• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  محمد الدبلد. محمد بن سعد الدبل شعار موقع  محمد الدبل
شبكة الألوكة / موقع د. محمد الدبل / خطب منبرية


علامة باركود

عواقب الظلم

عواقب الظلم
د. محمد بن سعد الدبل


تاريخ الإضافة: 20/1/2013 ميلادي - 8/3/1434 هجري

الزيارات: 28203

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عواقب الظلم


الحمد لله معز من أطاعه ومذل من عصاه، الحمد لله الذي له ملك السماوات والأرض، واحد أحد فرد صمد، يجير ولا يجار عليه.

 

نحمده ونشكره على نعمه التي لا تحصى، ونشهد أن لا إله في الأرض ولا في السماء إلا هو. خلق الأرض وقدر فيها أقواتها، وخلق الآدميين واستخلفهم فيها، وجعل لكل منهم نصيبا من الرزق لا يند عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، نشكره والشكر له على ما أنعم وقسم وقدر، ونشهد أن لا إله سواه، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله إمام الأولين والآخرين، وسيد أهل الأرض أجمعين صلى الله وسلم وبارك عليه من نبي أدى الأمانة وبلغ الرسالة وجاهد في الله حق جهاده، وأتقاه حق تقواه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فيا أيها المسلمون المؤمنون اتقي الله ما استطعتم، واعلموا أنكم في هذه الحياة الدنيا مبتلون ومحاسبون ومجزيون، ولولا البلوى والحساب والجزاء لما كان لوجودكم على هذه الأرض معنى واعتبار. ولكنه حكم الله الذي أمضاه بعدله وحكمته في خلقه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا يسأل عما يفعل وخلقه يسألون.

 

إنه منذ أن هبط آدم أبو البرية - عليه السلام - إلى هذا الكوكب الكوني، وتناسلت ذريته وانتشرت على هذه الأرض، وجميعهم ماض فيه حكم الله ما بين كافر ومؤمن ومنافق وملحد ومستقيم ومنحرف بعضهم لبعض عدو إلا المتقين.

 

وهذا الحكم جار عليهم وفيهم أفرادا وجماعات وأمما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا، ومصداق حكم الله قوله تعالى:

﴿ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ [البقرة: 36]. ومصداق حكم الله بالائتلاف والتحاب ووحدة الهدف والمصير بين عباده المتقين قوله تعالى: ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 38]. وقوله جل وعلا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128]  أيها العباد المسلمون، يتساءل كثير من الناس اليوم - وبخاصة أولئك الذين لم يتعمقوا في دراسة التاريخ الإنساني والتاريخ الإسلامي بخاصة. ولم يتوسعوا في دروس الثقافة العامة، والثقافة الإسلامية بخاصة، بل لم يتدبروا المصدرين الشرعيين كتاب الله وسنة رسوله، يتساءل ويسألون عن واقع الأمة الإسلامية والعربية في حاضر: اليوم لم هذا التطاحن والتخالف والفرقة والشحناء؟ لم هذه الفتن الهوجاء التي ما إن ينطفئ أوار الفتنة الواحدة إلا ويعقبها ما هو أفظع وأشد وأخطر تحديا وسطوا وطغيانا وظلما؟ هل كان في تاريخ الأمم قبلنا مثل هذه المآسي الدامية والويلات المهلكة؟


ونقول لهؤلاء المتسائلين ولغيرهم من أفراد الأمة الإسلامية، نقول لهم عن واقع الأمم قبلنا وعن واقع الأمة الإسلامية المعاصرة:

إن الله سبحانه وتعالى ما ترك من أمة سبقت إلا وشرع لها دينا سماويا على أيدي رسل وأنبياء، كل رسول يبلغ أمته دعوة الله إلى عبادته وينذرهم ليستقيموا على شرعه الذي أرسله الله به. ﴿ وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾ [فاطر: 24] وكلما كذبت أمة رسولها أو ابتعدت عن منهج الله الذي سنه لها توالت عليها الفتن والمصائب، وأخذت بالبأساء والضراء وألوان التنكيل والعذاب.

 

وها هو القرآن الكريم أصدق الكتب وأزكاها يحدثنا عن مصائر الأمم السابقة ممن طغى وتجبر وكذب وحاد عن جادة الحق.

 

يحدثنا مصنفا هذه الأمم بحسب ظلمها وطغواها وتكذيبها، فيقول جل من قائل: يقول عن مصائر تلك الأمم السابقة المكذبة: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40].

 

ويفصل النسق القرآني ذكر تلك الأمم الغابرة، وما حاق بكل أمة جزاء وفاقا فيقول في معوض آخر من سورة الذاريات: ﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ * قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ * لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ﴾ [الذاريات: 31 - 34] ويستمر السياق في ذكر الأمم وألوان جزائها فيقول من آي السورة نفسها: ﴿ وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ * وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ * وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ * فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ * فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ * وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴾ [الذاريات: 38 - 46]. هذا أخذ الله للأمم السابقة الكافرة المكذبة الظالمة.

 

أما الأمم في عالمنا المعاصر مسلمة كانت أو كافرة فما أكثر الإحن والمصائب والفتن والشحناء والفرقة فيما بين صفوفها! وما أكثر أصناف العذاب الذي تؤخذ بها! فهناك المجاعات والفقر والجهل والمرض وألوان الانتحار، وشن الغارات والحروب والفقر والتعدي والظلم والسطو لأتفه الأسباب. نلحظ هذه المآسي، وكلنا يدرك أن بعض البلدان الإسلامية لم تزل بمنجاة منها أو بعضها، ولو قسنا واقع بلادنا في هذه المملكة الإسلامية العامرة بواقع ما يجرى على صعيد كل أرض لوجدنا أن بلادنا ومجتمعنا لم يزل بمنجاة من هذه المآسي، وسيظل إن شاء الله على هذه الحال ما دام حكامه من أهله، وما دام سادته وقادته وبطنته وأفراد الرعية فيه كلهم يتلاحم مع حكامه في رفع لواء الإسلام وتطبيق شرع الله، وردع الصائل والظالم والمعتدي، وتنفيذ أحكام الله فيهم.

 

وقد يقول قائل:

لكننا في عالمنا الإسلامي لم نزل نعايش في بعض أوطانه حروبا طاحنة دامية كالذي يجري في أرض الأفغان، وكالذي يجري في لبنان وفلسطين، ومثل تلك الطامة الكبرى والفتنة الهوجاء التي فاجأتنا بها دولة مسلمة عربية متعدية في وضح النهار على دولة عربية إسلامية آمنة. فكيف المخرج من هذه الويلات ومن هذه الفتنة الساحقة بخاصة؟ تلك الفتنة التي تنذر بمصير مشئوم للعالم الإسلامي بأسره، لأن خيوطها فتلت لهذا الغرض، فليست لتوزيع الثروات وإنما هي لتوزيع الثورات وإشعال الفتن والقضاء على الإسلام والمسلمين.

 

هذه الفتنة أيها المسلمون المؤمنون لا يكفي في الحديث عنها وبسط أسبابها خطبة أو خطبتان، ولكن سأوجز القول عنها في الخطبة الثانية، وما أحوجني وأحوج كل مسلم إلى البسط والإطالة في الحديث عن هذا الحدث الجليل ليقف المسلمون صفا واحدا متجهين إلى الله في كل أرض أن يقطع دابر الذين ظلموا.

 

فليست فتنة هؤلاء الظالمين تشكل خطرا على أرض الكويت العربية الآمنة فحسب، وإنما تسعى إلى تقويض كل أرض يشهر فيها الأذان من ويعبد الله وحده، ولكن ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].

 

بارك الله لي ولكم في كتابه الكريم، ونفعني وإياكم بما فيه من العظات وللتوجيهات والذكر الحكيم، ونصر بعدله وقوته عباده المسلمين. أقول هذا القول وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم من كل ذنب، فأنيبوا إليه واستغفروه إنه جواد كريم بر رؤوف رحيم.

 

الحمد لله الذي له ملك السماوات والأرض وهو على كل شيء قدير، نحمده سبحانه ونشكره، ونسأله المزيد من فضله وإنعامه. ونصلي ونسلم على رسوله محمد بن عبد الله إمام الأولين والآخرين، قدوتنا في كل ما نأتي ونذر، صلى الله وسلم وبارك عليه من نبي دعا للأمة، وجاهد في الله حق جهاده.

 

أما بعد:

فيا أيها الإخوة المؤمنون، اتقوا الله ما استطعتم، ولا تجعله للشيطان طريقا ينفذ منه إلى إفساد عقيدتكم، ويقطع ما أمركم الله بوصله، فهو عدو الأمة الإسلامية اللدود ومؤرث العداوات ومثير الفتن بين صفوفها، فحاربوه بالصبر والثبات والتزام أحكام الشريعة في كل شيء. واعلموا أن أعوانه يتربصون بكم الدوائر ليفسدوا ما أنتم عليه من صلاح وفلاح وأمن ورغد واستقرار بحجة التجديد في المخبر والمظهر والنظام. سبحان الله! متى اخلولق نظام الإسلام؟ وكيف ذلك؟ وهو النظام الشامل الشافي الكافي الذي قال عنه منزله جل وعلا: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19]، ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].

 

أيها الأحباب في الله، ها قد سمعنا في شطر الخطبة الأولى مصائب الأمم التي سبقت وما جر عليها تكذيبها وتنكبها جادة الحق من ويلات وعذاب وتنكيل.

 

فحري بنا أن نقف وقفة المتأني لننظر في واقع المسلمين اليوم، وما جروه على أنفسهم وشعوبهم من مصائب وإحن وفتن وحروب دامية لا يعلم مداها إلا الله الذي له الحكم وله الملك وهو الواحد القهار. ما الذي جر الحروب على فلسطين المنكوبة طوال نصف قرن إلا قليلا؟ وما الذي أنشب الحروب الضروس في بقاع لبنان المسلمة قرابة أربع عشرة سنة؟ وما الذي جعل البلاد الإسلامية في الأفغان حربا مشتعلة لا هوادة فيها، لولا أن الله لم يزل مثبتا لأقدام المجاهدين فيها ومن ذا الذي أشعل الحرب الدامية بين دولتين مسلمتين متجاورتين أوارها من بغداد المسلمة وضرامها في طهران المسلمة التي كادت أن تصبح أثرا بعد عين؟ لولا الله ثم توسط الحكام المسلمين الأمناء على الأمة الإسلامية في هذا البلد في غيره من بلدان الإسلام التي تعبد الله لا غيره، ثم من ذا الذي باغت قطعة إسلامية درة في جبين الدهر، فحولها إلى صور كالأشباح وسلبها وانتهك محرمات أهلها على غرة منهم.

 

إنها دار الكويت لمحتي قوض بناءها وشرد أهلها وأحرق يابسها وأخضرها، نظام طاغوت العراق بلد الحضارة الإسلامية، تلك البلاد التي رزئت بصنائع الكفر في نظرتهم للحياة والأحياء وخالق الأحياء، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

عباد الله:

إنها فتنة عمياء ومحنة هوجاء لا هم لمشعليها إلا السطو والطمع، وتفريق صف الأمة الإسلامية بحجة توزيع الثروات، وإنها والله لتوزيع الثورات لتفريق الصف العربي والإسلامي.

 

إنها والله مكيدة وعداوة لأهل هذه الأرض، ومقدساتها وأرومتها وحكامها ومجتمعها المسلم، بغضا وحسدا وطغيانا وإثما مبينا.

 

ولكن يأبي الله إلا أن يحرس بيته وبيت نبيه وشريعته ونظام شريعته في هذه البلاد، وفي بلد إسلامي يشهر فيه: الله أكبر لا إله إلا الله محمد رسول الله.

 

مكيدة وحرب نارية نفسية حزبية طائفية، لا هم لمشعليها إلا الفتك بالعروبة والإسلام، ولكن الله معنا بحوله وقدرته. فانظروا إلى ما أحدثته من ويلات ودمار وتفريق الغرض منه تفكيك صف الأمة الإسلامية والعربية، لا هم لمشعليها إلا الأطماع الرخيصة وتمزيق وحدة الشمل.

 

فلسان حالها يقول لمشعلها:

يا بائع المجد في بغداد هل علمت
يداك ما أنفقت في البطش بالعرب
البيت تفجعه والمال تجمعه
فلا يغرنك ما جمعت من نشب
صف التآزر منا لن يفرقه
هول السلاح ولا التهويل في الخطب

 

وما دام الأمر كذلك - أيها الإخوة المسلمون - فإنه ينبغي، بل يجب على كل مسلم ومسلمة أن يقف عن هذه الفتنة العمياء موقف المسلم المؤمن المجاهد الصابر المحتسب، مستعملا كل قوة، وكل سلاح، وأول سلاح يجاهد به المسلم المؤمن هو سلاح الإيمان بالله وما شرع.

 

وها أنتم - ولله الحمد - مسلمون مؤمنون لم تفت هذه الفتنة في عضد واحد منكم، ولم تستطع أن تغير ما أنتم عليه وفيه أمن وصلة بالله.

 

والسلاح الثاني الذي ينبغي للمسلم أن يحمله في صدر عادية الشر والضلال، هو سلاح الكلمة الصادقة التي يصدرها العالم من محراب علمه، والأديب من عطائه، والمفكر من حصافة عقله ورأيه، والحاكم من حسن تدبيره وحكمته وبعد نظره.

 

وها أنتم من بقاع هذا البلد المسلم صدرتم الكلمة الطيبة من أروقة العلم، ومن منابر الفكر والأدب، ومن عمق السياسة الشرعية الحكيمة التي يرعاها إمام هذا البلد وولي عهده وبطانته، صدرتموها لتروي شجرة السلام ونادي إمامكم: إن للمجرة السلام لا تروى بالدم.

 

والسلاح الثالث الذي يتوجب على كل مسلم قادر أن يحمله هو قوة السلاح والعزم والتصميم والجهاد لتكون كلمة الله هي العليا.

 

وإن الله لناصركم بحوله وقوته: ﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 173]، ﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 173].

 

أيها المسلمون المؤمنون:

هناك أمور جانبية يعمل كل عدو لكم ولإسلامكم، يعمل على فتلها ودسها لتشغلكم عن الأهم، وهو الوقوف والصمود والثبات بكل قوة أمام كل عدو صائل جائر معتد.

 

من هذه الأمور حديث أبواق الإعلام المغرضة عن الصحوة الإسلامية، وعن الالتزام والملتزمين، ومن يكونون؟ وعن الحزبية والطوائفية، وعن السفور والتحضر. سبحان الله! إن الإسلام - أيها المؤمنون - كل لا يتجزأ إيمان قوي بإله واحد ونبي واحد ودين واحد، وإمام واحد وعدل ومشورة، صراط بين واضح كله التزام وعمل وتصميم. فالله الله أن يؤتى الإسلام عن قبلكم يا أبناء الإسلام.

 

فاللهم يا رب الأرباب، ويا مالك السبع الشداد. إنه قبل حملنا السلاح ها نحن نتجه إليك وحدك بالكلمة في فحواها اللينة الخاشعة في توجهها داعينك ضارعين إليك من خلاف قولك: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60].

 

وها نحن في بيت من بيوتك ولا ساعة من نهار يوم من أيامك خاشعين لعظمتك ذليلين أمام جبروتك، مخبتين مرددين: اللهم بعزتك أعز الإسلام والمسلمين، ودمر الكفرة والملحدين والمعتدين. اللهم خذ أعداء دينك بقوتك التي لا تقهر، وسلط عليهم جنودك التي لا يعلمها إلا أنت.

 

اللهم فرق صفوفهم، وشتت شملهم واخضد شوكتهم. ولا تجعل منهم على الأرض ديارا فأنهم لا يعجزونك يا جبار السماوات والأرض. اللهم احفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، واحفظ إمام المسلمين وولي عهده وبطانته، وكن معهم لا عليهم، ومكن لهم في الأرض ما مكنت لعبادك الصالحين.

 

سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين. وأقم الصلاة، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • قصائد
  • أناشيد
  • كتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة