• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  محمد الدبلد. محمد بن سعد الدبل شعار موقع  محمد الدبل
شبكة الألوكة / موقع د. محمد الدبل / خطب منبرية


علامة باركود

من السيرة النبوية

من السيرة النبوية
د. محمد بن سعد الدبل


تاريخ الإضافة: 24/7/2013 ميلادي - 16/9/1434 هجري

الزيارات: 18599

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من السيرة النبوية


الحمد لله العلي الكبير الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وهو بكل لشيء عليم.

 

وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الصادق المصطفى الأمين، خاتم الأنبياء والمرسلين، رسول الهدى ونبي ورحمة، إمام الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فيقول الحق تبارك وتعالى:

﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128] ويقول جل عن قائل: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].

 

عباد الله:

بعد أن أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل في كل أمر من قول أو فعل أو حركة أو سكون، بعد أن أوصيكم ونفسي بذلك يجب على المسلم المؤمن الحقيقي أن يعرف شيئا، بل أن يلم كثيرا بمعرفة ذلك الرسول الكريم الذي جعله الله هدى ورحمة للعالمين، وعلى يده تخلص كثير من الناس من عذاب النار برحمة الله وحده.

 

عباد الله:

أليس من الواجب على المسلم أن يعرف كل شيء عن حياة وسيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -؟ إنه ليحز في نفس كل مسلم مؤمن عاقل رشيد أن لا يعرف من حياة محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا اسمه ونسبه، وتاريخ مولده، وتاريخ مماته، وإنه ليحز في نفس كل مسلم مؤمن عاقل رشيد أن يرى ناشئة الإسلام وشباب الإسلام لا يكادون يعرفون شيئا عن حياة ذلك البطل القائد، ذلك الرجل الوقور الصادق المصدوق.

 

نعم ذلك الرجل البشر الذي اصطفاه الله لحمل رسالته رسالة السماء في الأرض.

 

عباد الله:

ما أجدرنا جميعا، بل ما أحوجنا إلى تتبع حياة ذلك النبي الكريم، والتعرف والتبصر بسيرته العطرة وإحياء سنته صلوات الله وسلامه عليه والاقتداء بها في كل أمر. فما أكثر ما نقرأ عن حياة العظماء من الرجال، وما أكثر ما نعرف عن سيرهم ومواقفهم، ولكننا لم نوف حياة محمد - صلى الله عليه وسلم - حقها بالدرس والعناية وحقيقة المعرفة إلا من شاء الله منا.

 

أيها المسلمون:

إن علماء الغرب ومفكريه وأدباءه، إذا نبغ فيهم واحد أقاموا له الدنيا وأقعدوها، ودرسوا حياته من جميع جوانبها، وخلدوا ذكره على صفحات تاريخهم، وأقاموا له الأعياد، ونصبوا له التماثيل، وأتوا في ذلك بالعجب العجاب.

 

فأين أحللنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منا من حيث المنزلة والمعرفة بسيرته العطرة، كلنا مقصر في معرفة سيرة نبي الإسلام ورسوله. ومعلوم أنه لا يجوز لمسلم أن يطري محمدا - صلى الله عليه وسلم - في طريقة التعرف على سيرته وأخلاقه وسننه، فلا يجوز أن نقيم له الأعياد، ولا يجوز أن ننصب له التماثيل، ولا أن نطريه إطراء قد نهينا عنه، والأصل في فلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم فإنما أنا عبد الله ورسوله ". أو كما قال - صلى الله عليه وسلم -.

 

الذي أعنيه هنا هو وجوب معرفة المسلم سيرة وحياة ذلك الرجل الكريم الذي غيي مجرى التاريخ وأخرج الناس من ظلمات الكفر والجهل إلى نور العلم والإيمان. فإنه بعد أن يعرف المسلم سيرة ذلك النبي الكريم وما هي عليه من تواضع جم، وخلق عظيم، وعقل كبير، ونفس مؤمنة، وإيمان صادق، وصبر طويل، وحلم واسع، ويد سخية، ووجه سمح كريم ومحبة للمسلمين، وتجاوز عن السيئات، إنه بعد أن يعرف المسلم كل هذه الخلال حري به أن يقتدي برسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيما يأتي ويذر.

 

عباد الله: إنه مما يجب على المسلم أن يعرفه من سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أنه نبي الله ورسوله، واحد بشر من عباد الله، خاتم أنبيائه ورسله. زكاه الله في صدق القول فقال: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ﴾ [النجم: 3]، وزكاه في سمعه وبصره فقالت: ﴿ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ﴾ [النجم: 17]، وزكاه في عقله فقال: ﴿ ما كذب الفؤاد ما رأى ﴾، وزكاه ما خلقه فقال: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4] وزكاه فيما أمره به فقال: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [الجاثية: 18، 19].

 

عباد الله:

مما يجب أن يعيه المسلم عن حياة وسيرة ذلك النبي أنه أول رجل دخل تاريخ الإنسانية بالخير العميم منذ أن نزل عليه في الغار أمين السماء جبريل بقول الله: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ... ﴾ [العلق: 1] إلى آخر آية نزلت من كتاب الله سبحانه وتعالى.

 

فعلينا التفقه في سنته الشريفة ومعرفة ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير. إن من كمال إيمان المسلم أن يحب الله رسوله، ومن كمال محبه المسلم لله ولرسوله أن يديم النظر فيما أثر عن نبي الإسلام من حديث شريف أو خطبة أو وصية أو عهد أو ميثاق أو رسالة أو حكم أو تقرير، أي أن على المسلم أن يطل على السنة المحمدية من جميع نواحيها، فإن كان قارئا فليقرأ في كتب الحديث وما أكثرها، وإن كان أميا فليسأل العلماء عما يجهله من هدي هذه السنة الطاهرة.

 

ورحم الله صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ورحم التابعين والصالحين من سلف الأمة أولئك الذين تخرجوا في مدرسة النبوة، ولم يغادروا صغيرة ولا كبيرة من قوة أو فعل نبوي إلا حفظوه وتدارسوه، حتى أثرى الكتبة منهم والحفظة الثقات الأمناء أثروا المكتبة الإسلامية بأمهات كتب السيرة النبوية في الحديث الشريف، وفي التاريخ النبوي، وفي المغازي النبوية، وفي العلاقات بين محمد - صلى الله عليه وسلم- وبين المسلمين في شتى بقاع الدنيا لا مما عمه الإسلام في عهده الزاهر الميمون.

 

وما ذلك يا عباد الله إلا لأن السلف الصالح قد فقهوا الدين الإسلامي وآمنوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم- نبيا ورسولاً، وبكتاب الله منهجا للدنيا والدين منطلقين في ذلك من قول الحق تبارك وتعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7]، ومن قوله سبحانه وتعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].

 

ومحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيها الإخوة تعني الاقتداء بشخصيته في كل شيء، وتعني الاقتداء بسنته وتطبيقها، ومن الاقتداء سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشخصيته أن يعرف المسلم جميع ما حفظته سنته الشريفة من تاريخ حياته أو أغلب شئون تلك الحياة التي وعتها وحفظتها مصادر الحديث الشريف. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله.

 

الحمد لله الذي جعل من محمد وهدي محمد - صلى الله عليه وسلم - نورا يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم. ونصلي على النبي القائل: " نضر الله وجه امرئ سمع مقالتي فوعاها وأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع". أو كما قال - صلى الله عليه وسلم.

 

أما بعد فيا عباد الله:

إنه من الفشل الذيع والخسران المبين أن يمر ليل المسلم ونهاره، ولم يتزود من معين الثقافة الإسلامية بشيء، تلك الثقافة التي وعاها السلمون الأوائل من عهد محمد - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الأجلاء إلى كل متمسك بدين الله بتاريخ الإسلام الطويل الحافل بكل بخير.

 

وإن أزكى وأرفع دروس الثقافة الإسلامية بعد الهدي القرآني هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وما كانت عليه حياته الخاصة والعامة طوال العهد النبوي وطول عقود الإسلام.

 

فينبغي، بل يجب على المسلم أن يقتدي برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن يطبق سنته الشريفة في كل شيء فإنها مما يحصن المسلم عن موقع الارتياب والشكوك والانزلاق والمتردي في موجة الإلحاد العارمة التي لم تزل تغزو المسلمين في ديارهم.

 

عباد الله إن الكثير منا حين يرسم بيته لا يفكر إلا في تزيين صالات الطعام وغرف النوم والمرافق الأخرى. ولكن هل فكر كل منا في إعداد مكتبة المنزل. قد يوجد هذا الاهتمام عند القليل من الناس. ولكنه مجرد تفكير أو مجرد إنجاز معمور بالسقف والحيطان، ولكنه خراب خال من الكتب القيمة النافعة، وخصوصا تلك الكتب التي تعنى بفقه السيرة المحمدية، فلو سألت واحدا من ناشئتنا وشبابنا عن أحد مصادر الحديث الشريف كصحيح البخاري، وصحيح مسلم، أو عن زاد المعاد، أو عن فيض القدير، أو عن سبل السلام، أو عن عمدة الأحكام، أو عن كتاب الكبائر، أو رياض الصالحين لم تجد عند واحد منهم جوابا عما يعرفه من تلك المصادر الإسلامية الكبرى. فهو يجهلها جهلا مطبقا، بل كأنها غريبة عليه لا يعرف حتى اسمها، فضلا عن كونه لا يعرف موضوعاتها، ولا ما تضمه صفحاتها من علم جليل نافع.

 

إنه ليحز في قلب كل مسلم غيور على إسلامه أن يرى المجتمع المسلم في أي بلد على مستوى الفرد والجماعة لا يعرف من حياة محمد وعلم محمد وسيرة محمد شيئا، وإنه ليحز في نفس كل مسلم غيور أن يرى المستشرقين يتسابقون إلى شرح السنة وتحقيق تراثها وفهرستها. وكان الأجدر بهذا التراث الإسلامي الحضاري النافع علماء الإسلام وشباب السلام وناشدته. ولكن لم يبق لنا من هذا العطاء ذي المدد الفياض سوى القليل.

 

سبحان الله! إن كثيرا من الشباب والكهول والشيوخ، وكثير من مفكري الإسلام وأدبائه ينهالون على شراء الكتب ذات الصبغة الغربية مبهورين بما تضمه من موضوعات وقصص وأخبار وحكايات وطوف ووقائع وأخبار، هي إلى الخيال أقرب منها إلى الحقيقة العلمية النافعة.

 

فكثير منا تراه يملأ مكتبته المنزلية إن كان لديه مكتبة منزلية- يملأها بمثل هذه المؤلفات العقيمة التي لا تضم في ثناياها سوى تغيير المفاهيم والتشكيك في عقيدة الإسلام، بل التشكيك في وجود الخالق جل وعلا، وتبا لمن هذه نظرته وهذه ثقافته.

 

إن على المسلم المؤمن الحقيقي أن يجعل مصادر ثقافته مبنية على أسس قوية متينة لا تنهار قواعدها، وما أقوى وما أجمل وأنفع ثقافة الإسلام التي أسس قواعدها رسول الإسلام.

 

أما آن لنا يا عباد الله أن نرجع إلى مصادر ثقافتنا لننهل من نموها العذب ووردها الصافي. أما آن لنا أن نرجع إلى سنة محمد وسيرة محمد - صلى الله عليه وسلم- لنتخرج في مدرسته ونفاخر بشخصيته وحديثه وهديه.

 

عباد الله:

أليس من الخطأ، بل من المنكر أن يحل محل الكتب النافعة في أدراج مكتباتنا المنزلية أشرطة (الفيديو)، تلك الأشرطة الخليعة الماجنة التي يمجها الذوق السليم، وينكرها الطبع السوي.

 

فاللهم يا رب العزة والجلال اهد ضال المسلمين وبصرهم بأمور دينهم ودنياهم، وأعز يا رب الإسلام والمسلمين، ودمر أعداء الإنسانية أعداء دينك القويم، وخذ بأيدينا إلى الحق وإلى طريق مستقيم، وأعز قادتنا وولاة أمورنا وثبتهم على الحق، وردنا إلى سنة نبيك وفقه سيرته هذا جميلاً، وصلوا وسلموا على نبيكم، واذكروا الله العظيم يذكركم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • قصائد
  • أناشيد
  • كتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة