• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  محمد الدبلد. محمد بن سعد الدبل شعار موقع  محمد الدبل
شبكة الألوكة / موقع د. محمد الدبل / مقالات


علامة باركود

الهيكل العام لبناء القصص النبوي

الهيكل العام لبناء القصص النبوي
د. محمد بن سعد الدبل


تاريخ الإضافة: 8/1/2014 ميلادي - 6/3/1435 هجري

الزيارات: 19405

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الهيكل العام لبناء القصص النبوي

 

إن الهيكل العام لبناء القصص النبوي الذي يتألف من:

1- بداية مسبوقة بمقدِّمات على نمط معيَّن يَتجانس مع موضوعات كل قصة على حسب الظروف والأحوال التي تُساق مِن خلالها القصة.

 

2- ويلي البداية المسبوقة بمقدِّمة تمهيدٌ يَختلف وموضوعات القصة أيضًا، فهناك: تمهيد تقريري، وتمهيد يُحدِّد الموقف، وتمهيد يلم شتات الأحداث حتى يُصوِّرها في مشهد حدث واحد.

 

3- ثم أفكار وموضوعات منسَّقة تسبق كل فكرة وكل موضوع بحديث - يَقصر أو يطول - على حسَب ما يَهدف إليه الموضوع، وما تهدف إليه الفِكرة.

 

4- إطار منسَّق مُنتظِم مِن ألفاظ متباينة تارةً ومُتجانِسة أخرى على حسب ما يتضمَّنه المعنى، ويرمي إليه.

 

فلمعنى التقرير ألفاظ غاية في البساطة والوضوح، ولمعنى التأكيد وصيَغ الإنكار ألفاظ في الذِّروة من الجزالة والفَخامة والقوة، ولمعنى الترغيب والترهيب ألفاظ متباينة نجدها مع الترغيب تَجري في سلاسة ويسْر، ومع الترهيب تَجري في إطار مُتقَن قويٍّ محكَم، تشي ألفاظه بمبدأ القوة والعظمة والجزالة والفخامة تجانسًا مع معنى الترهيب؛ إذ يصدر عن قوة في الأخذ والجزاء.

 

وإذا تأملنا في ألوان الهيكل مِن خلال هذه الجزئيات فسوف نجد تحت البدايات أنواعًا، فبداية - مثلاً - مسبوقة بمُقدِّمات أخر، وسنجد ألوانًا مِن هذه البدايات، فبداية - مثلاً - مسبوقة بمقدِّمات تمهيدية، وبداية مسبوقة بالكلام على الحدث مُباشِرة؛ فالمقدِّمات المسبوقة بالتمهيد تتَّخذ ألوانًا كثيرة؛ كـ:

• التمهيد بالتقرير.

• والتمهيد بتحديد الموقف.

• والتمهيد الحواري.

• والتمهيد بالسؤال مِن الرسول الكريم، يُلقيه على الصحابة رضي الله عنهم.

• والتمهيد بسؤال مِن الصحابة أنفسهم.

• وتمهيد باستثارة التساؤل.

• وتمهيد بالسؤال ثم التقرير.

• وتمهيد بإثارة قضية[1].

 

وكل هذه التمهيدات مِن أبرز خصائصها عنصر التشويق الذي كثيرًا ما يَعمد إليه -صلى الله عليه وسلم- لجَلب انتباه السامع وشده.

 

فمِن الصف الأول الذي هو: التمهيد بالتقرير ما نجده في هذه القصة في الحديث عن الثلاثة مِن بني إسرائيل.

فأولاً: نجد السياق إزاء مقدِّمة وجيزة تمهِّد للقصة بدءًا من قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن ثلاثة في بني إسرائيل؛ أبرص، وأقرع، وأعمى، بدا لله أن يَبتليَهم فبعث إليهم ملَكًا فأتى الأبرص، فقال)):

فقد تقرَّر أن هؤلاء المُبتلَين إنما هم مِن بني إسرائيل، وتقرَّر أن عددهم ثلاثة، وتقرِّر أن كل واحد منهم مُصاب بنوع معيَّن مِن أنواع البلوى.

 

وبعد لفظة ((فقال له)) يبدأ عرض أحداث القصة متخذًا أنماطًا متباينة الطعوم؛ فأسلوب تقريري، وأسلوب حواري، وأسلوب وصفي، ثمَّ نتائج ينتهي بها كل حدث على حِدة.

 

والغرض مِن هذا التباين والتنويع في الأسلوب الاهتمام بتحقُّق عنصر التشويق مما يُحفِّز المستمِع على الترقُّب والمتابعة، ويتمثَّل هذا التشويق في عرض الجزئيات التالية المتمثِّلة في العبارات النبوية مِن قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن ثلاثة في بني إسرائيل)):

1- فهذه الكلمات تُثير الاهتمام؛ لأنها بداية قصة تجري أحداثها في بني إسرائيل، وهم قوم كثيرًا ما تُنقل عنهم الأحداث العجيبة التي تَحمل على الاهتمام والتطلُّع لما سيُذكر عنهم.

 

2- وصْف شخصيات القصة بإيراد ذِكرها في المقدمة بوصف كل شخصية على حدة؛ فهناك: أبرص، وأقرع، وأعمى.

 

3- تقرير أن الله أراد أن يبتليَهم، وهنا يترتَّب على كل حدث نتيجة تظلُّ النفس تذهَب فيها كل مذهب حتى يأتي القول الفصل الذي يُنهي كل حدث ببلواه ونتيجته.

 

أما بقية أنواع المقدِّمات فإنها تَصدُق على ألوان كثيرة أخرى مِن قصصه -صلى الله عليه وسلم-:

فمِن التمهيد بتحديد الموقف "قصة المذنب والعابد"، وقصة "الملك والساحر"، وقصة "الرضيع والأم"، وقصة "الكفل مِن بني إسرائيل"، وقصة "صوت في سحابة"، وقصة "المعراج".... إلخ.

 

ومِن المُقدِّمات بالتمهيد الحواري:

قصة الأسئلة الثلاثة التي مفادها ما رواه أنس بن مالك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل نخلاً لبني النجار، فسمع صوتًا ففَزِع، فقال: ((مَن أصحاب هذه القبور؟))، فقالوا: يا نبي الله، ناسٌ ماتوا في الجاهلية، قال: ((تعوَّذوا بالله مِن عذاب القبر، وعذاب النار، وفِتنة الدجال))، قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: ((إن هذه الأمة تُبتلى في قبورها؛ فإن المؤمن إذا وُضِع في قبره أتاه ملَك..)) إلخ.

 

ومثل ذلك: قصة الصراط.

 

ومِن التمهيد بالسؤال ما مرَّ معنا في قصة "المسؤولية والجزاء" مما رواه سمرة بن جندب.

 

ومن التمهيد باستثارة التساؤل قصة "أهل الغار والصخرة"، وهكذا تجري هذه المقدِّمات في أنواع كثيرة مِن القصص النبوي، ليس هذا مكان سردها كلها، والحديث عنها.

 

أما بناء المعاني وصياغة الفِكرة وتجسيد الصورة فإن أول ما يلحظه الناظر في قصص الرسول الكريم أن معانيها تتضمَّن معانيَ شريفة سامية، مِن أهمِّها - وكلها غاية في الأهمية - ما يلي:

1- الدعوة إلى الإيمان بالله - جل وعلا.

2- بسط محاسن الشريعة الإسلامية وشرح أحكامها.

3- الترغيب والترهيب.

4- التربية والتعليم والتوجيه السليم.

5- تربية الخلُق الإسلامي في النفس المسلم المسلمة، وهذه المعاني الشريفة من أروع المعاني التي تخللت هذه القصة؛ قصة الثلاثة من بني إسرائيل.

 

فمِن معاني ترسيخ الإيمان بالله في النفس البشرية المسلمة قولُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذه القصة:

((إن ثلاثة من بني إسرائيل؛ أبرص، وأقرع، وأعمى، بدا لله أن يبتليهم))، فهنا ربط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحداث هذه القصة ومجرياتها ونتائجها وما ترتَّب عليها مِن فعل وجزاء، ربط ذلك كله بالله - سبحانه وتعالى - وفي هذا الربط تعليم يُربِّي الإيمان في النفس، إنه إيمان بالله خالق كل شيء ومدبِّر كل شيء.

 

ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- في شأن الأبرص: ((ألم تكن أبرص يقذرك الناس، فقيرًا فأعطاك الله؟))، وقوله في شأن الأبرص والأقرع معًا: ((إن كنتَ كاذبًا فصيَّرك الله إلى ما كنت))، ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- في شأن الأعمى: ((قد كنتُ أعمى فرد الله بصري، وفقيرًا فأغناني، فخذ ما شئت؛ فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله..)) إلى قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك)).

 

وهكذا تَنتقل هذه العبارات عبر ثنايا هذه القصة، وكلها معانٍ تدعو إلى الإيمان بالله من خلال تفويض الأشياء كلها إليه - سبحانه وتعالى - وأنه وحده هو النافع والضار.

 

وعن معنى بسط محاسن الشريعة الإسلامية نجد القصص النبوي سواء في هذه القصة أو في غيرها من القصص التي ثبتت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نجد خصوصية الالتزام بارزة في معالم كل قصة بما يُحقِّق الغرض الديني "فتبثُّ التوجيهات الدينية في سياق القصة الواحدة على أكثر من صورة؛ حتى تؤدي أكثر من غرض في وقت واحد؛ وذلك لأنها أغراض ذات معانٍ مُتداخِلة، ومن أكثرها ما يكون في معنى الدعوة والتربية والتسرية[2]".

 

"وبسْط محاسن الشريعة الإسلامية" ذلك المعنى النبيل الغائي الذي يُحدِّده قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذه القصة:

ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال: ((رجل مسكين تقطَّعت بي الحبال في سفري..)) إلى قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرًا أتبلغ به في سفري)).

 

فهذا القول النبوي الشريف بسْط لمحاسن الشريعة الإسلامية؛ لأنه حثٌّ وتوجيه على الإنفاق وإخراج الزكاة والصدقة في وجوه الخير مما فاض من المال، والصدقة والزكاة مِن أهمِّ أركان الإسلام الخمسة في حياة المسلم الدنيا والآخرة؛ فهما مِن أكبر محاسن الشريعة الإسلامية في تحقيق التكافل الاجتماعي بين الأفراد والمجتمعات؛ لتسعد البشرية كلها في ظل نظام عادل يَحفظ الحقوق من خلال هذين المصدرَين الزكاة والصدقة.

 

وكذلك الشأن في حال الأقرع والأعمى؛ ففي طلب كلٍّ منهما ومسألته معنى بسْط محاسن الشريعة لتحقيق الصدقة والإنفاق.

 

وعن معنى الترهيب والترغيب تتوالى عبارات التوبيخ والتقريع، بجانب عبارات الشكر على الإحسان؛ فمن الأول قوله -صلى الله عليه وسلم- في شأن الأبرص والأقرع: ((إن كنت كاذبًا فصيَّرك الله إلى ما كنتَ))، ومن الثاني قوله -صلى الله عليه وسلم- في شأن الأعمى: ((فخذ ما شئتَ، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله)).

 

وعن معنى التربية والتعليم نجد طريقة العرض تبدأ بهذا التقرير الإخباري من قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن ثلاثة في بني إسرائيل...)) إلى آخِر هذا العنصر الرئيس الذي اعتمدت عليه القصة في عرض أحداثها، فإنه عرض ذو تعليم وتوجيه إلى ما يجب أن يكون عليه المسلم امتثالاً لأوامر الله، وشكرًا على ما أولى.

 

وعن معنى تربية المسلم على الخلُق القويم من خلال موضوعات هذه القصة نلمَح صِدقَ المشاعر والأحاسيس بما يجب أن يكون عليه المسؤول والمحاسب؛ فقد أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من خلال مسؤوليته الكبرى أن يوجه الصحابة الكرام، ويوجه الأمة الإسلامية كلها من خلال ما ساقَه من موضوعات هذه القصة؛ فهي دليل على عِظم المسؤولية تجاه المال والنفس والخلق، ومِن هنا يُربي الرسول الكريم في نفس كل مسلم معنى الخلُق الإسلامي الرفيع بوصف الفرد المسلم مسؤولاً ومحاسبًا معًا؛ بحيث يُحسُّ الفرد بقيمة فرديته، ويُحسُّ المجتمع بقيمة وسطه الاجتماعي، فكلاهما وحدة لا تتجزَّأ في سبيل إثراء الحياة الإسلامية بالخير والاستقامة على الطريقة المثلى التي يَسعد الناس بها في دنياهم وآخِرتهم، فهي مقياس خلُقي رفيع لا يستقيم عليه إلا أولو العزم من المسلمين الذين خلَّقهم خلُق الإسلام.



[1] القصص في الحديث النبوي؛ ص: 77 وما بعدها.

[2] القصص في الحديث النبوي، ص: 406.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • قصائد
  • أناشيد
  • كتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة