• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبد الله الفريحالشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح شعار موقع الشيخ عبد الله الفريح
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح / إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم


علامة باركود

بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم: يا كافر (2)

بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم: يا كافر (2)
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح


تاريخ الإضافة: 21/9/2015 ميلادي - 7/12/1436 هجري

الزيارات: 18052

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم: يا كافر (2)


• عن أبي ذر، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أيما رجلٍ ادعى لغير أبيه وهو يعلمه، إلا كفر، ومن ادعى ما ليس له فليس منا، وليتبوأ مقعده من النار، ومن دعا رجلًا بالكفر، أو قال: عدو الله، وليس كذلك، إلا حار عليه)).

باب: (بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم).

 

• وعن أبي هريرة، يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ترغَبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفرٌ)).

 

أولاً: ترجمة راويي الحديثين:

أما أبو ذر فهو جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن مليل بن صغير بن جرام بن غفار، وهذا هو المشهور من اسمه، وهناك خلاف كثير في اسمه، لكن هذا أكثر وأصح ما قيل، وكان أبو ذر من كبار الصحابة، ومن فضلائهم، قديم الإسلام، يقال: أسلم بعد أربعة وكان خامسًا، وكان زاهدًا، أخرج الطبراني من حديث أبي الدرداء قال: (كان رسول الله يبتدئ أبا ذر إذا حضر، ويتفقده إذا غاب)، توفي أبو ذر بالربَذة سنة إحدى وثلاثين، وقيل: اثنتين وثلاثين، وعليه الأكثر، وصلى عليه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، ثم مات بعده في ذلك العام؛ [انظر: أسد الغابة (6/ 99)، وانظر الإصابة (7/ 105)].

 

وأما أبو هريرة رضي الله عنه فتقدمت ترجمته في الحديث الأول من كتاب الإيمان.

 

ثانيًا: تخريج الحديثين:

حديث أبي ذر أخرجه مسلم، حديث (61)، وأخرجه البخاري في "كتاب المناقب" "باب نسبة اليمن إلى إسماعيل" حديث (3508)، والبخاري أخرجه دون قوله صلى الله عليه وسلم: ((ومن ادعى ما ليس له فليس منا، وليتبوَّأ مقعده من النار)) فإن هذه الجملة انفرد بها مسلم.

 

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه مسلم، حديث (62)، وأخرجه البخاري في "كتاب الفرائض" "باب من ادعى إلى غير أبيه" حديث (6768).

 

ثالثًا: شرح ألفاظ الحديثين:

(ادعى لغير أبيه)؛ أي: ادعى نسبه، فانتسب إلى غير أبيه.

 

(وهو يعلمه)؛ أي: وهو يعلم أباه الحقيقي، أو وهو يعلم أن الذي انتسب إليه غير أبيه، والثاني أصحُّ في المعنى؛ لدلالة حديث سعد وأبي بكرة - رضي الله عنهما - وسيأتي قريبًا، ففيه ((مَن ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه)).

 

(وليتبوأ مقعده من النار): يقال: تبوأ الرجل المكان؛ أي: اتخذه مسكنًا، والمعنى: ليتخذ لنفسه منزلاً من نار جهنم، وهو أمرٌ بمعنى الخبر.

 

(ومن دعا رجلًا بالكفر)؛ أي: ناداه بكلمة الكفر، فقال: يا كافر.

 

(أو قال: عدو الله): (عدو الله) ضبطها النووي على وجهين: رفع (عدو) على أنها خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: هو عدو الله، والوجه الثاني: النصب على النداء: يا عدو الله، ورجَّح النصب؛ [انظر: شرح النووي لمسلم حديث (61)].

 

(إلا حار عليه): (حار) و(رجع) و(باء) بمعنى واحد، والمعنى: إلا رجع عليه قولُه.

 

(لا ترغبوا عن آبائكم): رغب عن كذا إذا انصرف عنه وأعرض، والمعنى: لا تتحوَّلوا عن النسبة لآبائكم.

 

رابعًا: فوائد الحديثين:

الفائدة الأولى:

الحديثان فيهما دلالة على النهي عن انتساب المسلم إلى غير أبيه، أو إلى غير نسبه، وأن جرم من وقع في ذلك عظيم جدًّا؛ ففي حديث أبي ذر أن من فعل ذلك وقع في الكفر، وفي حديث سعد وأبي بكرة (وسيأتي) أن الجنةَ عليه حرام، مما يدل على أن فاعل ذلك قد أتى بابًا عظيمًا، ولكن لا بد أن يكون انتسابه ذلك عن علم وعمدٍ، وأما الجاهل فلا يأثم بذلك.

 

الفائدة الثانية:

حديثا أبي ذر وأبي هريرة فيهما دلالة على أن من انتسب لغير أبيه عالِمًا فقد كفر، ولا شك أن المقصود بالكفر هنا ليس الكفر المخرج من الملة، وتقدم أن مذهب أهل السنة أنهم لا يكفِّرون بمثل هذا، كما أنهم لا يكفرون القاتل ولا الزاني، ونحو ذلك من كبائر الذنوب، بل هو مذهب الخوارج، فاختلف في توجيه الكفر في حديث الباب على عدة أقوال، منها:

فقيل: المقصود به المستحل لذلك وهو يعلم بالتحريم، فحينئذ يكون إطلاق الكفر على ظاهره.

 

وقيل: إن فاعل ذلك شابَهَ بفعله فعلَ أهل الكفر؛ فأهل الجاهلية والكفر كانوا يفعلون ذلك.

 

وقيل: المقصود بالكفر في حديث الباب: كفر النعمة والإحسان، لا الكفر المخرج من الملة؛ فإن جحود النعمة والإحسان يسمى كفرًا؛ كقول النبي صلى الله عليه وسلم في النساء (يكفرن)، ثم بيَّن أنهن يكفرن العشير والإحسان، والحديث متفق عليه من حديث ابن عمر، وسيأتي قريبًا، وهذا قول وجيه.

 

الفائدة الثالثة:

حديث أبي ذر فيه دلالة على تحريم أن يدعي الإنسان ما ليس له، ولو كان شيئًا يسيرًا؛ فهي عبارة عامة يدخل فيها من ادعى لغير أبيه وغير ذلك؛ كأن يدعي إنسان عند القاضي فيأخذ شيئًا لا يستحقه وهو يعلم أنه لا يستحقه، ويدخل فيه كل دعوى باطلة، قال ابن حجر: "فيدخل فيه الدعاوى الباطلة كلها؛ مالاً وعلمًا وتعلمًا ونسبًا وحالاً وصلاحًا ونعمة وولاءً، وغير ذلك، ويزداد التحريم بزيادة المفسدة المترتبة على ذلك"؛ [انظر: الفتح "كتاب المناقب" "باب نسبة اليمن إلى إسماعيل" حديث (3508)].

 

ومما يدل على عِظَم جُرم هذا الفعل: أن النبي صلى الله عليه وسلم رتب عليه عقوبتين في الحديث فقال: ((ومن ادعى ما ليس له، فليس منا، وليتبوأ مقعده من النار)).

 

الفائدة الرابعة:

حديث أبي ذر فيه النهي والتحذير عن إطلاق الكفر على الغير، أو القول له (عدو الله)، وأنه إن كان لا يستحق هذه العبارة رجعت على قائلها، وتقدم بيان ذلك في الحديث السابق.

 

مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الإيمان)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • إبهاج المسلم بشرح ...
  • الدر الثمين
  • سلسلة 10 أحكام ...
  • فوائد شرح الأربعين
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة