• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبد الله الفريحالشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح شعار موقع الشيخ عبد الله الفريح
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح / إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم


علامة باركود

الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة

الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح


تاريخ الإضافة: 4/12/2017 ميلادي - 15/3/1439 هجري

الزيارات: 28757

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة

باب: الدليل على أَن من تيقن الطهارة ثم شك في الحدث فله أَن يصلي بطهارته تلك


عن عَبْدِ اللّهِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه قال: شُكِيَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم الرَّجُلُ، يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلاَةِ؟ قَالَ: "لاَ يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتاً، أَوْ يَجِد رِيحاً". ولمسلم بنحوه أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه.

 

ألفاظ الحديث:

• (شُكِيَ إِلَى النَّبِيِّ) صلّى الله عليه وسلّم: (شكي) بضم الشين وكسر الكاف مبني للمجهول، ولم يُسمَّ الشاكي هنا، وجاء في رواية البخاري ما يبين أن الشاكي هو عبد الله بن زيد رضي الله عنه راوي الحديث ولفظه: عن عبد الله بن زيد " أنه شكا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الرجل....." الحديث، وأيضاً جاء مصرحاً عند ابن خزيمة ولفظه: عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الرجل... " الحديث.

 

• (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ): أي يظن ظناً.

• (أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلاَةِ؟): أي يخرج منه الحدث في الصلاة، واكتُفِي بالتلميح عن التصريح باللفظ المستقذر لعدم الحاجة للتصريح.

• (لاَ يَنْصَرِفُ): أي من صلاته لأجل هذا الظن.

 

• (حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتاً، أَوْ يَجِد رِيحاً): أي حتى يتيقن أنه خرج منه الحدث بسمعه أو شمِّه، وخُصَّ السمع والشم لكونهما الغالب، فلا يشترط السماع والشم فلو تيقن بغيرهما لانتقض وضوؤه ونقل الاجماع على ذلك النووي [انظر: "شرح مسلم" (4/ 273)]، فالمقصود من ذلك هو التيقن وعدم البناء على الشك فلو كان لا يسمع ولا يشم وتيقن بغير هاتين الطريقتين انتقض وضؤوه.

 

من فوائد الحديث:

الفائدة الأولى: في الحديث دلالة على أن من تطهر وشك هل أحدث أو لم يحدث، فإنه لا يلتفت إلى هذا الشك وعليه فلا يلزمه الوضوء من أجل شكـِّه بل يصلي بطهارته حتى يتيقن أنه أحدث بسماع صوت أوشم ريح لأن يقين الطهارة لا يزول بشك الحدث.

 

وجاء أيضاً ما يدل على هذا المعنى عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً، فأشكل عليه: أخرج منه شيء أم لا؟ فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً ".

 

الفائدة الثانية: هذا الحديث دليل على قاعدة عظيمة من قواعد الدين وأصل من أصول الإسلام وهي قاعدة: [اليقين لا يزول بالشك] ومن أمثلتها ما سبق في الفائدة الأولى وهي من القواعد الكلية الكبرى.

 

أهمية القاعدة:

قال القرافي عن هذه القاعدة: " هذه قاعدة مجمع عليها، وهي أن كل مشكوك فيه يُجعل كالمعدوم الذي يُجزم بعدمه " [انظر: " الفروق" ( 1/ 111 )]، وذكر السيوطي أن هذه القاعدة تتضمن ثلاثة أرباع الفقه انظر: " الأشباه والنظائر ".

 

• معنى اليقين والشك:

اليقين لغة: العلم المستقر في النفس لثبوته من سبب متيقن له بحيث لا يقبل الانهدام.

 

واصطلاحاً: حصول الجزم الذي لا تردد فيه بوقوع شيء أو عدم وقوعه، (ويلحق الفقهاء باليقين غلبة الظن فهي تقوم مقام اليقين، وغلبة الظن هي أن يستوي عند شخص أمران فيترجح لديه أحدهما فيكون هذا الراجح له غلبة الظن ولذا يقول الفقهاء قاعدة: (إذا تعذر اليقين رُجِعَ إلى غلبة الظن) وهناك من الفقهاء من خالف في هذه القاعدة الفرعية وليس هذا مقام بسط ذلك.

والشك لغة: التردد، واصطلاحًا: تردد الفعل بين الوقوع وعدمه.

 

دليل هذه القاعدة:

من الكتاب: قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ﴾ [يونس: 36]، وقوله تعالى: ﴿ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى ﴾ [النجم: 23].

 

ومن السنة: حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه في الباب وحديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم وسبق ايراده. وأيضاً أجمع أهل العلم على العمل بهذه القاعدة وسبق نقل القرافي للإجماع.

 

من أمثلة هذه القاعدة:

1– حديث الباب وهو من تيقن الطهارة وشك هل أحدث أو لا فالأصل بقاء الطهارة لأن اليقين لا يزول بالشك، ومثله العكس كمن تيقن أنه أحدث ثم شك هل تطهر بعد حدثه أم لا فالأصل أنه محدث وهو اليقين واليقين لا يزول بالشك.

 

2- كأن يكون عنده ماء طاهر وشك هل وقع في الماء نجاسة أو لا فالأصل بقاء الطهارة وهو اليقين واليقين لايزول بالشك، والعكس كذلك كأن يكون عنده ماء نجس وشك في طهارته فالأصل أنه نجس وهو اليقين واليقين لا يزول بالشك.

 

3– كذلك من شك بما أصله الطهارة كالمياه والفرش والثياب والأرض والأواني فاليقين أنها طاهرة فلا يزول هذا اليقين بالشك، وكذلك من شك في طلاق زوجته أو عتق عبده أو أنه حلف على شيء فالأصل عدمها فلا يزول هذا اليقين بالشك، وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة تدخل تحت هذه القاعدة فهي قاعدة عظيمة نافعة.

 

من القواعد المتفرعة عن هذه القاعدة:

• ما ثبت بيقين لا يرتفع إلا بيقين.

• الأصل بقاء ما كان على ما كان.

• الأصل براءة الذمة.

• لا عبرة بالتوهم (وإذا كان الشك لا يعتبر فالوهم أولى).

وغير ذلك من القواعد الفرعية وما تقدم بعضها.

 

الفائدة الثالثة: في الحديث دلالة على أن خروج الريح ناقض من نواقض الوضوء لقوله: " حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً".

 

الفائدة الرابعة: في حديث الباب مستمسك قوي لقطع باب الوسوسة الذي هو من أقوى أسلحة الشيطان على العبد ليفسد طهارته وصلاته وعبادته، وجاء عند البزار من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ما فيه تصريح أن ما يجد الإنسان من وساوس في انتقاض وضوئه إنما هي من الشيطان، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: " يأتي أحدكم الشيطان في صلاته، فينفخ في مقعدته فيخيل إليه أنه أحدث، ولم يحدث فإذا وجد ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً " وأصل هذا حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه المتفق عليه في الباب، وليعلم العبد أن الوسواس مرض إذا اشتد بصاحبه واستسلم له صعب عليه الخروج منه فيجد به مشقة وحرجاً في طهارته وصلاته وعبادته وغيرها مما وقع فيها الوسواس ومتى دافعها ولم يسترسل لها وغفل عنها زالت بإذن الله، والشيطان حريص على إفساد عبادات العبد فيوسوس له في وضوئه حتى يظل المسلم يغسل أكثر من العدد المشروع أو يوهمه بأن موضعاً لم يصله الماء أو يوهمه بأنه خرج منه الريح كما في الحديث السابق أو يفسد عليه صلاته ويلبسها عليه كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الشيطان: " إذا اقضي التثويب (أي إقامة الصلاة) أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه، ويقول له: اذكر كذا، واذكر كذا، لما لم يكن يذكر من قبل، حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى " بل إن الشيطان ووساوسه على العبد تتعدى إلى العقيدة كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاًُ: " يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته " وعلى العبد إغلاق أبواب الوسوسة من أول الأمر ولا يستسلم لها لأن الوسواس إذا تمكن منه صعب عليه الفكاك منه إلا بمجاهدة عظيمة، وليعلم العبد أن قاعدة (اليقين لا يزول بالشك) من أنفع الوسائل لدفع الوسواس.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • إبهاج المسلم بشرح ...
  • الدر الثمين
  • سلسلة 10 أحكام ...
  • فوائد شرح الأربعين
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة