• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  محمد الدبلد. محمد بن سعد الدبل شعار موقع  محمد الدبل
شبكة الألوكة / موقع د. محمد الدبل / مقالات


علامة باركود

نسق الفواصل في سورة الرعد (2)

نسق الفواصل في سورة الرعد (2)
د. محمد بن سعد الدبل


تاريخ الإضافة: 25/12/2013 ميلادي - 21/2/1435 هجري

الزيارات: 14293

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نسق الفواصل في سورة الرعد (2)


إذا تتبعنا حروف الروي في فواصل الآيات من سورة الرعد فإننا سنجد تنويعًا في الفواصل؛ أي: تنويعًا في حروف الروي التي تنتهي بها كل آية من آيات هذه السورة، وإذا ألقينا نظرة على هذه الحروف وجدناها على الترتيب التالي من حيث الكم.


حرف النون في الآيات الخمس الأول من السورة، فقد انتهت كل آية بهذا الحرف، كما في قوله - تعالى -: "يؤمنون، توقنون، يتفكرون، يعقلون، خالدون".


حرف الباء في خمس عشرة آية تنتهي بقوله - تعالى -: "العقاب، الألباب، الحساب، باب، مآب، متاب، عقاب، مآب، كتاب، الكتاب، الحساب، الكتاب".


حرف الدال في أربع آيات تنتهي بقوله - تعالى -: "هاد، المِهاد، الميعاد، هاد".


حرف الراء في سبع آيات، ختمت كل منهن بقوله - تعالى -: "بمقدار، النهار، القهار، الدار، الدار، الدار، النار".


حرف اللام: وهو من أكثر الحروف التي بنيت عليها الفاصلة في هذه السورة الكريمة؛ فقد وردت في سبع آيات، انتهت بقوله - تعالى -: "المتعال، وال، الثقال، المحال، ظلال، الآصال، الأمثال"، ومثل اللام في العدد "الراء" في سبع آيات كما مر، وأكثر منهما حرف "الباء"؛ فقد ورد في خمس عشرة آية كما ذكر.


حرف "العين" في آية واحدة فقط، هي قوله - سبحانه -: ﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴾ [الرعد: 26].


حرف "القاف" في آيتين اثنتين متساويتين مبنى ومعنى، هما لفظتا: "واق".


وقد تمت حروف الروي في فواصل السورة من سبعة أحرف، هي: "النون" و"الباء" و"الدال" و"الراء" و"العين" و"القاف"، كما هو مبيَّن في الإحصائية السابقة.


ومما يأسر الأسماع ويجذب القلوب ويشنف الآذان أن جميع الفواصل التي اشتملت عليها هذه السورة الكريمة يُوقَف عليه بالسكون مسبوقًا بحرفي مد، هما: الألف والواو، وذلك علامة على وحدة الجرس في حرف الروي وما قبله؛ لأن للسكون بعد المد وقعًا ترتاح له الأُذُن.


وهناك ظاهرة تستوقف الباحث المتأمل في نظم الفواصل في هذه السورة الكريمة، وتلك الظاهرة هي تماسُك البناء، فإننا نجد الآيتين والثلاث آيات والأربع آيات تتوالى على حرف واحد أو روي واحد، ثم يقطع هذا الحرف في آيتين بحرف آخر أو بفاصلة تبدو أنها منفردة، ولكن القارئ أو السامع سيجد نفسه بعد قليل في الفاصلة التالية وقد عاد إلى الفاصلة التي سبقت بآيتين أو بآية واحدة، ثم يكون هنالك عَود إلى هذا الحرف بعد آيتين أو ثلاث، ومعنى ذلك تمام الاتصال، وتمام الائتلاف، وجمال النظم الذي يجعل السورة الكريمة بناء منسقًا متماسكًا تأخذ كل آية بأختها، وتدل أُولياتُها على أُخْرياتها.


إن الحروف التي بنيت عليها الفواصل هنا حروفٌ معدودة من حروف الهجاء، ومنها: النون، والدال، والباء، والراء، كما سبق، والمتأمل يرى أن هذه الحروف تميزت بالوقف الذي سبق على أعذب مقطع، وأسهل موقف، وشاع فيه مقابلة المجرور بالمنصوب، والمرفوع بالمجرور، من ذلك قول الحكيم - سبحانه -: ﴿ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ﴾ [الرعد: 11] يقابلها - أعلى الآية - قوله تعالى: ﴿ وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ﴾ [الرعد: 12]، فلفظ الفاصلة في الأولى مجرور، وفي الثانية منصوب، وقوله - عز اسمه -: ﴿ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [الرعد: 18]، لفظ هذه الفاصلة مرفوع، قوبل بفاصلة لفظها مجرور، من قوله: ﴿ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الرعد: 19].


ومما يسترعي النظر أنه لم يَرِدْ في أصوات فواصل السورة من الحروف الشفوية سوى "الباء"، ذلك الحرف الذي تكرر في خمس عشرة آية.


والباء من الحروف التي يسبق نطقها في المخرج، بل لشدة سهولتها نسمع الطفل الصغير ينطقها في يُسْرِ أول عهده بالكلام.


وإذا تتبعنا بقية الحروف في فواصل هذه السورة، ألفيناها جميعها من الحروف اللسانية، وهي: النون، واللام، والراء، والقاف، والدال، وهي حروف متوسطة من حيث سهولة المخرج على لسان المتكلم.


أما الحروف الحلقية، وحروف اللهاء، وهي أعسر الحروف وأشقها في النطق، وهي: الهمزة، والهاء، والعين، والغين، والحاء، والخاء - فقد خلت فواصلُ تلك السورة الكريمة منها، عدا حرف العين الذي ذكر في فاصلة واحدة فقط، ولم يكرَّر في الفاصلة التي تليها، أو في آية فاصلة غيرها، على أن هذه الفواصل - وإن اتحدت في حرف الروي - لا يستطيع القارئ أو السامع أن يلحظ أي تكلف في إيراد تلك الفواصل على هذا النحو؛ فإن المعنى في كل آية يقتضي فاصلة أشد اقتضاء، حتى لقد نجد بعض الفواصل المسجوعة وقد اتحدت الكلمة كلها بجميع حروفها ومعانيها في القرينتين أو في ختام الآيتين المتتابعتين، وذلك راجع لشدة اقتضاء المعنى، فأنت ترى مثلاً في قوله - تعالى -: ﴿ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴾ [الرعد: 38]، وقوله: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 39]، إن لفظة "كتاب" تكررت في آيتين متواليتين؛ وذلك لاقتضاء المعنى؛ فالكتاب في الأولى يُقصَد به معنى لكل وقت حُكمٍ يكتب على العباد؛ أي: يفرض عليهم على ما يقتضيه استصلاحهم"، والكتاب في الثانية معناه: "أصل كل كتاب، وهو اللوح المحفوظ؛ لأن كل كائن مكتوبٌ فيه[1]"، ومن أبرز خصائص حروف الفاصلة في السورة تناسُب الحروف في مخارجها، وانسجامها مع المد الناشئ في آخر كل آية الذي ينشأ عنه التأثير الروحي في جو السورة العام من خلال النغم الممتد عبر كل مقطع، وفي هذا ما يُحدِث في النفس نوعًا من الاطمئنان والراحة النفسية، وبنظرة شاملة إلى مقاطع الفاصلة في السورة كلها يحس المتأمل بعدم التفاوت في مخارج الحروف، وكل حرف جاء ملائمًا لما بعده في السياق من حيث الرصف والبناء، ومن حيث التناسق الصوتي في الشدة واللين والتفخيم والترقيق، خذ مثلاً قوله - تعالى -: ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الرعد: 1]، وتأمل مخارج الحروف في لفظة "يؤمنون" كيف تُشكِّل الحروف إيحاءً صوتيًّا عذبًا لا يمل ترداده؛ إذ جاءت المخارج متناسبة في القُرْب والبعد؛ فالياء من أسفل الفكين، والهمزة من أقصى الحلق، والميم من الشفتين، والنون من طرف اللسان، والواو من أعلى الشفتين دون إطباقهما حتى لا ينقطع النفس وحتى يظل الجرس مديدًا لا يمل.



[1] انظر تفسير الكشاف الزمخشري، طبعة دار الفكر، بيروت.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • قصائد
  • أناشيد
  • كتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة