• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  محمد الدبلد. محمد بن سعد الدبل شعار موقع  محمد الدبل
شبكة الألوكة / موقع د. محمد الدبل / مقالات


علامة باركود

رواية " إصلاح " لعزيزة الأبراشي

رواية " إصلاح " لعزيزة الأبراشي
د. محمد بن سعد الدبل


تاريخ الإضافة: 26/2/2014 ميلادي - 25/4/1435 هجري

الزيارات: 24073

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رواية "إصلاح" لعزيزة الأبراشي

نماذج إسلامية من القصص الروائي (2)


وهناك مِن القصص الإسلامي نصوص كثيرة، كلها جديرة بالوقوف والتأمل، ولما كان في ذكر بعضها ما يُغني فسنَكتَفي بإيراد شيء من نصوص قصة "إصلاح"؛ للكاتبة الإسلامية "عزيزة الأبراشي".

 

لقد استلهمَت الكاتبة هذه القصة الروائية الإسلامية مِن واقع الحياة التي يعيشها كثير من الشباب المسلم، والشابات المسلمات جهلاً مِن الفريقَين بأحكام دينهم الإسلامي.

 

وقد سكبَت الكاتبة معانيها الجليلة في إطار قصصي بديع؛ حيث عمَّمت أفكار القصة على أبطال هذه الرواية وهم:

"إصلاح": تلك الفتاة الجميلة التي أراد الله - تعالى - أن تهتدي إلى الحق، وترى بعين اليقين معاني الإسلام، ومكانة المرأة في ظل أحكامه العادلة ومثُله الرشيدة.

 

ثم "زينات هانم" تلك السيدة الأم التي لعب الشيطان بعقلها وعواطفها وأغواها حتى جعلت مِن بيتها خدمًا وحشمًا وفتيات يرعَيْن الرذيلة ويمارسنها في مكان دعاريٍّ فاسد ممتَدٍّ على شطِّ نهر امتداده للشر والفساد على حدِّ ما تخفق فيه أرواح وأرواح، كلها جُمعت لتودي بإنسانية الشابِّ والشابة في مهاوي الرذيلة بأيِّ حساب.

 

ومِن شخصيات هذه القصة "عنايات هانم" تلك الشخصية التي لا تقل عن صديقتها "زينات هانم" في التخلُّق بأخلاق السوء والتنكُّر للعُرف والشرع والتقاليد الإسلامية.

 

وهناك مِن شخصيات هذه القصة عدد مِن الفِتيان والفتيات، لكل واحد دوره الخاص به في سرد أحداث هذه القصة، وعرض موضوعاتها، وعلاج ما ترمي إليه مِن قيَم إنسانية رفيعة.

 

ومن نصوص هذه القصة الإسلامية البديعة قول الكاتبة "عزيزة الأبراشي" في وصف أول مشهد من المشاهد القصصية التي عرضتها: "في ذلك الحي الهادئ، وعلى إحدى ضفتي النهر؛ حيث يهبُّ نسيمه الوادع، وتتمتَّع العين بمنظره الساحر، تجد قصرًا مِن أفخم القصور، رابضًا في أحضان جزيرة جميلة، شامخًا بعظمة بنيانه بين القصور الشامخة الشاهقة التي تكتنفها البساتين المزهرة، وتُظلِّل شوارعها الأشجار المُورِقة، ويَشملها الهدوء[1]".

 

وتُسهب الكاتبة في وصف هذا القصر الجميل؛ شدًّا لذهن السامع، فتخلَع على شرُفات القصر وساحاته وغرفه ما يَدِقُّ عن الوصف مِن بديع التصميم، وتناسُق البُنيان، وتناسُب الأجزاء حتى فاق ما حوله مِن قصور جميلة رائعة، وهذا الصنيع من الكاتبة مقبول إلى حدٍّ ما؛ ذلك أن القصة الأدبية تتطلب المزيد مِن الإسهاب في الوصف والصور التخيلية توصلاً إلى رسم الحقيقة الماثلة في العقدة والحل والخروج منها بمخرَج يَليق بأهداف القصة والغاية منها، وبعد أن انتهت الكاتبة مِن رسم خطوط القصة بريشة الرسام المُبدِع الماهر انتقلت لتحلِّق بالقارئ والسامع في مضامين عقدة هذه القصة، مبتدئة برسم لوحة جميلة تخلب الناظرين، وتُحرِّك فيهم معانيَ شريفة سامية مِن خلال فِكرة السلب والإيجاب في المضمون الذي ترمي إليه الكاتبة عزيزة الأبراشي، فتُعطي الفتاة "إصلاح" نصيبًا كبيرًا مِن أسلوب وعرض محاكمة الأفكار التي ينسجها خيال القاصِّ ذي القدرة على الإبداع.

 

فإليك شيئًا مما سجلته الكاتبة عن عقدة هذه القصة:

"ففي مُنعطف أحد الشوارع الفسيحة الجميلة يَختفي ويظهر للأبصار مكان يلفُّه الحياء وتتقاسمه القوى الشيطانية غير عابئة بهذا الحياء عند آخَرين، إنه مكان للتجميل، يجلس في غرفاته عدد من الرجال والنساء للقيام بتصفيف الشعر وتمشيطه، والاشتغال بوضع المساحيق، والأطباب والتنعيم لبشرة هذا الجنس وهذا الجنس.

 

وفي ساعة من ساعات النهار المبكِّر تلتقي السيدة زينات هانم ومعها ابنتاها:

"إصلاح" تلك الفتاة التي تمتاز على أختها وأمِّها بجمال فاتن، وقوام بديع، يلتقي الجميع بالسيدة عنايات هانم تلك التي جاءت إلى هذا المحلِّ لنفس الغرض والغاية؛ إنه تصفيف الشعر، والتجميل؛ استعدادًا للمشاركة في حفلة ستقام في القصر المعمور بالخراب والفساد والدمار، وهنا يحصل من الفتاة الجميلة "إصلاح" ما لم يَخطر لأمها وأختها وصديقتها؛ ففي أثناء حديث وتشاور وهمهمات بين السيدتَين الكبيرتين زينات وعنايات تسللت "إصلاح" في هدوء إلى مدير المحل، وطلبت منه أن يقوم بتجميلها وتصفيف شعرها سيدةٌ مِن العاملات بالمحلِّ لا أن يقوم بذلك رجل من العاملين، بعد ذلك عادت إلى مجلسها مع أمها وصديقتها وأختها وأخوَيها، ومضَت فترة وجاء الحلاقون فاتخذت كل واحدة مِن النسوة الفتيات مكانها بقرب حلاق، وقبل أن يبدأ العمل أقبلت فتاة ترتدي معطفًا أبيض، واتجهت نحو مقعد الفتاة "إصلاح" للقيام بعمل تجميلها، فعلت الدهشة وجوه الجميع مُستنكِرين ومُنكِرين على "إصلاح" أن يقوم بتصفيف شعرها امرأة مثلها، واشتعلَ الغضب في وجه أمها "زينات" قائلة: لماذا استدعَيت الآنسَة؟

 

أنسيتِ أن الرجال هم أجدر وأمهر مِن النساء في تصفيف الشعر وتزيين الرأس والبشرة؟ فأجابت الفتاة "إصلاح" بصوت رزين: ما زلتُ أعلم ذلك - يا أماه - ولكني عرفتُ - أخيرًا - من أستاذي في الكلية أن جلوس المرأة إلى الرجل ليُزيِّن رأسها حرام، ويُغضب الله تعالى؛ فسخر الجميع من إجابة إصلاح، واتجهت إليها أختها "سوزان" قائلة في إنكار واستنكار: أستاذك؟ حقًّا، لقد غير الشيخ كثيرًا من طباعك العصرية وآرائك الحديثة، ولشد ما أخشى عليك الاتصاف بالرجعية إذا تمادَيتِ في ذلك، فنظرت إليها إصلاح ولم تزد على أن قالت: إذا كانت الرجعية معناها الرجوع إلى أوامر الله -تعالى- ورسوله، فما أسعدني بتلك الرجعية، وكان هذا الحوار بين الأختَين على مسمع من أمهما وصديقتها عنايات تلك التي جعلت تُنصِت إلى كلام الفتاة "إصلاح" في صمت ما لبثَ أن استحال إلى عجب أخرجَها عن صمتها، فراحت تتساءل قائلة: مَن يكون هذا الشيخ؟ أجابت إصلاح: انه عالم جليل، جاء به أبي ليُرشدني ويُرشِد إخوتي... فقاطعتها عنايات قائلة في استنكار: عالِم؟ ما لكِ - يا ابنتي - وكلام الشيوخ وآرائهم، إن للشيوخ طريقة في الحياة لا تُناسِب طبيعة نشأتك، التَفتي حولك، هل ترَين أحدًا من الناس يسمع لقولهم، أو يتَّعظ بوعظهم؟ فردَّت الفتاة إصلاح على هذا الكلام النَّتِن الخبيث قائلة: سبحان الله، ما أشد جهل الناس بصالحهم؛ إذا مرضت أجسامهم بادروا إلى الأطباء للعلاج حفظًا لحياتهم الفانية، أما مَن يشفون أرواحهم بعد الله تلك الأرواح التي هي مصدر حياتهم الدائمة، فهم عن هذا العلاج غافلون، وبالمهَرة مِن أطبائه مستهزئون!

 

ثم اتجهت إلى السيدة عنايات قائلة لها: عفوًا - أختي الكريمة - ما أحوجنا إلى وعظ علماء الدين في هذا العصر، أليس العلماء هم ورثة الأنبياء، وللأرواح هم الأطباء؟! فلم لا نستمع إلى وعظهم وإرشادهم؟![2].

 

وهكذا تمضي الكاتبة في حوار طويل بين أبطال القصة، كلما جاء المتطرِّفون بقول فاسد ورأي خطل ردَّته الفتاة "إصلاح" وفنَّدت دعاواهم، وأفسدت آراءهم، ودلتهم بحزمها في الرأي وقوتها في العارضة وصدقها في العبارة إلى الصواب، ويشاء الله - جل وعلا - أن يُصلح أمر الفتاة "إصلاح".

 

وهنا تسرد الكاتبة عددًا مِن الأفكار والمعاني في أدوار حوارية بين بطلة القصة "إصلاح" وبين معارضيها مِن أبطال القصة الآخَرين.

 

ويستمر العرض والحوار فيما يزيد على إحدى وثلاثين وثلاثمائة صفحة لرسم صورة للكيفية التي تم بها خلاص الفتاة إصلاح مِن براثن الرذيلة، وانفتَح أمامها باب السعادة إلى خير الدنيا والآخرة، إنها قد ودَّعت قصر الخراب والدمار، ذلك المكان الآفن الذي أظلم نوره وأُغلقت أبوابه ونوافذه، وأصبح حديث المتحدِّثين، وعِظَة الغافلين، لقد ودعت الفتاة إصلاح ذلك القصر ورحلت إلى بيت الله الحرام؛ لقضاء فريضة الحج، وكأنما خُلقت من جديد، لقد رأت مِن نور الإسلام وهدايته ما رأت؛ فقد سكَنت نفسُها، وقَصر طرفُها، واحتفظت بجمالها، ورُزقت زوجًا شابًّا مُسلمًا مُستقيمًا تقدَّم لخِطبتها من محرمها الذي كان يرافقها في رحلة الحج؛ فقد طلب الشاب محسن مِن أخي الفتاة الزواج من إصلاح، فتم له ولها ما يريدان، فاجتمع شمل محسن بإصلاح، وما أجمل الإحسان والصلاح في حياة فردَين يضمُّهما عقد زواج شرعي صحيح!

 

لقد كانت إصلاح خير زوجة لزوجها؛ فقد فتحت أمامه أبواب كل خير، وكان محسن مِن المحسنين بإصلاح المهتمَّة بشؤونها الزوجية، الذي كلما دخل عليها دارها وجد عندها ما يسر ويبرُّ، فلم يزل يُردد قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((فاظفر بذات الدِّين، تَربت يداك)).

 

وأخيرًا تَختِم الكاتبة "عزيزة الأبراشي" فصول قصَّتها بفصل أخير تُحدِّد في موضوعاته، وأفكاره، وحوادثه المعاني الشريفة السامية التي يهدف إليها الأدب الإسلامي مِن خلال ألوانه الأدبية شِعرًا أو نثرًا، وتقوم وظيفة هذا الفصل على امتزاج آراء وأفكار تعتمل في نفس عدد من الأشخاص الذين هم عبارة عن بيت أسري يتألف من: "محسن" و"إصلاح" زوجَين كريمين عفيفين، أسعدهما الله في ظل الحياة الزوجية المشروعة بهدْي الإسلام وحُكمِه العادل السليم.

 

ومِن جَدِّه وخالته: هذا الشخصان اللذان بقيا مِن أسرته على مرِّ الأيام، وكانا يكرهان زواجه من الفتاة "إصلاح"؛ لعِلمهما بالماضي الذي مرَّت به في تربية بيتها الأسري بين أبوَيها وأخواتها وصديقاتها، ولم يَعلما بعد كيف غيَّرت الحال مِن شأن هذه الفتاة التي هجَرت بيت العهرِ والفسوق، وهاجرت إلى بيت الإسلام بيت الطهر والعفَّة، مبتدئة رحلة العمر الجديد إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، ولوضع الإصر والأثقال الاجتماعية التي كانت تُعاني منها طوال مرحلة عمرها الأول.

 

ثم عادت برفقة خير زوج انتشلها من واقع مرٍّ مريض إلى مثالية إسلامية لا نظير لها، حتى كان لهذه المثالية أثر كبير في حياة الزوج "محسن" وفي حياة غيره مِن معارفه وأصدقائه؛ إذ هيأ لهم فرصًا ليكونوا مثله، يعيشون سعداءَ مع زوجات مسلمات مؤمنات سعيدات في أسرة إسلامية يوحِّد شملها هدى الإسلام، وتشريعه ونظامه الكامل في الحياة.

 

ومن بين النصوص التي سردتها الكاتبة لأداء هذه المعاني والقيم قولها في حديث عن مقابلة الزوج "مُحسن" لجدِّه وخالته بعد غياب طويل: "هذا أنت - يا محسن - مرحبًا بك يا ولدي، قالت الكاتبة: فاغرورقت عينا محسن بالدمع فرحًا بهذا اللقاء غير المنتظر، وفجأة مال إلى جدِّه يُعانِقه ويُقبِّل يده، والجد مسرور برؤيته، قالت الكاتبة: ثم جلس على الكرسي تجاه سريره، وتكرَّر ترحيب الجد، وزادت دهشة محسن، وعجب مِن تبدُّل حالة جده وتغيُّر مقابلته.

 

وفي هذه اللحظة جاءت خالته، وأقبلت عليه في لهفة، فقام محسن لتحيتها، فاحتضنته باكيَةً، وقبَّلته في شوق وحنان، ولم يطل جلوسه، وبدأت عاتبة على انقطاعه، سائلة عن زوجته، مُستفهِمة عن موعد عودتها مِن الحجاز.

 

وكان محسن من تلك المقابلة مبهوتًا لا يدري سببًا لهذا التحول مِن جدِّه، ولا مِن أين عرفت خالته خبر سفر زوجته، وما لبث أن بدأ الحديث معتذرًا: إني آسف - يا خالتي - لما كان من انقطاعي عن زيارتكم، وقد جئتُ لأعتذر، ولأزيل الفكرة السيئة التي لدى جدي عن زوجتي، ونظر نحو جدِّه وتابع: فهل أستطيع ذلك يا جدي؟

 

وما أشدَّ الدهشة التي استولت عليه حينما نظر الجد إليه مُبتسمًا وقال في هدوء: لا تقل شيئًا يا ولدي؛ فقد عرفت عنها كل شيء، جزاها الله عن صبرها خير الجزاء، فسُرَّ "محسن" - على ما به من الدهشة والعجب - وقال مستفهمًا: جدي يعرف حقيقة زوجتي؟ حمدًا لله؛ فقد كفاني ما أردت إظهاره، وهل علم جدي بتديُّنها وصفاتها؟

 

• الجد: أمس - فقط - مِن خالتك، بعد رجوعي من سفري.

 

فزاد عجب محسن ونظر إلى جده قائلاً: أسافر جدي إلى بلاد المغرب؟

• الجد: نعم يا ولدي، بعد شفائي من المرض الذي قد اعتراني بسببك؛ إذ كنت أظن بزوجتك الظنون، وحاشا - يا ولدي - أن أظن، فقد كنتُ رأيت بعيني ليلة زفافك ما حمَلني على ذلك. فانبسطت أسارير محسن وقال ضاحكًا: والآن هل سُرَّ جدي بتحقيق دعاء جدِّ العائلة الغيور؟

 

• الجد: حمدًا لله - يا ولدي - فـ: ((خير متاع الدنيا المرأة الصالحة))، فزاد سرور محسن بما سمعه، وما لبث أن اتجه إلى خالته متسائلاً: من أين أتَت إليك أخبار زوجتي؟ وكيف عرفتِ بسفرها؟

فتبسَّمت خالته وقالت في بساطتها المعهودة: لقد رأيتُ زوجتك - يا ولدي - بعيني وأنا بداخل منزلك، وسمعت عن حقيقتها، فما وجدتُ لها مثلاً في هذا الزمن، فنظر إليها مبهوتًا، وعاد يُسائلها في دهشة: خالتي رأت زوجتي وفي منزلي؟ إن هذا لعجيب، وهل عرفتْك؟ وماذا قالت لك؟

• لا يا ولدي إنها لم تعرفْني، ولم تُكلِّمني إلا كما كلمتْ غيري، ولولا خجلي من أعمالك أمام جارتي لكلمتها وعرَّفتها بنفسي.

 

• عجبًا! كيف كان ذلك؟

كان ذلك - يا ولدي - منذ أكثر من شهرين، وكان جدك قد سافر إلى "بلادنا" عندما دعتني هذه - الجارة - وأشارت إلى المنزل الذي أمام النافذة لأذهب معها إلى سماع درس من دروس الدين في منزل سيدة بمصر الجديدة[3].

 

وهكذا تَسرد الكاتبة أحداث وأفكار هذا الفصل في عدد من النصوص تقف بكل نصٍّ وفق الأسلوب القصصي الذي يستدعي تنويع العبارة مما يُثير عوامل التأثر والتأثير، وتتَّخذ الكاتبة من عقل العاطفة ما يُهيئ للقارئ المستمع للمتابعة؛ حيث إن العاطفة من أبرز الخصائص الفنية التي يَنبني منها الذوق الأدبي المُرهَف، ولأنها من أقوى الظواهر التي تتحكم كثيرًا في حياة الشبان والفنيِّين والنساء، وتوقظها البيئات الجميلة والمواقف العنيفة والحوادث القوية[4].

 

وهذه الخصوصية قد برزت في ثنايا قصة "إصلاح" مِن أول فكرة سطرتها الكاتبة، ولم تزل تُرافقها حتى نهاية هذه القصة التي مزجَت بين أفكارها بألوان مِن الأساليب والعبارات التي تتلاءم مع كل حدث.

 

وإذا كانت الأعمال الأدبية إنما تقوم مِن خلال ما اصطلح عليه النقاد بالبناء الشعوري: العاطفة والخيال والصورة الأدبية فإن في دراسة النصوص النثرية مِن خطابة وقصة مما ألمحْنا إليه في الفصل الأول من هذه الدراسة وذكرنا لُمعًا منه في هذا الفصل، إن في هذه النصوص ما ينهض بهذه الخصائص ويُحقِّقها على الوجه الذي يتميز به الأدب الإسلامي في عموم فنونه وأغراضه، ويتجلى صدق البناء الشعوري في الشعر الإسلامي مما سنتبينه في الفصل الثالث، آخر فصول هذه الدراسة.



[1] إصلاح. لعزيزة الأبراشي، ص: 7.

[2] المرجع السابق، ص: 11 وما بعدها.

[3] قصة "إصلاح"؛ لعزيزة الأبراشي، ص: 321 وما بعدها.

[4] الأسلوب؛ لأحمد الشايب، ص: 22.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • قصائد
  • أناشيد
  • كتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة