• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  محمد الدبلد. محمد بن سعد الدبل شعار موقع  محمد الدبل
شبكة الألوكة / موقع د. محمد الدبل / خطب منبرية


علامة باركود

العناية بالصحة

العناية بالصحة
د. محمد بن سعد الدبل


تاريخ الإضافة: 24/5/2012 ميلادي - 3/7/1433 هجري

الزيارات: 44328

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحمد لله القائل في محكم كتابه الكريم: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57] ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82]. ونحمد الله القائل عن كتابه ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ﴾ [فصلت: 44]، والقائل عن وجوب التوكل عليه، وسؤاله الشفاء والصحة والعافية وبرء السقم: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80]. ونشهد أن لا إله إلا الله الواحد الفرد الصمد الذي بيده تصريف كل شيء لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير.

 

ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، خير من نصح الأمة وعلمها وهداها هداية الدلالة والإرشاد، ووكل هدايتها هداية الفضل والإنعام إلى الله تعالى صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعه واقتفى أثره إلى يوم الدين.

 

أما بعد، فيا أيها المسلمون:

اتقوا الله في كل أمر، وحاسبوا أنفسكم على كل شيء مما تأتون وتذرون، واعلموا أن الله سبحانه وتعالى ما سن الشرائع وأرسل الرسل إلى لمصلحة الناس أجمعين، أدناها تبصيرهم بواقعية إنسانيتهم وأنهم بشر لا يملكون لأنفسهم شيئا. وأعلاها إخراجهم من ظلمات الكفر إلى نور العلم والإيمان. واعلموا أنه من لطف الله بالناس أجمعين أن أرسل إليهم خاتم الأنبياء ورسله محمدا- صلوات الله وسلامه عليه- ليخرج الناس من الكفر إلى الإسلام، ومن الشك إلى اليقين، ومن الفوضى والاضطراب إلى حياة السعادة والاستقرار. ومن حياة المرض الجسدي والنفسي إلى حياة الشفاء والعافية متى طبق الناس شريعة الله وسنة رسوله في حياتهم ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52].

 

نعم شريعة الله صراط مستقيم. لا ترى فيه عوجا ولا أمتا، لا خير إلا حث الأمة عليه. ولا شر إلا حذرها منه. سواء كان هذا الشر يتربص بها في أجسادها أو معنوياتاها أو نظام حياتها أو أخلاقياتها فتعالوا –رحمني الله - وإياكم لنتبصر في شرع الله الإسلام، وماذا أعد لأمته من نظام يكفل لها السلامة من الأمراض والأسقام الحسية والمعنوية. ألا فلنعلم أولا أن الذي يجلب إلى نفسه الأسقام والأمراض إنما هو الإنسان نفسه لا غيره، سواء كانت الأدواء التي يشكو منها قد أصيب بها بطريق مباشر كأن يكون هو السبب الأول في مقارفتها أو كانت هذه الأدواء والعلل الحسية والمعنوية قد انتقلت إليه بطريق الاختلاط بقرناء السوء مما يجر إليه العدوى في صحة جسده وصحة عقله وصحة تفكيره وسلامة معتقده. ألا فلنعلم أن الإنسان نفسه هو و السبب الأول الرئيس في ارتكاب ما يجر إليه ويلات الأسقام والأمراض. والإسلام في تطبيقه وإتباعه هو البلسم الشافي لكل داء بإذن الله العلي القدير. ورحم الله من قال: "إن يزينك لنفسك وإن يشينك لهيه".

 

أيها الإخوة المؤمنون، اعلموا أن من محافظة الإسلام على صحة الإنسان وعافيته أنه النظام الأول الذي لم تسبقه النظم الحديثة بشتى ما استخدمته من وسائل العلم وأسبابه في مداواة الأجسام والعلل التي يشكو منها المرضى، وإذا أنت تتبعت الأسباب التي يأخذ بها الطب الحديث في مداواة المرضى وجدت من أولها المداواة (بالحمية) تلك الطريقة الناجحة (طبيًّا) وها هو الإسلام قد سبق علم الطب الحديث، فقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الشبع، لأنه يحدث البطنة، والبطنة تحدث التخمة، والتخمة تجلب كثيرا من الأمراض العضوية كأمراض الكبد، وأمراض الهضم، وأمراض الأطراف، وتجلب الأمراض النفسية. فتجنب التخمة يقي الفهاهة والشرود الذهني، فهي تذهب باعتدال المزاج، وتكون مدعاة لسقم التفكير، وفقدان الذاكرة وبطء الفهم، وضيق النفس، ونتني الرائحة، وفقدان الراحة في النوم لاشتغال خلايا الجسم بما، زاد عليها. ومن هنا ذم الشارع الحكيم صلوات الله وسلامه عليه، ذم الشراهة والشبع والتخمة والبطنة فقال - صلى الله عليه وسلم- : "بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا بد آكلا. فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه".

 

ووصف الإسلام معدة الكبد وصفا حسيا للتأكيد على المحافظة عليها والعمل على سلامتها، فقال: "المعدة بيت الماء، والحمية رأس الدواء".

 

ومن محافظة الإسلام على صحة الإنسان وعافيته أن شرع الصوم للمسلمين، وإن كان الصوم سابقا في الأديان الأخرى قبل الإسلام. لكن الإسلام هو الذي وضع لفريضة الصوم الضوابط وحدد أوقاته بدءًا ونهاية، حيث جعله شهرا واحدا على رأس كل عام، وأتبعه بصيام النوافل لمن أحب التزود من الأعمال الصالحة. وفي الصوم حمية عامة لأعضاء الجسم كافتها. فهو دواء عام لكل عضو من الأعضاء والأطراف من محافظة الإسلام على الصحة الإنسانية أن حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. وفي ذلك إشارات صحية حية ومداواة لذوي القلوب الضعيفة التي تلعب بها أهواؤها. فإن ارتكاب المحرمات من مخدرات ومفتِّرات وزنى يكون مدعاة لانتقاد العدوى بشتى الأسقام والأورام التي لا يرجى برؤها. وهذا هو ما تشكو منه كثير من الدول والبلدان التي تدعي الحضارة والرقي، ولكنها حضارة ورقي مزعوم مفترى مكذوب. فكيف ترجى السلامة من العلل والآفات لمجتمعات نزلت بها أخلاقياتها إلى الحضيض، فأشبهت الحيوانات العجم في تصرفاتها الشنيعة ﴿ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 44] ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ﴾ [محمد: 12].

 

عباد الله:

ومن رعاية الإسلام وعنايته بالصحة العامة للأفراد والجماعات قيامه ورعايته لحقوق الطفل صحيا؛ ذلك الفرد القاصر الذي لا يستطيع أن يفصح عما يلم به من أمراض. فقد ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يحنط بالتمرة ثم يضعها في فم الطفل الرضيع. وفي ذلك إرشاد بد تطعيم الأطفال عبر طفولتهم ضد الأسقام والأوبئة التي تتناقل بالعدوى. فقد أثبت العلم الحديث أن التمرة غذاء كامل غني بجميع ما يحتاج إليه الجسم البشري، وإذا فالسبق للإسلام لا للعلم الحديث، وما امتداد العلم الحديث إلا من هدي الإسلام.

 

وهذا العمل الطبي الناجح بالتجربة أعنى التطعيم جدير بالمسلم أن يتبعه بانتظام للعمل والحرص على سلامة الأطفال الأبرياء. ولا يجوز للمسلم أن يترك مثل هذا التداوي مدعيا التوكل على الله، لأن فعل الأسباب لا ينافي التوكل على الله، ويكفي الإسلام فخرا تقدمه العلمي (طيبا)، وفي جميع المجالات نهيه عن الإسراف في الأكل والشرب، حيث يقول تبارك وتعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].

 

والإسراف أيها الإخوة مظنة الفقر وسببه الأول الداءين، والفقر من أكبر العلل التي تجلب الجهل والمرض، بل هو علة هذين الداءين الخطيرين وأحدهما.

 

فاتقوا الله في كل ما تأتون وتذرون؛ فتقوى الله خير لكم في كل شيء. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والعظات والدلائل والأحكام والذكر الحكيم. أقول هذا القول واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي بيده الخير وهو على كل شيء قدير، نحمده ونستعينه ونستهديه ونسأله المزيد من فضله وإنعامه ودفع بأسائه. فهو النافع الضار، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونصلي ونسلم على رسوله ونبيه الصادق الأمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أما بعد، فيا أيها الإخوة المسلمون:

تسعى الدولة جاهدة في هذا البلد. وفي كل بلد يعبد فيه الله ويشهر فيه الأذان للصلاة. تسعى هذه الحكومة الشرعية الرشيدة في كل ما من شأنه إصلاح الفرد والمجتمع من تعليم وتدريب وعمل وأمن واقتصاد وصحة، منطلقة في هذه المنافع من خط مرسوم يقوم على الاهتداء بهدي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. فأسبوع لتحفيظ القرآن ومسابقته، وأسبوع للثقافة والرياضة المتسمة بالحشمة والوقار البعيدة عما يحرم فعله، وأسبوع للأمن، وأسبوع للشجرة، وأسبوع لمكافحة الجريمة والمخدرات، وأسبوع للأئمة والخطباء، وأسبوع لثقافة الطفل، وأسبوع للصحة العالمية.

 

وكلها تنبثق من توجيهات رجال التربية والتعليم والقائمين على نظام الحسبة في الإسلام والقائمين بالأعمال الإسلامية الدينية التي لا يسد فراغها أحد إلا من تخصص فيها مثلهم كالقضاء والفتوى والدعوة والإرشاد، والتخصصات الطبية، والعلمية النادرة.

 

وهذا يعني أن المسلم مطالب بالعمل الجاد في كل ما من شأنه رفع المستوى العلمي والثقافي والتربوي والصحي للمسلمين كافتهم، ويعني أن لا فراغ في حياة المسلم طوال نهاره وليله. فلا بد من مواصلة العمل إسهاما في تسيير عجلة التطور والعيش الرغيد للفرد والجماعة على حد سواء. ولنعلم أيها الإخوة الكرام أن ديننا الحنيف فرض حقوقا للفرد على الفرد، وللجماعة على الجماعة.

 

والأصل في ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم-: "المحسن شريك المسيء، حيث لا يعلمه"، وقوله - صلى الله عليه وسلم-: "مثل المسلمين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

 

وفي الحقوق الإنسانية يقول صلوات الله وسلامه عليه: "الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى".

 

وهل هناك- أيها الإخوة المؤمنون- حق أغلى وأنفس من صحة الإنسان وعافيته؟ لا والله. فهب أنك تملك الآلاف المؤلفة والقناطير المقنطرة والعقار والرياش، والجاه والمنصب، ولكنك تفقد الصحة الجسدية أو النفسية، فهل لحياتك معنى؟ بل هل لحياتك روح ومتعة أبدا؟ لا روح ولا معنى ولا أثو لحياتك ما دمت ذا جسد عليل وقلب مريض. وبهذا يجب أن نفهم وصية رسول - صلى الله عليه وسلم- لنا بقوله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم: "خذ من صحتك لسقمك، ومن شبابك لهرمك، ومن حياتك لمماتك، ومن دنياك لآخرتك". أو كما قال - صلى الله عليه وسلم-.

 

أيها الإخوة المؤمنون:

آمنوا بجدوى الطب، والتداوي بالطرق الحلال، فما من داء إلا وأنزل الله له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله، وإن هذه الأيام تصادف أسبوع الصحة العالمي. من أجل أن يقف الفرد المسلم في كل بلد مسلم مع مسئوليه ومحاسبيه للمحافظة على صحة المرض والأصحاء، ومن أجل العناية بصحة الشباب والشيوخ والأطفال، فلا يقصر وأحد منا في فعل الأسباب والأخذ بها كمراجعة المصحات والمستشفيات والأطباء الإخصائيين مع إيمانه التام بأن الله وحده هو الشافي الكافي. المنعم المتفضل المعافي.

 

أخي المسلم:

ها أنت تحرص على فحص سيارتك، وعلاج دابتك، فلم تقصر في علاج نفسك وعلاج أطفالك الذين هم أمانة في عنقك. واعلم أن الوقاية خير من العلاج، واعلم أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلى المرضى، وأعلم أن من أسباب انتشار الأوبئة والأمراض تفريط الإنسان وإسرافه في المأكل والمشرب، واعلم أن من أكبر الأسباب وأخطرها في انتشار الأمراض المختلفة الانحطاط الخلقي وعدم الاستقامة على دين الله.

 

فاللهم احفظ شبابنا وشيوخنا ونساءنا وفتياتنا من كل سوء، وألبسهم الفضيلة والصحة في العقل والجسد إنك ولي ذلك والقادر عليه يا ذا العزة والفضل والإكرام.

اللهم أعز إسلامنا، وأعزنا به، وأجعل لنا وله القوة والتمكين على أعدائك وأعدائنا. اللهم دمر الشرك وأعوانه من يهود ونصارى وملاحدة وشيوعيين، اللهم إنهم علوا في الأرض وتجبوا وظلموا وفسقوا فخذهم بقوتك التي لا تقهر، وشتت شملهم بجنودك التي لا يعلمها إلا أنت. اللهم احفظ لنا سادتنا وقادتنا وكل مخلص لدينك ولأمة محمد يا ذا الفضل والإنعام. سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلوا وسلموا على أكرم نبي وأشرف هاد، واذكروا الله العلي العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون. وأقم الصلاة، إن الصلاة تنهى عق الفحشاء والمنكر.

 

المصدر

من كتاب من المنبر خطب وتوجيهات





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • قصائد
  • أناشيد
  • كتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة