• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  محمد الدبلد. محمد بن سعد الدبل شعار موقع  محمد الدبل
شبكة الألوكة / موقع د. محمد الدبل / بحوث ودراسات


علامة باركود

دور الأدب في الحروب الصليبية

دور الأدب في الحروب الصليبية
د. محمد بن سعد الدبل


تاريخ الإضافة: 23/4/2014 ميلادي - 22/6/1435 هجري

الزيارات: 34753

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دور الأدب في الحروب الصليبية


ماذا عن دور الأدب شعرًا ونثرًا في حياة حِقَب زمنية في كتب التاريخ والسير الإسلامية بعصر الحروب الصليبية؟

لقد لمَّ شتات هذا الموضوع كثيرٌ مِن الأدباء والنقاد والمؤرِّخين على اختلافٍ وتبايُن في مادة العطاء والعرض والتحليل، فمِن كاتب عُني بحصر النصوص وجمعها، ومِن كاتب استفرغ جهده في النظر إلى مادة هذا الأدب محللاً ومُعلِّلاً ومِن مؤرِّخ اهتمَّ بالتراجم الذاتية للقادة والحكام والولاة والعلماء والأدباء، ومِن مؤرِّخ جعل همَّه في التأريخ للوقائع والحوادث الإسلامية التي خاضها جنود الإسلام مع الجيوش الصليبية في عدد مِن الغزوات والوقائع.

 

وفى الآوِنَة الأخيرة ظهر على صعيد الحياة الفكرية والأدبية المُعاصِرة عدد مِن الدراسات التي تناوَلت الأدب ودوره في تلك الحروب مِن ذلك ما سطَّره يَراع الأديب الإسلامي الدكتور: عمر عبدالرحمن الساريسي في كتابه "نصوص مِن أدب عصر الحروب الصليبية"، وقد تخيَّرتُ عددًا من نصوص الشِّعر التي صورت آثار الحروب الصليبية وآثار الجهاد الإسلامي، مما كان سببًا في إذكاء الروح الحماسية عند المسلمين، وسببًا مِن أسباب نَصرِهم في عدد مِن الغزوات، ويقول الكاتب الدكتور عمر الساريسي:

غير خاف عن أحد أن أدب الدعوة إلى الله تعالى - على عدم تحقُّقه في أذهان كثير مِن الدارسين - متميز على غيره مِن ألوان الفِكر المختلفة المَنازِع والاتجاهات التي تتوزَّع أدبنا العربي.

 

ففي كل عصر مِن عصور الأدب نجد أمثلة بيِّنة الوضوح؛ فإننا نجد الأدب الجادَّ الذي يَستشعر مسؤوليته التاريخية في حمل هموم الأمة وتراثها، ونجد الأدب الذي لا يُهمُّه إلا أن يُلبي نداءات فردية حرة مِن كل قَيد.

 

ودور الأدب في الحروب الصليبية دور له عطاؤه الجمُّ الثابت ثُبوتَ المُجاهدين في معارك تلك الحروب.

 

ولا يُسعِّر الحروب ويشبُّ أُوارَها مثل الشِّعر، في استنهاض الهِمَم، ويقول القاضي الهروي، وقيل الأبيوردي:

مَزجْنا دماءً بالدُّموع السواجِمِ
فلم يَبْقَ مِنا عَرضَة للمراجِم
وشرُّ سلاح المرء دمع يُفيضه
إذا الحرب شُبَّت نارُها بالصوارِم

 

إن الشاعر في هذا المطلع، يَصرخ ببكاء الناس بكاءً أنزلَ الدم مِن العيون لشدته واستمراره، وأنهم بكوا حتى لم يبقَ مجال للذمِّ، ولكن الشاعر هنا لا يَلبث أن يَفطِن إلى أن البكاء على شدته لن يُغني في معركة يُسعِّر نارَها ضربٌ مسدَّد وسيف قاطع.

فإيهًا بني الإسلام إنَّ وراءكم
وقائع يُلحقْنَ الذُّرا بالمناسم
أَتَهْويمة في ظلِّ أمن وغِبطة
وعيش كنُوَّار الخَميلة ناعم؟
وكيف تنام العين ملءَ جُفونها
على هفوات أيقظَتْ كلَّ نائم؟
وإخوانكم بالشام يُضحي مَقيلُهم
ظُهور المذاكي أو بطون القَشاعم
تَسومهم الرومُ الهوانَ وأنتمُ
تَجرُّون ذيلَ الخَفضِ فعلَ المُسالم

 

وهنا يَستصرِخ الشاعر المتخلِّفين عن الجهاد مع إخوانهم المسلمين فيبدأ المقطوعة بتوجيه نداء حارِّ: إيهًا بني الإسلام أن اصحوا مِن نومكم، فما دهمَكم مِن الغزو سيجعل أعزَّتكم أذلَّة، فكيف تنامون ملء عيونكم، وتعيشون عيشًا ناعمًا مُرفَّهًا، وفي إخوانكم تَجري فظائع الأمور التي تقع على رؤوسهم فلا يَجدون للراحة معبَرًا ولا للنوم سبيلاً؛ فهم أبدًا على صهوات خيول، هم يُحارِبون ليُنصروا أو تكتب لهم الشهادة فتَتخطَّفهم نسور الجوِّ ولا يَجدون مَن يُواري جثثهم، أما أنتم ففي ثياب النِّعمة تَرفُلون.

وكم مِن دماء قد أُبيحت ومِن دُمًى
تَوارى حياءً حُسْنها بالمَعاصم
بحيث السيوف البيضُ محمرَّة الظُّبا
وسُمْر العوالي دامياتُ اللَّهاذِم
وبين اختلافِ الطعنِ والضربِ وقفَةٌ
تظلُّ لها الولدان شيبُ القوادِم
وتلك حروب مَن يغبْ عن غِمارها
ليسلَم يَقرَع بعدَها سنَّ نادِمِ
سللْنَ بأيدي المُشرِكين قواضبًا
ستُغمَد منهم في الطُّلا والجَماجِم
يكادُ لهنَّ المستجِنُّ بطيبةٍ
ينادي بأعلى الصوت يا آل هاشم

 

قال الدكتور الساريسي:

في هذه الأبيات يُصوِّر الشاعر المعارك التي وقعت بين المسلمين وأعدائهم مِن الفِرنجة، فقد أُبيحت فيها دماء كثير من المسلمين، ولقد اقتحم فيها على النساء خدورهنَّ، ولم يَجْدن ما يدفَعْن به عن أعراضهنَّ المصونة غير معاصِمهنَّ المُشتبِكة حياءً وخوفًا.

 

وقد اشتدَّت هذه الحروب، واستحرَّ فيها القتل حتى بدت أسنَّة السيوف حمراء لاهبة، وحتى إن الصبيان ربما ظهَر في شَعرِهم الشَّيب لما في هذه الحروب مِن هولِ الطعن والجلاد.

 

وفي أبيات يصور الشاعر تخاذُل بعض المحاربين قائلاً:

أرى أمتي لا يُشرِعون إلى العِدا
رماحَهم والدِّينُ واهي الدعائم
ويَجتنبون النار خوفًا مِن الردى
ولا يحسبون العارَ ضربةَ لازمٍ
أترضى صناديد الأعاريبِ بالأذى
ويُغضي على ذلٍّ كُماة الأَعاجم
فليتهم إذ لم يَذودوا حميةً
عن الدِّين ضنُّوا غَيرةً بالمَحارم
وإن زهدوا في الأجر إذ حَمِيَ الوغى
فهلا أتوه رغبة في الغنائم

 

قال الدكتور السارسي:

يرى الشاعر قُعود بعض بني قومه عن الجهاد فيتألم لذلك ألمًا يُصوِّر معه واقعهم المتخاذِل عن نصرة دينهم الذي يُحاول الأعداء إسفافه، وطمسَ معالمِه.

 

وفي نهاية القصيدة يَبلغ الألم بالشاعر مبلغًا أشد فعلاً وتأثيرًا فيَكشِف لهم عن مستقبل أيامهم، وما سيَنتُج عنه مِن إذلال وصغار لأجيالهم القادمة إن لم يتدارَكوا أمرهم بفِعل الحسام.

لئن أذعنَتْ تلك الخياشِيم للبرى
فلا عطَستْ إلا بأجدَع راغِم
دعَوناكمُ والحرب تَدعو مُلحَّةً
إلينا بألحاظِ النُّسورِ القَشاعم
تُراقِب فينا غارةً عربيةً
تُطيل عليها الرومُ عضَّ الأباهِم
فإن أنتمُ لم تغضَبوا بعد هذه
رمَينا إلى أعدائنا بالحَرائم

 

قال الساريسي: يتسرَّب غضب الموقف في عروق الشعراء فيأتون بأجزل العبارات مُضمَّخةً بلُغة العواطف المنفعلة الصادقة التي وقودها الصدق في القول[1].



[1] نصوص من أدب عصر الحروب الصليبية؛ الدكتور عمر الساريسي (ص: 24) وما بعدها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • قصائد
  • أناشيد
  • كتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة