؛ فقد جاء في "صحيح مسلم"، من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا يكون اللَّعَّانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة))، قال النووي: "وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنهم لا يكونون شفعاء ولا شهداء))؛ فمعناه: لا يشفعون يوم القيامة حين يشفع المؤمنون في إخوانهم الذين استوجبوا النار، ((ولا شُهداء)): فيه ثلاثة أقوال: أصحها وأشهرها: لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأمم بتبليغ رسلهم إليهم الرسالات، والثاني: لا يكونون شهداء في الدنيا؛ أي: لا تُقبل شهادتهم لفِسْقهم، والثالث: لا يرزقون الشهادة؛ وهي: القتل في سبيل الله"[56].
 
 
الشيخ/ عبدالله بن حمود الفريح
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] [يس: 51].
[2] [يس: 51].
[3] [الكهف: 99].
[4] رواه مسلم.
[5] [يس: 49- 51].
[6] [يس: 49].
[7] [يس: ٥١].
[8] متفق عليه.
[9] [النمل: 87].
[10] [الزمر: 68].
[11] رواه أحمد، والترمذي، وقال: "هذا حديث حسن".
[12] [يس: ٥١].
[13] [التغابن: 7].
[14] [التغابن: 7].
[15] [الأنعام: 36].
[16] [الطارق: 5 - 8].
[17] [الروم : 50].
[18] [الأحقاف: 33].
[19] [المؤمنون: 115].
[20] [القيامة: 3 - 4].
[21] [الروم: 27].
[22] رواه مسلم.
[23] انظر: "شرح مسلم"؛ النووي (13) كتاب الأشربة، باب الأمر بحُسْن الظَّن بالله - تعالى - عند الموت.
[24] [آل عمران: 161].
[25] انظر: تفسير الآية في "تفسير القرطبي".
[26] [البقرة: 275].
[27] انظر: تفسير الآية في "تفسير ابن كثير".
[28] [الحشر: 2].
[29] رواه مسلم.
[30] [مريم: 85 - 86].
[31] انظر: "الفتح" المجلد الحادي عشر، كتاب الرقاق، باب الحشر.
[32] [الواقعة: 49 - 50].
[33] متَّفق عليه، وعفراء: هي بيضاء المائلة إلى حمرة، والنقي: هو الدقيق.
[34] [التكوير: 5].
[35] [الأنعام: 38].
[36] رواه مسلم، والجلحاء: هي التي لا قرن لها.
[37] انظر: "شرح النووي لمسلم"، المجلد (16)، كتاب البر والصلة، باب تحريم الظلم.
[38] [غافر: 17].
[39] [الأنبياء: 104].
[40] متَّفق عليه، وحُفاة؛ أي: غير منتعلين، عُراة؛ أي: ليس عليهم أثواب كما وَلدَتْهم أمَّهاتُهم، غُرلاً؛ أي: غير مختونين.
[41] انظر: "الفتح"، المُجَلَّد (11)، كتاب الرِّقاق، باب الحشر.
[42] [النجم: 26].
[43] [البقرة: 255].
[44] [المدثر: 48].
[45] رواه مسلم.
[46] متفق عليه.
[47] متفق عليه.
[48] رواه مسلم.
[49] رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي.
[50] رواه مسلم.
[51] رواه مسلم.
[52] رواه البخاري.
[53] رواه البخاري.
[54] رواه مسلم.
[55] رواه أحمد، والتِّرمذي، وابن ماجَهْ، وصحَّحَه الألباني.
[56] انظر: "شرح مسلم"؛ للنووي، المجلد (16)، كتاب البر والصلة، باب النَّهي عن لَعْن الدواب وغيرها.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • إبهاج المسلم بشرح ...
  • الدر الثمين
  • سلسلة 10 أحكام ...
  • فوائد شرح الأربعين
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة