• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبد الله الفريحالشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح شعار موقع الشيخ عبد الله الفريح
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح / إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم


علامة باركود

شرح حديث (الدين النصيحة)

شرح حديث (الدين النصيحة)
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح


تاريخ الإضافة: 17/8/2015 ميلادي - 2/11/1436 هجري

الزيارات: 142978

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شرح حديث (الدين النصيحة)


• عن تميمٍ الداري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة))، قلنا: لمن؟ قال: ((لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامَّتهم))؛ رواه مسلم.

 

أولًا: ترجمة راوي الحديث:

هو تميم بن أوس بن خارجة بن سود أو سواد بن خزيمة بن ذراع بن عدي بن الدار، يكنى: أبا رقية، بابنته رقية، لم يولد له غيرها، حدَّث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث الجسَّاسة، وكان أول من قص، استأذن عمر بن الخطاب في ذلك، فأذِن له، وهو أول من أسرج السراج في المسجد، أسلم سنة تسع من الهجرة، كان كثير التهجُّد، قام ليلة حتى أصبح بآية من القرآن، فيركع ويسجد ويبكي، وهي: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [الجاثية: 21]. [انظر: أسد الغابة (1/ 256)].

 

ثانيًا: تخريج الحديث:

الحديث أخرجه مسلم، حديث (55)، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه أبو داود في "كتاب الأدب" "باب في النصيحة" حديث (4944)، وأخرجه النسائي في "كتاب البيعة" "باب النصيحة للإمام" حديث (4208).

 

قال النووي: "وهذا الحديث مِن أفراد مسلم، وليس لتميمٍ الداري في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم شيءٌ، ولا له في مسلم عنه غيرُ هذا الحديث".[1]

 

ثالثًا: شرح ألفاظ الحديث:

(الدين النصيحة): النصيحة مأخوذة من نصح الرجل ثوبه إذا خاطه؛ أي: سدَّ خَلَله، وقيل: مأخوذة من نصحت العسل، إذا صفيته من الشمع.

 

وقصرُ الدِّين على النصيحة في حديث الباب المقصود منه بيان أن عمود الدين وقِوامه النصيحة.

 

رابعًا: من فوائد الحديث:

الفائدة الأولى:

الحديث فيه بيان عِظَم شأن النصيحة بين المسلمين؛ حيث جعل النبي صلى الله عليه وسلم الدين هو النصيحة، وقصَر الدين على النصيحة، وهذا من المبالغة لبيان أهمية النصيحة في الدين، والمراد - كما تقدم - أن عمود الدين وقوامه النصيحة.

 

قال النووي: "هذا حديث عظيم الشأن، وعليه مدار الإسلام، وأما ما قاله جماعات من العلماء: إنه أحد أرباع الإسلام - أحد الأحاديث الأربعة التي تجمع الإسلام - فليس كما قالوه، بل المدار على هذا وحده"؛ [انظر: المرجع السابق].

 

الفائدة الثانية:

الحديث فيه بيان لمن يجب أن تكون النصيحة، وهي كما يلي:

• (لله): والنصيحة لله: معناها الإيمان به سبحانه، ونفي الشريك عنه، ووصفه بصفات الكمال والجلال، وتنزيهه عن جميع النقائص، والقيام بطاعته واجتناب معصيته.

 

• (ولكتابه): النصيحة لكتابه: هي الإيمان بأنه كلام الله تعالى، لا يُشبهه شيء من كلام الخَلق، ولا يقدر على مثله أحدٌ مِن الخلق، ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته، وإقامة حروفه وحدوده وتدبره، والوقوف مع أحكامه وامتثالها، ومواعظه والاعتبار بها.

 

• (ولرسوله): والنصيحة لرسوله: تصديقه على الرسالة، والإيمان بجميع ما جاء به، وطاعته في أمره ونهيه، ونصرته حيًّا وميتًا، ومعاداة مَن عاداه، وموالاة من والاه، وإحياء طريقته وسنته، والدعوة إليها، والتخلق بأخلاقه وآدابه، ومحبة أهل بيته وأصحابه، ومجانبة مَن ابتدع في سنته.

 

• (ولأئمة المسلمين): واختلف في المراد بهم، فقيل: هم أئمة الإمارة، وهم الملوك والأمراء والولاة الذين على الناس، وقيل: هم أئمة العلم، وهم العلماء، وكلا المعنيين مراد.

 

والنصيحة لهم تكون بمعاونتهم على الحق، وطاعتهم فيه، وأمرهم به، وتذكيرهم وتنبيههم برفق وحكمة، وإعلامهم بما يجب عليهم للمسلمين فيما غفَلوا عنه، وترك الخروج على الولاة، وتأليف قلوب المسلمين لطاعتهم بالحق؛ لأنه لا طاعة لهم في معصية الخالق.

 

• (وعامتهم): والنصيحة لعامة الناس تكون بإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم، وكفِّ الأذى عنهم، وتعليمهم ما يجهلونه من دينهم، والشفقة عليهم، وستر عوراتهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وتخوُّلهم بالموعظة الحسنة، وإعطائهم ما ينبغي لهم من المعروف عامة، وضابط النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم: أن يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير، ويكره لهم ما يكره لنفسه من الشر؛ لأن في هذا الضابط تمام الإخلاص، وتمام المحبة، وتقدَّم الحديث عن حديث أنس وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه)).

 

الفائدة الثالثة:

الحديث دليل على أن النصيحة لأئمة المسلمين أهمُّ وأولى من النصيحة لعامتهم؛ ولذلك قدمت في الحديث؛ لأن الأئمة نفعهم وكذلك ضرهم متعدٍّ؛ فبصلاحهم يصلح من تحتهم، وبفسادهم يفسدون.

 

واعلم أن النصيحة على وجه العموم لها آداب، منها:

أولًا: الإخلاص في النصيحة، فلا ينبغي للناصح أن يكون قصده من النصيحة إظهار رجاحة عقله، أو قوة محبته، أو فضح المنصوح والتشهير به، بل يكون قصد الناصح الإصلاح والنصيحة، لا الفضيحة، ولابن رجب رسالة قيمة اسمها: (الفرق بين النصيحة والتعيير).

 

ثانيًا: عدم كتم النصيحة، بل من الحقوق بين المسلمين التناصح، وعدم كتمها؛ لأن المؤمن مرآة أخيه، وروى مسلم في صحيحه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((حق المسلم على المسلم ستٌّ))، وذكر منها: ((وإذا استنصَحك، فانصَحْ له)).

 

ثالثًا: أن تكون النصيحة بأسلوب مناسب، فلا غلظة ولا قسوة وجفاء، بل بحكمة، وحسن تعامل، ودخول مناسب على المنصوح؛ قال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125].

 

رابعًا: أن تكون النصيحة في السر؛ لأن النصيحةَ في العلانية فضيحة، وأدعى لعدم قَبول المنصوح، وما أجمل ما قال الشافعي:

تعمَّدْني بنُصحِك في انفرادي
وجنِّبْني النصيحة في الجماعَهْ
فإن النُّصحَ بين الناس نوعٌ
من التوبيخ لا أرضى استماعَهْ

 

مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الإيمان)



[1] [انظر: شرح النووي لمسلم "كتاب الإيمان" "باب بيان أن الدين النصيحة" حديث (55)].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • إبهاج المسلم بشرح ...
  • الدر الثمين
  • سلسلة 10 أحكام ...
  • فوائد شرح الأربعين
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة